الإحرام، هو الجزء الأوّل من أعمال الحجّ و العمرة؛ والإحرام عبارة عن نیّة الإتیان بمناسك الحجّ أو العمرة والإبتعاد عن کلّما یعتبر ممنوعا للمحرم، مصحوبا بتفوّه أذکار التلبية وارتداء ثیاب الإحرام. یقع إحرام عمرة التمتّع في أوقات خاصة من کلّ سنة؛ ولکن الإحرام للعمرة المفردة یصحّ في کلّ الأوقات. للإحرام مواضع خاصة، علی الحجّاج أن یحرموا منها فقط ویقال لهؤلاء المواضع، المواقیت.

ذکرت في المتون الإسلامیة آدابا للإحرام یستحبّ القیام بها؛ ذکرت أیضا أعمالا محرّمة یؤدّي ارتکاب بعضها إلی بطلان الحجّ ویجب علی المحرم الإبتعاد عنها.

أعمال حج التمتع
عمرة التمتع
۱ شوال الی ۹ ذوالحجه
الإحرام من المواقیت
الطواف
صلاة الطواف
السعي
الحق أو التقصیر
حج
التاسع من ذي الحجة
الإحرام من مکة
الوقوف بعرفات
لیلة العاشر
الوقوف بمشعر
یوم العاشر (عیدالاضحی)
رمي جمرة العقبة
الذبح
الحلق أو التقصیر
لیلة الحادی عشر
المبیت في منی
یوم الحادی عشر
رمي الجمار الثلاث
لیلة الثانی عشر
المبیت فی منی
یوم الثانی عشر
رمی الجمار الثلاث
طواف الزیارة
و صلاة الطواف
سعي
طواف النساء
و صلاة طواف النساء

معنی الإحرام

الإحرام لغةً مصدر أحرم؛ بمعنی أهلّ بالحجّ أو بالعُمرة وباشر أسبابهما، وشروطهما.

الإحرام شرعاً، نيّة الدخول في مناسك الحجّ أو العمرة مباشرا بالتلبية وبإرتداء ثیاب الإحرام؛ مضافا علی الإجتناب عن الأشياء التي منع الشرع منها کلبس الزینة. فالمُحرم هو الذي وظيفته الإمتناع من محرّمات الإحرام وأداء المناسك.

مواقیت الإحرام

جُعل في أحکام الشریعة للإحرام موضعا زمانيّا وموضعا مکانيّا یقال لکلیهما میقات.

المیقات الزماني

للحجّ والعمرة مواقيت زمانيّة تُعرف بأشهر الحجّ وتُحدّد هذه المواقیت، زمان وجوب الحجّ. ولا ينعقد الإحرام بالحج ولا عمرة التمتّع إلّا في أشهر الحجّ، فإن أحرم في غيرها انعقد إحرامه بالعمرة المفردة.

انحصرت أشهر الحجّ في شهر شوال، وذي القعدة وعشر أیّام من ذی الحجّة (إلى طلوع الفجر من يوم النحر)، فإذا طلع الفجر فقد انقضت أشهر الحجّ.[١]

المیقات المکاني

هناك أماکن معلومة خاصة یجب علی الحجّاج أن یحرموا منها قبل أن یواصلو طریق الحجّ ویدخلوا الحرم. وهي مواقیت عیّنها رسول الله ورويت في الأحادیث المعتبرة. اتّفق المسلمین علي أربعة من هذه المواقیت و هي: «ذو الحلیفة»، «الجحفة»، «قرن المنازل» و«یلملم». لا یجوز لأحدٍ أن يتجاوزها لحجّ أو عُمرة إلّا مُحرماً.

میقات الإحرام للحجّ هو نفس مکة. عندما انتهی المحرم من العمرة، علیه أن یُحرم للحجّ من مکة. [٢]

التقدیم والتأخیر من المیقات

یجب الإحرام علی الحاج لعمرته ویجب أن یکون الإحرام من أحد المواقیت. لیس الإحرام صحیحا من محاذاة المیقات في الطریق فاللازم على الحاجّ حينئذٍ أن يمضي إلى أحد المواقيت مع الإمكان. لا يجوز للحاج أن يعقد الإحرام قبل الميقات، ولا يكفي المرور عليه محرماً، بل لابدَّ من الإحرام من نفس الميقات. لا يجوز أیضا لمن أراد الحجّ أو العمرة أو دخول مكة أن یمرّ بالميقات مع الإختیار إلّا محرماً، فلو مرّ به وجب العود إليه مع الإمكان.[٣]

کیفیّة الإحرام

یعدّ للإحرام ثلاث مراحل، بعدها یدخل الشخص في زمرة المحرمین وعلیه الإجتناب عن المحرّمات وأدا الواجبات.

النيّة

یعتقد المسلمون بأنّ الرکن الأوّل من الإحرام هي النیة والإخلال بها یفسد الإحرام بکلّه. النیّة بمعنی قصد الإتیان بالواجبات من مناسك الحجّ أو العمرة من أجل التقرّب إلی الله تعالی.

یجب علی من یبدأ بالإحرام أن یعیّن العمل الّذي یُحرم له. مثل حجّ الإفراد، أو حجّ القران، أو حجّ التمتّع، أو العمرة المفردة، أو عمرة التمتّع. لا یجوز له أن ینوي مطلق الحجّ أو العمرة ویجب علیه تعیین النُسك.[٤]

التلبية

علی رأي الفقهاء، التلبية هي قرائة مجموعة من الأذکار حین الإحرام في المواقیت؛ والأذکار هکذا:

«لَبَّيك اللهمَّ لَبَّيك، لَبَّيِك لا شريكَ لكَ لَبَّيك، إنَّ الحَمدَ والنِعمَةَ لكَ والمُلك، لا شريك لكَ لَبَّيك.»

علماء الإمامیة یعتبرونها مفروضة ولکن بعض علماء أهل السنّة یعتقدون بأنّها مسنونة ولیست واجبة، یستحب للرجال أن یرفعوا أصواتهم بالتلبیة. وجوب التلبیة مختص بالإحرام ولکنها مستحبة عقیب کلّ صلاة.[٥]

لبس ثوبي الإحرام

بعد التجرّد والإنفصال من کلّما لا یجوز للمحرم، یرتدي المکلّف بثیاب الإحرام علی النحو المتعارف. للرّجال قطعتان من القماش غیر مخیطین، یراد بهما الإزار والرداء؛ ولکن یجوز للنساء لبس المخیط. [٦]

آداب الإحرام

آداب الإحرام، مجموعة من الأفعال لیست لازمة في إحرام العمرة أو الحجّ ولکن کلّ من تقیّد بها في إحرامه، نال الثّواب.

  • یستحبّ للمکلّف أن یغتسل عند المیقات قبل الإحرام.
  • وردت أدعیة وأذکار لمن یرید أن یحرم والمستحبّ هو أن یقرأ هذه الأدعیة حین الإحرام.
  • روي أنّ الأفضل للمحرم أن یکون قماش ثوبیه للإحرام من نوع القطن.
  • یستحب أن یختار صلاة الظهر الواجبة لوقت إحرامه، بشکل یُحرم عقیب فریضة الظهر.
  • یستحب للمکلّف أن یتوفّه بنیة الإحرام مقارنا للتلبیة.[٧]

الاشتراط في الإحرام

يستحب للمحرم أن يشترط على الله عند عقد الإحرام أن یحصيه مُحلّا حیث حدث مانع له ولم یستطع أن ینتهي من الحجّ ویستردّ التحلّل، مثلا إذا حبس أو مرض أو فقدت نفقته.

یتحقّق الإشتراط بتفوّه المحرم هکذا:

«اللهمَّ إنّي اُريدُ التَمَتّع بالعُمرَةِ إلى الحَجّ على كِتابِكَ وَسُنّة نَبِيكَ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن عَرَضَ لي عَارِضٌ يحبِسُني، فَحُلّني حَيثُ حَبستني لقَدَرِكَ الذي قَدَّرتَ عَلَيَّ اللهمَّ إن لم تَكُن حَجَّةٌ فَعُمرةٌ، أحرَمَ لَكَ شَعرِي، وَبَشَري، وَلحمِي، وَدَمي، وَعِظامي، وَمُخّي، وَعَصَبي من النساءِ، والثيابِ، والطيبِ، أبتغي بذلك وَجهَكَ والدّار الآخرة.» [٨]

محرّمات الإحرام

محرّمات الإحرام، مجموعة من الأفعال الممنوعة لمن یدخل الإحرام لأداء الحجّ أو العمرة. تنقسم هذه المحرّمات إلی المحرّمات المشترکة بین الرّجال والنّساء، والمحرّمات الخاصّة بالرجال، والمحرّمات الخاصّة بالنساء. یبطل الحجّ أو العمرة ببعض هذه الأفعال مثل الإستمناء، ویوجب الإتیان بکفّارة مع بعضها مثل الصید.

المحرّمات المشترکة

Create list|2}}

  • استعمال الطّیب
  • لبس الزینة
  • إدهان البدن
  • الإکتحال
  • عقد الزّواج
  • الإلتذاذ الجنسي
  • النظر في المرآة
  • قصّ الأظافر
  • الکذب والسبّ
  • المجادلة
  • إخراج الدّم من البدن
  • إزالة الشّعر من البدن
  • قلع السّن
  • حمل السّلاح
  • الصید
  • قتل القمّل و هوام الجسد
  • قلع الشجر

{{

محرّمات الرجال الخاصّة

  • لبس المخیط
  • ستر القدمین
  • ستر الرأس
  • التظلیل

محرّمات النّساء الخاصّة

  • لبس القفّازین
  • ستر الوجه[٩]

الهوامش

  1. حلية العلماء، أبوبکر الشاشي، ٣ /٢٥١ .
  2. المغني، ابن قدامة، ٣ /٢٠٧ .
  3. بداية المجتهد، ابن رشد، ١ /٣٢٤ .
  4. الانصاف، ال‍م‍رداوی، ٣ /٣٩١ .
  5. المغني ، ابن قدامة ، ٣ /٢٥٤ - بداية المجتهد ، ابن رشد، ٢/٢٣١ .
  6. حلية العلماء، أبوبکر الشاشي، ٣ /٣٣١ .
  7. الكافي، الشیخ الکلیني، ٤ /٣٢٦ - المغني، ابن قدامة، ٣/٢٣٨ .
  8. المغني، ابن قدامة، ٣ /٢٤٣ - الانصاف، ال‍م‍رداوي، ٣ /٣٩١ .
  9. تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ٧ /٢٦٤ - المجموع، النووي، ٧ /٣١٤ .

المنابع

هذه المقالة ماخوذة من کتاب المتخصر فی اعمال الحج و العمرة وفقا للمذاهب الاسلامیة‌، محمد مهدی نجف، پژوهشکده حج و زیارت، تهران، مشعر، ۱۳۹۷ .