ارکان العمرة
أركان العمرة يطلق على بعض المناسك الرئيسية للعمرة . ويعتقد الفقهاء الإمامية و بعض الفقهاء اهل السنة ان المقصود من اركان العمرة هو أجزاء من مناسكها بحيث تركها بشكل متعمد يؤدي الى بطلان العمرة. وفقا لتعبير بعض الفقهاء ، فإن أركان العمرة هي أجزاء منها وطبيعة العمرة تعتمد على اداءها . من خصائص أركان العمرة ، وفقا لمعتقد الفقهاء الإمامية ، هو ان ترك الركن بسبب النسيان او الخطا سيكون واجبا على المعتمر التعويض عنها وفقط اذا كان هذا العمل شاقا للمعتمر او عاجزا عنه فبالامكان يفوض ذلك لـنائب له . الا انه إذا لم يكن جزءا منسيا للـركن فانه يمكن تفويضه منذ البداية لنائب المعتمر. أيضًا ، وفقا للمعتقد الشهير لفقهاء الامامية ، فإن التخلي عن الركن خلافا لغير الركن من شانه ان يؤدي الى بطلان العمرة ولا يمكن تعويضه بالـكفارة الا ان الواجبات غير الركنية يمكن تعويضها من خلال الكفارة. وفقا للفقه الحنفي الشهير ، فإن الطواف یعد الركن الوحيد للعمرة . البعض منهم اعتبر السعي ايضا هو من اركان العمرة . كما اعتبر الحنابلة والمالكية ، الاحرام من الاركان بالاضافة الى الطواف والسعي . الراي المعروف في الفقه الإمامي يؤكد على ذلك رغم أن بعض الفقهاء قد أضافوا إليه النية وبعض الواجبات الاخرى . ان معظم فقهاء الشافعية اضافة إلى الإحرام والطواف والسعي يعتبرون ، الحلق او التقصير و الترتيب من اركان العمرة. المحتوىات • 1 المعاني ودلالات • 2 الفرق بين الرکن وغير الركن في العمرة • 3 المصاديق 3.1.إحرام العمرة 3.2 طواف العمرة 3.3 السعي بين صفا والمروة 3.4.الحلق او التقصير • 4 التعقيبة ۵ المصادر
المعاني والدلالات
كلمة الاركان هي جمع الركن ويتم اطلاقها على القاعدة والجزء الرئيسي أو زوايا أي شيء مثل المبنى الذي يؤدي الى استدامته . [١] في الفقه الركن بمعنى الجزء الرئيسي لأي عبادة أو العقد او الايقاع [٢]. وفقا لمعتقد الفقهاء الامامية [٣] وبعض فقهاء اهل السنة [٤] ان المقصود من اركان العمرة هو اجزاء من مناسكها بحيث تركها المتعمد يؤدي الى بطلان العمرة . وفي تعبير لبعض الفقهاء ان أركان العمرة هي أجزاء منها بحيث ان تحقيق طبيعة العمرة يعتمد على اداءها [٥].
الفرق بين الركن وغير الركن في العمرة
في بعض الأحيان يتم ذكر الواجبات غير الركنية في العمرة والحج بتعابير مثل الواجب[٦] والفرض [٧] ، والفعل [٨] و شرط[٩] . من بين الاختلافات بين اركان العمرة مع غير الاركان ، وبمعنى آخر ، من خصائص اركان العمرة بناء على آراء الفقهاء الامامية هي ان مع ترك الركن بسبب النسيان او الخطاء فان التعويض من قبل المعتمر يكون واجبا ومجرد في حالة صعوبة هذا العمل او عجز المعتمر بالامكان تفويض ذلك للشخص النائب ،الا انه إذا كان الجزء المنسي ليس ركنا يمكن منذ البداية تفويضها الى النائب.[١٠] بالطبع ، فإنه وفقا لمعتقد الفقهاء الإمامية الشهير [١١] فان التخلي عن ركن العمرة بسبب الجهل يعد مثل التخلي المتعمد الا في بعض الحالات الخاصة [١٢] . أيضًا وفقًا لراي فقهاء اهل السنة الشهير ، فإن التخلي عن الركن خلافا لغير الركن يؤدي إلى بطلان العمرة ولا يمكن تعويضه بالـكفارة الا ان يتم تعويض الواجبات غير الركنية من خلال اداء الكفارة [١٣].
المصاديق
وفقا لراي فقهاء الحنفيين الشهير ، فإن الركن الوحيد للعمرة هو الطواف ، [١٤] وقد اعتبره البعض منهم ان السعي ايضا ركن العمرة [١٥]. وقد اعتبر الحنابلة [١٦] والمالكية [١٧] وأيضًا الإحرام ايضا ركناالى جانب الطواف والسعي. بحيث يتطابق الرأي الشهير للفقهاء الإمامية معه [١٨] رغم ان بعض الفقهاء قد اضافوا النية و البعض الاخر الواجبات الاخرى الى ذلك. [١٩] ان غالبية فقهاء الشافعية قد اعتبروا الحلق او التقصير و الترتيب اضافة الى الاحرام والطواف والسعي من اركان العمرة.[٢٠]
احرام العمرة
لقد اجمع فقهاء الامامية [٢١] على ان احرام العمرة هو ركن من الاركان كما يحظى ذلك بقبول معظم فقهاء الشافعية [٢٢] و المالكية [٢٣] و الحنبلية [٢٤].الا ان العديد من الحنفية لم يعتبروا الإحرام ركنا [٢٥] ان العديد من فقهاء اهل السنة قد استندوا الى الحديث النبوية الذي يقول : «الاعمال بالنيات» [٢٦] لأن وفق ما يعتقدون أن المقصود من الإحرام ليس الا نية أداء المناسك. [٢٧]
طواف العمرة
تتفق كافة المذاهب الإسلامية ، سواء الامامية [٢٨] او اهل السنة [٢٩] حول ان طواف العمرة طواف الفرض [٣٠] أو طواف الركن [٣١] تعد ركانا من اركان العمرة . الا ان وفقا لمعتقد الفقة الحنفي الشائع ، فإن الاشواط الاربعة من الطواف تعد ركنا وبالتالي، فان القيام بـمحرمات الاحرام بعد اداء الشوط الرابع لم يبطل العمرة. [٣٢] من الامور التي يستند اليها فقهاء الامامية لهذا الحكم هو الاجماع و قاعدة انتفاء المركب مع انتفاء الجزء والذي يستوجب من اجل تحقق طبيعة ماان تتحقق كافة اجزاءها [٣٣] كما استندوا الى أحاديث تدل على ارتباط الطواف في طبيعة العمرة [٣٤] ومن سائر ما يستند اليه فقهاء الامامية هي الاحاديث التي تدل على انه إذا تم التخلي عن الطواف بسبب جهل المعتمر فانه من الضروري اعادته ومن الاولى ضرورة اعادة الطواف اذا تم تركه متعمدا. [٣٥] الا ان بعض الفقهاءاعتبر ان هذه الادلة والشواهد تخضع للنقاش [٣٦] ان بعض فقهاء اهل السنة ومن اجل اثبات ان طواف العمرة ركنا قد استندوا الى الاجماع [٣٧] ان استناد العديد منهم [٣٨] و القليل من فقهاءالامامية هي الاية 29 من سورة الحج والتي امرت بالطواف حول بيت الله الحرام : ولیطّوّفوا بالبَیت العَتیق. وهناك أيضا نقاش حول دلالة الاية على ان الطواف يعد ركنا من الاركان. [٣٩]
السعي بين الصفا والمروة
وفقا لمعتقد كافة فقهاء الإمامية [٤٠] والشافعية [٤١] وغالبية المالكية [٤٢] والحنابلة [٤٣] ، والقليل من الحنفية [٤٤] ، فإن السعي بين الصفا والمروة من اركان مناسك العمرة. وبرواية فقد عارض أبو حنيفة ومالك بان يكون السعي من الاركان ، وهناك خلاف حول وجهة نظرة أحمد بن حنبل في هذا الصدد.[٤٥] ان استناد فقهاء الامامية اضافة الى الاجماع، هي الاحاديث التي تعتبر ان اي خلل ونقص في السعي سيؤدي الى بطلان العمرة وضرورة اعادتها [٤٦] وتعتبر بعض الاحادیث [٤٧] بصراحةان ترك السعي بشكل متعمد يؤدي الى البطلان . وقد استند فقهاء اهل السنة، بالاضافة الى الاجماع [٤٨]، الى أحاديث مختلفة [٤٩] ، بما في ذلك الحديث النبوي الشريف [٥٠] والذي اعتبروا السعي «واجب مكتوب» { كتب عليكم السعي }. في رأيهم، هذا التعبير يدل على ركنية السعي. من بين ما يستند اليه الحنفيون [٥١] على ان السعي ليس ركنا هي الآية 158 من سورة البقرة والتي يعتقدون بانها تشير الى ان السعي يعد عملا مباحا وليس واجبا : فَمَن حَجَّ البَیتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَیهِ أَن یطَّوَّفَ بِهِمَا. وقد ناقش سائر فقهاء اهل السنة هذا الاستدلال. [٥٢]
الحلق او التقصير و...
وفقًا للراي الشهير لفقهاء الشافعية [٥٣] ، فإن الحلق أو التقصير هو من أركان العمرة ، وقد اعتبر البعض منهم ان ركنية الحلق تعتمد على نسكها. وايضا وفقا لراي بعض الفقهاء الشافعية [٥٤] فان الترتيب في اركان العمرة يعد ايضا من الاركان . ذكر عدد قليل من الفقهاء الإمامية ان واجبات اخرى ما عدى الاحرام والطواف والسعي هي من ضمن الاركان من بينها النية [٥٥] و التلبية [٥٦] و الترتيب [٥٧] الا ان الفقهاء المتأخرين يرفضون بانها من الاركان . [٥٨]
الهوامش
- ↑ معجم مقاییس اللغة، ج۲، ص۴۳۰؛ العین، ج۱، ص۳۵۴؛ الصحاح، ج۵، ص۲۱۲۶، «رکن»
- ↑ معجم لغة الفقهاء، ج۱، ص۲۲۶؛ مصطلحات الفقة، ص۲۷۴؛ العناوین الفقهیة، ج۱، ص۴۰۶.
- ↑ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۱۴؛ المهذب البارع، ج۲، ص۲۰۶، ۲۱۲؛ الحدائق، ج۱۶، ص۱۵۷؛ مسالک الافهام، ج۲، ص۲۶۷.
- ↑ تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۸۱؛ المجموع، ج۸، ص۲۶۵؛ الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۶.
- ↑ مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱.
- ↑ المجموع، ج۸، ص۲۶۵؛ الاقناع، ج۱، ص۲۳۵؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۵.
- ↑ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۸۳؛ نیل الاوطار، ج۵، ص۵۳؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۶.
- ↑ مسالک الافهام، ج۲، ص۲۲۶.
- ↑ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۱-۱۲؛کشف اللثام، ج۵، ص۱۹.
- ↑ المهذب البارع، ج۲، ص۲۰۶؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۱۳۶.
- ↑ جامع المقاصد، ج۳، ص۲۰۱؛ مسالک الافهام، ج۲، ص۲۸۵؛ مدارک الاحکام، ج۸، ص۱۷۴.
- ↑ العروة الوثقی، ج۴، ص۶۵۱؛ کتاب الحج، خوئي، ج۳، ص۳۲۶.
- ↑ روضة الطالبین، ج۲، ص۳۹۷؛ الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۶؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱.
- ↑ المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۳۲؛ بدائع الصنائع، ج۲، ص۲۲۷.
- ↑ تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۲.
- ↑ الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۳؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۵.
- ↑ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۱، ۱۸؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱.
- ↑ غنیة النزوع، ص۱۵۴؛ جامع الخلاف، ص۱۷۷.
- ↑ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۰۷؛ الوسیلة، ص۱۵۸.
- ↑ المجموع، ج۸، ص۲۶۵-۲۶۶؛ مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳؛ الاقناع، ج۱، ص۲۳۳-۲۳۴.
- ↑ غنیة النزوع، ص۱۵۴؛ جامع الخلاف، ص۱۷۷.
- ↑ المجموع، ج۸، ص۱۵۴؛ الاقناع، ج۱، ص۲۳۳.
- ↑ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۱، ۱۸؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱.
- ↑ الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۳؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۴.
- ↑ تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۲؛مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۸.
- ↑ صحیح البخاري، ج۱، ص۲؛ السنن الکبری، ج۱، ص۴۱، ۲۱۵.
- ↑ فتح الوهاب، ج۱، ص۲۵۸؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۴.
- ↑ السرائر، ج۱، ص۶۱۷؛ الجامع للشرائع، ص۱۸۰؛ تذکرة الفقهاء، ج۷، ص۱۵.
- ↑ المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۳۵؛ الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۶؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۸.
- ↑ الحاوي الکبیر، ج۴، ص۴۸۰؛ المجموع، ج۸، ص۱۱.
- ↑ المجموع، ج۸، ص۱۱؛ التنقیح الرائع، ج۱، ص۵۰۸.
- ↑ المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۳۵-۳۶، ۵۸.
- ↑ مجمع الفائدة، ج۷، ص۶۳؛ جواهر الکلام، ج۱۹، ص۳۷۰؛ کتاب الحج، ج۴، ص۲۸۸-۲۸۹.
- ↑ مدارک الاحکام، ج۸، ص۱۷۸-۱۷۹؛ ذخیرة المعاد، ج۳، ص۶۲۵.
- ↑ ذخیرة المعاد، ج۳، ص۶۲۵؛ الحدائق، ج۱۶، ص۱۵۸-۱۵۹؛ کتاب الحج، ج۲، ص۲۸۸-۲۸۹.
- ↑ مجمع الفائدة، ج۷، ص۶۲-۶۳؛ فقه الصادق، ج۱۱، ص۲۸۰-۲۸۲.
- ↑ بدائع الصنائع، ج۲، ص۲۲۷؛ المجموع، ج۸، ص۲۲۰؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۱.
- ↑ المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۳۸؛ بدائع الصنائع، ج۲، ص۲۲۷.
- ↑ کتاب الحج، ج۴، ص۲۸۸.
- ↑ روضة الطالبین، ج۲، ص۳۹۶؛ مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳؛ اعانة الطالبین، ج۲، ص۳۳۱.
- ↑ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۶۱؛ الدروس، ج۱، ص۴۱۲.
- ↑ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۱-۱۲؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱.
- ↑ الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۶؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۵.
- ↑ تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۲.
- ↑ المغني، ج۳، ص۴۰۸-۴۰۹؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۸.
- ↑ مدارک الاحکام، ج۸، ص۱۱-۱۲؛ جواهر الکلام، ج۱۹، ص۴۲۹-۴۳۰؛ جامع المدارک، ج۲، ص۵۲۴-۵۲۵.
- ↑ الکافي، ج۴، ص۴۳۶؛ التهذیب، ج۵، ص۱۵۰.
- ↑ فتح الباري، ج۳، ص۳۹۸؛ نیل الاوطار، ج۵، ص۱۲۶.
- ↑ المغني، ج۳، ص۴۰۷؛ مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳؛ اضواء البیان، ج۴، ص۴۱۶.
- ↑ المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۵۰؛ المجموع، ج۸، ص۷۷-۷۸.
- ↑ المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۵۰؛ المجموع، ج۸، ص۷۷-۷۸.
- ↑ المحلّي، ج۷، ص۹۷؛الاستذکار، ج۴، ص۲۲۲.
- ↑ المجموع، ج۸، ص۲۰۵، ۲۶۶؛ روضة الطالبین، ج۲، ص۳۹۶-۳۹۷؛ الاقناع، ج۱، ص۲۳۳-۲۳۴.
- ↑ روضة الطالبین، ج۲، ص۳۹۷؛ مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳؛ اعانة الطالبین، ج۲، ص۳۳۱.
- ↑ السرائر، ج۱، ص۶۱۶؛ الرسائل التسع، ص۳۵۵؛ مختلف الشیعة، ج۴، ص۳۶۶.
- ↑ الدروس، ج۱، ص۳۲۸؛ رسائل، ج۲، ص۱۵۰.
- ↑ کشف الغطاء، ج۴، ص۴۲۹؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۱۳۶.
- ↑ مسالک الافهام، ج۲، ص۲۲۶-۲۲۷؛ مدارک الاحکام، ج۷، ص۲۴۰؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۳.