السعي بین الصفا والمروة

من ويكي‌حج
(بالتحويل من سعی بین صفا ومروة)
أعمال حج التمتع
عمرة التمتع
۱ شوال الی ۹ ذوالحجه
الإحرام من المواقیت
الطواف
صلاة الطواف
السعي
الحق أو التقصیر
حج
التاسع من ذي الحجة
الإحرام من مکة
الوقوف بعرفات
لیلة العاشر
الوقوف بمشعر
یوم العاشر (عیدالاضحی)
رمي جمرة العقبة
الذبح
الحلق أو التقصیر
لیلة الحادی عشر
المبیت في منی
یوم الحادی عشر
رمي الجمار الثلاث
لیلة الثانی عشر
المبیت فی منی
یوم الثانی عشر
رمی الجمار الثلاث
طواف الزیارة
و صلاة الطواف
سعي
طواف النساء
و صلاة طواف النساء

السعي بین الصفا والمروة، رکن من أرکان الحجّ والرابع من واجبات العمرة؛ وهو قطع الطریق بین جبلین اسمهما الصفا والمروة سبع مرّات. بعد انتهاء الحجّاج من الطواف وصلاته، یجب علیهم الذهاب إلی جبل الصفا والسعي منه إلی جبل المروة، وهذا شوط واحد، والرجوع بعد ذلك إلی الصفا و یسمّی هذا الشوط الثاني؛ والسعي سبعة أشواط هکذا یختتم علی المروة.

یستحبّ قرائة بعض الأدعیة والأذکار علی الصفا قبل الورود في السعي، ویستحب الهرولة أثناء المرور عن قسم معیّن من الطریق.

هل السعي بین الصفا والمروة رکن؟

علی رأي علماء الإمامیة والکثیر من علماء أهل السنة، السعي بین الصفا والمروة هو رکن من أرکان الحجّ وواجب؛ الإخلال به عمدا أو جهلا یبطل الحجّ بکلّه.

صوّت أبو حنیفة بوجوبه ولکن یعتقد أنّه لیس برکن؛ فإن ترکه المکلّف علیه تضحیة شاة فقط.[١]

عدد قلیل من علماء أهل السنة یرفضون وجوب السعي ویعتقدون باستحبابه.[٢]

کیفیة السعي بین الصفا والمروة

بعد الإنتهاء من الطواف والإتیان بصلاة الطواف، یتّجه المکلّف إلی جبل الصفا. إذا وقع علی الجبل ورأی الکعبة، یتفوّه بالحمدلله والله أکبر ونحوهما من الأذکار وثناء الله تعالی. ثمّ یبدأ السعي مع نیة التقرّب إلی الله بالنزول من الصفا ویسعی متّجها إلی المروة. إذا وصل إلی المروة ووقف علیها، انتهی من الشوط الأوّل؛ ثمّ یرجع إلی الصفا و یعدّ هذا شوطا ثانیا. هکذا یکمل سبعة أشواط فینتهی من السعي علی جبل المروة.

یجب علی المکلّف استقبال المروة عند الذهاب إليها، كما يجب استقبال الصفا عند الرجوع من المروة إليه، فلا یصحّ السعي مع المشي استدبارا. یجب أیضا أن يكون ذهابه وإيابه فيما بين الصفا والمروة من الطريق المتعارف.

یجوز للمکلّف أن یجلس علی إحدی الجبلین أو بینهما للإستراحة في أثناء الأشواط.[٣]

أحکام السعي بین الصفا والمروة

هناك بعض من الأحکام بالنسبة إلی ما یمکن وقوعه حول السعي بین الصفا والمروة:

ترك السعي

علی رأي أکثر الفقهاء، إن ترك المکلّف السعي متعمّدا أو جاهلا به حتّی زمن الوقوف بعرفات، حجّه باطل ولکن علیه إتمام الحجّ بنیة عامة من حجّ الإفراد والعمرة المفردة. علیه إعادة الحجّ في العام القابل.

إن ترك السعي لأجل النسیان، علیه الإتیان به حیثما تذکّره؛ ولو کان التّذکر بعد انتهائه من أعمال الحجّ. إن لم یکن قادرا علی الإتیان به مباشرة، مثلا إذا رجع إلی بلده، علیه أن یستنیب شخصا آخر یکمل السعي من تلقائه.

الإستعانة والإستنابة في السعي

إذا لم یکن المکلّف قادرا علی السعي بتلقاء نفسه، لأجل کبر السن أو کسر الرجل أو نحو ذلك، جوّز الفقهاء أن یستعین من شخص آخر أو یرکب علی حیوان. إن کان هذا صعب علیه أیضا، یستطیع أن یستنیب شخصا یأتي بالسعي عنه.

النقصان والزیادة في أشواط السعي

إن زاد المکلّف في عدد الأشواط متعمّدا، کمن یسعی بین الصفا والمروة تسعة مرّات، سعيه باطل وعلیه الإعادة. ولکن إن زاد في السعي جاهلا أو ساهیا، سعيه صحیح.

إن نقص المکلّف من الأشواط عامدا أو جاهلا، علیه الإعادة قبل زمان الوقوف بعرفات؛ إن لم تکن الإعادة ممکنة له لانقضاء الوقت، حجّه فاسد ویجب علیه استئناف الحجّ بکله في العام القابل؛ وعلیه أیضا إتمام حجّه الفاسد بنية حجّ الإفراد والعمرة المفردة.

إن نقص المکلّف من الأشواط نسیانا، یجب علیه إتیان الباقي حیثما تذکّر؛ ویجوز له الإستنابة في حالة التعسر؛ وعلی النائب أن یأتي بسعي کامل. إن کان سعیه في عمرة التمتع ناقصا ونسي ذلك وأحلّ، تجب علیه کفّارة بقرة لأجل خروجه الناقص من الإحرام.

الشكّ في أشواط السعي

الشكّ في عدد الأشواط یستتبع فساد السعي بکلّه؛ مثلا إذا شكّ في کون الشوط، الثاني أو الرابع.

إذا شكّ في عدد الأشواط بعد التقصیر، لیس هذا الشكّ معتبرا ومعتنی به.

إذا شكّ وهو علی جبل المروة في أن یکون شوطه الأخیر السابع أو التاسع، لیس الشك معتنی به ولکن إذا شكّ في أثناء الشوط، سعیه فاسد وعلیه الإستئناف.[٤]

آداب السعي بین الصفا والمروة

وردت في کتب الأحادیث آداب حول السعي بین الصفا والمروة، لیست بواجبة ولکن جدیر علی المکلّف الإقامة بها:

  • یستجبّ أن یخرج المکلّف إلی الصفا بسکینة ووقار.
  • عندما وقف المکلّف علی الصفا قبل الورود في السعي، یستحبّ له أن یتّجه الکعبة ویحمد الله وأن یذکر آلائه، بعد ذلك یستحبّ له أن یتفوّه «الله أکبر» و«الحمد لله» و«لا إله الّا الله» سبع مرّات.
  • یستحبّ التفوّه بهذه الأذکار حال الوقوف علی الصفا والاتّجاه نحو الکعبة، ثلاث مرّات:
    • «لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، لـه الملك وله الحمد، يحيي ويُميت، وهو حيّ لا يموت، وهو على كلّ شيء قدير.»
    • «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك لـه، الله أكبر، الحمد لله على ما هدانا، والحمد لله على ما أبلانا، والحمد لله الحي القيوم، والحمد لله الحيّ الدائم.»
    • «أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، لا نعبد إلّا إيّاه، مخلصين لـه الدين ولو كره المشركون.»
    • «اللهمَّ إنّي أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة.»
    • «اللهمَّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.»
  • یستحبّ قرائة هذا الدعاء بعد المئة من ذکر «الله أکبر» و«الحمد لله» و«لا إله الّا الله» و«سبحان الله» في حالة الوقوف علی جبل الصفا:
    • «لا إله إلّا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فله المُلك وله الحمد وحده، اللهمَّ بارك لي في الموت وفيما بعد الموت، اللهمَّ إنّي أعوذ بك من ظُلمة القبر ووحشته، اللهمَّ أظلّني في عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك، وأكثر من أن تستودع ربّك دينك ونفسك وأهلك. أستودع الله الرحمن الرحيم الذي لا يضيع ودائعه ديني ونفسي وأهلي، اللهمَّ استعملني على كتابك وسنّة نبيّك، وتوفني على ملّته.»[٥]
  • یستحبّ قرائة هذا الدّعاء المروي عن الإمام علي أثناء الوقوف علی جبل الصفا:
    • «اللهمَّ اغفر لي كلّ ذنب أذنبته قط، فإن عُدتُ فُعد عليَّ بالمغفرة ، إنّك أنت الغفور الرحيم، اللهمَّ افعل بي ما أنت أهله، فإنّك إن تفعل بي ما أنت أهله ترحمني، وإن تُعذّبني فأنت غني عن عذابي، وأنا مُحتاج إلى رحمتك، فيا من أنا مُحتاج إلى رحمته ارحمني، اللهمَّ فلا تفعل بي ما أنا أهله، فإنّك إن تفعل بي ما أنا أهله تُعذبني ، ولن تظلمني، أصبحت أتّقي عدلك، ولا أخاف جورك، فيا من هو عدلّ لا يجور إرحمني.»[٦]
  • یستحبّ أن یسعی ماشیا علی سکینة ووقار حتّی یصل محلّ المنارة الأولی، فیستحبّ الهرولة منها إلی محلّ المنارة الأخری، ثم المشی بالهدوء حتّی یصعد علی المروة؛ فهکذا یصنع في الرجوع إلی الصفا أیضا والمستحبّ أن یکمل السعي علی هذا النهج.

مواقع ذات صلة

الهوامش

  1. الخلاف، الشیخ الطوسي، ٢ /٣٢٨ .
  2. وهم ابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن کعب.
  3. الخلاف، الشیخ الطوسي ٢ /٣٢٩ - حلية العلماء، أبوبکر الشاشي، ٣ /٣٣٦ .
  4. المجموع، النووي، ٨ /٧٧ .
  5. التهذيب، الشیخ الطوسي، ٥ /١٤٥ - ١٤٦ حديث ٤٨١ .
  6. التهذيب، الشیخ الطوسي، ٥ /١٤٧ حديث ٤٨٢ .

المنابع

هذه المقالة ماخوذة من كتاب المتخصر في أعمال الحجّ و العمرة، محمد مهدي نجف، قم، مشعر .