انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أهداف الحج وآثاره»

سطر ١٢: سطر ١٢:


== الارتباط الروحي بالقيادة الإلهية (التولي) ==
== الارتباط الروحي بالقيادة الإلهية (التولي) ==
أُمر نبي الله إبراهيم (ع) في الآية {{آیة|وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ...}}<ref>سورة الحج، الآية 27.</ref>أن يدعو الناس إلى [[الحج]] حتى يأتوا إليه. ومن هنا اعتبروا أنّ من أهداف الحج تعزيز المحبة والتواصل مع القادة الإلهيين.<ref name=":4" /> وفي آية أخرى؛ طلب [[إبراهيم (ع)]] من الله أن يعطف قلوب الحجاج على أولاده في [[مكة]] {{آیة|رَّبَّنَآ إِنِّیٓ أَسۡکَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِکَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیٓ إِلَیۡهِمۡ}}،<ref>سورة ابراهیم، الآية 37.</ref> واعتبر البعض أنّ المراد من ﴿ذُرِّيَّتِي﴾ في الآية هم [[أهل البيت (ع)]].<ref>الكافي، ج1، ص392؛ بحار الأنوار، ج27، ص74.</ref> وفي رواية أخرى اعتُبر معنى (إتمام الحج) في قوله تعالى {{آیة|وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِ}}<ref name=":2">سورة البقرة، الآیة ۱۹۶.</ref>هو لقاء [[النبي (ص)]]<ref>بحار الأنوار، ج97، ص139؛ جامع أحادیث الشيعة، ج12، ص229.</ref> و<nowiki/>[[الأئمة (ع)]].<ref>الكافي، ج4، ص549؛ نور الثقلین، ج1، ص183.</ref> وقد أكدت روايات أخرى هذا المعنى.<ref>علل الشرائع، ج2، ص459؛ بحار الأنوار، ج96، ص374.</ref> حيث اعتُبر الإمام (ع) الروح الحقيقية [[الكعبة|للكعبة]] وروح جميع [[مناسك الحج]] ومحورها الأساسي الذي يحقق الأهداف الهامة لهذه العبادة.<ref>صهبای حج، ص99-100.</ref> وإنّ اعتبار [[الإمام الحسن (ع)]]<ref>الأمالي، ص245؛ تحف العقول، ص233.</ref> و<nowiki/>[[الإمام السجاد (ع)]]<ref>بحار الأنوار، ج45، ص138؛ الصحیح من سیرة النبی، ج29، ص54.</ref> على أنهما أبناء مكة و[[منى]] و<nowiki/>[[المشعر]] و<nowiki/>[[عرفات]] هو إشارة لهذا المعنى.<ref name=":5">دانشنامه حج وحرمین شریفین، ج۶، ص۳۳۰.</ref>
أُمر نبي الله [[إبراهيم (ع)]] في الآية {{آیة|وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ...}}<ref>سورة الحج، الآية 27.</ref> أن يدعو الناس إلى [[الحج]] حتى يأتوا إليه. ومن هنا اعتبروا أنّ من أهداف الحج تعزيز المحبة والتواصل مع القادة الإلهيين.<ref name=":4" /> وفي آية أخرى؛ طلب إبراهيم (ع) من الله أن يعطف قلوب الحجاج على أولاده في [[مكة]]: {{آیة|رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}}<ref>سورة ابراهیم، الآية 37.</ref> واعتبر البعض أنّ المراد من ذُرِّيَّتِي في الآية هم [[أهل البيت (ع)]].<ref>الكافي، ج1، ص392؛ بحار الأنوار، ج27، ص74.</ref> وفي رواية أخرى اعتُبر معنى (إتمام الحج) في قوله تعالى {{آیة|وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}}<ref name=":2">سورة البقرة، الآیة ۱۹۶.</ref> هو لقاء [[النبي (ص)]]<ref>بحار الأنوار، ج97، ص139؛ جامع أحادیث الشيعة، ج12، ص229.</ref> و<nowiki/>[[الأئمة (ع)]].<ref>الكافي، ج4، ص549؛ نور الثقلین، ج1، ص183.</ref> وقد أكدت روايات أخرى هذا المعنى.<ref>علل الشرائع، ج2، ص459؛ بحار الأنوار، ج96، ص374.</ref> حيث اعتُبر الإمام (ع) الروح الحقيقية [[الكعبة|للكعبة]] وروح جميع [[مناسك الحج]] ومحورها الأساسي الذي يحقق الأهداف الهامة لهذه العبادة.<ref>صهبای حج، ص99-100.</ref> وإنّ اعتبار [[الإمام الحسن (ع)]]<ref>الأمالي، ص245؛ تحف العقول، ص233.</ref> و<nowiki/>[[الإمام السجاد (ع)]]<ref>بحار الأنوار، ج45، ص138؛ الصحیح من سیرة النبی، ج29، ص54.</ref> على أنهما أبناء مكة و[[منى]] و<nowiki/>[[المشعر]] و<nowiki/>[[عرفات]] هو إشارة لهذا المعنى.<ref name=":5">دانشنامه حج وحرمین شریفین، ج۶، ص۳۳۰.</ref>
 
== اجتناب الشيطان وأعداء الله (التبري) ==
== اجتناب الشيطان وأعداء الله (التبري) ==
إنّ أهم رمز في [[الحج]] للابتعاد عن شياطين الإنس والجن هو [[رمي الجمرات]].<ref>الروضة البهية، ج2، ص281-282.</ref> واعتبرت بعض الأحاديث أنّ أحد مصاديق "قضاء التفث" في الآية {{آیة|ثُمَّ لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ}}<ref>سورة الحج، الآية 29.</ref>هو رمي الجمرات.<ref>مستدرك الوسائل، ج9، ص372؛ بحار الأنوار، ج96، ص312.</ref> وفي الآيات الأولى من [[سورة التوبة]]، تم تكليف [[النبي محمد (ص)]] بالبراءة من [[المشركين]] في الحج {{آیة|وَأَذٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَی ٱلنَّاسِ یَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَکۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِیٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِکِینَۙ وَرَسُولُهُ}}<ref>سورة التوبة، الآية ۳.</ref>وهو ما يُعتبر ابتعاداً عن شياطين الإنس.<ref name=":5" />
إنّ أهم رمز في [[الحج]] للابتعاد عن شياطين الإنس والجن هو [[رمي الجمرات]].<ref>الروضة البهية، ج2، ص281-282.</ref> واعتبرت بعض الأحاديث أنّ أحد مصاديق "قضاء التفث" في الآية {{آیة|ثُمَّ لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ}}<ref>سورة الحج، الآية 29.</ref>هو رمي الجمرات.<ref>مستدرك الوسائل، ج9، ص372؛ بحار الأنوار، ج96، ص312.</ref> وفي الآيات الأولى من [[سورة التوبة]]، تم تكليف [[النبي محمد (ص)]] بالبراءة من [[المشركين]] في الحج {{آیة|وَأَذٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَی ٱلنَّاسِ یَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَکۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِیٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِکِینَۙ وَرَسُولُهُ}}<ref>سورة التوبة، الآية ۳.</ref>وهو ما يُعتبر ابتعاداً عن شياطين الإنس.<ref name=":5" />