الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الترویة»

في هذا اليوم ينوي الحجاج باداء [[مناسك الحج]] وبعد ارتداءهم لباس [[الاحرام]] يغادرون [[مكة]] المكرمة متوجهين نحو [[منى]] كما يبيتون فيها ومن ثم ليغادور صباحا متوجهين الى [[عرفات]].

وحول تسمية اليوم الثامن من ذي حجة بيوم التروية تم الاشارة الى المعنى اللغوي لهذه الكلمة مثل التزود بالماء و شد الامتعة و غيرها.. ووفقًا للروايات فإن ارتداء [[زي الإحرام]] في هذا اليوم يعد عملا [[مستحبا]] للشخص الذي يقوم باداء مناسك الحج. كما يعتبر فقهاء الشيعة والسنة الذهاب إلى [[المسجد الحرام]] باقدام عارية وقراءة الدعاء الخاص واداء [[الطواف]] واقامة الصلاة والتوجه صوب منى وغيرها.. من الاعمال المستحبة في هذا اليوم.

 

"التروية " من اصل ر - و -ي <ref>العین، ج8، ص312؛ الصحاح، ج6، ص2364؛ تاج العروس، ج19، ص481، «روی.</ref> بمعنى التزود والارتواء بالماء وشد الامتعة على المركب و والتفكير في القيام بالعمل و تناقل الروايات والاحاديث لشخص. <ref>المنیر، ج2، ص247؛ لسان العرب، ج14، ص350، «روی.</ref> <ref>لغت‌نامه، ج5، ص6686، «ترویه.</ref>

وفيما يتعلق بسبب تسمية اليوم الثامن من [[ذي حجة]] بيوم التروية<ref>البحر الرائق، ج2، ص587؛ منتهی المطلب، ج10، ص119.</ref>  

تم الاشارة الى المعاني اللغوية للكلمة الانفة الذكر حيث كان الحجاج في هذا اليوم يتزودون بالماء و يرتون منه ويسقون مراكبهم ويشدون امتعتهم ليتوجهوا الى الوقوف و المبيت في المشاعر.<ref>اخبار مکة، ازرقي، ج1، ص188؛ المفصل، ج11، ص353.</ref>  

في اليوم الثامن من ذي حجة، كان يسال الحجاج بعضهم البعض للتأكد : " هل ترويتم " <ref>اخبار مکة، ج1، ص188.</ref> اي هل قمتم بالتزود بالماء ؟  "

وفقا لرواية من [[الإمام الصادق (ع)]] ان [[جبرائيل]] (ع) اوصى النبي ابراهيم عليه السلام في اليوم الثامن من ذي حجة للتزود بالماء من مكة له و لاهله لأنه لا يمكن العثور على الماء في [[منى]] و[[عرفات]].<ref>المحاسن، ج2، ص336؛ علل الشرائع، ج2، ص436.</ref>

لهذا السبب كان يسمى هذا اليوم ب " التروية". هناك اسباب اخرى للتسمية من بينها،  أن [[النبي آدم عليه السلام]] كان يفكر في هذا اليوم وبعد فراغه من بناء [[الكعبة]] في مكافأة الطائفين والحجاج. ومن هذا المنطلق تم تسمية هذا اليوم بالتروية <ref>التفسیر الکبیر، ج5، ص189.</ref>، كما قام [[النبي إبراهيم (ع)]] بالتفكير في المنام الذي رآه ليلة الثامن من ذي حجة حول ذبح ابنه في اليوم الثامن <ref>البحر الرائق، ج2، ص587-588؛ منتهی المطلب، ج9، ص362؛ المغني، ج3، ص105.</ref> وذكر المفسرون ايضا هذا الحدث.<ref>مجمع البیان، ج2، ص46؛ تفسیر بیضاوي، ج5، ص20.</ref>  

وتعتبر بعض الروايات ان تعليم [[مناسك الحج]] من جانب جبرائيل (ع) الى النبي ادم عليه السلام او النبي ابراهيم عليه السلام في اليوم الثامن من ذي حجة هو سبب تسمية هذا اليوم.<ref>فتح الباري، ج5، ص321؛ عمدة القاري، ج9، ص296.</ref>

ويطلق ايضا على يوم التروية «يوم النقلة» و «یوم المنی» لأن الحجاج يغادرون في هذا اليوم مكة متجهين إلى منى.<ref>مواهب الجلیل، ج3، ص311-312؛ ج4، ص167؛ کشاف القناع، ج2، ص569.</ref>

وفقا لبعض الروايات فان هناك آيات من [[القرآن الكريم]] قامت بتفسير يوم التروية.

 

ووفقا لرواية سعيد بن مسيب، فإن كلمة «شاهد» في الآية 3 من [[سورة بروج]]، والتي أقسم الله بها، هي يوم التروية.<ref>تفسیر بغوي، ج4، ص467؛ زاد المسیر، ج4، ص424.</ref>

وتشیر الآية 196 من سورة البقرة الى انه يجب على الحاج الذي قام باداء [[مناسك الحج]] و لم يضحي ان يصوم ثلاثة أيام  أثناء موسم الحج وسبعة أيام اخرى من الصيام بعد العودة إلى موطنه...

بعتقد المفسرون أن المقصود من الأيام الثلاثة للصيام في ايام الحج هي من يوم السابع وحتى التاسع من ذي حجة ومن هذا المنطلق الاية تشمل أيضًا يوم التروية. <ref>التبیان، ج2، ص160؛ فقه القرآن، ج1، ص194؛ احکام القرآن، ج1، ص355.</ref>

وبحسب بعض المفسرين، فإن المقصود من «أيام معلومات» في الآية 28 من [[سورة الحج]] هي العشرة الاولى من شهر ذيحجة <ref>التبیان، ج2، ص175؛ تفسیر العز بن عبدالسلام، ج2، ص351.</ref> او  خمسة ايام  من هذا الشهر اي أيام التروية و[[عرفة]] و[[عيد الأضحى]] حتى اليوم الثاني عشر <ref>زاد المسیر، ج3، ص233؛ عمدة القاري، ج10، ص56.</ref> والذي دعي الناس الى ذكر الله  فيها...)

في العصر [[الجاهلي]]، التروية كانت آخر يوم من [[سوق ذوالمجاز]] و [[عكاظ]] <ref>المحبر، ص267؛ المفصل، ج14، ص63، 68.</ref>، وفي ذلك اليوم كانوا يقومون بتغطية [[الكعبة]] بستار من الديباج.<ref>اخبار مکة، ج1، ص252؛ المفصل، ج12، ص19.</ref>  

من الأحداث التاريخية لهذا اليوم في مكة يمكن ان نشير الى الاحداث التالية :

1. مغادرة [[الإمام الحسين (ع)]] وأصحابه متوجها إلى [[العراق]] عام 60 هـ .<ref> الارشاد، ج2، ص66؛ البدایة و النهایة، ج8، ص171.</ref>

2. [[انتفاضة حسين بن علي]] بن [[حسن المثلث]]، وهو من ذرية [[الإمام حسن (ع)]] ضد [[الهادي العباسي]] في عام 169 أو 170 هـ. مما أدى إلى مقتله وجمع كبير من اصحابه في منطقة [[فخ]] والتي تبعد ستة أميال عن مكة المكرمة.<ref>تاریخ طبري، ج6، ص410؛ عمدة الطالب، ص183.</ref>

3. هجوم [[أبو طاهر القرمطي]] على مكة في عام 317 هـ. و ارتكابه مجزرة ادت الى مقتل أكثر من 30 ألفاً من الحجاج و اهالي مكة و سرقة [[الحجر الاسود]] على يده.<ref>الکامل، ج8، ص207؛ تاریخ الاسلام، ج23، ص380-381.</ref>  

يوم التروية من افضل الايام في موسم الحج بحيث هناك مناسك خاصة لهذا اليوم ومن المستحب ان يقوم الحاج باعمال فيها :

وبعتقد كافة فقهاء [[اهل السنّة]] <ref>المجموع، ج7، ص181؛ مغني المحتاج، ج1، ص517.</ref> والفقهاء الإمامية المعروفين <ref>المبسوط، طوسي، ج1، ص364؛ المقنعة، ص407؛ العروة الوثقی، ج4، ص609.</ref> إن ارتداء الاحرام في اليوم الثامن للشخص الذي يقوم باداء مناسك الحج يعد عملا [[مستحبا]].

وقد استند اهل السنة برواية جابر <ref>صحیح البخاری، ج2، ص186، ح1568.</ref> والمعروفة لدى الامامية <ref>مختلف الشیعة، ج4، ص222؛ الحدائق، ج16، ص16.</ref> وأيضًا بروايات اخرى <ref>الکافي، ج4، ص454، ح1؛ التهذیب، ج5، ص167، ح557.</ref>.

في المقابل، يعتقد بعض فقهاء الامامية واستنادا الى ظاهر كلمة الامر : " واحرم بالحج " في بعض الروايات بوجوب ارتداء الاحرام في يوم التروية. <ref>الکافي، ج4، ص454، ح1؛ الوسیلة، ص176؛ مختلف الشیعة، ج4، ص22.</ref>

يرى فقهاء أهل السنة، انه من المستحب اقامة صلاتي الظهر و العصر في منى يوم التروية.<ref>الشرح الکبیر، ج3، ص423؛ الثمر الداني، ج1، ص370؛ المبسوط، سرخسي، ج4، ص91.</ref> وخلافا لذلك يعتبر فقهاء الامامية ان اقامة [[صلاتي الظهر و العصر]] في مكة لغير الامام ([[امير الحاج]]) يعد مستحبا وذلك استنادا الى رواية محمد بن مسلم. <ref>المبسوط، طوسي، ج1، ص364؛ المقنعة، ص407.</ref> ويعداقامة صلاة الظهر في منى مستحبا فقط لامير الحجاج (الامام) في يوم التروية. <ref>السرائر، ج1، ص586؛ جواهر الکلام، ج19، ص6.</ref>   

على اي حالة من المستحب ان يقوم الحاج في يوم التروية بالذهاب الى منى وفي ليلة التاسع ان يقوم بالمبيت حتى طلوع الفجر في منى  وم ثم يغادر الى [[عرفات]]. <ref>النهایة، ص249؛ الحدائق، ج16، ص351، 353؛ بدایة المجتهد، ج1، ص277.</ref>   

وفقا لروايات <ref>من لا یحضره الفقیه، ج2، ص82؛ کنز العمال، ج5، ص67.</ref> فقهاء الشيعة و اهل السنة  فان [[الصيام]] في يوم التروية لغير الحجاج <ref>منتهی المطلب، ج9، ص358؛ تذکرة الفقهاء، ج6، ص192؛ مواهب الجلیل، ج3، ص312.</ref> و قص الشارب و تقليم الاضافر  و[[الغسل]] <ref>من لا یحضره الفقیه، ج2، ص537؛ کشف الغطاء، ج1، ص160.</ref> وايضا ارتداء [[زي الاحرام]] و الذهاب الى [[مسجد الحرام]]  بالاقدام العارية ومع الوقار والسكنية  وارتداء الاحرام بعد صلاة الظهر او العصر وفي قرب [[مقام ابراهيم (ع)]] وقراء ة  الدعاء الخاص  واداء [[الطواف]] واقامة الصلاة و مغادرة منى تعد من الاعمال المستحبة في هذا اليوم .<ref>الجامع للشرائع، ص204؛ المعتبر، ج2، ص782؛ مختلف الشیعة، ج4، ص223، 226.</ref> وقد اوصت بعض روايات اهل السنة بـ [[احياء]] ليلة التروية.<ref>الجامع الصغیر، ج2، ص557؛ کنز العمال، ج5، ص66</ref>)

* ''' تاريخ طبري (تاريخ الامم و الملوک)''': الطبري (م. 310ق.)، بمحاولة فئة من العلماء، بيروت، اعلمي، 1403ق.

* ''' تفسير بغوي (معالم التنزيل)''': البغوي (م. 510ق.)، بمحاولة عبدالرزاق، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1420ق.

* ''' تفسير بيضاوي (انوار التنزيل)''': البيضاوي (م. 685ق.)، بمحاولة عبدالقادر، بيروت، دار الفکر، 1416ق.

* ''' لغت‌نامه''': دهخدا (م. 1334ش.) و الاخرین، مؤسسة لغت‌نامة و جامعة طهران، 1377ش.