الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البراءة من المشرکین»
←آية البرائة
سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع [[الكفار]] والاعداء، واعتنق اهالي مناطق [[الطائف]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[نجد]] والعديد من القبائل في جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] الدين الإسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل [[سورة التوبة]] بالإضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الإسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة أولئك الذين يحاربون هذا النهج،<ref>حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.</ref> فانه كان تاكيدا على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات [[المشركين]] والظالمين. | في هذا العام، عندما انتهت حروب المسلمين مع [[الكفار]] والاعداء، واعتنق اهالي مناطق [[الطائف]] و[[الحجاز]] و[[تهامة]] و[[نجد]] والعديد من القبائل في جنوب [[شبه الجزيرة العربية]] الدين الإسلامي. في مثل هذه الظروف، فان نزول اوائل [[سورة التوبة]] بالإضافة إلى تبيين الأسس المعنوية للحكومة الإسلامية والتعبير عن افكارها ومعتقداتها التوحيدية ومواجهة أولئك الذين يحاربون هذا النهج،<ref>حیاة محمد، ص296-297؛ ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص106-107.</ref> فانه كان تاكيدا على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم وحماية للمسلمين الجدد امام دعايات [[المشركين]] والظالمين. | ||
كما ان مختلف نكوث العهد من قبل المشركين تعد من اسباب نزول ايات البراءة من المشركين. وکان النبي الاکرم(ص) قد ابرم قبل [[فتح مکة]] ولا سيما [[غزوة تبوك]]، المعاهدات والصلح وعدم القتال مع عدد من القبائل العربية، بما في ذلك [[بني مدلج]]<ref>السیرة النبویة، ج2، ص434؛ الطبقات، ج2، ص7؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص66.</ref> و[[بني نضير]] و[[بني قريظة]] و[[بني قينقاع]]<ref>اعلام الوری، ج1، ص157-158؛ امتاع الاسماع، ج1، ص69؛ نک: انساب الاشراف، ج1، ص371؛ المغازي، ج1، ص176.</ref> و[[بني عادياء]]<ref>فتوح البلدان، ص44؛ معجم البلدان، ج2، ص67.</ref> و[[إيلهو]]<ref>فتوح البلدان، ص67.</ref>، وكذلك مع قبائل [[خزاعة]]، و[[قريش]]<ref>الطبقات، ج2، ص74؛ انساب الاشراف، ج1، ص439-440؛ السنن الکبری، ج9، ص232-233؛ السیرة النبویة، ج4، ص851-852.</ref> و[[مسيحيي نجران]].<ref>الطبقات، ج1، ص219-220؛ فتوح البلدان، ص72-73.</ref> الا ان الكثير منهم انتهكوا عهودهم. | كما ان مختلف نكوث العهد من قبل المشركين تعد من اسباب نزول ايات البراءة من المشركين. وکان النبي الاکرم(ص) قد ابرم قبل [[فتح مکة]] ولا سيما [[غزوة تبوك]]، المعاهدات والصلح وعدم القتال مع عدد من القبائل العربية، بما في ذلك [[بني مدلج]]<ref>السیرة النبویة، ج2، ص434؛ الطبقات، ج2، ص7؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص66.</ref> و[[بني نضير]] و[[بني قريظة]] و[[بني قينقاع]]<ref>اعلام الوری، ج1، ص157-158؛ امتاع الاسماع، ج1، ص69؛ نک: انساب الاشراف، ج1، ص371؛ المغازي، ج1، ص176.</ref> و[[بني عادياء]]<ref>فتوح البلدان، ص44؛ معجم البلدان، ج2، ص67.</ref> و[[إيلهو]]<ref>فتوح البلدان، ص67.</ref>، وكذلك مع قبائل [[خزاعة]]<ref>انساب الاشراف، ج1، ص79-80؛ المغازی، ج2، ص781-782؛ تفسیر فرات کوفی، ص162.</ref>، و[[قريش]]<ref>الطبقات، ج2، ص74؛ انساب الاشراف، ج1، ص439-440؛ السنن الکبری، ج9، ص232-233؛ السیرة النبویة، ج4، ص851-852.</ref> و[[مسيحيي نجران]].<ref>الطبقات، ج1، ص219-220؛ فتوح البلدان، ص72-73.</ref> الا ان الكثير منهم انتهكوا عهودهم. بالاضافة الى ذلك كان هناك منافقون في المجتمع الاسلامي بمن فيهم [[جد بن قيس]] | ||
<ref>السیرة النبویة، ج4، ص944.</ref> وقبائل مثل [[مزينة]]<ref>الطبقات، ج1، ص222.</ref> و[[جهينة]]<ref>الکامل، ج6، ص46؛ اسد الغابه، ج1، ص217.</ref> و[[اشجع]]<ref>الطبقات، ج1، ص234.</ref> و[[غفار]]<ref>اسد الغابه، ج2، ص118.</ref> و[[اسلم]]<ref>المغازي، ج3، ص1075.</ref> وكانت اطاعة النبي (ص) فرضا عليهم الا انهم تخلوا عن مواكبة المسلمين في [[غزوة تبوك]] وجاءوا باعذار لعدم المشاركة في القتال ومن خلال عدم تقديم العون للجيش الاسلامي فقد انتهكوا عهدهم بمساعدة الرسول الاكرم (ص) ضد الأعداء والكفار.<ref>التفسیر الکبیر، ج15، ص523؛ جامع البیان، ج10، ص77؛ زاد المسیر، ج3، ص301-302؛ بحارالانوار، ج21، ص205.</ref> | <ref>السیرة النبویة، ج4، ص944.</ref> وقبائل مثل [[مزينة]]<ref>الطبقات، ج1، ص222.</ref> و[[جهينة]]<ref>الکامل، ج6، ص46؛ اسد الغابه، ج1، ص217.</ref> و[[اشجع]]<ref>الطبقات، ج1، ص234.</ref> و[[غفار]]<ref>اسد الغابه، ج2، ص118.</ref> و[[اسلم]]<ref>المغازي، ج3، ص1075.</ref> وكانت اطاعة النبي (ص) فرضا عليهم الا انهم تخلوا عن مواكبة المسلمين في [[غزوة تبوك]] وجاءوا باعذار لعدم المشاركة في القتال ومن خلال عدم تقديم العون للجيش الاسلامي فقد انتهكوا عهدهم بمساعدة الرسول الاكرم (ص) ضد الأعداء والكفار.<ref>التفسیر الکبیر، ج15، ص523؛ جامع البیان، ج10، ص77؛ زاد المسیر، ج3، ص301-302؛ بحارالانوار، ج21، ص205.</ref> | ||
سطر ٢٧: | سطر ٢٧: | ||
قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين و[[اليهود]] و[[المسيحيين]]، | قبل العام التاسع الهجري وفي مختلف المناسبات حرم الله المسلمين من التودد والاعتماد على المشركين و[[اليهود]] و[[المسيحيين]]، وابرام معاهدات التعاون معهم، وشدد في آيات مختلفة من القرآن الكريم على ضرورة الابتعاد عن المشركين وبيان مصيرهم المشؤوم (مثل هذه الايات: [[سورة الانعام]] الاية 106 و[[سورة التوبة]] الاية 5 و[[سورة القصص]] الاية 87 و[[سورةالفتح]] الاية 6 و[[سورة البينة]]، الاية 6). | ||
ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ [[شبه الجزيرة]] والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث أصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريًا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام. | ومع ذلك، فان الوضع السياسي والاجتماعي لـ [[شبه الجزيرة]] والعلاقة بين المسلمين والمشركين اثر فتح مكة اصبحت بشكل بحيث أصبح التعبير عن البرائة من قبل الرسول الاكرم (ص) امرا حتميًا وضروريًا لمنع بناء الثقة بين المسلمين والمشركين والكفار الناكثي للعهود وتمهيد الارضية لنشر واستدامة الإسلام. |