الروضة النبوية

من ويكي‌حج

الروضة النبوية قسم من مسجد النبي في المدينة، التي تعتبر روضة من رياض الجنّة طبقا للأحاديث المروية عن رسول الله واهل بيته. یوجد روايات متعدّدة ومتضادّة في تحديد الروضة بشکل دقيق ولکن یعتقد العلماء بعد التحقيق أنّها من منبر الرسول إلی قبره. حسب اعتقاد بعض العلماء، دفنت فاطمة الزهراء بنت النبي في الروضة وهذا سبب شرفها علی باقي مواقع المسجد ولکن لایتيقّن أحد علی مکان دفنها. هناك أعمال وآداب یستحبّ أداءها في هذه الروضة المنورة.

معنی روضة

روي عن ابن منظور في معنی کلمة روضة أنّه الأرض ذات الخضرة والبستان الحسن.[١] وروي عن الطريحي أنّها الأرض الخضرة بحسن النبات ومنه روضات الجنان ویستعمل هذه الکلمة للبقاع الطيبة.[٢]

ورد في روايات عديدة عن رسول الله وأهل بيته أنّ ما بين قبره ومنبره، روضة من رياض الجنة ومعنی هذه حسب الرويات، أنّه من قام بطاعة الله في هذه البقعة، آلت به الطاعة إلی روضة من رياض الجنة،[٣] أو أنّ هذه الحدود الموسومة بالروضة، نفسها روضة من رياض الجنّة.[٤]

حدود الروضة

حدود الروضة النبوية

تحدّد الأحاديث، الروضة النبوية بتعابير مختلفة:

حدودها في الروايات النبوية

روی صحابة رسول الله عنه روايات في تحديد الروضة النبوية بأشکال مخلتفة فروي عنه أنّ الروضة ما بين بيته ومنبره،[٥] وما بين حجرته ومنبره،[٦] وما بين بيته ومصلّاه،[٧] وما بين منبره ومصلّاه،[٨] وما بين قبره و منبره،[٩] وما بين بیوته ومنبره[١٠].

حدودها في روايات أهل البيت

روي عن الإمام الصادق أنّه عرّف الروضة بما بين بيت رسول الله ومنبره وفي رواية أخری بين بيوته الشاملة علی بيت علي[١١] ومنبره وحدّدها ببعد أربع أساطين من المنبر إلی الظلال قبل الصحن.[١٢]

حدود الروضة علی رأي العلماء ومساحتها

یعتقد الأکثر من علماء الإسلام بأنّ الرواية التي تحدّد الروضة بما بين قبر الرسول ومنبره هو الأقوی والأصحّ؛ وأوصی بهذا الشيخ الطوسي[١٣] وابن البراج وابن ادریس وغيرهم من العلماء. علی هذا، یبلغ طول الروضة اثنين وعشرين مترا و عرضها خمسة عشر مترا.[١٤] کان القديم یقول بأنّها من المنبر الشريف غربا إلی الحجرة شرقا سبعة و ستون ذراعا بالذراع الهاشمي.[١٥]

شرف الروضة

علی ما یفهم من الروايات حول الروضة النبوية، لها فضل علی سائر المواقع في مسجد النبي والطاعة فیها مصابة بثواب کبير. یمکن أن یکون هذا لدفن فاطمة الزهراء، بنت رسول الله فیها؛ فروي عن الإمام الصادق أنّها روضة من رياض الجنة لأنّ قبر فاطمة بین قبر أبيه رسول الله ومنبره[١٦] ولکن قبر فاطمة الزهراء قد خفي علي الناس ویوجد روايات أنّها دفنت في بيتها أو في البقيع.[١٧] یحتمل أنّ تشريف الروضة، لما کانت هذه البقعة محلّ جلوس النبي للوعظ والتبليغ وأداء الرسالة الإلهية وکانت هذه البقعة مکان تحصيل العلم والمعرفة.

آداب الروضة

ذکرت في الکتب آداب ومستحبّات حول الروضة المنورة من الصلاة وطلب الحاجة وزيارة فاطمة الزهراء:


روضة النبي

الصلاة في الروضة:

أکّد العلماء علی استحباب الصلاة برکعتين علی الأقل، في الروضة النبوية وذکروا أنّ الصلاة في مسجد النبي تعدل ألف صلاة في غيره[١٨] خاصة في الروضة المنورة التي یستحبّ إکثار الصلاة فیها.[١٩]

طلب الحاجة في الروضة:

من الآداب الواردة في الروضة المنورة، هو الدّعاء بما یرید الإنسان وطلب حوائجه من الله وهذا ذکر في رواية عن الإمام الصادق یأمر بمسح المنبر وحمد الله والثناء علیه وسؤال الحوائج.[٢٠]

زيارة الزهراء في الروضة:

ذکر الشيخ المفيد استحباب زيارة فاطمة الزهراء بنت النبي في الروضة المنورة؛ بما یقف المکلّف في الروضة ویواجه القبلة ویسلّم علیها.[٢١] وأوصی الشيخ الطوسي بزيارة الزهراء من الروضة مع أنّه لا يتيقّن بدفنها في الروضة.[٢٢]

صلاة زيارة النبي في الروضة:

یستحبّ لزائر النبي أن یصلّي بعد فراغه من الزيارة رکعتين اسمها صلاة زيارة النبي ویستحبّ أن یصلّيها في الروضة المنورة.[٢٣]

مواقع ذات صلة

الهوامش

  1. لسان العرب، ابن منظور، 5 : 369 .
  2. مجمع البحرين، الطريحي: 330 .
  3. مستدرك الوسائل، المحدث النوري، 10 : 195 .
  4. وفاء الوفاء، السمهودي، 2 : 429 .
  5. وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، 10 : 270 .
  6. شفاء الغرام، الفاسي، 2 : 362 .
  7. وفاء الوفاء، السمهودي، 2: 428 .
  8. وفاء الوفاء، السمهودي، 2: 428 .
  9. وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، 10: 270 .
  10. وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، 3 : 543 .
  11. بحار الأنوار، المجلسي، 97 : 146 .
  12. فروع الکافي، الکليني، 4 : 555 .
  13. النهاية، الشيخ الطوسي: 317 .
  14. المسجد النبوي عبر التاريخ، محمد السيد الوکيل: 49 .
  15. الدرّ الثمين في معالم دار الرسول الأمين، الشنقيطي: 24 .
  16. بحار الأنوار، المجلسي، 97 : 192 .
  17. بحار الأنوار، المجلسي، 97 : 192 .
  18. وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، 3 : 192 .
  19. الحدائق الناضرة، البحراني، 17 : 415 . شرايع الإسلام، المحقّق الحلّي، 1 : 279 .
  20. مستدرك الوسائل، المحدث النوري، 10 : 195 .
  21. المقنعة، الشيخ المفيد: 71 .
  22. النهاية، الشيخ الطوسي: 317 .
  23. بحار الأنوار، المجلسي، 97 : 134 .

المنابع