انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آداب الحرمين»

لا تغيير في الحجم ،  ١٦ يناير ٢٠٢٠
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤: سطر ٤:
==معرفة المفاهيم==
==معرفة المفاهيم==
الآداب هي جمع الادب وبمعنى التقاليد والاساليب المستحبة <ref>المعجم ، ج۱، ص۴۳؛ الثقافة الفارسية (فرهنگ فارسی) ، ج۱، ص۱۶، «ادب»</ref> ، وفي المصطلح بمعنى القيام ببعض الأعمال [[المستحبة]] والابتعاد عن بعض الأعمال [[المكروهة]] ، على الرغم من أن البعض مثل [[الشافعي]] يعتبر ان أي عمل مرغوب فيه ، سواء كان [[واجب]] أو مستحبا هو من الآداب . <ref>البحر الرائق، ج۱، ص۵۶؛ القاموس الفقهي، ص۱۷؛ معجم الفاظ الفقه الجعفري، ص۲۲.</ref>
الآداب هي جمع الادب وبمعنى التقاليد والاساليب المستحبة <ref>المعجم ، ج۱، ص۴۳؛ الثقافة الفارسية (فرهنگ فارسی) ، ج۱، ص۱۶، «ادب»</ref> ، وفي المصطلح بمعنى القيام ببعض الأعمال [[المستحبة]] والابتعاد عن بعض الأعمال [[المكروهة]] ، على الرغم من أن البعض مثل [[الشافعي]] يعتبر ان أي عمل مرغوب فيه ، سواء كان [[واجب]] أو مستحبا هو من الآداب . <ref>البحر الرائق، ج۱، ص۵۶؛ القاموس الفقهي، ص۱۷؛ معجم الفاظ الفقه الجعفري، ص۲۲.</ref>
كلمة [[حرمين|الحرمين]] بمعنى المكان والباحة في اطراف الاماكن المقدسة <ref>العین، ج۳، ص۲۲۱؛ المعجم ، ج۶، ص۷۷۸۷؛ الثقافة الفارسية (فرهنگ فارسي،) ج۱، ص۵۲۱، «حرم». </ref> والذي يسمى بشكل خاص بـلحرم المكي و المدني <ref>جمهرة اللغة، ج۱، ص۵۲۱؛ لغت نامة، ج۶، ص۷۷۹۲، «حرم»</ref> وعند استخدامه بمصطلحات مطلقة يكون بمعنی الحرم المكي <ref>جواهر الکلام، ج۵، ص۶۰؛ معجم لغة الفقهاء، ص۱۷۸.</ref> وفقا للروايات فان حدود الحرم تم تحديدها بامر من [[الله]] سبحانه وتعالى وعن طريق [[جبرائيل]] الى [[إبراهيم|النبي إبراهيم(ع)]] <ref>المجموع، ج۷، ص۴۶۲؛ سبل الهدی، ج۱، ص۲۰۱. </ref>، وقام بوضع علامات لتحديد هذا المكان <ref>مستدرك الوسائل، ج۹، ص۳۶۷؛ جامع احادیث الشیعة، ج۱۰، ص۱۱۱. </ref> ومع ذلك ، هناك حالات متباينة وعادة ما تكون تقريبية في الروايات واقوال الفقهاء بشأن حدود الحرم <ref>الحج و العمرة فی الکتاب والسنة، ص۵۱-۵۵.</ref>  
كلمة [[حرمين|الحرمين]] بمعنى المكان والباحة في اطراف الاماكن المقدسة <ref>العین، ج۳، ص۲۲۱؛ المعجم ، ج۶، ص۷۷۸۷؛ الثقافة الفارسية (فرهنگ فارسي،) ج۱، ص۵۲۱، «حرم». </ref> والذي يسمى بشكل خاص بـلحرم المكي و المدني <ref>جمهرة اللغة، ج۱، ص۵۲۱؛ لغت نامة، ج۶، ص۷۷۹۲، «حرم»</ref> وعند استخدامه بمصطلحات مطلقة يكون بمعنی الحرم المكي <ref>جواهر الکلام، ج۵، ص۶۰؛ معجم لغة الفقهاء، ص۱۷۸.</ref> وفقا للروايات فان حدود الحرم تم تحديدها بامر من [[الله]] سبحانه وتعالى وعن طريق [[جبرائيل]] الى [[إبراهيم|النبي إبراهيم(ع)]] <ref>المجموع، ج۷، ص۴۶۲؛ سبل الهدی، ج۱، ص۲۰۱. </ref>، وقام بوضع علامات لتحديد هذا المكان <ref>مستدرك الوسائل، ج۹، ص۳۶۷؛ جامع احادیث الشیعة، ج۱۰، ص۱۱۱. </ref> ومع ذلك ، هناك حالات متباينة وعادة ما تكون تقريبية في الروايات واقوال الفقهاء بشأن حدود الحرم.<ref>الحج و العمرة فی الکتاب والسنة، ص۵۱-۵۵.</ref>  


[[المدينة المنورة]] ايضا كـمكة المكرمة لها حرما محددا والذي يشمل [[المسجد النبوي]] والمناطق المحيطة به، وأحكامها تختلف في بعض الحالات مع حرم مكة <ref>تذکرة الفقهاء، ج۷، ص۳۸۰؛ جامع المقاصد، ج۳، ص۲۷۷. </ref>
[[المدينة المنورة]] ايضا كـمكة المكرمة لها حرما محددا والذي يشمل [[المسجد النبوي]] والمناطق المحيطة به، وأحكامها تختلف في بعض الحالات مع حرم مكة. <ref>تذکرة الفقهاء، ج۷، ص۳۸۰؛ جامع المقاصد، ج۳، ص۲۷۷. </ref>


آداب الحرمين يطلق على سلسلة من الأفعال والامتناع عن غير الواجبات بحيث يقوم الحاج بادائها للحفاظ على حرمة هذين المكانين المقدسين <ref>الموسوعة الفقهیة المیسرة، ج۱، ص۸۵. </ref> في المصادر الروائية والفقهية يطلق عليها بالمستحبات <ref>الکافي، ج۴، ص۴۰۱؛ وسائل الشیعة، ج۹، ص۳۱۴-۳۳۲؛ مستند الشیعة، ج۱۳، ص۳۴۲. </ref> كل منسك من [[مناسك الحج]] له آداب بحيث سيتم تناوله بشكل مسهب في المجال الخاص به، ولكن هنا لدينا نظرة شاملة لجميع مناسك الحج و زيارة الحرمين الشريفين. هذه الآداب تنقسم الى قسمين الآداب المشتركة والآداب الخاصة.
آداب الحرمين يطلق على سلسلة من الأفعال والإمتناع عن غير الواجبات بحيث يقوم الحاج بأدائها للحفاظ على حرمة هذين المكانين المقدسين <ref>الموسوعة الفقهیة المیسرة، ج۱، ص۸۵. </ref> في المصادر الروائية والفقهية يطلق عليها بالمستحبات <ref>الکافي، ج۴، ص۴۰۱؛ وسائل الشیعة، ج۹، ص۳۱۴-۳۳۲؛ مستند الشیعة، ج۱۳، ص۳۴۲. </ref> كل منسك من [[مناسك الحج]] له آداب بحيث سيتم تناوله بشكل مسهب في المجال الخاص به، ولكن هنا لدينا نظرة شاملة لجميع مناسك الحج و زيارة الحرمين الشريفين. هذه الآداب تنقسم الى قسمين الآداب المشتركة والآداب الخاصة.


==الآداب المشتركة==
==الآداب المشتركة==
ان هذه الآداب يجب الالتزام بها في الحرمين [[المكة|المكي]] و[[المدینة|المدني]] واحيانا في سائر الاماكن المقدسة الاخرى جديرة بالالتزام بها.
إن هذه الآداب يجب الإلتزام بها في الحرمين [[المكة|المكي]] و[[المدینة|المدني]] واحيانا في سائر الأماكن المقدسة الأخرى جديرة بالإلتزام بها.


1. '''الاحترام والتواضع والوقار''' : ان التزام حجاج [[بيت الله الحرام]] بهذه الصفات وتطهير انفسهم من التكبر والأنانية عند الدخول الى الحرم تم التاكيد عليها في عدة [[روايات]] ويترتب عليها اجرا وهو غفران الذنوب <ref>الکافي، ج۴، ص۴۰۱؛ وسائل الشیعة، ج۹، ص۳۲۱. </ref>  الالتزام بهذه الآداب تم التوصية بها في [[حرم النبوي|حرم الرسول الاعظم(ص)]] <ref>اتحاف الزائر، ص۱۰۹.</ref> التجنب من حيازة الاسلحة واظهارها في مكة المكرمة والمدينة المنورة <ref>من لا یحضره الفقیه، ج۲، ص۲۵۲؛ وسائل الشیعة، ج۹، ص۳۵۸-۳۵۹. </ref> تعد أحدی من مظاهر هذا النوع من الآدب والاحترام. يعتبر النوم في المسجد الحرام ومسجد النبي( ص ) يعد عملا مكروها ومن مظاهر عدم الاحترام <ref>غنائم الایام، ج۲، ص۲۴۲؛ تاریخ المدینة، ج۱، ص۳۷. </ref>.
1. '''الإحترام والتواضع والوقار''' : إن إلتزام حجاج [[بيت الله الحرام]] بهذه الصفات وتطهير أنفسهم من التكبر والأنانية عند الدخول إلى الحرم تم التأكيد عليها في عدة [[روايات]] ويترتب عليها اجرا وهو غفران الذنوب <ref>الکافي، ج۴، ص۴۰۱؛ وسائل الشیعة، ج۹، ص۳۲۱. </ref>  الالتزام بهذه الآداب تم التوصية بها في [[حرم النبوي|حرم الرسول الاعظم(ص)]] <ref>اتحاف الزائر، ص۱۰۹.</ref> التجنب من حيازة الاسلحة واظهارها في مكة المكرمة والمدينة المنورة <ref>من لا یحضره الفقیه، ج۲، ص۲۵۲؛ وسائل الشیعة، ج۹، ص۳۵۸-۳۵۹. </ref> تعد أحدی من مظاهر هذا النوع من الآدب والاحترام. يعتبر النوم في المسجد الحرام ومسجد النبي( ص ) يعد عملا مكروها ومن مظاهر عدم الاحترام <ref>غنائم الایام، ج۲، ص۲۴۲؛ تاریخ المدینة، ج۱، ص۳۷. </ref>.


2. '''الطهارة''': من المستحسن أن يكون هناك [[الطهارة]] والنقاء في الظاهر والباطن للحاج في الحرمين المكي والمدني. قال [[الله]] لإبراهيم(ع) و[[إسماعيل(ع)]]: إهبطا وأغتسلا قبل دخولكما الحرم ، ففعلا ذلك <ref>الکافي، ج۴، ص۲۰۲.</ref> كما تم التاكيد على هذه التوصية في حرم النبي الاعظم ( ص ) <ref>اتحاف الزائر، ص۴۱.</ref> وذكر ايضا القيام بالعديد من [[الغسل]] المستحب الخاص بالمكانين المقدسين، بما في ذلك غسل الزيارة [[بيت الله الحرام]] والدخول الى مكة، والحرم المكي والكعبة المشرفة والمدينة المنورة، الحرم المدني، ومسجد النبي، و كذلك الغسل من المنزل او [[بئر ميمون]] في [[حي أبطح]] قبل دخول المسجد الحرام. <ref>الرسائل العشر، ص۱۶۸؛ المجموع، ج۸، ص۲۷۳؛ نزهة الناظر، ص۱۶. </ref>
2. '''الطهارة''': من المستحسن أن يكون هناك [[الطهارة]] والنقاء في الظاهر والباطن للحاج في الحرمين المكي والمدني. قال [[الله]] لإبراهيم(ع) و[[إسماعيل(ع)]]: إهبطا وأغتسلا قبل دخولكما الحرم ، ففعلا ذلك <ref>الکافي، ج۴، ص۲۰۲.</ref> كما تم التاكيد على هذه التوصية في حرم النبي الاعظم ( ص ) <ref>اتحاف الزائر، ص۴۱.</ref> وذكر ايضا القيام بالعديد من [[الغسل]] المستحب الخاص بالمكانين المقدسين، بما في ذلك غسل الزيارة [[بيت الله الحرام]] والدخول الى مكة، والحرم المكي والكعبة المشرفة والمدينة المنورة، الحرم المدني، ومسجد النبي، و كذلك الغسل من المنزل او [[بئر ميمون]] في [[حي أبطح]] قبل دخول المسجد الحرام. <ref>الرسائل العشر، ص۱۶۸؛ المجموع، ج۸، ص۲۷۳؛ نزهة الناظر، ص۱۶. </ref>
سطر ٨٥: سطر ٨٥:
من آداب زيارة هذه المدينة هو ان يقوم الحاج بالنزول فيها على بعد فرسخ منها والى جانب [[مسجد الشجرة]] في [[معرس النبي]] وان يقوم صلاة يؤدي صلاة من ركعتين فيها ، وان يغتسل بماء [[بئر حرة]] ، ويلبس افضل وانظف ملابسه وان يعطر نفسه وان يدخل المدينة بتكراره هذا الذكر «بسم الله ماشاءالله لا قوه إلّا بالله...»  وان يصلي على النبي (ص) خلال الطريق <ref>الکافي، ج۴، ص۵۶۵-۵۶۶؛ وسائل الشیعة، ج۱۰، ص۲۹۱.</ref>  وفي جميع اللحظات والحالات ان يكون في حالة التواضع الخشوع الكامل وان يخطوا بطمانينة ووقار تام . <ref>المقنعة، ص۴۹۴.</ref>
من آداب زيارة هذه المدينة هو ان يقوم الحاج بالنزول فيها على بعد فرسخ منها والى جانب [[مسجد الشجرة]] في [[معرس النبي]] وان يقوم صلاة يؤدي صلاة من ركعتين فيها ، وان يغتسل بماء [[بئر حرة]] ، ويلبس افضل وانظف ملابسه وان يعطر نفسه وان يدخل المدينة بتكراره هذا الذكر «بسم الله ماشاءالله لا قوه إلّا بالله...»  وان يصلي على النبي (ص) خلال الطريق <ref>الکافي، ج۴، ص۵۶۵-۵۶۶؛ وسائل الشیعة، ج۱۰، ص۲۹۱.</ref>  وفي جميع اللحظات والحالات ان يكون في حالة التواضع الخشوع الكامل وان يخطوا بطمانينة ووقار تام . <ref>المقنعة، ص۴۹۴.</ref>


ومن أهم الاداب في زيارة المدينة المنورة المجاورة والاقامة فيها والصيام لمدة 3 ايام و<nowiki/>[[الاعتكاف]] والقيام بالكثير من العبادة ، واعطاء الصدقات ومراعات سلوكه والابتعاد عن ارتكاب الذنوب.<ref>المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۸۶؛ وسائل الشیعة، ج۱۰، ص۲۷۱-۲۷۵.</ref> ومن الاعمال المستحبة ايضا خلال مغادرة المدينة المنورة هي الغسل وزيارة قبر النبي الاعظم (ص) والوادع معه <ref>الکافي، ج۴، ص۵۶۳؛ کامل الزیارات، ص۶۸؛ وسائل الشیعة، ج۱۰، ص۲۸۰-۲۸۱.</ref> وايضا الوداع مع قبور الائمة عليهم السلام في البقيع والقيام بالكثير من الدعاء . <ref> مصباح المتهجد، ص۷۱۴؛ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۸۶.</ref> .  
ومن أهم الاداب في زيارة المدينة المنورة المجاورة والاقامة فيها والصيام لمدة 3 ايام و<nowiki/>[[الاعتكاف]] والقيام بالكثير من العبادة ، واعطاء الصدقات ومراعات سلوكه والابتعاد عن ارتكاب الذنوب.<ref>المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۸۶؛ وسائل الشیعة، ج۱۰، ص۲۷۱-۲۷۵.</ref> ومن الاعمال المستحبة ايضا خلال مغادرة المدينة المنورة هي الغسل وزيارة قبر النبي الاعظم (ص) والوادع معه <ref>الکافي، ج۴، ص۵۶۳؛ کامل الزیارات، ص۶۸؛ وسائل الشیعة، ج۱۰، ص۲۸۰-۲۸۱.</ref> وايضا الوداع مع قبور الائمة عليهم السلام في البقيع والقيام بالكثير من الدعاء . <ref> مصباح المتهجد، ص۷۱۴؛ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۸۶.</ref> .


ان معظم [[الفقهاء]] وعلماء المذاهب الاسلامية يعتبرون [[زيارة]] قبر [[النبي الاعظم (ص)]] عملا مستحبا ويعتبر من افضل الاعمال والعبادات والبعض الاخر يجتمع على استحباب هذا الامر .<ref>الحدائق، ج۱، ص۴۰۳.</ref> حتى ان بعض الفقهاء [[الشيعة]] و[[السنة]] استنادا لبعض الروايات يعتبرون [[زيارة]] قبر النبي (ص) بعد اداء [[الحج]] امر واجبا  <ref>الحدائق، ج۱، ص۴۰۱.</ref> وحول اداب زيارة النبي (ص )هناك العديد من الکتب المؤلفة والتي تُظهر اهتمام المسلمين والعلماء المسلمين بهذا الموضوع .
ان معظم [[الفقهاء]] وعلماء المذاهب الاسلامية يعتبرون [[زيارة]] قبر [[النبي الاعظم (ص)]] عملا مستحبا ويعتبر من افضل الاعمال والعبادات والبعض الاخر يجتمع على استحباب هذا الامر .<ref>الحدائق، ج۱، ص۴۰۳.</ref> حتى ان بعض الفقهاء [[الشيعة]] و[[السنة]] استنادا لبعض الروايات يعتبرون [[زيارة]] قبر النبي (ص) بعد اداء [[الحج]] امر واجبا  <ref>الحدائق، ج۱، ص۴۰۱.</ref> وحول اداب زيارة النبي (ص )هناك العديد من الکتب المؤلفة والتي تُظهر اهتمام المسلمين والعلماء المسلمين بهذا الموضوع .
١

تعديل