الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ارکان الحج»

كلمة الاركان هي جمع [[الركن]] وبمعنى السند والقسم الرئيسي لاي شيء. <ref>النهایة، ج۲، ص۲۶۰؛ لسان العرب، ج۱۳، ص۱۸۶، «رکن». </ref> في [[الفقه]] أيضا يطلق على اي  عمل  للركن. <ref>مصطلحات الفقه، ص۲۷۴؛ معجم المصطلحات، ج۲، ص۱۷۹. </ref> المقصود من  اركان الحج  لدى الفقه [[الامامي]] هي الجزء من  [[مناسك الحج]] والتي اذا تخلى عنها الحاج تؤدي الى بطلان الحج <ref>السرائر، ج۱، ص۵۳۸؛ مسالك الافهام، ج۲، ص۲۷۵؛ الحدائق، ج۱۵، ص۶۵.</ref>  وفي بعض المصادر يطلق على اركان الحج  بـ "الفرض " <ref>التهذیب، ج۵، ص۲۸۳؛ حاشیة الصاوي، ج۲، ص۱۶.</ref> ، في فقه [[اهل السنة]]  يتم تعريف ذلك بطرق مختلفة ، بما في ذلك: [[الواجبات]] من المناسك  التي تعتمد عليها طبيعة [[الحج]] <ref>نهایة المحتاج، ج۱۰، ص۴۶۹.</ref> . الواجبات الملزمة  للتحلل (الخروج من الاحرام) <ref>فتح العزیز، ج۷، ص۳۹۱-۳۹۲.</ref> ؛ والمناسك التي اذا تخلى عنها الحاج تؤدي الى بطلان الحج <ref>مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳.</ref> ؛ والواجبات التي لا يمكن تعويضها بالكفارات <ref>حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱.</ref>، يذكر ان المقصود من  الركن في الصلاة هو جزء من الواجبات اذا تم تركه عمدا او سهوا يؤدي الى بطلان [[الصلاة]] <ref>تذکرة الفقهاء، ج۳، ص۳۰۴؛ جامع المقاصد، ج۲، ص۲۰۰؛ جواهر الکلام، ج۹، ص۲۳۹.</ref> وفقا لفقه الامامية، فان مفهوم الركن في الحج ينطبق فقط على التخلي عن [[الوقوفين]] (عدم الوقوف في [[عرفات]] و[[مشعر]]) ، وحتى اذا ترك  الوقوف سهوا سيؤدي الى بطلان الحج الا ان هذا المفهوم لا ينطبق على سائر اركان الحج . <ref>مسالك الافهام، ج۲، ص۲۷۵؛ مدارك الاحکام، ج۷، ص۲۴۱.</ref> وفقا وجهات نظر بعض اهل السنة، فإن الفرق بين الركن في الحج  مع الركن في الصلاة هو أن تكرار ركن الحج والاضافة عليه، لا يبطل الحج إلا في بعض الحالات. <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۲۱۱؛ بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۲۷.</ref>

=== الإحرام ===

وفقًا لإجماع الفقهاء الإمامية <ref>غنیة النزوع، ص۱۵۴؛ جامع الخلاف، ص۱۷۷.</ref> ، يعتبر [[الإحرام]]  من اركان  الحج <ref>المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۱۴؛ السرائر، ج۱، ص۵۲۸؛ تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۶۸.</ref> وقد أعتبر معظم فقهاء [[الشافعية]] <ref>مغني المحتاج، ج۱، ص۵۱۳؛ تحفة المحتاج، ج۴، ص۱۴۵؛ اعانة الطالبین، ج۲، ص۳۴۱.</ref> [[المالكية]] <ref> مواهب الجلیل، ج۴، ص۲۰؛ارشاد السالک، ص۴۳.</ref> [[الحنبلية]] <ref>الانصاف، ج۴، ص۵۹.</ref> وايضا خلافا [[الحنفیة]] ، <ref> تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۰؛ بدائع الصنائع، ج۱، ص۴۶۷.</ref> الاحرام من اركان الحج. اسناد فقهاء [[اهل السنة]] <ref>الشرح الکبیر، ج۳، ص۵۰۳؛ حواشي الشرواني، ج۴، ص۱۴۶؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۴.</ref> لذلك هو [[الحديث]] النبوي الاعمال بالنيات <ref>صحیح البخاري، ج۱، ص۳؛ سنن ابن ماجه، ج۲، ص۱۴۱۳؛ السنن الکبری، ج۱، ص۴۱، ۲۱۵.</ref>، لأنهم اعتبروا ان نية اداء [[المناسك]] هي الهدف من الاحرام.<ref>مواهب الجلیل، ج۴، ص۲۰؛ الانصاف، ج۴، ص۵۸؛ نهایة المحتاج، ج۱۰، ص۳۴۵.</ref>

وفقا لاجماع الفقهاء، [[الوقوف في عرفات]] هو من أركان الحج <ref>المجموع، ج۸، ص۱۰۳؛ المغني، ج۳، ص۵۰۲؛ تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۱۸۴.</ref> ، على الرغم من وجود خلاف في وجهات الانظر بشان  وقت الوقوف. وفقا  لمعتقد الفقهاء الامامية <ref>الخلاف، ج۲، ص۳۳۷؛ غنیة النزوع، ص۱۸۰-۱۸۱؛ تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۱۸۶.</ref> والشافعية <ref>الحاوي الکبیر، ج۴، ص۱۷۲؛ فتح العزیز، ج۷، ص۳۶۳؛ المجموع، ج۸، ص۱۰۱.</ref> والحنفية <ref> تحفة الفقهاء، ج۱، ص۴۰۵؛ بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۲۵.</ref> والمالكية <ref> منح الجلیل، ج۲، ص۲۵۴؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۳۷.</ref>، يبدء وقت الوقوف  من ظهر [[يوم عرفة]] الا ان الحنابلة يعتبرون ان الوقت يبدء من طلوع الفجر في يوم عرفة. <ref>المغني، ج۳، ص۴۳۳.دلیل الطالب، ج۱، ص۱۰۸؛ منار السبیل، ج۱، ص۲۵۷.</ref> وفقا لاجماع فقهاءاهل السنة فان نهابة وقت الوقوف هو طلوع الفجر في يوم [[عيد الاضحى]] <ref>المغني، ج۳، ص۴۳۳.</ref> الا ان الامامية يعتبرون نهاية ذلك غروب يوم عرفة  وفقط في حالة الاضطرار اعتبروا طلوع الفجر لعيد الاضحى نهاية لذلك.

وفقا لتصريحات الفقهاء الامامية <ref> مسالك الافهام، ج۲، ص۲۷۵؛ جواهر الکلام، ج۱۹، ص۳۲؛ ریاض المسائل، ج۶، ص۳۶۱.</ref> واهل السنة <ref> المجموع، ج۸، ص۱۰۳؛ التاج و الاکلیل، ج۱، ص۹۱.</ref>، ليس من الضروري التوقف في  عرفات طوال ذلك الوقت لاداء [[ركن]] الوقوف في عرفات، بل التواجد في عرفات للحظة من الحضور أو عند توقف قصير هناك. <ref> المجموع، ج۸، ص۱۰۳.</ref> يتم تحقيق هذا الركن. وفقا للفقه المالكي، يمكن اداء هذا الركن من خلال لحظة من الوقوف في ليلة عيد الأضحى والوقوف في يوم رغم وجوبه لا يحقق اداء الركن <ref> حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۳۷؛ حاشیة الصاوي، ج۲، ص۵۴؛ شرح مختصر خلیل، ج۲، ص۳۲۱.</ref>.إن الاستناد الأكثر أهمية بان الوقوف في عرفات هو ركن الحج  هو الحديث النبوي الذي وصف جميع مناسك الحج بالوقوف في عرفات <ref> المجموع، ج۸، ص۹۳؛المغني، ج۳، ص۴۳۴؛ مدارك الاحکام، ج۷، ص۳۹۹.</ref> الحج عرفة " <ref> مسند احمد، ج۴، ص۳۱۰؛ السنن الکبری، ج۵، ص۱۷۳؛ سنن ابن ماجه، ج۲، ص۱۰۰۳.</ref> وقد استشهد الفقهاء الامامية في هذا المجال الى أحاديث <ref> الکافي، کلیني، ج۴، ص۴۶۳.</ref> تشير الى بطلان الحج اذا تم ترك الوقوف في عرفات.<ref> تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۱۸۵؛ مدارك الاحکام، ج۷، ص۳۹۹؛ جواهر الکلام، ج۱۹، ص۳۲-۳۳.</ref>

وفقا لمعتقد جميع الفقهاء الامامية <ref>السرائر، ج۱، ص۵۸۹؛ تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۲۰۲.</ref>، فإن الوقوف في [[المشعر]] هو من اركان الحج <ref> الخلاف، ج۲، ص۳۴۲؛ جامع المقاصد، ج۳، ص۲۲۸؛ الروضة البهیة، ج۲، ص۲۷۷.</ref> ومن بين الصحابة والفقهاءالمتقدمين هناك شخصيات مثل [[ابن عباس]] و[[النخعي]]  و[[الشعبي]] اعتبرواالوقوف المشعر بانه من اركان الحج. <ref> الحاوي الکبیر، ج۴، ص۱۷۷.</ref> باستثناء القليل من الشافعية <ref>الحاوي الکبیر، ج۴، ص۱۷۷؛ فتح الباري، ج۳، ص۵۲۹.</ref> و[[ابن ماجشون]] <ref> حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۱؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۲.</ref> من [[المالكية]] لم يعتبروه ركنا <ref>المغني، ج۳، ص۴۴۱؛ الفقه الاسلامي، ج۳، ص۲۲۳۳.</ref>. لإثبات أن الوقوف في [[مشعر]] هو من اركان الحج استند البعض إلى [[الآیة]]  198  من [[سورة البقرة]]، التي  تدعوا الحجاج  من بعد عودتهم من عرفات الى الالتزام بـ[[ذكر]] الله في [[مشعر الحرام]]. <ref> المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۱۱۱؛ بدایة المجتهد، ج۱، ص۲۸۰؛ تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۲۰۲.</ref> الا ان الاستناد الرئيسي لفقهاء اامامية، بالاضافة إلى الاجماع، هو الأحاديث <ref> وسائل الشیعه، ج۱۴، ص۴۵.</ref> التي تؤكد ان ترك الوقوف كبطلان الحج <ref> مدارك الاحکام، ج۷، ص۴۳۴؛ کشف اللثام، ج۶، ص۹۵؛ ریاض المسائل، ج۶، ص۳۸۸-۳۸۹.</ref>.

من بين مناسك الحج التي يعتقد بها جميع فقهاء الامامية <ref> تحریر الاحکام، ج۲، ص۵؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۵؛ ریاض المسائل، ج۶، ص۳۸۹.</ref> واهل السنة <ref>المجموع، ج۸، ص۲۲۰؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۱۲.</ref> بانها من اركان الحج هي [[الطواف]] بحیث تسمى بتعابیر  کـ "[[طواف افاضة]]" <ref> المجموع، ج۸، ص۲۲۰؛ تذکرة الفقهاء، ج۸، ص۳۴۲؛ مواهب الجلیل، ج۴، ص۹۰.</ref> ، [[طواف الزيارة]] <ref>الکافي، حلبي، ص۱۹۵؛ المجموع، ج۸، ص۲۲۰؛ منتهی المطلب، ج۲، ص۷۰۳.</ref> وطواف الركن <ref> صحیح مسلم، ج۸، ص۲۲۰؛ رسائل الشهید، ص۲۳۵؛ تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۸۱.</ref> ،وعلى هذاالاساس فان سائر اقسام الطواف الواجب، كـ [[طواف التحية]] و[[طواف الوداع]] و[[طواف النساء]] ليست من الاركان. حتى بناء على وجهات نظر الفقه الامامي <ref>براهین الحج، ج۴، ص۷۲.</ref> وايضا الفقة الحنفي <ref> حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۵۱۴؛ المجموع، ج۸، ص۲۵۰.</ref> تعتبر  4 اشواط الاولى من الطواف الافاضة هي من الاركان. ان استناد بعض فقهاء الامامية <ref> کتاب الحج، ج۴، ص۲۸۸.</ref> والعديد من  فقهاء اهل السنة <ref>المغني، ج۳، ص۵۰۳؛ المجموع، ج۸، ص۲۲۰؛ کشاف القناع، ج۲، ص۶۰۴.</ref> بان الطواف هو من اركان الحج هو الآية 29  من [[سورة  الحج]]  والذي اجمع عليها العديد من اهل السنة على انها تنطبق على طواف الافاضة <ref> بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۲۷.</ref> وَلیطَّوَّفُوا بِالبَیتِ العَتِیقِ. في المقابل  ان بعض فقهاء الامامية مع قبول ان الاية تدل على وجوب الطواف الا انهم يرفضون ان  تكون هذا الاية تدل على ان الطواف يشكل ركنا <ref> مجمع الفائده، ج۷، ص۶۲.</ref> او استنادا لبعض الاحاديث <ref>الکافي، کلیني، ج۴، ص۵۱۲-۵۱۳؛ التهذیب، ج۵، ص۲۵۳.</ref> فان المقصود من الطواف في هذه الاية هو طواف النساء <ref>البرهان، ج۳، ص۸۷۶؛ المیزان، ج۱۴، ص۳۷۱.</ref> ان أهم استناد لاعتبار الطواف ركنا من وجهة نظرة الفقهاء الإمامية، هو الاجماع والاحاديث التي تشير الى ان ترك الطواف سهوا فيجب اعادة الحج <ref>الاستبصار، ج۲، ۲۲۸.</ref> ان هذه الاحاديث تدل على مفهوم الاولوية على وجوب اعادة الحج اذا تم ترك الطواف بشكل متعمد <ref> مجمع الفائدة، ج۷، ص۶۲؛ جواهر الکلام، ج۱۹، ص ۳۷۱.</ref>، وان بعض اهل السنة ايضا واستنادا لرواية عن [[النبي  الاكرم (ص)]] التي تشير الى ان خروج الحاج ياتي فقط بعد اداءه [[طواف الافاضة]] <ref> السنن الکبری، ج۵، ص۱۶۳؛ مسند احمد، ج۶، ص۱۷۷؛ صحیح مسلم، ج۴، ص۹۴.</ref> وانهم يثبتون من خلالها على ان الطواف من الاركان. <ref>المجموع، ج۸، ص۲۲۰؛ المغني، ج۳، ص۴۶۵.</ref>

وقد اعتبر بعض الفقهاء الإمامية بان النية من اركان الحج <ref>الدروس، ج۱، ص۳۲۸؛ غایة المرام، ج۱، ص۴۵۶؛ کشف الغطاء، ج۴، ص۴۷۰.</ref> واستندوا الى ذلك بان في اي عمل واجب سواء كان ركنا ام غير ركن  فان النية تلعب دورا رئيسيا في ذلك. العديد من الفقهاء رفضوا هذه النظرة <ref>مسالك الافهام، ج۲، ص۲۲۶؛ مدارك الاحکام، ج۷، ص۲۴۱؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۱۳۶.</ref> . يعتقد بعض النقاد أنه في الحالات التي أعتبر فيها ترك النية تؤدي الى بطلان الحج ، في الواقع  ان سبب  البطلان هو عدم اداء الركن والذي تعتبر النية فيه شرطا  بمعنى آخر، ان بطلان الحج  ياتي استنادا على ترك الركن وليس النية فيه. <ref>جواهر الکلام، ج۱۸، ص۱۳۶.</ref>