مقبرة شهداء أحد
مَقبَرةُ شهداءِ أُحُد تقع في شمال المدينة المنورة، وجنوب جبل أُحد، وهي موضعُ دفن عددٍ من شهداءِ غزوة أُحد، ومنهم حمزة بن عبد المطلب عمُّ النبيّ(ص). ومنذ القرن السادس الهجري كان فوق هذه المقبرة بناءٌ ذو قبّةٍ عالية، غير أنّ هذه القبّة والضريح قد هُدِمت في حدود سنة 1344هـ على يد الوهابيين. ومنذ سنة 1383هـ أُحيطت ساحة المقبرة بسورٍ يطوّقها.
|
| |
| المعلومات الأولية | |
|---|---|
| المکان | المملكة العربية السعودية، . شمال المدينة، جنوب جبل احد |
| الإستعمال | مقبرة |
| تأریخ البناية | |
| زمن التأسيس | غزوة أحد السنة الثالثة للهجرة |
| الأحداث | موقع غزوة أحد |
| الحالة الراهنة | |
| حالة البناية | موجود |
|
| |
المكان والأسماء
تقع مقبرة شهداء أُحد غرب مسجد حمزة الحالي[١] و جنوب جبل أُحد.[٢] وقد وردت لها أسماء قديمة، مثل: «المشهد» و«مشهد حمزة»[٣].
غزوة أُحد
في السنة الثالثة للهجرة، وقعت معركةٌ بين المسلمين ومشركي قريش عند السفح الجنوبي لجبل أُحد، عُرفت بـغزوة أُحد. استُشهد في هذه المعركة سبعون رجلاً من المسلمين،[٤] ودُفنوا بأمر النبيّ(ص) في موضع شهادتهم عند سفح الجبل.[٥] وبحسب بعض الروايات، دُفن بعض الشهداء في أماكن أخرى قبل أمر النبيّ(ص)، فلم يمكن إعادة جثامينهم إلى أُحد.[٦] وقد استُشهد عمّ النبيّ(ص) حمزة بن عبد المطلب في هذه الغزوة ودُفن في هذا الموضع.[٧]
المدفونون
في مقبرة شهداء أُحد، إضافةً إلى حمزة، دُفن عبد الله بن عمرو بن حَزام، وعمرو بن الجموح، و سهل بن قيس بالقرب من حمزة.[٨][٩] وبعض القبور الموجودة في هذه المنطقة نُسبت إلى بعض الأعراب الذين دُفنوا هناك في عهد عمر بن الخطاب[١٠] أو هشام بن عبد الملك.[١١]
تاريخ المقبرة
كانت مقبرة شهداء أُحد منذ صدر الإسلام محلّ زيارةٍ واهتمام. فقد كان النبيّ(ص) يزور قبور شهداء أُحد ويوصي بزيارتها، كما كانت فاطمة الزهراء(ع) وسائر المسلمين يداومون على زيارة قبر حمزة ويولونه عنايةً خاصة.[١٢] ووفقاً لبعض الروايات، في عهد معاوية (حوالي أربعين سنة بعد غزوة أُحد) ونظراً لجريان سيلٍ اجتاح المقبرة، نُقلت أجساد الشهداء من موضع السيول.[١٣] وقد ذكر إبراهيم رفعت باشا (ت.1353هـ) في كتابه مرآة الحرمين أنّه رأى حجراً عند باب المقبرة منقوشاً عليه تاريخ تأسيس البناء سنة 275هـ.[١٤]
بناء مسجد على قبر حمزة
في سنة 570هـ، بنت والدة الخليفة الناصر العباسي قبّةً عاليةً ومتينـة على مقبرة الشهداء.[١٥] و أوّل ذكرٍ لوجود بناءٍ فوق المقبرة ورد في وصف ابن جُبَير الرحّالة الأندلسي (ت.614هـ/1217م)، إذ رأى سنة 580هـ مسجداً مبنيّاً على قبر حمزة، وكان القبر داخل صحن المسجد بجوار سائر الشهداء، وكان الناس يتبرّكون بالتراب الأحمر المحيط بالقبر المنسوب إلى حمزة.[١٦]
وقد وردت تقارير عن إكمال البناء وترميمه إلى سنة 893هـ.[١٧] وذكر أحمد خياري مؤرّخ المدينة (ت.1380هـ) أنّ الدولة العثمانية (677-1300هـ/1299-1922م) شيّدت مسجداً جميلاً على قبر حمزة.[١٨] وفي سنة 1325هـ وُصف المكان بأنّه بناءٌ متينٌ، خالٍ من الزخارف، تعلوه قبّة فوق قبر حمزة.[١٩]
الهدم على يد الوهابيين
في حدود سنة 1344هـ، وأثناء حصار المدينة على يد الوهابيين، هُدم المسجد مع مزار حمزة.[٢٠] وفي سنة 1383هـ بنت الحكومة السعودية سوراً يحيط بقبر حمزة وسائر الشهداء القريبين منه، بعدما تُركت مكشوفة بلا سقف، ثم أنشأت مسجداً آخر قريباً منه.[٢١] وقيل إنّ الضريح الحديدي الذي استُخدم في سور مقبرة شهداء أُحد هو نفس الضريح الذي كان في مقبرة أهل البيت (ع) في البقيع قبل تدميرها.[٢٢]
| السَّلامُ عَلَیک یا عَمَّ رَسُولِ اللّه صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، السَّلامُ عَلَیک یا خَیرَ الشُّهَداءِ، السَّلامُ عَلَیک یا أَسَدَ اللّهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّک قَدْ جاهَدْتَ فِی اللّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَجُدْتَ بِنَفْسِک، وَ نَصَحْتَ رَسُولَ اللّهِ (ص)، وَکنْتَ فِیما عِنْدَاللّهِ سُبْحانَهُ راغِباً، بِأَبِی أَنْتَ وَأُمِّی أَتَیتُک مُتَقَرِّباً إِلَی اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِزِیارَتِک، وَ مُتَقَرِّباً إِلی رَسُولِ اللّهِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ بِذلِک، راغِباً إِلَیک فِی الشَّفاعَةِ، أَبْتَغِْی بِزِیارَتِک خَلاصَ نَفْسِی، مُتَعَوِّذاً بِک مِنْ نارٍ اسْتَحَقَّها مِثْلِی بِما جَنَیتُ عَلی نَفْسِی، هارِباً مِنْ ذُنُوبِی الَّتِی احْتَطَبْتُها عَلی ظَهْرِی، فَزِعاً إِلَیک رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّی، أَتَیتُک مِنْ شُقَّةٍ بَعِیدَةٍ طالِباً فَکاک رَقَبَتِی مِنَ النَّارِ، وَقَدْ أَوْقَرَتْ ظَهْرِی ذُنُوبِی وَأَتَیتُ مَا أَسْخَطَ رَبِّی؛ وَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَیهِ خَیراً لِی مِنْکمْ أَهْلَ بَیتِ الرَّحْمَةِ، فَکنْ لِی شَفِیعاً یوْمَ فَقْرِی وَحاجَتِی، فَقَدْ سِرْتُ إِلَیک مَحْزُوناً، وَأَتَیتُک مَکرُوباً، وَسَکبْتُ عَبْرَتِی عِنْدَک باکیاً، وَصِرْتُ إِلَیک مُفْرَداً، وَأَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَ نِی اللّهُ بِصِلَتِهِ، وَحَثَّنِی عَلی بِرِّهِ، وَدَلَّنِی عَلی فَضْلِهِ، وَهَدانِی لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنِی فِی الْوِفادَةِ إِلَیهِ، وَأَلْهَمَنِی طَلَبَ الْحَوائِجِ عِنْدَهُ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَیتٍ لَا یشْقی مَنْ تَوَلَّاکمْ، وَلَا یخِیبُ مَنْ أَتاکمْ، وَلَا یخْسَرُ مَنْ یهْواکمْ، وَلَا یسْعَدُ مَنْ عاداکمْ. پس رو به قبله کن و دو رکعت نماز زیارت بخوان و پس از تمام شدن نماز، خود را به قبر بچسبان و چنین بگو:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إِنِّی تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِک بِلُزُومِی لِقَبْرِ عَمِّ نَبِیک صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ لِیجِیرَنِی مِنْ نِقْمَتِک وَسَخَطِک وَمَقْتِک فِی یوْمٍ تَکثُرُ فِیهِ الْأَصْواتُ، وَتُشْغَلُ کلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّمَتْ وَتُجَادِلُ عَنْ نَفْسِها، فَإِنْ تَرْحَمْنِی الْیوْمَ فَلَا خَوْفٌ عَلَی وَلَا حُزْنٌ، وَ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلی لَهُ الْقُدْرَةُ عَلی عَبْدِهِ، وَلَا تُخَیبْنِی بَعْدَ الْیوْمِ، وَلَا تَصْرِفْنِی بِغَیرِ حاجَتِی، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیک، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَیک ابْتِغاءَ مَرْضاتِک، وَرَجاءَ رَحْمَتِک، فَتَقَبَّلْ مِنِّی، وَعُدْ بِحِلْمِک عَلی جَهْلِی، وَبِرَأْفَتِک عَلی جِنایةِ نَفْسِی، فَقَدْ عَظُمْ جُرْمِی، وَمَا أَخافُ أَنْ تَظْلِمَنِی وَلکنْ أَخافُ سُوءَ الْحِسابِ؛ فَانْظُرِ الْیوْمَ تَقَلُّبِی عَلی قَبْرِ عَمِّ نَبِیک، فَبِهِمَا فُکنِی مِنَ النَّارِ، وَلا تُخَیبْ سَعْیی، وَلَا یهُونَنَّ عَلَیک ابْتِهالِی، وَلَا تَحْجُبَنَّ عَنْک صَوْتِی، وَلَا تَقْلِبْنِی بِغَیرِ حَوائِجِی، یا غِیاثَ کلِّ مَکرُوبٍ وَمَحْزُونٍ، وَیا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَیرانِ الْغَرِیقِ الْمُشْرِفِ عَلَی الْهَلَکةِ، فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْظُرْ إِلَی نَظْرَةً لَاأَشْقی بَعْدَها أَبَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعِی وَعَبْرَتِی وَانْفِرادِی، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاک، وَتَحَرَّیتُ الْخَیرَ الَّذِی لَا یعْطِیهِ أَحَدٌ سِواک، فَلَا تَرُدَّ أَمَلِی؛ اللّهُمَّ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلی لَهُ الْقُدْرَةُ عَلی عَبْدِهِ وَجَزائِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ، فَلَا أَخِیبَنَّ الْیوْمَ، وَلا تَصْرِفْنِی بِغَیرِ حَاجَتِی، وَلَا تُخَیبَنَّ شُخُوصِی وَوِفادَتِی، فَقَدْ أَنْفَدْتُ نَفَقَتِی، وَأَتْعَبْتُ بَدَنِی، وَقَطَعْتُ الْمَفازاتِ، وَخَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَالْمالَ وَمَا خَوَّلْتَنِی، وَآثَرْتُ مَا عِنْدَک عَلی نَفْسِی، وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِیک صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِک، فَعُدْ بِحِلْمِک عَلی جَهْلِی، وَبِرَأْفَتِک عَلی ذَنْبِی، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِی، بِرَحْمَتِک یا کرِیمُ یا کرِیمُ. |
انظر أيضًا
- غزوة أحد
- مسجد حمزة بن عبد المطلب (المدينة المنورة)
- مساجد المدينة المنورة
الهوامش
- ↑ آثار إسلامي مكة ومدينة، ص377.
- ↑ رحلة ابن جبير، ص154.
- ↑ معالم المدينة المنورة بین العمارة والتاریخ، جزء 4، مجلد2، ص426
- ↑ أنساب الأشراف، ج1، ص382.
- ↑ السیرة النبوية، ج2، ص60، 98؛ تاریخ الطبري، ج2، ص499.
- ↑ المغازي، ج1، ص312.
- ↑ تاریخ المدينة المنورة، ج1، ص125.
- ↑ تاریخ معالم المدينة، ص130؛ وفاء الوفاء، ج3، ص116-117.
- ↑ المغازي، ج1، ص312-313؛ تاریخ المدينة، ج1، ص130.
- ↑ المغازي، ج1، ص313؛ أنساب الأشراف، ج1، ص410.
- ↑ تاریخ المدينة، ج1، ص130.
- ↑ تحلیلي از غزوة أحد، شهدا ومزارات آن، ص206-225.
- ↑ تفسیر الثعلبي، ج2، ص138 ؛ التمهید، ج19، ص240-242 ؛ السیرة الحلبية، ج2، ص539.
- ↑ مرآة الحرمين، ج1، ص393.
- ↑ تحقیق النصرة بتلخیص معالم دارالهجرة، ص477؛ التعریف بما انست الهجرة، ص126.
- ↑ رحلة ابن جبير، ص154.
- ↑ مرآة الحرمين، ج1، ص392 ؛ معالم المدینة المنورة بین العمارة والتاریخ، ج2، ص435.
- ↑ تاریخ معالم المدينة المنورة قدیما وحدیثا، ص191.
- ↑ مرآة الحرمين، ج1، ص390.
- ↑ كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، ص55.
- ↑ تاریخ معالم المدينة المنورة قدیما وحدیثا، ص191.
- ↑ مدينة شناسي، جلد2، ص261و262.
المصادر
- السیرة النبوية، ابن هشام (م.8-213هـ.)، تحقيق السقاء وآخرون، بیروت، المکتبة العلمیة.
- المغازي، الواقدي (م.207هـ.)، تحقيق مارسدن جونس، بیروت، الأعلمی، 1409هـ.
- أنساب الأشراف، البلاذري (م.279هـ.)، تحقيق زکار، بیروت، دار الفکر، 1417هـ.
- بهجة النفوس والأسرار في تاریخ دار هجرة النبي المختار، عبد الله مرجاني، بیروت، دار الغرب الإسلامي، 2002م.
- الطبقات الکبری، ابن سعد، بیروت، دار صادر، (د.ت).
- محمد صلى الله علیه وآله وسلم في الکتب المقدسة، سامي العامري، القاهرة، مرکز التنویر الإسلامي للخدمات المعرفیة، 1426هـ.
- الآثار الباقیة عن القرون الخالیة، أبو ريحان البيروني، طهران، میراث مکتوب، 1380ش.
- مرآة الحرمين، إبراهیم رفعت باشا، القاهرة، المكتبة الثقافية الدينية، (د.ت).
- كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، السید محسن الأمین، قم، مکتبة الحرمین، (د.ت)
- آثار إسلامي مكة ومدينة، رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1386ش.
- رحلة ابن جبير ( تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار )، محمد بن أحمد بن جبیر، بیروت، العربیة، 2008م.
- تحقیق النصرة بتلخیص معالم دار الهجرة، أبو بکر بن حسین المراغي، فیوم، دار الفلاح للبحث العلمي وتحقیق التراث، 1430هـ.
- معالم المدينة المنورة بین العمارة والتاریخ، عبد العزیز کعکي، المدينة، الناشر: المؤلف، 2011م.
- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی، علی بن عبد الله السمهودي، تحقیق قاسم السامرائي، لندن، موسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2001م.
- تاریخ معالم المدینة المنورة قدیما وحدیثا، الخیاري، أحمد یاسین أحمد. 1419. 1ج. الریاض، عربستان: المملکة العربیة السعودیة. الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تأسیس المملکة.
- فصل من تاريخ المدينة المنورة، علي الحافظ، جدة، مكتبة الثقاف.
- تحلیلی از غزوة أحد، شهدا ومزارات آن، محمود ساماني، طهران، مشعر، 1400ش.
- تفسیر الثعلبي، الثعلبي، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1422هـ.
- التمهید، ابن عبد البر، (د.م)، وزارة الأوقاف، 1387هـ.
- السیرة الحلبية، الحلبي، بیروت، دار المعرفة، 1400هـ.
- مدينة شناسي، محمد باقر النجفی، طهران، خرمایستان، 1367ش.