عبدالله ابن عباس
عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هشام کنیته ابوالعباس وقیل عبدالرحمن لقبه الهاشمی و القرشی و شهرته حبر الأمة. امه ام الفضل اخت میمونة زوجة النبي اسمها لبابة الصغری الهلالية بنت الحارث بن حزن من بنی عامر بن صعصعة.
صفته
ان بان عباس ابیض طویلا مشربا صفرة حسیمها وسیما صبیح الوجه له وفرة یخضب بالحناء. هذا ما وصفه به ابن مندة اما ما قاله ابو اسحاق: رأيت ابن عباس رجلا جسیما قد شاب مقدم راسه وله جمة. و کان اذا قعد أخذ مقعد الرجلين و کان یخضب السواد ویسمی الحبر والبحر لکثرة علمه وحدة فهمه.
من حکمه وأقواله
مفهومان لا یشبعان: طالب علم وطالب دنيا. ذللت طالبا فعززت مطلوبا. ومن أقواله الدقيقة والجميلة في الغوغاء، ما اجتمعوا قط إلا ضرّوا ولاافترقوا إلا نفعوا. قيل له: قد علمنا ما ضرّ اجتماعهم فما نفع افتراقهم؟ قال: یذهب الحجام إلی دکانه والحداد إلی أکیاره، وکل صانع إلی صناعته.
من وصاياه
عن عکرمة قال سمعت عبدالله بن عباس یقول لابنه علي بن عبدالله: لیکن کنزک الذي تذخره العلم، کن به أشد اغتباطا منک بکنز الذهب الأحمر قإني مودعک کلاما إن أنت وعيته أجمع لک به أمر الدنيا والآخرة. لا تکن ممن یرجو الآخرة بغير عمل، ویؤخر التوبة لطول الأمل، ويقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين إن أعطي فيها لم یشبع و إن منع منها لم يقنع، یعجز عن شکر ما أوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي ويامر بما لا یأتي، یحبّ الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض الجاهلين وهو أحدهم.
دقته العلمية
لقد کان ابن عباس دقیقا فیما ینقل عن رسول الله وفیما یقول ویطرح من آراء. یراجع ما یسمعه مرات قبل أن ینقله لهذا فقد اتّسم عمله العلمي بالدقة والحرص وکان یبذل قصاری جهده لطلب العلم والحقیقة ویسعی بکل تواضع بین الصحابة یسأل ویتحقق حتی یتأکد من أي رواية يريد نقلها عن رسول الله لئلا ینقل حديثا موضوعا علی رسول الله حتی ورد عنه أنه کان یسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول الله. إن کان یبلغه حديث عن الرجل فآتي عليه.