الفرق بين المراجعتين لصفحة: «باب النبي (مسجد الحرام)»

باب النبي هو المدخل الثالث من المداخل القديمة للـ [[مسجد الحرام]]، والذي اشتهر بهذا الاسم  في المصادر القديمة بسبب دخول وخروج النبي الاكرم (ص) الى المسجد عندما سكن في منزل [[السيدة خديجة (س)]]. <ref>خبار مکه، ازرقي، ج2، ص87-88؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص154.</ref>

وقد اعتبر هذا الباب من الاماكن التي يستجب فيه الدعاء<ref>العقد الثمین، ج1، ص243.</ref> وخلال العهود التالية وردت اسماء  اخرى لهذا الباب مثل: باب الجنائز في مصادر القرن التاسع الهجري بسبب حمل الجنائز من هذا الباب الى الخارج <ref>شفاء الغرام، ج1، ص313؛ تاریخ مکة المشرفة، ج1، ص156.</ref> باب الافضلية بسبب قربها من [[مدرسة الافضلية]] <ref>نک: اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص88، «پاورقی.</ref> <ref>قاموس الحرمین، ص54.</ref> و[[باب النساء]] في  مصادر القرن الثالث عشر هجري بسبب تخصيص هذا الباب لدخول النساء <ref>التاریخ القویم، ج4، ص422؛ تاریخ عمارة واسماء ابواب المسجد الحرام، ص83؛ نک: اخبار مکة،ازرقي، ج2، ص88، «پاورقی. </ref> نظرا لوجود سوق امام هذا الباب  <ref>اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص78؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص189.</ref>  لبيع ادوات الزينة وأقمشة الحرير في القرن العاشر الهجري اطلق عليه باب القفص لأنه كانت سلال البائعين التي تحتوي على ادوات الزينة مصفوفة  الى جانب هذا الباب. <ref>الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص216؛ تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117.</ref> وايضا كان يطلق عليه باب الحريرين لانه كان يجتمع الى جوار هذا الباب بائعي الحرير <ref>الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص216.</ref>.

خلال عملية توسعة المسجد الحرام في عهد [[المهدي العباسي]] ( 158-169 هـ)، تم لاول مرة بناء باب ذات قبو (المدخل) وعرض سبعة  اذرع  (حوالي ثلاثة أمتار ونصف) وارتفاع 10 أذرع (حوالي خمسة أمتار) بحيث كان يتم الوصول الى المسجد الحرام  من خلال المضي بخمسة  سلالم <ref>اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص78.</ref> وقد اوردت النصوص انه اعتبارا من القرن الخامس الهجري كان هناك مدخلين للباب  الا انه لم تذكر زمن اجراء التغييرات فيها. <ref>سفرنامه ناصر خسرو، ص126؛ رحلة ابن جبیر، ص73؛ رحلة ابن بطوطه، ج1، ص377.</ref>

في عام 825 هـ. وأثناء عملية التوسعة في عهد السلطان [[ابو نصر برسباي المملوكي]] ( 825-840 هـ)،قام جمال الدين يوسف المعمار بهدم باب النبي بشكل كامل وأعاد بناؤه بقبوين وعمود. وقام أيضًا بصنع مصراعين للباب من  الخشب الصاج لكل من هذه المداخل. <ref>اتحاف الوری، ج3، ص599؛ تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص118.</ref> وقد تم تزيين واجهة العمود باحجار مصقولة، ومن الداخل باحجار خشنة وقاتمة اللون حتى ارتفاع اربعة أذرع (حوالي مترين). وقاموا بصنع الجزء العلوي من المدخلين على شكل أقواس مخروطية، وتزيين جوانبها  بالاحجار الملونة. وتم تصميم  منظرا من المحراب باحجار ملونة على العمود. <ref>اتحاف الوری، ج3، ص598-599؛ تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص84.</ref> ووضعوا احجارا رخامية  فوق القبوات نقشت عليها  هذه الاية الشريفة :  اِنَّمَا یَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ اَقَامَ الصَّلاَةَ وَ آتَی الزَّکَاةَ ([[سورة التوبة]]، 18) وكذلك اسم السلطان المملوكي [[تقی‌الدین مُقبل قُدَیْدی]] الذي تولى عملية توسعة الحرم وتاريخ إعادة بنائه. <ref>تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117-118.</ref> هذه النقيشة يحتفظ بها اليوم في متحف الحرم المكي <ref>تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص84.</ref> هذا الباب وبسبب صلابته الكبيرة لم يخضع للتغيير و اعادة البناء خلال عهد [[السلطان  سليم الثاني]] ( 974-982 هـ) و[[السلطان مراد الثالث]] ( 982-1003 هـ)، وتم فقط تصليح 24 مقرنصا فوق الباب. <ref>تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117.</ref>

في عام 1314 هـ. وفي عهد [[السلطان عبد الحميد العثماني]] ( 1293-1327  هـ )مع  ترميم المظهر العام للمسجد الحرام  تم تغيير الواجهة فوق الباب وتم تصميم  ثلاثة مستطيلات في أعلى الباب، في داخل المستطيل الأوسط، تم نقش ختم السلطان عبد المجيد وتزييه بماء الذهب و تم كتابة تاريخ اعادة البناء فی اسفله. وتم تزيين المستطيلين في الجانبين  بالزخارف الاسلامیة. وفوق هذه المستطيلات كانت هناك  نقوش  بتصميم الستار تكشف عن العمارة العثمانية في القرن الثاني عشر إلى القرن الثالث عشر الهـجري وأيضًا عن العمارة الأوروبية.<ref>تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص117-118؛ تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص86.</ref>

تشير المصادر إلى وجود باب في [[مسجد النبي]] (ص) في [[المدينة]] المنورة <ref>البلدان، ص81؛ بهجة النفوس، ج1، ص476؛ تاریخ مکة المشرفة، ج1، ص291.</ref> و ايضا في [[المسجد الأقصى]] في [[القدس الشريف]]<ref>البلدان، ص151.</ref> ،باسم باب النبي. وافاد [[ناصر خسرو]] (متوفى 481 هـ)، في تقرير له ولم يُعثر عليه في مصادر الاخرى بوجود بابين باسم باب النبي على الجانب الشرقي من المسجد الحرام  بحيث الباب الثانية كانت لها ثلاثة مداخل. <ref>سفرنامه ناصر خسرو، ص126.</ref>