المُستَجار هو جزء من الضلع الغربي لـجدار الكعبة ويبلغ من الطول حوالي مترين، وهو يقع بين الركن اليماني وباب الكعبة الثاني الذي تمّ سدّه في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي. ويقع هذا الجزء في ظهر الكعبة مقابل بابها الحالي مباشرة.

وكلمة "المستجار" تعني "المأوى"، حيث اعتُبر هذا المكان موضعاً لقبول التوبة، ويستحب فيه الدعاء وطلب الحاجة.

المستجار والملتزم

أُشير لمكانين في جدار الكعبة على أنهما موضعان لقبول الدعاء والتوبة وهما المستجار والملتزم، وقد وردت روايات في فضلهما.

ويُقال عند التعريف بهما عادةً بأن المستجار يقع في الضلع الغربي من وراء الكعبة[١]، ويتضمن ذلك المسافة ما بين الركن اليماني وباب الكعبة المسدود، أما الملتزم ففي الضلع الشرقي ويتضمن ذلك المسافة ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة الحالي.[٢] إلا أنّ الروايات الواردة حول الملتزم والمستجار مشتركة فيما بينها، وفي بعض الأحيان يعتبر المستجار وكذلك الملتزم اسمان لنفس المكان.[٣] ويرى البعض أنّ الشيعة تعتبر الملتزم والمستجار شيئاً واحداً، بينما يعتبرهما أهل السنة مكانين مختلفين، وأنّ المسافة بين الحجر الأسود والكعبة هي الملتزم.[٤]

وقد ذهب بعض علماء الشيعة من مجموع أحاديث أهل البيت الواردة في أعمال الملتزم والمستجار إلى أنّ هذين الاسمين هما في الحقيقة لمكان واحد وهو المستجار.[٥]

كما أنّ هناك العديد من الأحاديث والأخبار في مصادر أهل السنة؛ تعتبر أن الملتزم من وراء الكعبة هو مكان المستجار نفسه.[٦]

وعلى الرغم من هذا كله، فإنه يتم الفصل بين الملتزم والمستجار في معظم المصادر الجغرافية لمكة المكرمة.[٧]

المستجار وشق الكعبة

اعتبر البعض أن المستجار هو جزء جدار الكعبة الذي انشقّ لـفاطمة بنت أسد، لتدخل الكعبة وتضع وليدها الإمام علي (ع).[٨]

دعاء المستجار

وورد في آداب الطواف أنه يستحب للحاج أن يبسط خده ويديه على الحائط في نهاية طوافه، وأن يلصق بطنه بجدار الكعبة ويقول:

«اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ وَهذا مَكانُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّار.» ثم يجتهد في الاعتراف بذنوبه ويطلب العفو ثم يقول:

«اللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالْفَرَجُ وَالْعافِيَةُ. أللَّهُمَّ إنَّ عَمَلِي ضَعيْفٌ فَضاعِفْهُ لِي وَاغْفِرْ لي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَخَفِيَ عَلى‏ خَلْقِكَ أسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّار.»

ثم يدعو بما يشاء ويستلم الركن اليماني ويأتي الحجر الأسود فيكمل طوافه ويقول: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَني وَبارِكْ لِي فِيما آتَيْتَني».[٩]

مواضيع ذات صلة

الملتزم

الهوامش

  1. النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، 1415هـ، ج12، ص80.
  2. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، باورقي ص355.
  3. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج4، ص532.
  4. تاريخ وآثار إسلامي مكة ومدينة، ص 71.
  5. مرآة العقول، ج9، ص106.
  6. راجع فهرس الروايات: «پژوهشي درباره ملتزم»، ص84.
  7. شفاء الغرام، ج1، ص 196؛ تحصيل المرام، ج1، 200 ، 203؛ منائح الكرم، ج1، ص 307؛ الجامع اللطيف، ص47.
  8. هداية الحجاج، ص 178، آثار إسلامي مكة ومدينة، ص97.
  9. مناسك الحج؛ مطابقة لفتاوى الإمام الخميني مع حاشية لمراجع التقليد والإستفتاءات الجديدة ( ۱۳۹۳ش)، ص436.

المصادر

  • آثار إسلامي مكة ومدينة، رسول جعفريان، طهران، مشعر، 1389ش.
  • «پژوهشي درباره ملتزم»، محمد رضا نعمتي، مجلة ميقات حج، رقم 43، فروردین 1382ش.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق وتصحيح: علي أکبر غفاري، محمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407هـ.
  • الجامع اللطيف، محمد بن ظهيرة، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، 1423هـ.
  • النراقي، أحمد بن محمد مهدي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، قم، مؤسسة آل‌البيت(ع)، الطبعة الأولى، 1415هـ.
  • تاريخ و آثار إسلامي مكة مكرمة ومدينة منورة، أصغر قائدان، مشعر، 1400هـ.
  • تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام‏، محمد بن أحمد المالكي، مكة، مكتبة الأسدي، 1424هـ.
  • شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، تقي الدين محمد الفاسي، تحقيق لجنة من کبار العلماء والأدباء، بيروت، دار الكتب العلمية، (د.ت).
  • مكة در بستر تاريخ، نعمت الله صفري فروشاني، قم، مركز جهاني علوم إسلامي، 1386ش.
  • منائح الكرم، علي بن تاج الدين السنجاري، مكة، جامعة أم القری، 1419هـ.
  • مناسك الحج مطابقة لفتاوى الإمام الخميني مع حاشية بمراجع التقليد والإستفتاءات الجديدة( 1393ش)،‌ روح الله الخميني (ره)، مشعر، 1409هـ.
  • هداية الحجاج، سفرنامة مكة، محمد رضا الطباطبائي التبريزي (وفاة 1320هـ)،بقلم رسول جعفريان، قم، 1386ش.