انتقل إلى المحتوى

سرداب الغیبة

من ويكي‌حج

سِرْداب الغیبة في العراق، بمدينة سامراء، يقع في الجهة الغربية للصحن المطهر لضريح سامراء، في حجرة تحت الأرض داخل الحرم، ويعرف اليوم عند الشيعة بسرداب غيبة الإمام المهدي (عج).

في هذا المكان عاش ثلاثة من أئمة أهل البيت (ع)، وكان هذا السرداب منزلهم في سامراء.

المكان والكلمة

كلمة "سرداب" (مركبة من "سرد" و"آب") تعني المكان الذي يبرد فيه الماء، والمقصود هنا هو المكان المبني تحت الأرض والذي كانوا يقيمون فيه صيفاً[١].

ويقال إن هذا المكان كان جزءاً من منزل الإمام العسكري (ع).[٢]

ارتباط السرداب بالغيبة

ذكر بعض مؤرخي أهل السنة في كتبهم اعتقاداً نسبوه للشيعة، بأن الغيبة للإمام المهدي (عج) بدأت من سرداب سامراء أو أن ظهوره سيكون منه.[٣][٤]

ورداً على ذلك، رفض الباحثون الشيعة هذه الادعاءات بشدة. وأكدوا أن اعتقاد الشيعة يقوم على ظهور الإمام المهدي (عج) في مكة والمسجد الحرام، ولا علاقة له بسرداب سامراء. وأوضحوا أن شهرة السرداب ترجع لسكن وعبادة ثلاثة من الأئمة المعصومين فيه، وأن الشيعة يذهبون إليه للتبرك والعبادة فقط. وأشاروا إلى أن هذه النسبات افتراء وتوهم، ولا وجود لمثل هذا الاعتقاد في المصادر الشيعية الموثوقة[٥][٦][٧].

بئر الغيبة[٨]

يعتقد الكثيرون أن البئر الموجود في سرداب الغيبة هو مكان دخول الإمام المهدي أثناء الغيبة، لكن بحسب قول المحدث النوري، كان هذا المكان في البداية حوض وضوء للأئمة، ثم أصبح المكان الذي يضع فيه الشيعة طلباتهم للإمام المهدي (عج).[٨]

التصمیم المعماری

سرداب الغيبة عبارة عن حجرة صغيرة طولها 2 متر وعرضها 1.5 متر، تقع تحت الأرض وتتصل بالطابق الأرضي عبر سلم مكون من عشرين درجة. جدران وسقف الحجرة مزينة ببلاط سباعي الألوان من عهد ناصر الدين شاه القاجاري، وهناك كتابة على البلاط تشير إلى زيارة ناصر الدين شاه لهذا المكان عام 1287قمري.[٩]

في الحجرة كان هناك باب خشبي ثمين بنقوش نسخية، مشبك وذو لوحين، بني بأمر الخليفة العباسي الناصر لدين الله سنة 606 هـ ق، وكان تحت إشراف أبو تميم معد بن حسين بن سعد الموسوي (توفي 617 هـ ق).[١٠]

حول الحجرة يوجد نقش شريطي بالخط الكوفي يحتوي على صلوات على الأربعة عشر معصوم، وقد تضرر هذا الأثر التاريخي أثناء أحد التفجيرات الإرهابية في الحرم المقدس، ولم يبقَ منه إلا الحواف.[١١]

إعادة البناء[١٢]

في الماضي كان الوصول للسرداب عبر ممر طويل ومظلم خلف قبر نرجس خاتون داخل الحرم، لكن أحمد خان دنبلي أنشأ صحن مستقل وسلالم وممر منفصل وأغلق الممر السابق[١٣].

فوق سرداب الغيبة يوجد مسجد مشهور باسم مسجد صاحب، شُيد على يد حسينقلي خان دنبلي، وفوقه قبة مرتفعة مزينة ببلاط سباعي الألوان على يد محمد علي ميرزا، حاكم كرمانشاهان[١٤].

بعد سقوط النظام البعثي، تم توسيع المساحة المحيطة بالسرداب وبناء مصلى واسع تقام فيه صلوات الجماعة[١٥].

آداب الزيارة

كان سرداب الإمام المهدي (عج) من أماكن الزيارة لدى الشيعة، وقد ذكرت الكتب القديمة أعمال الزيارة فيه. من بينها كتاب المزار الكبير لابن مشهدي (توفي 610 ق.)، حيث ذكر أداء الزيارة في هذا المكان، والتي تشمل إذن الدخول وقراءة زيارة تشمل السلام والصلاة على الإمام المهدي وقراءة اثني عشر ركعة صلاة زيارة[١٦]. كما وردت توصيات بقراءة دعاء العهد وزيارة آل ياسين[١٧].

الهوامش

  1. «سرداب مقدس سامراء و آداب زیارت آن»، ص 39
  2. «سرداب مقدس سامراء و آداب زیارت آن»، ص 40
  3. معجم البلدان، ج3، ص173
  4. «سفینه، پژوهشی درباره مساله سرداب»، ص 89 و 102
  5. «هدية الزائرین و بهجة الناظرین»، ص 83
  6. «مآثر الکبراء فی تاریخ سامراء»، ج1، ص350
  7. اعیان الشیعة، ج1، ص107
  8. ٨٫٠ ٨٫١ «هدية الزائرین و بهجة الناظرین»، ص 84 و 85
  9. «مقام‌های حضرت مهدی در عراق»، ص103
  10. ر. ك: وقف میراث جاویدان، باب غیبت در سامرا، ص 86
  11. «سرداب امام زمان یا سرداب غیبت»، خبرآنلاین
  12. مآثر الکبراء فی تاریخ سامراء، ج1، ص354 و 355
  13. عتبات عالیات عراق، ص212
  14. هدیة الزائرین و بهجة الناظرین، ص74
  15. المزار الکبیر، ص589
  16. «سرداب مقدس سامراء و آداب زیارت آن»، ص 51، 53
  17. «سرداب مقدس سامراء و آداب زیارت آن»، ص 51، 53

المصادر

  • معجم البلدان، ياقوت بن عبدالله الحموي، بيروت، دار صادر، ١٣٩٧ه.ق.
  • سفینه، پژوهشی درباره مساله سرداب، سید محمد مهدی خرسان، ترجمه: ماندنی مواساتیان.
  • اعیان الشيعه، السيد محسن الامين، بيروت، دار التعارف، ١۴٠۶ه.ق.
  • وقف ميراث جاويدان، باب غيبت در سامرا، ترجمه: مسلم صاحبى، ش ۵، بهار ١٣٧٣ه.ش.
  • عتبات عاليات عراق، اصغر قائدان، تهران, مشعر، ١٣٨۶ه.ش.
  • هدیة الزائرین و بهجة الناظرین، شیخ عباس قمی، قم، ایران، موسسه سبطین، 1383ش.
  • مآثر الكبراء في تاريخ سامرا، ذبيح الله المحلاتي، ط ١، المكتبة الحيدرية، ١۴٢۶ه.ق - ١٣٨۴ه.ش.
  • مقام‌های حضرت مهدی (عجل الله فرجه الشریف) در عراق، احمد خامه‌یار، فصلنامه فرهنگ زیارت، شماره ۳۰، 1396ش.