هناک عبر جهاد مریر ومعاناة شاقة راح شیخ الأنبياء إبراهيم الخليل یلقي بذور رسالة السماء إلی أهل الأرض فکانت حقا بذورا مبارکة مورقة ذات بهجة تؤتي أکلها کلّ حين بإذن ربّها في عصره وفيما تلته من عصور. فغدت کلها عصورا نابضة بآیات الإيمان زاخرة بمعالم الخير والعطاء شاخصة بالعزّ والشموخ. وراح ذلک الوادي الذي کان مکانا مقفرا في جوف تلک الصحراء النائية یضج بحياة تبّ في کلّ مظاهر دنیاه وتضفی علیها السلامة والطمأنينة والأمان.

موقعه

بما أن إبراهيم وإسماعيل استفادا من صخرة في بناء البيت حتّی انتهیا حیث بدءا فقد ترکاها ملاصقة للبیت ثم طافا به ولم أعثر علی شئ یدل علی أنهما بعد انتهاء عملها نقلا الصخرة إلی موضع یبعد أذراعا عن البیت نفسه وإنما ترکاها حیث انتهیا في واجهة البيت. عند هذا الحد تقف الأخبار ساکتة عما جری للصخرة بعد ذلک حتی غیر اهل الجاهلية مکانها فأبعدوه عن البيت 26 ذرعا حیث مکان المقام الآن وهو مار الطواف.

وصفه

تعرض صاحب معجم البلدان فیما تعرض له إلی وصف المقام فقال وذرع المقام ذراع هو مربع سعة أعلاه أربع عشرة إصبعا في مثلها وفي أسفله مثلها وفي طرفيه طوق من الذهب ومابين الطرفين بارز لا ذهب عليه طوله عن نواحیه کلها تسع أصابع وعرضه عشر أصابع وعرضه من نواحیه إحدی وعشرون إصبعا.