الاقامة في مکة

من ويكي‌حج

الإقامة في مكة: تطلق على المجاورة او الإقامة الدائمة في مكة و تعني ان اناس جعلو مكة وطنا دائما لهم. تتناول هذه المقالة الى الحكم التكليفي في مكة فقط . وجهات نظر الإماميين واهل السنة موضع خلاف ، الرأي المشهور للإمامية و حسب بعض الروايات تؤكد على كراهية الإقامة ولكن عدد منهم امروا باستحباب الإقامة في مكة. الحكم التكليفي لفقهاء اهل السنة موضع خلاف ايضا ، فافتى زعماء المذاهب السنية ابوحنيفه و مالك بكره الإقامة هناك ، بالمقابل يرى بعض من الشافعيين و الحنفيين باستحباب المجاورة لمكة على أن لا يكون الشك في ارتكاب الذنب و عدم احترام بيت الله من قبل الشخص. الغرض من الاقامة تإتي كلمة الإقامة من جذر (ق ـ و ـ م) و تعني التثبيت ، الإستمرار واختيار المكان .[۱] والمقصود من الإقامة في مكة هو السكن فيها و اختيارها كوطن دائمي والتي ذكرت في كثير من المصادر الفقهية و غير الفقهية بالـ"المجاورة في مكة" .[2] الغرض من الإقامة هو الإقامة المؤقتة والدائمة (التوطين) [3] لكن استخدام الفقهاء لكلمتي الإقامة و المجاورة هي لمعنى واحد [4] و ان المقالة تقوم بالتطرق الى الحكم التكليفي للإقامة في مكة فقط. خلفية الإقامة في مكة استناداً إلى المصادر التاريخية والاحاديث يعود تاريخ الإقامة في مكة الى فترة طويلة ، ويذكر انه سيدنا آدم (عليه السلام) بعد النزول الى الأرض قام ببناء الكعبة بأمر من الله و أدى طقوس الحج في هذا المكان [5] كما واسكن النبي ابراهيم (عليه السلام) زوجته هاجر و ابنه اسماعيل في مكة و بجوار الكعبة حتى تتهيئ الأرضية لإعادة اعمار الكعبة و الاستيطان فيها. (سورة ابراهيم ، 37) كما وأقام الكثير من العلماء في مكة و اشتهروا بأسم جار الله. الإقامة في مكة الإقامة في مكة لها احكاما نقوم بدراستها من خلال آراء الإمامية و اهل السنة. فقهاء الإمامية لفقهاء الإمامية رأيين مشهورة و غير مشهورة. الرأي المشهور وفقاً للرأي المشهور عند فقهاء الإمامية [6] فإن المجاورة (الإقامة) مكروهة في مكة[7] يستند هؤلاء الى عدة احاديث مثل ما رواه محمد بن مسلم عن الامام الباقر(عليه السلام) [8] و حديث الحلبي[9] وابوالصباح الكناني[10] وابوبصیر وداود رقي [11] الذين نقلوا رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) توصي بعدم الإقامة في مكة و الخروج منها بعد اداء الحج. واستندوا الى الآية 25 من سورة الحج " وَمَن یُرِد فِیهِ بِاِلحَادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذَابٍ اَلِیمٍ " التي تؤكد بإن من يقوم بذنب هناك فهو مصداق للشرك و الكفر. كما تشير بعض الروايات عن سيرة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) مغادرة مكة بعد اداء الحج[12] كما روي ان الإمام علي (عليه السلام) لم يبت في مكة بعد هجرة النبي الاكرم منها[13]. وقد وردت عدة حكم لهذه الكراهية ، منها ظهور القسوة بالقلب بسبب الإقامة في مكة[14] مضاعفة قبح الذنوب عندما ترتكب في مكة مقارنة بأماكن اخرى[15] الرحيل القسري للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة[16] التقليل من قدسية المكان بسبب الحضور المستمر فيه[17] لزوم استمرارية الشغف للحضور في مكة و تجنب الملل من المدينة بسبب البقاء فيها لمدة طويلة[18]. الرأي الغير مشهور في المقابل توجد احاديث يستدل منها استحباب الإقامة في مكة منها صحيحة علي بن مهزيار عن الإمام الكاظم (عليه السلام) [19] والإحاديث التي رويت عن الإمام الباقر (عليه السلام) [20] والإمام الصادق (عليه السلام) [21] التي تحاكي تفوق الإقامة في مكة عن الإقامة في مدن اخرى ومساوات الأكل في مكة بالصيام في مكان آخر[22] ومقارنة النوم في مكة بقيام الليل [23] والجهاد والاستشهاد في اماكن اخرى. حاول بعض من الفقهاء الإمامية تكييف هذه الروايات من اجل سد التعارض الظاهر فيما بينها. فاعتبر البعض الأحاديث التي تشير الى كره الإقامة في مكة تشمل من هم يخافون على انفسهم من الوقوع في الذنب وتدنيس حرمة الكعبة . اما اولئك الذين لا يرون انه من الممكن ارتكاب الذنوب والتدنيس فالإقامة تعتبر مستحبة[24]، بعض آخر اعتبر الإقامة في مكة للتجارة أمر مكروه اما للعبادة فهو مستحب[25] والبعض الآخر اعتبر واستنادا للاحاديث [26] كره الإقامة في مكة لمن ينوي البقاء فيها لفترة عام او أكثر و اكدوا على ان تكون الإقامة اقل من عام[27] او ان يقوم الشخص المقيم بمغادرة مكة في منتصف العام ليرجع اليها بعد ذلك[28] وتكون بذلك اقامته غير مكروهة. بعض من الفقهاء اعتبر كراهية الإقامة في مكة لمن يقيم بها اكثر من ثلاث سنوات اما الإقامة لإقل من هذه الفترة فهي من وجهة نظرهم غير مكروهة[29] وفي نظرية أخرى فإن الإقامة في مكة مكروهة لمن ليسوا آمنين من قسوة القلب فقط اما لغيرهم فهو غير مكروه[30]. فقهاء السنة يختلف فقهاء السنة حول حكم الإقامة في مكة . البعض منهم يرى بكراهية ذلك و البعض الآخر ينظر باستحباب هذا الأمر[31] من بين زعماء المذاهب السنية يؤكد ابوحنيفه ومالك على كراهية المجاورة[32] ويستندان الى احاديث مغادرة مكة بعد اداء الحج[32] وكذلك الى الروايات التي تؤكد على قبح ارتكاب الخطيئة في مكة ومضاعفة ذنوبها مقارنة بباقي المدن[34] ووفقا لنص الاحاديث المذكورة فإن الإقامة الطويلة في مكة يسبب الأنس لدى المقيم و يقلل من احترامه للمكان ويؤدى الى كثرة الذنوب فيها. في المقابل فإن العودة من مكة يبقي شغف تكرار زيارة بيت الله في القلوب[35] من ناحية اخرى بعض الشافعيين[36] والحنفيين[37] من اجل تكييف الاحديث اعلنوا بجواز الاقامة في مكة الا اذا خاف الانسان من ارتكاب معصية او تدنيس لبيت الله.

حكم طواف المقيم في مكة برأي فقهاء الإمامية [38] واستنادا الى الاحاديث فإن اداء الطواف المستحب للمقيم لإقل من ثلاثة اعوام في مكة اكثر اجرا و جزاءا من الصلاة المستحبة اما بعد ثلاثة اعوام فإن الصلاة المستحبة اولى من الطواف المستحب. برأي بعض فقهاء الإمامية من يقوم خلال اشهر الحج (شوال و ذي القعدة و ذي الحجة) باداء العمرة المفردة ، فمستحب أن يقيم في مكة ليؤدي عمرة التمتع و حج التمتع بدلا من العمرة المفردة[40].

حكم الإقامة في المدينة المنورة خلافا للإقامة في مكة التي يكرهها فقهاء الإمامية بشكل مطلق او مشروط[41] واكثر فقهاء السنة يرون ذلك ايضا[42] فإستنادا الى الاحاديث[43] يرون هؤلاء استحبابا في المجاورة والإقامة في المدينة المنورة، وقد قلل البعض من صحة الآراء القائلة بتفضيل الإقامة في المدينة على مكة والتي جاءت في بعض الاخبار واكدوا ان تلك الروايات كانت لما قبل فتح مكة وعندما كان يسكن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) في المدينة المنورة[44].

الإقامة في المدينة المنورة الإقامة في مكة والمدينة. مركز معلومات حديث شيعه هل الاستيطان والإقامة الدائمة في مكة افضل ام المدينة المنورة؟ موقع عاشوراء الشامل