الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الاقامة في مکة»

من ويكي‌حج
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
الإقامة في مكة:  تطلق على المجاورة او الإقامة الدائمة في مكة و تعني ان اناس جعلو مكة وطنا دائما لهم.
'''الإقامة في مكة''':  تطلق على المجاورة او الإقامة الدائمة في [[مكة]] وتعني ان اناس جعلو مكة وطنا دائما لهم. تتناول هذه المقالة الى الحكم التكليفي في مكة فقط. وجهات نظر الإماميين و[[اهل السنة]] موضع خلاف، الرأي المشهور للإمامية وحسب بعض الروايات تؤكد على كراهية الإقامة ولكن عدد منهم امروا باستحباب الإقامة في مكة.
تتناول هذه المقالة الى الحكم التكليفي في مكة فقط . وجهات نظر الإماميين واهل السنة موضع خلاف ، الرأي المشهور للإمامية و حسب بعض الروايات تؤكد على كراهية الإقامة ولكن عدد منهم امروا باستحباب الإقامة في مكة.
[[الحكم التكليفي]] لفقهاء اهل السنة موضع خلاف ايضا، فافتى زعماء [[المذاهب السنية]]، [[ابوحنيفه]] ومالك بن انس یكره الإقامة هناك ، بالمقابل يرى بعض من [[الشافعيين]] و[[الحنفيين]] باستحباب المجاورة لمكة  على أن لا يكون الشك في ارتكاب الذنب وعدم احترام بيت الله من قبل الشخص.
الحكم التكليفي لفقهاء اهل السنة موضع خلاف ايضا ، فافتى زعماء المذاهب السنية ابوحنيفه و مالك بكره الإقامة هناك ، بالمقابل يرى بعض من الشافعيين و الحنفيين باستحباب المجاورة لمكة  على أن لا يكون الشك في ارتكاب الذنب و عدم احترام بيت الله من قبل الشخص.
 
الغرض من الاقامة
==الغرض من الاقامة==
تإتي كلمة  الإقامة  من جذر  (ق ـ و ـ م) و تعني التثبيت ، الإستمرار واختيار المكان .[۱] والمقصود من الإقامة في مكة هو السكن فيها و اختيارها كوطن دائمي والتي ذكرت في كثير من المصادر الفقهية و غير الفقهية بالـ"المجاورة في مكة" .[2] الغرض من الإقامة هو الإقامة المؤقتة والدائمة (التوطين) [3] لكن استخدام الفقهاء لكلمتي الإقامة و المجاورة هي لمعنى واحد [4] و ان المقالة تقوم بالتطرق الى الحكم التكليفي للإقامة في مكة فقط.
 
خلفية الإقامة في مكة  
تاتي كلمة  الإقامة  من جذر  (ق ـ و ـ م) وتعني التثبيت، الإستمرار واختيار المكان.<ref>العین، ج5، ص232؛ الصحاح، ج5، ص2016-2017، «قوم.</ref> والمقصود من الإقامة في مكة هو السكن فيها واختيارها كوطن دائمي والتي ذكرت في كثير من المصادر الفقهية وغير الفقهية بالـ"المجاورة في مكة".<ref>المبسوط، ج1، ص385؛ المجموع، ج8، ص278؛ تحریر الاحکام، ج2، ص115.</ref> الغرض من الإقامة هو الإقامة المؤقتة والدائمة (التوطين).<ref>المختصر النافع، ج1، ص98؛ ارشاد الاذهان، ج1، ص337؛ کفایة الاحکام، ج1، ص363.</ref> لكن استخدام الفقهاء لكلمتي الإقامة و المجاورة هي لمعنى واحد.<ref>نک: المعتبر، ج2، ص799؛ مجمع الفائده، ج6، ص36؛ ج7، ص387.</ref> وان المقالة تقوم بالتطرق الى الحكم التكليفي للإقامة في مكة فقط.
استناداً إلى المصادر التاريخية والاحاديث يعود تاريخ الإقامة في مكة الى فترة طويلة ، ويذكر انه سيدنا آدم (عليه السلام) بعد النزول الى الأرض  قام ببناء الكعبة بأمر من الله و أدى طقوس الحج في هذا المكان  [5] كما واسكن النبي ابراهيم (عليه السلام) زوجته هاجر و ابنه اسماعيل في مكة و بجوار الكعبة حتى تتهيئ الأرضية لإعادة اعمار الكعبة و الاستيطان فيها. (سورة ابراهيم ، 37) كما وأقام الكثير من العلماء في مكة و اشتهروا بأسم جار الله.
 
الإقامة في مكة  
==خلفية الإقامة في مكة==
الإقامة في مكة لها احكاما نقوم بدراستها من خلال آراء الإمامية و اهل السنة.
فقهاء الإمامية  
استنادا إلى المصادر التاريخية والاحاديث يعود تاريخ الإقامة في [[مكة]] الى فترة طويلة، ويذكر انه [[سيدنا آدم (ع)]] بعد النزول الى الأرض  قام ببناء [[الكعبة]] بأمر من [[الله]] وأدى [[طقوس الحج]] في مکة و[[منی]].<ref>اخبار مکه، ازرقی، ج1، ص36-37؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص229؛ تاریخ مکة المشرفة، ص26-27.</ref> كما واسكن [[النبي ابراهيم (ع)]] بأمر من [[الله]]، زوجته [[هاجر]] وابنه [[اسماعيل]] في مكة وبجوار الكعبة حتى تتهيئ الأرضية لإعادة اعمار الكعبة والاستيطان فيها.(سورة ابراهيم، 37) كما وأقام الكثير من العلماء في مكة واشتهروا بأسم «جار الله».
 
==حکم الإقامة في مكة==
 
الإقامة في مكة لها احكاما نقوم بدراستها من خلال آراء [[الإمامية]] و[[اهل السنة]].
 
===فقهاء الإمامية===
لفقهاء الإمامية رأيين مشهورة و غير مشهورة.
لفقهاء الإمامية رأيين مشهورة و غير مشهورة.
الرأي المشهور
وفقاً للرأي المشهور عند فقهاء الإمامية [6]  فإن المجاورة (الإقامة) مكروهة في مكة[7]  يستند هؤلاء الى عدة احاديث مثل ما رواه محمد بن مسلم عن الامام الباقر(عليه السلام) [8] و حديث الحلبي[9] وابوالصباح الكناني[10] وابوبصیر وداود رقي [11] الذين  نقلوا رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) توصي بعدم الإقامة في مكة و الخروج منها بعد اداء الحج.
واستندوا الى الآية 25 من سورة الحج " وَمَن یُرِد فِیهِ بِاِلحَادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذَابٍ اَلِیمٍ " التي تؤكد بإن من يقوم بذنب هناك فهو مصداق للشرك و الكفر.
كما تشير بعض الروايات عن سيرة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) مغادرة مكة بعد اداء  الحج[12] كما روي ان الإمام علي (عليه السلام) لم يبت في مكة بعد هجرة النبي الاكرم منها[13].
وقد وردت عدة حكم لهذه الكراهية ، منها ظهور القسوة بالقلب بسبب الإقامة في مكة[14] مضاعفة قبح الذنوب عندما ترتكب في مكة مقارنة بأماكن اخرى[15] الرحيل القسري للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة[16] التقليل من قدسية المكان بسبب الحضور المستمر فيه[17] لزوم استمرارية الشغف للحضور في مكة و تجنب الملل من المدينة بسبب البقاء فيها لمدة طويلة[18].
الرأي الغير مشهور
في المقابل توجد احاديث يستدل منها استحباب الإقامة في مكة منها صحيحة علي بن مهزيار عن الإمام الكاظم (عليه السلام) [19] والإحاديث التي رويت عن الإمام الباقر (عليه السلام) [20] والإمام الصادق (عليه السلام) [21] التي تحاكي تفوق الإقامة في مكة عن الإقامة في مدن اخرى ومساوات الأكل في مكة بالصيام في مكان آخر[22] ومقارنة النوم في مكة  بقيام الليل [23]  والجهاد والاستشهاد في اماكن اخرى.
حاول بعض من الفقهاء الإمامية تكييف هذه الروايات من اجل سد التعارض الظاهر فيما بينها. فاعتبر البعض الأحاديث التي تشير الى كره الإقامة في مكة تشمل من هم يخافون على انفسهم من الوقوع في الذنب وتدنيس حرمة الكعبة .
اما اولئك الذين لا يرون انه من الممكن ارتكاب الذنوب والتدنيس فالإقامة تعتبر مستحبة[24]، بعض آخر اعتبر الإقامة في مكة للتجارة أمر مكروه اما للعبادة فهو مستحب[25] والبعض الآخر اعتبر واستنادا للاحاديث [26] كره الإقامة في مكة لمن ينوي البقاء فيها لفترة عام او أكثر و اكدوا على ان تكون الإقامة اقل من عام[27] او ان يقوم الشخص المقيم بمغادرة مكة في منتصف العام ليرجع اليها بعد ذلك[28] وتكون بذلك اقامته غير مكروهة. بعض من الفقهاء اعتبر كراهية الإقامة في مكة لمن يقيم بها اكثر من ثلاث سنوات اما الإقامة لإقل من هذه الفترة فهي من وجهة نظرهم غير مكروهة[29] وفي نظرية أخرى فإن الإقامة في مكة مكروهة لمن ليسوا آمنين من قسوة القلب فقط اما لغيرهم فهو غير مكروه[30].
فقهاء السنة
يختلف فقهاء السنة حول حكم الإقامة في مكة . البعض منهم يرى بكراهية ذلك و البعض الآخر ينظر باستحباب هذا الأمر[31] من بين زعماء المذاهب السنية يؤكد ابوحنيفه ومالك على كراهية المجاورة[32] ويستندان الى احاديث مغادرة مكة بعد اداء الحج[32] وكذلك الى الروايات التي تؤكد على قبح ارتكاب الخطيئة في مكة ومضاعفة ذنوبها مقارنة بباقي المدن[34] ووفقا لنص الاحاديث المذكورة فإن الإقامة الطويلة في مكة يسبب الأنس لدى المقيم و يقلل من احترامه للمكان ويؤدى الى كثرة الذنوب فيها. في المقابل فإن العودة من مكة يبقي شغف تكرار زيارة بيت الله في القلوب[35] من ناحية اخرى بعض الشافعيين[36] والحنفيين[37] من اجل تكييف الاحديث اعلنوا بجواز الاقامة في مكة الا اذا خاف الانسان من ارتكاب معصية او تدنيس لبيت الله.


حكم طواف المقيم في مكة  
====الرأي المشهور====
برأي فقهاء الإمامية [38] واستنادا الى الاحاديث فإن اداء الطواف المستحب للمقيم لإقل من ثلاثة اعوام في مكة اكثر اجرا و جزاءا من الصلاة المستحبة اما بعد ثلاثة اعوام فإن الصلاة المستحبة اولى من الطواف المستحب.
برأي بعض فقهاء الإمامية من يقوم خلال اشهر الحج (شوال و ذي القعدة و ذي الحجة) باداء العمرة المفردة ، فمستحب أن يقيم في مكة ليؤدي عمرة التمتع و حج التمتع بدلا من العمرة المفردة[40].
وفقاً للرأي المشهور عند فقهاء الإمامية،<ref>الدروس، ج1، ص471؛ مدارک الاحکام، ج8، ص271؛ کفایة الاحکام، ج1، ص360.</ref> فإن المجاورة (الإقامة) مكروهة في مكة.<ref>المبسوط، ج1، ص385؛ تذکرة الفقهاء، ج8، ص447؛ جواهر الکلام، ج20، ص70.</ref> يستند هؤلاء الى عدة احاديث مثل ما رواه [[محمد بن مسلم]] عن [[الامام الباقر(ع)]]<ref>الکافی، ج4، ص230؛ التهذیب، ج5، ص448.</ref>  وحديث الحلبي،<ref>التهذیب، ج5، ص420.</ref> و[[ابوالصباح الكناني]]،
<ref>الکافی، ج4، ص227؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص252.</ref>  و[[ابوبصیر]] و[[داود رقي]]<ref>الکافی، ج4، ص230؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص254.</ref> الذين  نقلوا رواية عن [[الإمام الصادق (عليه السلام)]] توصي بعدم الإقامة في مكة والخروج منها بعد اداء الحج.
واستندوا الى الآية 25 من [[سورة الحج]]: وَمَن یُرِد فِیهِ بِاِلحَادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذَابٍ اَلِیمٍ " التي تؤكد بإن من يقوم بذنب هناك فهو مصداق للـ[[شرك]] و[[الکفر]]. كما تشير بعض الروايات عن [[سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)]] مغادرة مكة بعد اداء الحج،<ref>من لا یحضره الفقیه، ج2، ص194؛ علل الشرایع، ج2، ص446.</ref> كما روي ان [[الإمام علي (عليه السلام)]] لم يبت في مكة بعد هجرة [[النبي الاكرم(ص)]] منها.<ref>نک: بحار الانوار، ج96، ص82.</ref>
 
وقد وردت عدة حكم لهذه الكراهية، منها: ظهور القسوة بالقلب بسبب الإقامة في مكة،<ref>علل الشرایع، ج2، ص446؛ المقنعة، ص444.</ref> مضاعفة قبح الذنوب عندما ترتكب في مكة مقارنة بأماكن اخرى،
<ref>الدروس، ج1، ص471؛ وسائل الشیعه، ج13، ص231-232؛ جواهر الکلام، ج20، ص70.،</ref>الرحيل القسري للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة،<ref>علل الشرایع، ج2، ص446.</ref> التقليل من قدسية المكان بسبب الحضور المستمر فيه،<ref>نک: مسالک الافهام، ج2، ص380.</ref> لزوم استمرارية الشغف للحضور في مكة وتجنب الملل من المدينة بسبب البقاء فيها لمدة طويلة.<ref>الکافی، ج4، ص230؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص254.</ref>
 
====الرأي الغير مشهور====
في المقابل توجد احاديث يستدل منها استحباب الإقامة في مكة منها صحيحة علي بن مهزيار عن [[الإمام الكاظم (عليه السلام)]]<ref>التهذیب، ج5، ص476.</ref> والإحاديث التي رويت عن الإمام الباقر (عليه السلام)<ref>الکافی، ج2، ص612؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص226.</ref> والإمام الصادق (عليه السلام).<ref>المحاسن، ج1، ص68؛ التهذیب، ج5، ص468.</ref> التي تحاكي تفوق الإقامة في مكة عن الإقامة في مدن اخرى ومساوات الأكل في مكة بالصيام في مكان آخر <ref>من لا یحضره الفقیه، ج2، ص227.</ref> ومقارنة [[النوم في مكة]] بقيام الليل <ref>من لا یحضره الفقیه، ج2، ص228.</ref> و[[الجهاد]] او [[الاستشهاد]] في اماكن اخرى.حاول بعض من الفقهاء الإمامية تكييف هذه الروايات من اجل سد التعارض الظاهر فيما بينها. فاعتبر البعض الأحاديث التي تشير الى كره الإقامة في مكة تشمل من هم يخافون على انفسهم من الوقوع في الذنب و[[تدنيس حرمة الكعبة]].اما اولئك الذين لا يرون انه من الممكن ارتكاب الذنوب والتدنيس فالإقامة تعتبر مستحبة.<ref>الدروس، ج1، ص471؛ الرسائل العشر، ص226.</ref> بعض آخر اعتبر الإقامة في مكة للتجارة، أمر مكروه اما للعبادة فهو مستحب.<ref>الدروس، ج1، ص472؛ الرسائل العشر، ص226؛ جواهر الکلام، ج20، ص72-73.</ref> والبعض الآخر اعتبر واستنادا للاحاديث،<ref>الکافی، ج4، ص230.</ref> كره الإقامة في مكة لمن ينوي البقاء فيها لفترة عام او أكثر واكدوا على ان تكون الإقامة اقل من عام.<ref>الجامع للشرائع، ص230؛ کشف اللثام، ج6، ص284.</ref> او ان يقوم الشخص المقيم بمغادرة مكة في منتصف العام ليرجع اليها بعد ذلك.<ref>جمع الفائده، ج7، ص382؛ وسائل الشیعه، ج13، ص232</ref> وتكون بذلك اقامته غير مكروهة. بعض من الفقهاء اعتبر كراهية الإقامة في مكة لمن يقيم بها اكثر من ثلاث سنوات اما الإقامة لإقل من هذه الفترة فهي من وجهة نظرهم غير مكروهة.<ref>مجمع الفائده، ج7، ص387.</ref> وفي نظرية أخرى، فإن الإقامة في مكة مكروهة لمن ليسوا آمنين من قسوة القلب فقط اما لغيرهم فهو غير مكروه.<ref>من لا یحضره الفقیه، ج2، ص254، «پاورقی.</ref>
 
===فقهاء السنة===
يختلف فقهاء السنة حول حكم الإقامة في مكة. البعض منهم يرى بكراهية ذلك والبعض الآخر ينظر باستحباب هذا الأمر.<ref>المجموع، ج8، ص278؛ فیض القدیر، ج1، ص535؛ حاشیة رد المحتار، ج2، ص577.</ref> من بين زعماء [[المذاهب السنية]]، يؤكد [[ابوحنيفه]] و[[مالك]] على كراهية المجاورة.<ref>المجموع، ج8، ص278؛ فیض القدیر، ج1، ص535؛ روح المعانی، ج17، ص140.</ref> ويستندان الى احاديث مغادرة مكة بعد اداء [[مناسک الحج]]<ref>المستدرک، ج1، ص477؛ السنن الکبری، ج5، ص259.</ref> وكذلك الى الروايات التي تؤكد على قبح ارتكاب الخطيئة في مكة ومضاعفة ذنوبها مقارنة بباقي المدن.<ref>المصنف، ج5، ص28.</ref> ووفقا لنص الاحاديث المذكورة فإن الإقامة الطويلة في مكة يسبب الأنس لدى المقيم ويقلل من احترامه للمكان ويؤدى الى كثرة الذنوب فيها. في المقابل فإن العودة من مكة يبقي شغف تكرار زيارة بيت الله في القلوب.<ref>شرح فتح القدیر، ج3، ص178؛ مرقاة المفاتیح، ج9، ص200.</ref> من ناحية اخرى بعض [[الشافعيين]]<ref>المجموع، ج8، ص278.</ref> و[[الحنفيين]]<ref>البحر الرائق، ج2، ص526-527؛ الدر المختار، ج2، ص690.</ref> من اجل تكييف الاحديث اعلنوا بجواز الاقامة في مكة الا اذا خاف الانسان من ارتكاب معصية او تدنيس لـ[[بيت الله]].
 
==حكم طواف المقيم في مكة==
برأي فقهاء الإمامية <ref>النهایه، ص286؛ تحریر الاحکام، ج2، ص115؛ مجمع الفائده، ج7، ص387.</ref> واستنادا الى الاحاديث، <ref>الکافی، ج4، ص412؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص207؛ التهذیب، ج5، ص447.</ref> فإن اداء [[الطواف المستحب]] للمقيم لإقل من ثلاثة اعوام في مكة اكثر اجرا و جزاءا من الصلاة المستحبة اما بعد ثلاثة اعوام فإن الصلاة المستحبة اولى من الطواف المستحب. برأي بعض فقهاء الإمامية من يقوم خلال اشهر الحج ([[شوال]]، و[[ذي القعدة]] و[[ذي الحجة]]) باداء [[العمرة المفردة]]، فمستحب أن يقيم في مكة ليؤدي [[عمرة التمتع]] و[[حج التمتع]] بدلا من العمرة المفردة.<ref>قواعد الاحکام، ج1، ص452؛ الدروس، ج1، ص336.</ref>
 
==حكم الإقامة في المدينة المنورة==


حكم الإقامة في المدينة المنورة
خلافا للإقامة في مكة التي يكرهها فقهاء الإمامية بشكل مطلق او مشروط <ref>المهذب، ج1، ص283؛ تحریر الاحکام، ج2، ص118؛ مجمع الفائده، ج7، ص431.</ref> واكثر فقهاء السنة يرون ذلك ايضا<ref>المغنی، ج3، ص587-588؛ فتح الباری، ج4، ص79؛ فیض القدیر، ج3، ص342.</ref> فإستنادا الى الاحاديث <ref>صحیح مسلم، ‌ج4، ص118، 120؛ الکافی، ج4، ص557؛ التهذیب، ج6، ص14.</ref> يرون هؤلاء استحبابا في المجاورة و[[الإقامة في المدينة]] المنورة، وقد قلل البعض من صحة الآراء القائلة بتفضيل الإقامة في المدينة على مكة والتي جاءت في بعض الاخبار واكدوا ان تلك الروايات كانت لما قبل [[فتح مكة]] وعندما كان يسكن [[النبي (صلى الله عليه و آله وسلم)]] في المدينة المنورة.<ref>المعجم الکبیر، ج4، ص288؛ کشاف القناع، ج2، ص548؛ تحفة الاحوذی، ج10، ص294.</ref>
خلافا للإقامة في مكة التي يكرهها فقهاء الإمامية بشكل مطلق او مشروط[41] واكثر فقهاء السنة يرون ذلك ايضا[42] فإستنادا الى الاحاديث[43] يرون هؤلاء استحبابا في المجاورة والإقامة في المدينة المنورة، وقد قلل البعض من صحة الآراء القائلة بتفضيل الإقامة في المدينة على مكة والتي جاءت في بعض الاخبار واكدوا ان تلك الروايات كانت لما قبل فتح مكة وعندما كان يسكن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) في المدينة المنورة[44].


الإقامة في المدينة المنورة  
الإقامة في المدينة المنورة  

مراجعة ١٨:٠٤، ١٧ مايو ٢٠٢٠

الإقامة في مكة: تطلق على المجاورة او الإقامة الدائمة في مكة وتعني ان اناس جعلو مكة وطنا دائما لهم. تتناول هذه المقالة الى الحكم التكليفي في مكة فقط. وجهات نظر الإماميين واهل السنة موضع خلاف، الرأي المشهور للإمامية وحسب بعض الروايات تؤكد على كراهية الإقامة ولكن عدد منهم امروا باستحباب الإقامة في مكة. الحكم التكليفي لفقهاء اهل السنة موضع خلاف ايضا، فافتى زعماء المذاهب السنية، ابوحنيفه ومالك بن انس یكره الإقامة هناك ، بالمقابل يرى بعض من الشافعيين والحنفيين باستحباب المجاورة لمكة على أن لا يكون الشك في ارتكاب الذنب وعدم احترام بيت الله من قبل الشخص.

الغرض من الاقامة

تاتي كلمة الإقامة من جذر (ق ـ و ـ م) وتعني التثبيت، الإستمرار واختيار المكان.[١] والمقصود من الإقامة في مكة هو السكن فيها واختيارها كوطن دائمي والتي ذكرت في كثير من المصادر الفقهية وغير الفقهية بالـ"المجاورة في مكة".[٢] الغرض من الإقامة هو الإقامة المؤقتة والدائمة (التوطين).[٣] لكن استخدام الفقهاء لكلمتي الإقامة و المجاورة هي لمعنى واحد.[٤] وان المقالة تقوم بالتطرق الى الحكم التكليفي للإقامة في مكة فقط.

خلفية الإقامة في مكة

استنادا إلى المصادر التاريخية والاحاديث يعود تاريخ الإقامة في مكة الى فترة طويلة، ويذكر انه سيدنا آدم (ع) بعد النزول الى الأرض قام ببناء الكعبة بأمر من الله وأدى طقوس الحج في مکة ومنی.[٥] كما واسكن النبي ابراهيم (ع) بأمر من الله، زوجته هاجر وابنه اسماعيل في مكة وبجوار الكعبة حتى تتهيئ الأرضية لإعادة اعمار الكعبة والاستيطان فيها.(سورة ابراهيم، 37) كما وأقام الكثير من العلماء في مكة واشتهروا بأسم «جار الله».

حکم الإقامة في مكة

الإقامة في مكة لها احكاما نقوم بدراستها من خلال آراء الإمامية واهل السنة.

فقهاء الإمامية

لفقهاء الإمامية رأيين مشهورة و غير مشهورة.

الرأي المشهور

وفقاً للرأي المشهور عند فقهاء الإمامية،[٦] فإن المجاورة (الإقامة) مكروهة في مكة.[٧] يستند هؤلاء الى عدة احاديث مثل ما رواه محمد بن مسلم عن الامام الباقر(ع)[٨] وحديث الحلبي،[٩] وابوالصباح الكناني، [١٠] وابوبصیر وداود رقي[١١] الذين نقلوا رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) توصي بعدم الإقامة في مكة والخروج منها بعد اداء الحج. واستندوا الى الآية 25 من سورة الحج: وَمَن یُرِد فِیهِ بِاِلحَادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذَابٍ اَلِیمٍ " التي تؤكد بإن من يقوم بذنب هناك فهو مصداق للـشرك والکفر. كما تشير بعض الروايات عن سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مغادرة مكة بعد اداء الحج،[١٢] كما روي ان الإمام علي (عليه السلام) لم يبت في مكة بعد هجرة النبي الاكرم(ص) منها.[١٣]

وقد وردت عدة حكم لهذه الكراهية، منها: ظهور القسوة بالقلب بسبب الإقامة في مكة،[١٤] مضاعفة قبح الذنوب عندما ترتكب في مكة مقارنة بأماكن اخرى، [١٥]الرحيل القسري للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة،[١٦] التقليل من قدسية المكان بسبب الحضور المستمر فيه،[١٧] لزوم استمرارية الشغف للحضور في مكة وتجنب الملل من المدينة بسبب البقاء فيها لمدة طويلة.[١٨]

الرأي الغير مشهور

في المقابل توجد احاديث يستدل منها استحباب الإقامة في مكة منها صحيحة علي بن مهزيار عن الإمام الكاظم (عليه السلام)[١٩] والإحاديث التي رويت عن الإمام الباقر (عليه السلام)[٢٠] والإمام الصادق (عليه السلام).[٢١] التي تحاكي تفوق الإقامة في مكة عن الإقامة في مدن اخرى ومساوات الأكل في مكة بالصيام في مكان آخر [٢٢] ومقارنة النوم في مكة بقيام الليل [٢٣] والجهاد او الاستشهاد في اماكن اخرى.حاول بعض من الفقهاء الإمامية تكييف هذه الروايات من اجل سد التعارض الظاهر فيما بينها. فاعتبر البعض الأحاديث التي تشير الى كره الإقامة في مكة تشمل من هم يخافون على انفسهم من الوقوع في الذنب وتدنيس حرمة الكعبة.اما اولئك الذين لا يرون انه من الممكن ارتكاب الذنوب والتدنيس فالإقامة تعتبر مستحبة.[٢٤] بعض آخر اعتبر الإقامة في مكة للتجارة، أمر مكروه اما للعبادة فهو مستحب.[٢٥] والبعض الآخر اعتبر واستنادا للاحاديث،[٢٦] كره الإقامة في مكة لمن ينوي البقاء فيها لفترة عام او أكثر واكدوا على ان تكون الإقامة اقل من عام.[٢٧] او ان يقوم الشخص المقيم بمغادرة مكة في منتصف العام ليرجع اليها بعد ذلك.[٢٨] وتكون بذلك اقامته غير مكروهة. بعض من الفقهاء اعتبر كراهية الإقامة في مكة لمن يقيم بها اكثر من ثلاث سنوات اما الإقامة لإقل من هذه الفترة فهي من وجهة نظرهم غير مكروهة.[٢٩] وفي نظرية أخرى، فإن الإقامة في مكة مكروهة لمن ليسوا آمنين من قسوة القلب فقط اما لغيرهم فهو غير مكروه.[٣٠]

فقهاء السنة

يختلف فقهاء السنة حول حكم الإقامة في مكة. البعض منهم يرى بكراهية ذلك والبعض الآخر ينظر باستحباب هذا الأمر.[٣١] من بين زعماء المذاهب السنية، يؤكد ابوحنيفه ومالك على كراهية المجاورة.[٣٢] ويستندان الى احاديث مغادرة مكة بعد اداء مناسک الحج[٣٣] وكذلك الى الروايات التي تؤكد على قبح ارتكاب الخطيئة في مكة ومضاعفة ذنوبها مقارنة بباقي المدن.[٣٤] ووفقا لنص الاحاديث المذكورة فإن الإقامة الطويلة في مكة يسبب الأنس لدى المقيم ويقلل من احترامه للمكان ويؤدى الى كثرة الذنوب فيها. في المقابل فإن العودة من مكة يبقي شغف تكرار زيارة بيت الله في القلوب.[٣٥] من ناحية اخرى بعض الشافعيين[٣٦] والحنفيين[٣٧] من اجل تكييف الاحديث اعلنوا بجواز الاقامة في مكة الا اذا خاف الانسان من ارتكاب معصية او تدنيس لـبيت الله.

حكم طواف المقيم في مكة

برأي فقهاء الإمامية [٣٨] واستنادا الى الاحاديث، [٣٩] فإن اداء الطواف المستحب للمقيم لإقل من ثلاثة اعوام في مكة اكثر اجرا و جزاءا من الصلاة المستحبة اما بعد ثلاثة اعوام فإن الصلاة المستحبة اولى من الطواف المستحب. برأي بعض فقهاء الإمامية من يقوم خلال اشهر الحج (شوال، وذي القعدة وذي الحجة) باداء العمرة المفردة، فمستحب أن يقيم في مكة ليؤدي عمرة التمتع وحج التمتع بدلا من العمرة المفردة.[٤٠]

حكم الإقامة في المدينة المنورة

خلافا للإقامة في مكة التي يكرهها فقهاء الإمامية بشكل مطلق او مشروط [٤١] واكثر فقهاء السنة يرون ذلك ايضا[٤٢] فإستنادا الى الاحاديث [٤٣] يرون هؤلاء استحبابا في المجاورة والإقامة في المدينة المنورة، وقد قلل البعض من صحة الآراء القائلة بتفضيل الإقامة في المدينة على مكة والتي جاءت في بعض الاخبار واكدوا ان تلك الروايات كانت لما قبل فتح مكة وعندما كان يسكن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) في المدينة المنورة.[٤٤]

الإقامة في المدينة المنورة الإقامة في مكة والمدينة. مركز معلومات حديث شيعه هل الاستيطان والإقامة الدائمة في مكة افضل ام المدينة المنورة؟ موقع عاشوراء الشامل

  1. العین، ج5، ص232؛ الصحاح، ج5، ص2016-2017، «قوم.
  2. المبسوط، ج1، ص385؛ المجموع، ج8، ص278؛ تحریر الاحکام، ج2، ص115.
  3. المختصر النافع، ج1، ص98؛ ارشاد الاذهان، ج1، ص337؛ کفایة الاحکام، ج1، ص363.
  4. نک: المعتبر، ج2، ص799؛ مجمع الفائده، ج6، ص36؛ ج7، ص387.
  5. اخبار مکه، ازرقی، ج1، ص36-37؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص229؛ تاریخ مکة المشرفة، ص26-27.
  6. الدروس، ج1، ص471؛ مدارک الاحکام، ج8، ص271؛ کفایة الاحکام، ج1، ص360.
  7. المبسوط، ج1، ص385؛ تذکرة الفقهاء، ج8، ص447؛ جواهر الکلام، ج20، ص70.
  8. الکافی، ج4، ص230؛ التهذیب، ج5، ص448.
  9. التهذیب، ج5، ص420.
  10. الکافی، ج4، ص227؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص252.
  11. الکافی، ج4، ص230؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص254.
  12. من لا یحضره الفقیه، ج2، ص194؛ علل الشرایع، ج2، ص446.
  13. نک: بحار الانوار، ج96، ص82.
  14. علل الشرایع، ج2، ص446؛ المقنعة، ص444.
  15. الدروس، ج1، ص471؛ وسائل الشیعه، ج13، ص231-232؛ جواهر الکلام، ج20، ص70.،
  16. علل الشرایع، ج2، ص446.
  17. نک: مسالک الافهام، ج2، ص380.
  18. الکافی، ج4، ص230؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص254.
  19. التهذیب، ج5، ص476.
  20. الکافی، ج2، ص612؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص226.
  21. المحاسن، ج1، ص68؛ التهذیب، ج5، ص468.
  22. من لا یحضره الفقیه، ج2، ص227.
  23. من لا یحضره الفقیه، ج2، ص228.
  24. الدروس، ج1، ص471؛ الرسائل العشر، ص226.
  25. الدروس، ج1، ص472؛ الرسائل العشر، ص226؛ جواهر الکلام، ج20، ص72-73.
  26. الکافی، ج4، ص230.
  27. الجامع للشرائع، ص230؛ کشف اللثام، ج6، ص284.
  28. جمع الفائده، ج7، ص382؛ وسائل الشیعه، ج13، ص232
  29. مجمع الفائده، ج7، ص387.
  30. من لا یحضره الفقیه، ج2، ص254، «پاورقی.
  31. المجموع، ج8، ص278؛ فیض القدیر، ج1، ص535؛ حاشیة رد المحتار، ج2، ص577.
  32. المجموع، ج8، ص278؛ فیض القدیر، ج1، ص535؛ روح المعانی، ج17، ص140.
  33. المستدرک، ج1، ص477؛ السنن الکبری، ج5، ص259.
  34. المصنف، ج5، ص28.
  35. شرح فتح القدیر، ج3، ص178؛ مرقاة المفاتیح، ج9، ص200.
  36. المجموع، ج8، ص278.
  37. البحر الرائق، ج2، ص526-527؛ الدر المختار، ج2، ص690.
  38. النهایه، ص286؛ تحریر الاحکام، ج2، ص115؛ مجمع الفائده، ج7، ص387.
  39. الکافی، ج4، ص412؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص207؛ التهذیب، ج5، ص447.
  40. قواعد الاحکام، ج1، ص452؛ الدروس، ج1، ص336.
  41. المهذب، ج1، ص283؛ تحریر الاحکام، ج2، ص118؛ مجمع الفائده، ج7، ص431.
  42. المغنی، ج3، ص587-588؛ فتح الباری، ج4، ص79؛ فیض القدیر، ج3، ص342.
  43. صحیح مسلم، ‌ج4، ص118، 120؛ الکافی، ج4، ص557؛ التهذیب، ج6، ص14.
  44. المعجم الکبیر، ج4، ص288؛ کشاف القناع، ج2، ص548؛ تحفة الاحوذی، ج10، ص294.