انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإحرام»

أُزيل ٣٬٩٨٩ بايت ،  ١١ يونيو ٢٠٢١
لا ملخص تعديل
سطر ٩٠: سطر ٩٠:
یعتقد المسلمون بأنّ الرکن الأوّل من الإحرام هي النیة والإخلال بها یفسد الإحرام بکلّه. النیّة بمعنی قصد الإتیان بالواجبات من مناسك الحجّ أو العمرة من أجل التقرّب إلی الله تعالی.  
یعتقد المسلمون بأنّ الرکن الأوّل من الإحرام هي النیة والإخلال بها یفسد الإحرام بکلّه. النیّة بمعنی قصد الإتیان بالواجبات من مناسك الحجّ أو العمرة من أجل التقرّب إلی الله تعالی.  


یجب علی من یبدأ بالإحرام أن یعیّن العمل الّذي یُحرم له. مثل حجّ الإفراد، أو حجّ القران، أو حجّ التمتّع، أو العمرة المفردة، أو عمرة التمتّع. لا یجوز له أن ینوي مطلق الحجّ أو العمرة ویجب علیه تعیین النُسك.
یجب علی من یبدأ بالإحرام أن یعیّن العمل الّذي یُحرم له. مثل حجّ الإفراد، أو حجّ القران، أو حجّ التمتّع، أو العمرة المفردة، أو عمرة التمتّع. لا یجوز له أن ینوي مطلق الحجّ أو العمرة ویجب علیه تعیین النُسك.<ref>الانصاف'''،''' ال‍م‍رداوی، ٣ /٣٩١ .
 
<span dir="RTL"></span></ref>


=== التلبية ===
=== التلبية ===
أجمع فقهاء الإماميّة إلى أنّ التلبية واجبة في إحرام الحجّ والعمرة في غير إحرام حجّ القران، أمّا في حجّ القران فيتخير بينها وبين التقليد والإشعار، ولا تقوم التلبية مقام النيّة.
{{مقالة مفصلة}}
 
علی رأي الفقهاء، التلبية هي قرائة مجموعة من الأذکار حین الإحرام في [[میقات|المواقیت]]؛ والأذکار هکذا:  
قال الشيخ الطوسي: التلبية فريضة، ورفع الصوت بهـا سنّة، ولم أجد أحداً ذكر كونها فرضاً.
 
وقال ابن قدامة: التلبية في الإحرام مسنونة وليست واجبة. وبهذا قال الحسن بن حي، والشافعي. وعن أصحاب مالك: إنها واجبة يجب بتركها دم. وعن الثوري، وأبي حنيفة: أنها من شرط الإحرام لا يصحّ إلّا بها(155).
 
قال ابن رشد المالكي: قال أبو حنيفة التلبية في الحجّ كالتكبيرة في الإحرام بالصلاة إلّا أنه يجزئ عنده كلّ لفظ يقوم مقام التلبية، كما يجزي عنده في افتتاح الصلاة كلّ لفظ يقوم مقام التكبير، وهو كلّ ما يدلّ على التعظيم(156).
 
كما أجمع فقهاء المذاهب الإسلاميّة على لفظ التلبية، واختلفوا في الزيادة عليها، وصورتها أن يقول: لَبَّيك اللهمَّ لَبَّيك، لَبَّيِك لا شريكَ لكَ لَبَّيك، إنَّ الحَمدَ والنِعمَةَ لكَ والمُلك، لا شريك لكَ لَبَّيك .
 
وقال فقهاء الإماميّة: هذه التلبيات الأربع لابدّ من ذكرها وهي فرض، وإن أراد الفضل أضاف إلى ذلك قال : لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك داعياً إلى دار السلام لبيك، لبيك غفار الذنوب لبيك، لبيك أهل التلبية لبيك، لبيك ذا الجلال والاكرام لبيك، لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك، لبيك تستغني ويفتقر إليك لبيك، لبيك مرهوباً ومرغوباً إليك لبيك، لبيك إله الحق لبيك، لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميل لبيك، لبيك كشّاف الكُرب لبيك، لبيك عبدك وابن عبديك لبيك، لبيك يا كريم لبيك .
 
كما استحبوا أن يقول هذا عقيب كلّ صلاة مكتوبة ، أو نافلة، وإذا على شرفاً، أو هبط وادياً، أو لقي راكباً، أو استيقظ من نومه، وبالأسحار.
 
وقالوا: الأفضل أن يجهر بالتلبية، وفي أصحابنا من قال: الاجهار فرض، وإن ترك ما زاد على الأربع تلبيات لم يكن عليه شيء، فإذا لبّى فقد انعقد إحرامه(157).
 
وقال ابن رشد المالكي: اتفق العلماء على أن لفظ تلبية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». وهي من رواية مالك، عن نافع ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أصح سنداً .
 
واختلفوا في هل هي واجبة بهذا اللفظ أم لا ؟ فقال أهل الظاهر: هي واجبة بهذا اللفظ. ولا خلاف عند الجمهور في استحباب هذا اللفظ، وإنّما اختلفوا في الزيادة عليه، أو في تبديله(158).
 
وأوجب أهل الظاهر رفع الصوت بالتلبية، وهو مستحبٌ عند الجمهور ؛ لما رواه مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: « أتاني جبريل، فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، وبالاهلال» (159).
 
وقال ابن قدامة: فيقول : لَبَّيك اللهم لَبَّيك، لَبَّيك لا شريك لك لَبَّيك، إن الحمد، والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
 
وروي عن عمر ، وابنه كانا يزيدان : ( لبيك وسعديك والخير بيدك لبيك، والرغباء إليك والعمل) ، فكرهها بعض أهل العلم، وأجازها طائفة منهم ، واستحبها آخرون (160).


أمّا المرأة ، فلا ترفع صوتها بالتلبية إلّا بقدر ما تُسمِع نفسها.
'''«لَبَّيك اللهمَّ لَبَّيك، لَبَّيِك لا شريكَ لكَ لَبَّيك، إنَّ الحَمدَ والنِعمَةَ لكَ والمُلك، لا شريك لكَ لَبَّيك.»'''


قال ابن عبد البر: أجمع العلماء على أن السُّنّة في المرأة أن لا ترفع صوتها، وإنّما عليها أن تُسمع نفسها. وبهذا قال عطاء، ومالك، والأوزاعي، والشافعي، وأصحاب الرأي(161).
علماء الإمامیة یعتبرونها مفروضة ولکن بعض علماء أهل السنّة یعتقدون بأنّها مسنونة ولیست واجبة، یستحب للرجال أن یرفعوا أصواتهم بالتلبیة. وجوب التلبیة مختص بالإحرام ولکنها مستحبة عقیب الصلاة.<ref>المغني ، ابن قدامة ، ٣ /٢٥٤ - بداية المجتهد ، ابن رشد، ٢/٢٣١ .</ref>


=== لبس ثوبي الإحرام ===
=== لبس ثوبي الإحرام ===