زعامة مكة

من ويكي‌حج
(بالتحويل من زعماء مكة)

أهمية زعامة مکة المعنوية

تعود أهمية مکة المعنوية إلى کونها المنطلق الأول للبناء التکويني للحضارة الإنسانية وکذلك البناء التشريعي حيث عرف الإنسان أول الشرائع علی ید آدم في مکة المکرمة وأضيفت إليها تشريعات جديدة کلما تجددت الحياة. وعندما تحرك الإنسان من هذه الأرض حمل معه ميراثه من هذه الشرائع إلا أنه للأسف الشدید عمد إلی تغييرها وتحريفها تدفعه إلی ذلك المصالح الشخصية والأهواء النفسية. مع ذلك بقيت مکة محط أنظار العالم تنطلق منها بين الفنية والأخری أنوار هدی یستضيء بها العالم.

أهمية زعامة مکة الإقتصادية

يمکن إيجاز الأهمية الإقتصادية لمکة بکونها الممر التجاري للقوافل التي تنقل البضائع من مختلف بقاع العالم وتکون حلقة وصل بين الحضارات المختلفة؛ لذلك أنشئت في مکة مجموعة من القنصليات لمختلف الدول والممالك المحيطة بالجزيرة العربية کالأحباش والروم والفرس وعين فيها ممثلون لبعض الممالك العربية التي أسست علی أطراف الجزيرة العربية وأنشئت مجموعة من الأسواق للتبادل التجاري بين هذه الأمم کسوق عکاظ وذات المجاز وغيرها وأنشئت أحلاف وعلاقات للحفاظ علی هذه التجارة وحرکة القوافل بين القبائل والممالك.

والشئ الأخر الذي أعطی مکة أهمية اقتصادية هو الهدايا والنذور التي تقدم للکعبة والحرم.

زعامة آدم

إن زعامة مکة بدأت بآدم وبأوصيائه من بعده إلی أن دبّ الفساد في بني آدم عند ذلك هجروا الکعبة وبقيت مهجورة من زمن نوح بعد الطوفان من غير زعامة ولا سکن إلی أن جاء إبراهيم فأعاد بناءها وجدد مناسکها و ظهر ماء زمزم فيها ثم بنيت قائمة شامخة تهوى إليها أفئدة من الناس إلی يومنا هذا.

زعامة شيث

عندما مرض آدم مرضه الأخير جعل الوصية لابنه شيث وأمره أن يکتم علمه عن قابيل حتی لا يفعل به ما فعله مع هابيل ومنع بنيه من الاختلاط بأبناء قابيل حتی یحصنهم من الأمراض التي انتشرت بين أبناء قابيل من اللهو واللعب والفساد والإفساد. من نشاطات شيث أنه بنی الکعبة من الحجارة والطين بعدما کانت من الخيام. استطاع شيث أن يضبظ من کان تحت ولايته علی المنهج الإلهی الصحيح طوال حياته.

عندما حضرته الوفاة أوصی لابنه آنوش ما أوصاه آدم إليه وما زال أبناء آدم الذين سکنوا الحرم محافظين علی التزامهم ما لم یختلطوا بأبناء قابيل. ویتوارد زعامتهم صالح بعد صالح إلی أن جاء «برد» فنزل بعض ذريته من الجبل واختلطوا بذرية قابيل ومن بعد برد، اخنوح وقيل إنه إدریس النبي فزاد الإختلاط وکثر الفساد حتی بين أبناء شيث ولم يبق من الصالحين إلا نفر قلائل، فنقضوا الميثاق وعبدوا الأوثان.

زعامة نوح

وفي زمانه انتشر الفساد وعبدوا الأوثان کما ذکر القرآن الکريم ولما طالت دعوته دون أن یستجيب له أحد بل وجد الأبناء أشر من الآباء اعتذر نوح إلی ربّه. فاقتضت الحکمة الإلهية أن تظهر الأرض من الکافرين لتبدأ دورة حياة جديدة للإنسان فأمر الله تعالی نوحا أن يصنع الفلك. بعد السلام، کان سام الإبن الأکبر لنوح ووصيه کلذلك.

زعامة إبراهيم

في خضم الصراع البشري بين الحق والباطل وبين الإيمان والکفر، ينتصر إبراهيم لرسالة الحق بعد أن ادّخره الله وحفظه بالإعجاز من طاغوت عصره النمرود ليکلفه تبليغ رسالة السماء وتکلفه هذه الرسالة الشيء الکثير وتضطره للهجرة هنا وهناك.