الفرق بين المراجعتين لصفحة: «باب السلام (مسجدالنبي)»

كما قد تم بناء مئذنة بجوار هذا الباب وفقا لاوامر عمر بن عبد العزيز بحيث كانت مشرفة على منزل مروان. وقام [[سليمان بن عبد الملك]] (96-99 هـ) باصدار اوامر بهدمها . <ref>تاریخ المسجد النبوي، ص153؛ مدینةشناسي، ص122.</ref> وفي عام 706 هـ اصدر شبل الدولة الكافور كبير خادمي الحرمين الشريفين امرا باعادة بناء المئذنة <ref>التحفة اللطیفة، ج1، ص94؛ مرآة الحرمین، ج1، ص479.</ref> وفي عام 970 هـ. تم تدمير هذه المئذنة وقام [[السلطان العثماني مراد]] باعادة اعمارها في عام 983 هـ . وأيضا في عهد [[السلطان عبد المجيد الأول]] ، تم إصلاح المئذنة مرة أخرى وإضافة مسننين الى مسننات المئذنة. <ref> عمارة المسجد النبوي، ص250.</ref> بقيت هذه المئذنة على حالتها مع بعض التغييرات خلال فترة حكم ال سعود.<ref>تاریخ المسجد النبوي، ص153-154.</ref>

بعد إعادة بناء المسجد النبوي على يد [[المنصور العباسي]] ( 136-158 هـ ) تم كتابة هذه الاية بعد [[البسملة]] على الجزء الخارجي من باب السلام، وهي: اِنَّ اللهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلیماً ([[سورة الاحزاب]]، 56) كذلك عبارات الصلاة على النبي الاكرم (ص )، واهل بيته وايضا تاريخ توسيع المسجد من قبل الخليفة والدعاء بحقه . في الجزء الداخلي من الباب ، تم كتابة عبارات تحتوي على شهادة بوحدانية [[الله]] والصلاة على النبي الاكرم (ص) وتاريخ إعادة بناء المسجد.<ref>المناسک، ص394-395.</ref>

على الرغم من إغلاق العديد من أبواب المسجد النبوي في عهد [[المقتدر العباسي]] ( 295-320 هـ) أو قبل ذلك ،إلا أن باب السلام كان أحد الأبواب القليلة التي ظل مفتوحا .<ref>رحلة ابن جبیر، ص154؛ عمارة المسجد النبوي، ص177.</ref> وكان مصراعي الباب من  خشب الساج.<ref>عمارة المسجد النبوی، ص152-153، 177.</ref>

باب السلام كان يمتاز بقربه من [[دار القضاء]] (منزل عمر بن الخطاب، تم بيعه لقضاء الدين ومن ثم استولى عليه مروان بن حكم ) و[[دار الامارة]] في العصر الأموي <ref>المغانم المطابة، ج2، ص788؛ وفاء ‌الوفاء، ج2، ص222-224.</ref> ، وكذلك كان مجاورا ايضا الى المدرسة الأشرفية للسلطان قايتباي المملوكي ( القرن التاسع )<ref>تاریخ المدارس الوقفیة، ص491-492.</ref> وتم اعادة بناءه على يد [[السلطان محمود العثماني]] في عام 1273 هـ. واشتهر فيما بعد باسم المدرسة المحمودية.<ref>رسائل في تاریخ المدینة، ص44؛ تاریخ معالم المدینة، ص100؛ تاریخ المدارس الوقفیة، ص491-492.</ref>

لقد تم صناعة باب آخر من خشب الساج لباب السلام وذلك بامر من [[الملك ناصر محمد بن قلاوون المملوكي]] (693-741 هـ) <ref> تاریخ مکة المشرفة، ج1، ص293.</ref> بحيث احترق في الحريق الثاني للمسجد عام 886 هـ. وقد أمر السلطان قايتباي بوضع الباب الذي صنعوه في مصر لمدرسة الأشرفية على باب السلام، هذا الباب كان مصنوعا من الخشب الثمين ومزين بقطع من النحاس والنقوش .<ref>سفرنامه حجاز، ص386، 388.</ref>

في عام 941 هـ. بأمر [[سليمان القانوني]] ( 926-974 هـ)، تم هدم بوابة باب السلام والتي كانت قائمة منذ العهد المملوكي ، وتم استبدالها ببناية أفضل مزودة بقبة فوقها. وقد تم تزيين الباب برخام جميل للغاية و تم الكتابة على طرفي اليسار و اليمين  بعد البسملة الآية 40 من [[سورة الأحزاب]]: {{آیة|ماکانَ مُحَمَّدٌ اَبا اَحَد ٍمِنْ رِجالِکُمْ وَلکِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِیِّینَ وَکانَ اللهُ بِکُلّ ِشَیْ‏ءٍ عَلیماً}}و 56 سوره احزاب: {{آیة|اِنَّ الله َوَمَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا اَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلیما}}و 24 سوره رعد: {{آیة|سَلامٌ عَلَیْکُمْ بِماصَبَرْتُم ْفَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ}}وايضا الى جانب هذا الحديث : «من زارني بعد موتي فکانما زارني فی حیاتی» وعبارات بمدح السلطان و تاريخ صنع الباب. <ref>موسوعة مرآة الحرمین، ج4، ص493-494.</ref>

كانت هناك خطوط جميلة منقوشة على الباب والتي جعلتها تبدو وكأنها حديقة جميلة. على الجانب الخارجي من باب السلام ، وعلى الاطراف الخشبية للباب كان  يوجد فيها نقش جميل من أربعة أسطر بخط الثلث يظهر في السطر الأول، الآية 87 من [[سورة النساء]]: {{آیة|وَمَنْ اَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِیثاً ، وعلى جهة اليمين عند الدخول}}، الايات 80-83  من [[سورة الإسراء]]: {{آیة|وَ قُلْ رَبِّ اَدْخِلْنِی مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ اَخْرِجْنِی مُخْرَجَ صِدْقٍ... وَ اِذا مَسَّهُ الشَّرُّ کانَ یَؤُسا}}وفي السطر الثاني، بعد البسلمة  الايات 21- 25 من سورة الاحزاب: {{آیة|لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کانَ یَرْجُوا اللهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ... وَ کانَ اللهُ قَوِیًّا عَزِیزا}}

وفي الرابع كانت هناك كلمات في مدح [[عبد العزيز بن عبد المجيد العثماني]] والدعاء له. وتم كتابة على مصراع الجانب الأيمن من الباب، الآية 45 من [[سورة الحجر]]:اِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وعلى مصراع الجانب الأيسر ، الآية 46  من نفس السورة: ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِینَ <ref>رسائل في تاریخ المدینة، ص79-80؛ مرآة الحرمین، ‌ج1، ص477؛ موسوعة مرآة الحرمین، ج4، ص632-635.</ref>

* '''تاریخ مکة المشرفة''': محمد ابن الضیاء (م. 854ق.)، بمحاولة علاء و ایمن، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1424ق؛