'أماكن المدينة المنورة عبارة عن مواضع مشهورة لها دور وأهمية في تاريخ المدينة؛ منها مسجد الغمامة ومسجد السقيا ومسجد الإمام علي بن أبي طالب ومسجد المنارتين ومسجد الإجابة.

مسجد المصلّی (الغمامة)

 
مسجد الغمامة

یقع هذا المسجد حوالي أربعمائة متر من اتجّاه الغربي للمسجد النبوي و تقام فيه الصلوات الخمس عدا صلاة الجمعة. کان یسمّی بمسجد المصلّی لأن النبي صلّی صلاة العيدين فیه غالبا. ثمّ سمّی بمسجد الغمامة ولا یعرف الیوم عند أکثر الناس إلا بهذا الإسم. [١]

مسجد الإمام علی بن أبی طالب

 
مسجد الإمام علي ابن أبي طالب

موضع مسجد الإمام علي بن أبي طالب قريب من مسجد الغمامة اتجاه الشمال الغربي منه وبمسافة تسعين مترا تقريبا. ذکر في بعض کتب التاريخ أنّ النبي صلّی في مکان هذا المسجد سنة أو سنتين وأنشد بعض الشعراء، أشعارا له واشتاق الناس إلی ما حوله من البيوت. [٢]

مسجد السقيا

 
مسجد السقيا

علی الجانب الغربي من المسجد النبوي بعد مسافة کيلومترين تقريبا، یقع مسجد السقيا المتميز بقبابه الثلاث والوسطی أکبرها وهو الآن داخل سور متحف سکة الحجاز الذي یقع قريبا منه. بني هذا المسجد في مکان قبّة رسول الله عند خروجه لغزوة بدر واستعراض جيشه و قد صلّی النبي فیه ودعا الله أن یبارك للمدينة في مدّها وصاعها.[٣] کانت إلی الجنوب من هذا المسجد بئرا کان الرسول یسقی منها ولکن قد دفنت ولم یبق لها أثر.[٤]

مسجد المنارتین

 
مسجد المنارتين

یبعد مسجد المنارتين أي مسجد بني الدينار من مسجد السقيا بقدر کيلومتر واحد علی جهته الغربية وهو مکان صلّی علی أرضه النبي فهذا سبب بنائه؛[٥] المسجد مبني علی طريق مکة القديم ووجه تسميته أنّه کان قريبا من جبلين اسمهما المنارتين. جدّد بنائه حديثا بسنة 2003 م ولکن هناك آثار من بنائه القديم المتهدّم کبناء حجري لا یمکن الدخول بها.

مسجد الإجابة

 
مسجد الإجابة

مسجد الإجابة واقع علی جانب الشمال الشرقي من مسجد النبي وبعيد عنه بقدر ستّمائة وخمسين مترا ویعرف الشارع الذي یمر بالقرب منه، شارع الستين. کان هذا المسجد لبني معاوية من الأوس وکان المسجد یعرف باسمهم أیضا ولکن اشتهر بمسجد الإجابة لأنّ الله استجاب لنبيه فيه. یروی أنّ رسول الله مرّ بهذا المسجد فدخل ورکع فیه رکعتين و دعا ربّه طويلا ثمّ انصرف فأخبر الصحابة أنّه قد دعا الله لنجاة أمته فأجابه الله.[٦]

یقال أنّ المباهلة بين الرسول محمّد ووفد نصاري نجران وقعت في هذا المسجد. فیعتبر هذا المسجد، من معالم المدينة القيمة وجدّد بنائه في الأزمنة السابقة مرّات عديدة.

مسجد السبق

يقع هذا المسجد في الشمال الغربي من مسجد النبي ويبعد عنه بمسافة خمسمائة متر وهو ملاصق لمحطة النقل الجماعي الرئيسة. سمي بالسبق لأنه يقع في منتصف ميدان سباق الخيل في عهد النبي؛ روي أنّ رسول الله کان یسابق بين الخيل في هذه المنطقة. وقد بني هذا المسجد بناءا جديدا وتقام فيه الصلوات الخمس ويعتبر من المساجد الکبيرة بالمدينة المنورة.[٧]

مسجد السجدة

 
مسجد أبي ذر

مسجد السجدة أو أبي ذر، يبعد حوالي خمسمائة وخمسين مترا شمال المسجد النبوي ويقع في نهاية شارع أبي ذر المتّصل بشارع المطار القديم. يقال له مسجد السجدة لأنّه روي أنّ النبي صلّی في مکانه رکعتين وأطال السجود في إحداهما حتی ظنّ من کان معه أنّه قبض فلمّا نهض من سجوده أخبر عن ثواب الصلاة عليه وآله.[٨] کان في القديم يقال لهذا المسجد، اسم البحير؛ وهو اسم لبستان المسجد في طرفه ولکن بعد إمحاء البستان لم يطلق اسم البحير علی المسجد أيضا. [٩]

کهف بني حرام

 
كهف بني حرام

يقع هذا الکهف علی جبل سلع الذي يمکن مشاهدته من مکان بعيد لکن العمائر العالية غطت أغلب جهاته؛ وهو في الشمال الغربي من المسجد النبوي ويبعد عنه بمسافة تقدّر بثمانمائة متر. يمکن الصعود إليه من ممر ضيق بين عمارة جوهرة المدينة للزائرين والحجاج، وجوهرة أمّ القری للسفريات الدولية. بني له في العهد العثماني قبّة صغيرة ثمّ أزيلت وبقي الکهف قائما حتی الآن. [١٠] يقال أنّ النبي کان يبيت فيه محروسا أيام غزوة الخندق وروي أنّه کان ساجدا في هذا الموضع بعض الأوقات فطالت سجدته وعندما رفع رأسه أخبر أنّ الله لا یسوء أمّته. [١١]

مسجد الراية

يقع هذا المسجد شمال المسجد النبوي ويبعد عنه بمسافة تقدّر بکيلومتر واحد وثمانمائة متر وهو خلف محطة الزغيبي للبنزين. وقد أصبح هذا المسجد محصورا بين المساکن الجديدة، فکان بحجم غرفة وبناؤه من الحجر وقربه فناء أما الآن فقد رممت الغرفة وطلي حجرها بالبلاط الجميل الصغير الحجم وألحق الفناء بالمسجد وفصل بينه وبين الغرفة جدار له باب متصل بها. وأصل تسميته بمسجد الراية نسبة إلی جبيل الراية الذي يقع علیه هذا المسجد والذي نصب النبي رايته المنصورة عليه في غزوتي خيبر وتبوك. روي أن رسول الله صلی علی هذا الجبيل ووضع قبته علیه في الأيام الأولی من حفر الخندق.

مسجد الدرع

 
داخل مسجد الدرع

وقع هذا المسجد علی یسار طریق مزار سیدالشهداء، وقبل مسجد المستراح بثلاثمائة متر وسمّي بالدرع لأن النبي وضع فيه درعه والدرع هو لباس الحرب الخاص به.[١٢] بناء هذا المسجد عثماني وقد جدد في الوقت الحاضر.

مسجدالمستراح

 
مسجد المستراح أو الشيخين أوالبدائع

يقع هذا المسجد علی یسار الذاهب إلی أحد من طريق سیدالشهداء، وقبل الوصول إلی شهداء أحد بمسافة تقدّر بکيلومتر واحد وثلاثمائة متر، وقد بني إلی جانبه مسجد حديف وسمّي باسمه. وأصل تسميته بمسجد الشيخين نسبة إلی «أجمة الشيخين» وهي عبارة عن نتوء کان ليهود في أصله ويقال أنّها سمّيت بأجمة الشيخين نسبة إلی رجل وامرأة تجاوز عمرهما مائة عام تحادثا وتسامرا عند هذه الأجمة فاستغرب الناس ذلك وسمّوا مکانهما بهذا الإسم. کان هذا المسجد یسمی بمسجد البدائع أيضا.[١٣]

يروی أنّ النبي صلّ في هذا المسجد وبات فيه حتی الصبح وأنّه استراح فيه عند ذهابه إلی غزوة أحد وهذا سبب تسميته بمسجد المستراح وهو معروف عند أهل المدينة بهذا الإسم. استعرض الرسول جيشه عند هذا المسجد وردّ من استصغره من الصحابة ورجع عبدالله بن أبي ومن أطاعه وهم ثلث الجيش متذرعا أنّ النبي لم يأخذ برأية في الحرب.[١٤]

جبل الرماة

 
جبل الرماة أو عينين

هو جبيل شمال المسجد النبوي علی بعد أربعة کيلومترات وثلاثمائة متر منه. کلمة عينين التي سمّي الجبل بها أحيانا کان اسم لرجل من العمالقة. يقال أنّ النبي صلّی علی هذا الجبل يوم أحد.[١٥] أزيل الکثير من هذا الجبل؛ بنوا العثمانيون بناءا علیه من الحجر ولکن هدم معظم هذا البناء وبقي سطحه وصار الصعود إليه سهلا. سمي في الإسلام جبل الرماة لأن النبي أوقف عبدالله بن جبير في خمسين من الصحابة الرماة يوم معرکة أحد لصدّ المشرکين من الجهة الجنوبية ورميهم بالنبل وأوصاهم بعدم التحرك من الجبل سواء انتصر المسلمون أم هزموا وقد حاولت خيول المشرکين الإغارة علی المسلمين من جهة هذا الجبل فصدّهم الرماة ثلاث مرّات. وبعد احتدام القتال بين الجانبين أسفر عن قتل حملة لواء المشرکين وانکشفوا وترکوا متاعهم فنزل أغلب الرماة ليشارکوا باقي المسلمين في أخذ الغنائم ولم يبق علی الجبل إلّا سبعة من الرماة. عند ذلك التفّ عليهم خالد بن الوليد في خيول المشرکين واستطاعوا قتلهم وأخذوا مکانهم ثمّ هجموا علی المسلمين.[١٦]

مواقع ذات صلة

الهوامش

  1. تحقيق النصرة، المراغي: 142 . آثار المدينة، عبدالقوس الأنصاري: 82 . الدر الثمين، الشنقيطي: 227 .
  2. الدر الثمين، الشنقيطي: 229 .
  3. وفاء الوفاء، السمهودي، ج2 : 844 .
  4. الدر المنثور، السیوطي: 228 .
  5. تحقيق النصرة، المراغي، ج1: 129 .
  6. صحيح مسلم، ج4 : 2216، ح 2890 .
  7. تاريخ معالم المدينة المنورة، الخياري، ص120.
  8. کنز العمّال، المتقي، ح2982.
  9. الدرّ الثمين، الشنقيطي، 170.
  10. الدر الثمين، الشنقيطي، ص232.
  11. المعجم الصغير، الطبراني، ج2، ص117.
  12. تاريخ معالم المدينة، الخياري، ص134.
  13. تاريخ المدينة، ابن شبة، ج1، ص72 - عمدة الأخبار، أحمد بن عبد الحميد، ص176.
  14. طبقات ابن سعد، ج2، ص39 - الدر الثمين، الشنقيطي، ص174 .
  15. الدر الثمين، الشنقيطي، ص 175.
  16. الدر الثمين، الشنقيطي، ص187.

المنابع