مسجد السقيا، هو أحد مساجد المدينة المنورة، ويقع في جزء الجنوب الشرقي من محطة قطار المدينة المنورة، في حي العنبرية. هذا المسجد يسمى السقیا؛ لأنه یقع في منطقة السقیا وبالقرب من بئر السقیا. وفي الطريق إلى بدر صلّى الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع جيشه في منطقة السقيا، و دعا لأهل المدينة المنورة أن يبارك لهم فی صاعهم و مدُّهم وشرب الماء من بئر السقیا.

مسجد السقیا


الموقع

يقع مسجد السقیا داخل سور محطة السكة الحديد العنبرية، وفي جزء جنوب الشرقي المحطة. ويقع بئر سقیا في جنوب هذا المسجد، ويفصل طريق مكة بينهما.[١] ويقع مسجد السقيا حاليًا، داخل محطة السكة الحديد.[٢]

سبب التسمية

هذا المسجد يسمى السقیا؛ لأنه یقع في منطقة السقیا وبالقرب من بئر السقیا.[٣]

قبة الرئوس

منذ القرن الحادي عشر فصاعدًا، عُرف هذا المسجد أيضًا باسم قبةالرئوس (قبةالرؤوس).[٤] وبحسب تقرير علي حافظ، فقد أطلق عليها لقب قباء الرئوس لأن الأتراك العثمانيين كانوا يقطعون رؤوس قطاع الطرق في الصحراء ويضعونها فيها.[٥] وبحسب نظریة العياشي، مؤرخ المدينة المنورة،إن تسمية هذا المسجد بقبة الرؤوس له أثر سيئ وهذا الاسم لا يليق بالمسجد.[٦]

النبي (ص) في السقيا

توقف النبي محمد(ص) في السقيا في الطريق من المدينة المنورة إلى بدر (في معركة بدر) وصلّى ودعا: اللهم كما باركت لأهل مكة بعد دعا النبي إبراهيم (ع)،أن تبارك کذلک لأهل المدينة فی صاعهم و مدُّهم.[٧] ويقال أن الرسول قد رأى جيشه في هذا المكان.[٨] ويذكر أن النبي (ص) في طريقه إلى بدر شرب الماء من بئر السقیا.[٩]

تاریخ مسجد السقیا

يعتبر ابن شبة هذا المسجد من المساجد التي صلى فيها النبي(ص). وبحسب رواية السمهودي، فقد بنى عمر بن عبد العزيز هذا المسجد في مكان صلاة النبي (ص).[١٠] وبحسب كلام السمهودي الذي نقله أبو عبد الله أسدي، أحد مؤرخي القرون الأولى، اشتهر هذا المسجد كأحد المساجد التاريخية بالمدينة المنورة.[١١]

تقرير السمهودي عن مسجد السقیا

في زمن السمهودي، تم تدمير هذا المسجد. وقد ذهب إلى مكان المسجد ورأى حجر بناء كبير، وأمر بالحفر هناك. بعد الاستكشاف ظهر المحراب وأركان مسجد السقیا. ذهب إلى مكان المسجد ورأى حجر بناء كبير ، وأمر بالحفر هناك. بعد الاستكشاف ظهر المحراب وتربیعه. وبناءً على الزخارف والمنحوتات الحجرية التي تم اكتشافها، اعتقد السمهودي أن هذا المبنى بني في عهد عمر بن عبد العزيز.[١٢] وبحسب رواية السمهودي، فإن مسجد السقيا أعيد بناؤه في عصره، على أساسه الأول، وهو مربع مساحته نحو سبعة أذرع في سبع أذرع.[١٣] ويؤكد تقرير أحمد العباسي في القرن الحادي عشر أيضًا مساحة هذا المسجد.[١٤]

وبحسب تقرير عام 1073 هـ (1662 م)، يقع هذا المسجد على يسار الطريق المؤدي إلى المدينة المنورة من طريق العقيق في الحارة الغربية.[١٥]

نظرية ياسين الخياري

يعتقد علماء القرنين الأول والوسطى أن مسجد السقیا هو مسجد تاريخي يقع حاليًا، داخل محطة السكة الحديد. قال ياسين الخياري، مؤرخ المدينة المنورة المعاصر: إن البناء المدمر الذي كان يقع بجوار بئر السقيا في عصره ودُمر بسبب توسعة الطريق هو مسجد السقيا.[١٦] ويظهر هذا المبنى المتهدم بوضوح في الصورة التي قدمها في كتابه. ومحمد إلياس عبد الغني، لعدة أسباب، أثبت النظرية الشهيرة ورفض نظرية الخياري.[١٧]

وصف المسجد

ويصف الشنقيطي مسجد السقيا كالتالي: "من داخل مباني محطة السكة الحديد من الجهةالجنوبية يمكن رؤية مسجد السقيا ذو القباب الثلاث، والوسطى أكبرها."[١٨]

ويتكون بناء المسجد من أقسام رأسية وأفقية ويتكون من ثلاث فراغات أو فجوات مغطاة بثلاث قباب. القبة الوسطى هي الأكبر بين جميع القباب. ومحرابها في سور القبلة. وفي نصف الجدران الشمالية والشرقية والغربية للمبنى، تم تركيب صمام مقنطر على شكل هلال بعقد دائري. والجدران مغطاة بالجص الأبيض.[١٩]

معرض صور

الهوامش

المنابع


  • الدرة الثمینة فی اخبار المدینة، محمد بن النجار، تحقیق: صلاح الدین بن عباس شکر، مدینه، مرکز بحث و دراسات المدینة المنورة، 1426هـ.
  • آثار اسلامی مکه و مدینه‏، رسول جعفریان، طهران، مشعر، 1386ش.
  • آثار المدینة المنورة‏'‏، عبدالقدوس الانصاري، مدینة، المکتبة السلفیة، 1393هـ.
  • تاریخ المدینة المنورة (ابن شبه)'‏، ابن شبه نمیري (م.262هـ‏)، ترجمة حسین صابري‏، طهران، مشعر، ۱۳۸۰ش‏.
  • تاریخ المعالم المدینة المنورة قدیما و حدیثا'‏، احمد یاسین الخیاري الحسیني، ریاض، الامانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تاسیس المملکة، 1419هـ. / 1999م.
  • الجامع الصحیح و هو سنن الترمذي‏، محمد بن عیسی الترمذي، حققها احمد محمد شاکر، قاهرة، دارالحدیث، 1419هـ.
  • الدر الثمین فی معالم دارالرسول(ص)،محمد الامین الشنقیطي، جدة: دارالقبلة للثقافة الاسلامیة؛ بیروت: موسسة علوم القرآن، ‮‭1411‬هـ. / ‮‭1991‬م.
  • الرحلة العیاشیة‏، عبدالله بن محمد العیاشي، حققها و قدم لها: سعید الفاضلي، سلیمان القرشي، ابوظبي، دارالسویدي، 2006م.
  • الطبقات الکبری‏، ابن سعد، تحقیق محمد عبدالقادر عطا، ط 1، بیروت، دارالکتب العلمیة، 1410هـ. / 1990م.
  • المدینة المنورة بین الماضی و الحاضر، ابراهیم عیاشي، المدینة، المکتبة العلمیة، 1972م.
  • المدینة المنورة: تطورها العمراني و تراثها المعماري، صالح لمعي مصطفی، بیروت، دار النهضة العربیة، ‮‭1981‬م.
  • المساجد الاثریة فی المدینة المنورة، محمد الیاس عبدالغني، المدینة، 1998م.
  • عمدة الاخبار، احمد بن عبدالحمید عباسي، مدینة، المکتبة العلمیة، بی‌تا.
  • فصول من تاریخ المدینة المنورة، علی حافظ، جدة، شرکة المدینة المنورة، 1417هـ.
  • وفاء الوفا باخبار دار المصطفی، نورالدین علی بن عبدالله السمهودي، تحقیق و تقدیم قاسم السامرائي، لندن، موسسة الفرقان للتراث الاسلامي، 1422هـ. / 2001م.