مسجد أبي بن كعب أو مسجد بني جُديلة (بني حُديلة) أو مسجد البقيع؛ هو أحد المساجد القديمة في المدينة المنورة، والذي بني في مكان صلاة النبي (ص)، لكنه غير موجود اليوم. وكان هذا المسجد يقع داخل مقبرة البقيع غربي قبور أمهات المؤمنين وقبر عقيل بن أبي طالب. ووفقاً لبعض الأخبار فقد تم بناء هذا المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز والي المدينة المنورة، لكنه تعرض للدمار في القرنين الثامن والتاسع الهجريين. وفي عهد الحكومة العثمانية أعيد بناء هذا المسجد، إلا أنه تعرض للدمار مرة أخرى فيما بعد، ولا يوجد له اليوم أي أثر داخل مقبرة البقيع.

المعلومات الأولية
الأسامي الأخری مسجد بني جُديلة (بني حُديلة) - مسجد البقيع
المکان داخل مقبرة البقيع غربي قبور أمهات المؤمنين
الإستعمال المسجد
تأریخ البناية
زمن التأسيس صدر الإسلام
الأحداث صلّى النبي فيه
الحالة الراهنة
حالة البناية بائدة

مكان المسجد

كان هذا المسجد يقع في البقيع إلى جهة الغرب من قبور أمهات المؤمنين وقبر عقيل.[١] وفي المصادر القديمة ذُكر موقع المسجد على الجانب الأيمن من مدخل البقيع. لكن المقصود من باب المدخل غير الباب الحالي الذي بني في العصر السعودي، بل الباب الذي كان يقع شمال الباب الحالي قرب قبور عمات النبي.[٢]

بيت أبي بن كعب

كان هذا المسجد في الأصل منزل أبي بن كعب، ثم تم تحويله إلى مسجد، وبعد ذلك صار ضمن مقبرة البقيع. وفي رواية إنّ النبي (ص) كان يميل إلى الصلاة في هذا المكان وصلى فيه مراراً.[٣]

وكان هذا المسجد يقع في حي بني حديلة أو بني جديلة،[٤] وسمّي هذا المسجد أيضًا بهذه الأسماء.

تاريخ البناء

ورد اسم المسجد في المصادر التاريخية القديمة للمدينة المنورة. لكن الأخبار المنقولة من القرنين الثامن والتاسع تظهر أن هذا المسجد قد تعرض للدمار. وقد ذكر السمهودي (911م) اسم هذا المسجد من بين المساجد التي يُعرف موقعها بالإجمال؛ ولكن لا يوجد أثر لها. وينقل عن المطري (741هـ) أن هذا المسجد كان على حاله في زمانه. وبحسب السمهودي فإن مسجد أبي بن كعب كان يقع غرب قبر عقيل وقبور أمهات المؤمنين. ولم يبق من ذلك المسجد في زمانه إلا عمود واحد. وفي اعتقاد السمهودي فإن بقايا المبنى تشير إلى أن هذا المسجد بني في عهد عمر بن عبد العزيز.[٥]

القرن الرابع عشر

ذكر بعض المؤرخين وجود هذا المسجد في فترات لاحقة. وبحسب إبراهيم رفعت باشا في مرآة الحرمين، فقد أعيد بناء هذا المسجد في عهد الحكم العثماني. وقد بنى العثمانيون بناء قوياً ومحراباً له.[٦] وكتابه هو نتيجة رحلة الحج التي قام بها بين عامي 1318 و1325هـ (1907-1901م).[٧]

ونقل ياسين أحمد الخياري (1380هـ/1960م) نفس العبارة من كتاب «مرآة الحرمين».[٨] يقول في الكتاب الذي كتبه عام 1380هـ : "هذا المسجد اليوم هو نفس المبنى الذي يقع داخل سور البقيع على الجانب الأيمن، والله أعلم".[٨] كما رأى العياشي هذا المسجد في أواخر القرن الرابع عشر وذكره. ويصرح بأن الحكومة التركية قامت ببناء الجدار الغربي لهذا المسجد داخل البقيع على الجانب الأيمن من الباب الشمالي. وفي عهده تعرض هذا المسجد للدمار.[٩]

الوضع الحالي

إنّ المسجد غير موجود في أيامنا هذه، ومكانه أرض خالية. ويقال إن مكان هذا المسجد اليوم يقع شرقي السقيفة التي تكون عن يمين الداخل من باب البقيع.[١٠] وبحسب ما ذكره الكعكي فإن المسافة بين موقع مسجد أبي وسور البقيع الحديث 16 متراً، وبعده عن قبور أمهات المؤمنين 14.5 متراً، وبعده عن قبور أهل البيت هو 38.5 متراً.[١١]

لا يوجد أثر لهذا المسجد في الوقت الحالي. ويذكر عبيد الله بن محمد أمين الكردي، الذي كتب تعليقة على كتاب معالم المدينة المنورة للخياري المطبوع عام 1410هـ ، ويكتب في الحاشية أن: "مسجد أبي بن كعب قد تهدم، ولا أثر له".[٨]

الهوامش

المنابع

  • 'تاریخ المدینة المنورة'‏، ابن شبة النميري (م.262هـ‏)، قم، دارالفکر، 1410هـ.
  • تاریخ معالم المدینة المنورة قدیماً وحدیثاً، السید أحمد یاسین الخیاري، الریاض، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تأسیس المملکة العربیة السعودیة، 1419هـ / 1999م.
  • مرآة الحرمین، إبراهیم رفعت باشا،‌ القاهرة، دارالکتب المصریة، 1925م.
  • معالم المدینة المنورة بین العمارة والتاریخ، عبدالعزیز كعكي، بیروت، 2011م.
  • المدینة بین الماضي والحاضر، إبراهیم بن علی العیاشي، المدينة، المکتبة العلمیة، 1972م.
  • وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی، نور الدین علي بن عبد الله السمهودي، تحقیق و تقدیم قاسم السامرائي، لندن، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 1422هـ. / 2001م.