مسجد السقيا

من ويكي‌حج
مسجد السقیا

مسجد السقيا، هو أحد مساجد المدينة المنورة، ويقع في الجزء الجنوبي الشرقي من محطة قطار المدينة المنورة، في حي العنبرية. وسمي هذا المسجد بالسقیا؛ لأنه یقع في منطقة السقیا وبالقرب من بئر السقیا. وفي الطريق إلى بدر تفقّد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جيشه في منطقة السقيا وصلى بهم هناك، و دعا لأهل المدينة المنورة أن يبارك لهم في صاعهم ومُدّهم وشرب الماء من بئر السقیا.


الموقع

يقع مسجد السقیا داخل سور محطة سكة الحديد (العنبرية)، وفي الجزء الجنوبي الشرقي للمحطة. ويقع بئر السقیا جنوب هذا المسجد، ويفصل طريق مكة بينهما.[١] ويقع مسجد السقيا حاليًا داخل محطة سكة الحديد.[٢]

سبب التسمية

يسمى هذا المسجد السقیا لأنه یقع في منطقة السقیا، وبالقرب من بئر السقیا.[٣]

قبة الرؤوس

منذ القرن الحادي عشر فما بعده؛ عُرف هذا المسجد أيضًا باسم قبة الروس (قبةالرؤوس).[٤] وبحسب تقرير علي حافظ، فقد أطلق عليه لقب قبة الرؤوس لأن الأتراك العثمانيين كانوا يقطعون رؤوس قطاع الطرق في الصحراء ويضعونها فيه.[٥] وبحسب رأي العياشي، مؤرخ المدينة المنورة، فإن تسمية هذا المسجد بقبة الرؤوس له أثر سيئ وهذا الاسم لا يليق بالمسجد.[٦]

النبي (ص) في السقيا

توقف النبي محمد(ص) في السقيا في الطريق من المدينة المنورة إلى بدر (في معركة بدر) وصلّى ودعا: اللهم كما باركت لأهل مكة بعد دعاء النبي إبراهيم (ع)، أن تبارك كذلك لأهل المدينة فی صاعهم ومدُّهم.[٧] ويقال أن الرسول قد تفقّد جيشه في هذا المكان.[٨]

ويذكر أن النبي (ص) في طريقه إلى بدر شرب الماء من بئر السقیا.[٩]

تاریخ مسجد السقیا

يعتبر ابن شبة هذا المسجد من المساجد التي صلى فيها النبي(ص). وبحسب رواية السمهودي؛ فقد بنى عمر بن عبد العزيز هذا المسجد في مكان صلاة النبي (ص).[١٠] وبحسب عبارة السمهودي نقلاً عن أبي عبد الله الأسدي، أحد مؤرخي القرون الأولى، اشتهر هذا المسجد كأحد المساجد التاريخية بالمدينة المنورة.[١١]

تقرير السمهودي عن مسجد السقیا

في زمن السمهودي، كان هذا المسجد قد اندثر، وقد ذهب إلى مكان المسجد فرأى حجر بناء كبير، فأمر بالحفر هناك. وبعد البحث ظهر محراب المسجد وأركانه الأربعة. وبناءً على الزخارف والمنحوتات الحجرية التي تم اكتشافها؛ رأى السمهودي أن هذا المبنى قد بني في عهد عمر بن عبد العزيز.[١٢] وبحسب رواية السمهودي، فإن مسجد السقيا أعيد بناؤه في عصره على أساساته الأصلية، وهو مربع مساحته نحو سبعة أذرع في سبع أذرع.[١٣] ويؤكد هذه المساحة ما ذكره أحمد العباسي في القرن الحادي عشر أيضًا.[١٤]

وبحسب خبر منقول عام 1073 هـ (1662 م)؛ يقع هذا المسجد على يسار الطريق المؤدي إلى المدينة المنورة من طريق العقيق في الحرّة الغربية.[١٥]

نظرية ياسين الخياري

يعتقد علماء القرون الأولى والوسطى أن مسجد السقیا هو مسجد تاريخي يقع حاليًا داخل محطة سكة الحديد. يقول ياسين الخياري، مؤرخ المدينة المنورة المعاصر: إن البناء المدمر الذي كان يقع بجوار بئر السقيا في عصره ودُمر بسبب توسعة الطريق هو مسجد السقيا.[١٦] ويظهر هذا المبنى المتهدم بوضوح في الصورة التي عرضها في كتابه. بينما أيّد محمد إلياس عبد الغني الرأي المشهور لعدة أدلة، ورفض نظرية الخياري.[١٧]

وصف المسجد

ويصف الشنقيطي مسجد السقيا كالتالي: "من داخل مباني محطة السكة الحديد من الجهة الجنوبية يمكن رؤية مسجد السقيا ذو القباب الثلاث، والوسطى أكبرها."[١٨]

ويحتوي بناء المسجد على أقسام عمودية وأفقية، ويتكون من ثلاث فراغات أو فجوات مغطاة بثلاث قباب. القبة الوسطى هي الأكبر بين جميع القباب، ومحرابه في الحائط القبلي. وفي منتصف الجدران الشمالية والشرقية والغربية للمبنى تم وضع نوافذ مقنطرة على شكل هلال ذي قوس دائري. والجدران مغطاة بالجص الأبيض.[١٩]

معرض صور

الهوامش

المنابع


  • الدرة الثمینة فی اخبار المدینة، محمد بن النجار، تحقیق: صلاح الدین بن عباس شکر، مدینه، مرکز بحث و دراسات المدینة المنورة، 1426هـ.
  • آثار اسلامی مکه و مدینه‏، رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1386ش.
  • آثار المدینة المنورة‏'‏، عبدالقدوس الانصاري، مدینة، المکتبة السلفیة، 1393هـ.
  • تاریخ المدینة المنورة (ابن شبه)'‏، ابن شبه نمیري (م.262هـ‏)، ترجمة حسین صابري‏، طهران، مشعر، ۱۳۸۰ش‏.
  • تاریخ المعالم المدینة المنورة قدیما و حدیثا'‏، احمد یاسین الخیاري الحسیني، ریاض، الامانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تاسیس المملکة، 1419هـ. / 1999م.
  • الجامع الصحیح و هو سنن الترمذي‏، محمد بن عیسی الترمذي، حققها احمد محمد شاکر، قاهرة، دارالحدیث، 1419هـ.
  • الدر الثمین فی معالم دارالرسول(ص)،محمد الامین الشنقیطي، جدة: دارالقبلة للثقافة الاسلامیة؛ بیروت: موسسة علوم القرآن، ‮‭1411‬هـ. / ‮‭1991‬م.
  • الرحلة العیاشیة‏، عبدالله بن محمد العیاشي، حققها و قدم لها: سعید الفاضلي، سلیمان القرشي، ابوظبي، دارالسویدي، 2006م.
  • الطبقات الکبری‏، ابن سعد، تحقیق محمد عبدالقادر عطا، ط 1، بیروت، دارالکتب العلمیة، 1410هـ. / 1990م.
  • المدینة المنورة بین الماضی و الحاضر، ابراهیم عیاشي، المدینة، المکتبة العلمیة، 1972م.
  • المدینة المنورة: تطورها العمراني و تراثها المعماري، صالح لمعي مصطفی، بیروت، دار النهضة العربیة، ‮‭1981‬م.
  • المساجد الاثریة فی المدینة المنورة، محمد الیاس عبدالغني، المدینة، 1998م.
  • عمدة الاخبار، احمد بن عبدالحمید عباسي، مدینة، المکتبة العلمیة، بی‌تا.
  • فصول من تاریخ المدینة المنورة، علی حافظ، جدة، شرکة المدینة المنورة، 1417هـ.
  • وفاء الوفا باخبار دار المصطفی، نورالدین علی بن عبدالله السمهودي، تحقیق و تقدیم قاسم السامرائي، لندن، موسسة الفرقان للتراث الاسلامي، 1422هـ. / 2001م.