الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محرمات الإحرام»
لا يوجد ملخص تحرير
Hosainahmadi (نقاش | مساهمات) |
Hosainahmadi (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
== المحرّمات المشترکة == | == المحرّمات المشترکة == | ||
علی ما یعتقد الفقهاء، هناك أعمال یحرم علی الرّجل والمرأة بعد انعقاد الإحرام حتّی نهایة الحجّ والخروج عن الإحرام. | علی ما یعتقد الفقهاء، هناك أعمال یحرم علی الرّجل والمرأة بعد انعقاد [[الإحرام]] حتّی نهایة [[الحجّ]] والخروج عن الإحرام. | ||
=== استعمال الطّیب === | === استعمال الطّیب === | ||
وافق علماء الإسلام أنّه یحرم علی المُحرم أن یستعمل العطور أو الرّائحات الطیّبة؛ سواء کانت الطّیب شمّاً أم أکلاً أم صبغاً أم بخوراً. المراد بالطیب کلّ مادّة یتعطّر بها البدن أو الثیاب أو الطعام. ارتداء لباس علیه أثر من رائحة العطور حرام أیضا علی المحرم. | وافق علماء [[الإسلام]] أنّه یحرم علی المُحرم أن یستعمل العطور أو الرّائحات الطیّبة؛ سواء کانت الطّیب شمّاً أم أکلاً أم صبغاً أم بخوراً. المراد بالطیب کلّ مادّة یتعطّر بها البدن أو الثیاب أو الطعام. ارتداء لباس علیه أثر من رائحة العطور حرام أیضا علی المحرم. | ||
لا بأس بشمّ العطر من غیر تعمّد ولکن الأحوط هو أن یمسك علی أنفه إذا حدث هکذا؛ لا بأس أصلا بشمّ عطر الکعبة. لا یحرم أیضا أکل فواکه لها رائحة طیّبة کالتّفاح والسّفرجل، ولکن الأحوط الأمساك عن شمّها. لا یجوز للمحرم أن یمسك علی أنفه من الرّوائح الکریهة ولکن یستطیع أن یسرع في مشیه للتخلّص من تلك الرّائحة. | لا بأس بشمّ العطر من غیر تعمّد ولکن الأحوط هو أن یمسك علی أنفه إذا حدث هکذا؛ لا بأس أصلا بشمّ عطر [[الکعبة]]. لا یحرم أیضا أکل فواکه لها رائحة طیّبة کالتّفاح والسّفرجل، ولکن الأحوط الأمساك عن شمّها. لا یجوز للمحرم أن یمسك علی أنفه من الرّوائح الکریهة ولکن یستطیع أن یسرع في مشیه للتخلّص من تلك الرّائحة. | ||
روي عن عمر أنّه أعلن شمّ کلّ شئ ینبت من الأرض مکروهاً. | روي عن عمر أنّه أعلن شمّ کلّ شئ ینبت من الأرض مکروهاً. | ||
إذا استعمل المُحرم عطرا أو رائحة طیبة بالتعمّد في ذلك، واجب علیه أن یغسلها من ثوبه أو بدنه ویجب علیه أیضا أن یعطي کفّارة وهي أن یهدي شاة لأجل هذا الحرام.<ref>المغني، ابن قدامة، ٣ /٢٩٣ - احكام القران، الجصاص، ١ /٢٧٦ - البحر الزخار، سید محسن امین، ٣ /٣٠٧ . | إذا استعمل المُحرم عطرا أو رائحة طیبة بالتعمّد في ذلك، واجب علیه أن یغسلها من ثوبه أو بدنه ویجب علیه أیضا أن یعطي [[کفّارة]] وهي أن یهدي شاة لأجل هذا الحرام.<ref>المغني، ابن قدامة، ٣ /٢٩٣ - احكام القران، الجصاص، ١ /٢٧٦ - البحر الزخار، سید محسن امین، ٣ /٣٠٧ . | ||
<span dir="RTL"></span></ref> | <span dir="RTL"></span></ref> | ||
=== لبس الزینة === | === لبس الزینة === | ||
علی ما روي عن | علی ما روي عن کافّة الفقهاء، لا یجوز للمحرم أن یتزیّن بشئ من الجوهرات، فالخاتم والسوار والدملج ونحو ذلك من الحلية حرام علیه ويستثنى من ذلك ما كانت المحرمة تعتاد لبسه قبل إحرامها فلا حرمة فی هذا إن لا تُظهره للرجال. [[کفارة]] التزین هي تضحیة شاة. | ||
إن کان التختم لأجل الإستحباب، مثلا إذا کان خاتمه عقیق، ولم یکن فیه نية التزیّن أصلا فلا إشکال فیه. أیضا إذا إستعمل الحناء بقصد علاجي کان جائزا؛ علی النقیض من استعمالها بقصد الزینة. | إن کان التختم لأجل الإستحباب، مثلا إذا کان خاتمه عقیق، ولم یکن فیه نية التزیّن أصلا فلا إشکال فیه. أیضا إذا إستعمل الحناء بقصد علاجي کان جائزا؛ علی النقیض من استعمالها بقصد الزینة. | ||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
لبس النّظارة جائز إن لم یکن بقصد الزینة. | لبس النّظارة جائز إن لم یکن بقصد الزینة. | ||
* فقهاء الشیعة | * فقهاء [[الشیعة]] و<nowiki/>[[الزیدیة]] و<nowiki/>[[أحمد بن حنبل|الحنبلية]]، یعتقدون بحرمة التّزین ویوجبون الکفارة بسبب الإتیان به. | ||
* بحسب رأي عطاء، وسفیان الثوري، وأبو ثور، التزيّن مکروه بالکلّ و لیس حراما. | * بحسب رأي عطاء، وسفیان الثوري، وأبو ثور، التزيّن مکروه بالکلّ و لیس حراما. | ||
* روي عن قتادة | * روي عن قتادة أنّه كان لا يرى بأسا أن تلبس المرأة الخاتم والقرط وهي [[الإحرام|محرمة]]، ولکن لبس السوار والدملج والخلخال مکروه برأیه. | ||
* صوّت | * صوّت ابن عمر، وعائشة بجواز التزيّن في حال [[الإحرام]].<ref>البحر الزخار، سید محسن امین، ٣ /٣٠٦ - المغني،ابن قدامة، ٣ /٣١٥ - الشرح الكبير، ابن قدامة، ٣ /٣٣١ .</ref> | ||
=== إدهان البدن === | === إدهان البدن === | ||
طبقا لما قال الفقهاء، تلطیخ البدن بالأدهان حرام للمحرم والمحرمة سواء کان الدهن معطّراً أم لم یکن له رائحة طیبة. أما إن کان استعمال الدهن علی الجلد لازما للعلاج أو لضرورة أخری، فلا حرمة فیه. إن أدهن بدنه عامدا وعالما بحرمته، علیه تضحیة شاة کفارةً أما إن کان جاهلا بهذا الحکم فعلیه إطعام فقیر فقط. | طبقا لما قال الفقهاء، تلطیخ البدن بالأدهان حرام [[الإحرام|للمحرم والمحرمة]] سواء کان الدهن معطّراً أم لم یکن له رائحة طیبة. أما إن کان استعمال الدهن علی الجلد لازما للعلاج أو لضرورة أخری، فلا حرمة فیه. إن أدهن بدنه عامدا وعالما بحرمته، علیه تضحیة شاة [[کفارة|کفارةً]] أما إن کان جاهلا بهذا الحکم فعلیه إطعام فقیر فقط. | ||
هناك فریق قلیل من الفقهاء الذین یعتبرون الإدهان جائزا، منهم ابن عباس، وأبي ذر، والأسود بن یزید، وعطاء و الضحاك. | هناك فریق قلیل من الفقهاء الذین یعتبرون الإدهان جائزا، منهم ابن عباس، وأبي ذر، والأسود بن یزید، وعطاء و الضحاك. | ||
=== الإکتحال === | === الإکتحال === | ||
الاكتحال هو دلك الأجفان بالكحل سواء للتداوي أو للزينة. الفقهاء في خلاف حول حرمته للمحرم: | الاكتحال هو دلك الأجفان بالكحل سواء للتداوي أو للزينة. الفقهاء في خلاف حول حرمته [[الإحرام|للمحرم]]: | ||
* یعتقد الفقهاء الإمامیة | * یعتقد الفقهاء [[الإمامیة]] و<nowiki/>[[الشافعي]] بأنّ الإکتحال حرام إن کان فیه رائحة طيبة، أو إن کان أسود. ولکن إن لم یکن معطّرا أو أسود ولم یکن الإستعمال بقصد الزّینة، فلا بأس به. علی المحرم [[کفارة]] إن إکتحل بنیة الزینة. | ||
* علی ما نقل عن أبو حنیفة | * علی ما نقل عن [[أبو حنیفة]] و<nowiki/>[[مالك]]، لا إشکال في الإکتحال مطلقا، بلا فرق في الأسود والمعطّر وغیرهما؛ وإن إکتحل بقصد التّزیّن. | ||
* لا بأس بالإکتحال إن لا یرید به الزینة، علی رأي أحمد بن | * لا بأس بالإکتحال إن لا یرید به الزینة، علی رأي [[أحمد بن حنبل]]؛ وإن کان أسود أو معطّرا. | ||
* جماعة من العلماء یعتقدون بکراهة الإکتحال منهم عطاء، والحسن البصري، ومجاهد، وإسحاق والثوري. <ref>المختصر، المزني، ٦٦ - المجموع، النووي، ٧ /٣٥٣ - فتح العزيز، الرافعي، ٧ /٤٦٣ - المغني، ابن قدامة، ٣ /٣١٣ - الشرح الكبير، ابن قدامة، ٣ /٣٣٢ - المدونة الكبرى، مالك، ١ /٤٥٧ .</ref> | * جماعة من العلماء یعتقدون بکراهة الإکتحال منهم عطاء، والحسن البصري، ومجاهد، وإسحاق والثوري. <ref>المختصر، المزني، ٦٦ - المجموع، النووي، ٧ /٣٥٣ - فتح العزيز، الرافعي، ٧ /٤٦٣ - المغني، ابن قدامة، ٣ /٣١٣ - الشرح الكبير، ابن قدامة، ٣ /٣٣٢ - المدونة الكبرى، مالك، ١ /٤٥٧ .</ref> | ||
=== عقد الزّواج === | === عقد الزّواج === | ||
روي عن أکثر الفقهاء أنّ عقد النّکاح حرام | روي عن أکثر الفقهاء أنّ عقد النّکاح حرام [[الإحرام|للمحرم]]؛ سواء کان التّزویج لنفسه أم لغیره، فلا یستطیع أن یتزوّج و یزوّج حال الإحرام. العقد المنشئ في حال الإحرام باطل وفاسد. هذا رأی [[الإمامية]] و<nowiki/>[[الشافعي]] و<nowiki/>[[مالك]] و<nowiki/>[[أحمد بن حنبل]]. لکن [[أبو حنیفة]] صوّت بصحّة العقد وعدم حرمة التّزوج و التّزویج. | ||
إن أنشئ المحرم عقد النکاح لنفسه أو زوّجه شخص آخر (محرماً کان العاقد أو محلّاً) عالما بحرمة هذا العقد، ثمّ وقع بین المحرم والمرأة (محرمة کانت أو محلّة) ممارسة الجنس، فعلی کلّ واحد منهم کفّارة بدنة؛ وهي تضحیة إبل. | إن أنشئ المحرم عقد النکاح لنفسه أو زوّجه شخص آخر (محرماً کان العاقد أو محلّاً) عالما بحرمة هذا العقد، ثمّ وقع بین المحرم والمرأة (محرمة کانت أو محلّة) ممارسة الجنس، فعلی کلّ واحد منهم [[کفّارة]] بدنة؛ وهي تضحیة إبل. | ||
یجوز للمحرم أن یرجع إلی مطلّقته الرّجعیة.<ref>تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ٧ /٣٨٢ - المجموع، النووي، ٧ /٢٨٧ .</ref> | یجوز للمحرم أن یرجع إلی مطلّقته الرّجعیة.<ref>تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ٧ /٣٨٢ - المجموع، النووي، ٧ /٢٨٧ .</ref> | ||
=== الإلتذاذ الجنسي === | === الإلتذاذ الجنسي === | ||
علی ما روي عن العلماء یجب علی المحرم أن یجتنب عن الأعمال الجنسیة؛ بأي شکل کان. النظر، التقبیل، اللّمس، وممارسة الجنس. | علی ما روي عن العلماء یجب علی [[الإحرام|المحرم]] أن یجتنب عن الأعمال الجنسیة؛ بأي شکل کان. النظر، التقبیل، اللّمس، وممارسة الجنس. | ||
==== النظر والملاعبة ==== | ==== النظر والملاعبة ==== | ||
یحرم للمحرم و المحرمة النظر والملاعبة بشهوة، سواء کانا زوجین أم لا. | یحرم للمحرم و المحرمة النظر والملاعبة بشهوة، سواء کانا زوجین أم لا. | ||
علی رأي فقهاء الشیعة إن فعل کذلك حتّی أمنی لزمته کفّارة بدنة، ولکن إن لم یمن لا کفّارة علیه وإن کان مرتکبا لفعل محرّم. | علی رأي فقهاء [[الشیعة]] إن فعل کذلك حتّی أمنی لزمته [[کفّارة]] بدنة، ولکن إن لم یمن لا کفّارة علیه وإن کان مرتکبا لفعل محرّم. | ||
ولکن یعتقد مالك أنّ النّظر إن أحدث الإمناء فالحجّ باطل وعلیه قضائه.<ref>تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ٧ /٣٩١ - المجموع، النووي، ٧ /٤١٣ .</ref> | ولکن یعتقد [[مالك]] أنّ النّظر إن أحدث الإمناء [[الحجّ|فالحجّ]] باطل وعلیه قضائه.<ref>تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ٧ /٣٩١ - المجموع، النووي، ٧ /٤١٣ .</ref> | ||
==== اللّمس ==== | ==== اللّمس ==== | ||
لا یجوز للمحرم والمحرمة أن یلمسا أحدا بشهوة، سواء لمس الزوج مثلا زوجته أم امرأة أجنبیة. إن فعل هکذا یجب علیه کفّارة شاة. ولکن إذا لم یکن المسّ عن شهوة أصلا فلا شئ علیه ولم یرتکب أي محرّم.<ref>المغني، ابن قدامة، ٣ / ٣٢٢ .</ref> | لا یجوز للمحرم والمحرمة أن یلمسا أحدا بشهوة، سواء لمس الزوج مثلا زوجته أم امرأة أجنبیة. إن فعل هکذا یجب علیه [[کفّارة]] شاة. ولکن إذا لم یکن المسّ عن شهوة أصلا فلا شئ علیه ولم یرتکب أي محرّم.<ref>المغني، ابن قدامة، ٣ / ٣٢٢ .</ref> | ||
==== التقبیل ==== | ==== التقبیل ==== |