الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:A.Zaidan/الملعب 1»
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ١: | سطر ١: | ||
https://wikihaj.com/view/%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86_%D8%AD%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%87 | https://wikihaj.com/view/%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86_%D8%AD%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%87 | ||
'''أسطوانة الَحنّانة''' (الأسطوانة الحنّانة)، | '''أسطوانة الَحنّانة''' (الأسطوانة الحنّانة)، هي جذع نخلة كان موجوداً زمن [[النبي محمد (ص)|النبي]] في [[مسجد النبي|مسجده]]، حيث كان يتكئ عليه أثناء خطبته بالمصلين . | ||
وروي أنه بعد بناء المنبر ل<nowiki/>[[النبي محمد (ص)|رسول الله (ص)]] صدر صوت يشبه البكاء والأنين من جذع | وروي أنه بعد بناء المنبر ل<nowiki/>[[النبي محمد (ص)|رسول الله (ص)]] صدر صوت يشبه البكاء والأنين من جذع النخلة، ولهذا السبب سميت أسطوانة الحنانة. وفي بعض الأخبار أن الناس كانوا يعتقدون أن أسطوانة الحنانة هي إحدى [[أساطين المسجد النبوي]]. لكن ذلك قوبل بالرفض من بعض المؤرخين. ويقال أن جذع الشجرة قد دفن في [[المسجد النبوي]] في مكان ما بجوار [[منبر النبي]] و<nowiki/>[[أسطوانة المخلقة|أسطوانة الُمخلّقة]]. | ||
==خلفية تاريخية== | ==خلفية تاريخية== | ||
بقي [[النبي محمد (ص)|نبي الإسلام (ص)]] يتّكئ على جذع النخلة في خُطبه حتى بناء [[منبر النبي|المنبر]]. وبعد بنائه في السنة السادسة أو السابعة<ref>بحار الأنوار، ج21، ص47.</ref> أو الثامنة<ref>إثارة الترغيب، ج2، ص 383.</ref> من الهجرة، وفي أول مرة اعتلى المنبر فيها لإلقاء الخطبة والموعظة، صدر من جذع النخلة صوت كأنين الناقة الثكلى أو كخوار الثور،<ref>دلائل النبوة، ج2، ص563-564؛ عيون الأثر، ج1، ص278؛ السيرة الحلبية، ج2، ص366.</ref> فنزل [[النبي محمد (ص)|النبي (ص)]] من على المنبر وأتاه ووضع يده عليه حتى سكن أنينه.<ref>شرف النبي، ص430؛ الخرائج والجرائح، ج1، ص165-166.</ref> وفي منتهى الآمال فإن هذه من [[معجزات رسول الله]] (ص)، وفي الحديث أنه قال: «لولا أني احتضنت هذا الجذع ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه إلى [[يوم القيامة]]. | بقي [[النبي محمد (ص)|نبي الإسلام (ص)]] يتّكئ على جذع النخلة في خُطبه حتى بناء [[منبر النبي|المنبر]]. وبعد بنائه في السنة السادسة أو السابعة<ref>بحار الأنوار، ج21، ص47.</ref> أو الثامنة<ref>إثارة الترغيب، ج2، ص 383.</ref> من الهجرة، وفي أول مرة اعتلى المنبر فيها لإلقاء الخطبة والموعظة، صدر من جذع النخلة صوت كأنين الناقة الثكلى أو كخوار الثور،<ref>دلائل النبوة، ج2، ص563-564؛ عيون الأثر، ج1، ص278؛ السيرة الحلبية، ج2، ص366.</ref> فنزل [[النبي محمد (ص)|النبي (ص)]] من على المنبر وأتاه ووضع يده عليه حتى سكن أنينه.<ref>شرف النبي، ص430؛ الخرائج والجرائح، ج1، ص165-166.</ref> وفي منتهى الآمال فإن هذه من [[معجزات رسول الله]] (ص)، وفي الحديث أنه قال: «لولا أني احتضنت هذا الجذع ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه إلى [[يوم القيامة]]».<ref>منتهی الآمال، ج1، ص84.</ref> | ||
=== الاسم === | === الاسم === | ||
يسمى جذع الشجرة هذا بالحنّانة. وأصل كلمة حنّانة من حنَّ بمعنى الإشفاق والرقة أو الصوت بتوجّع.<ref>معجم مقاييس اللغة، ج2، ص24، «حنّ».</ref> وتعرف أيضاً في المصادر الجغرافية والحديثية العربية بالجذع، أي جذع الشجرة.<ref> [https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87:%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%B3%D9%85%D9%87%D9%88%D8%AF%DB%8C_%D8%AC%DB%B2.pdf&page=106 وفاء الوفاء، ج2، ص106].</ref> | يسمى جذع الشجرة هذا بالحنّانة. وأصل كلمة حنّانة من حنَّ بمعنى الإشفاق والرقة أو الصوت بتوجّع.<ref>معجم مقاييس اللغة، ج2، ص24، «حنّ».</ref> وتعرف أيضاً في المصادر الجغرافية والحديثية العربية بالجذع، أي جذع الشجرة.<ref> [https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87:%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%B3%D9%85%D9%87%D9%88%D8%AF%DB%8C_%D8%AC%DB%B2.pdf&page=106 وفاء الوفاء، ج2، ص106].</ref> | ||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
وتشير معظم الروايات إلى أن جذع الشجرة هذا قد دفن بالقرب من [[منبر النبي|المنبر]] في [[مسجد النبي]] وفي عهده (ص).<ref>تحقيق النصرة، ص237.</ref> وقال البعض: أنها دفنت تحت المنبر، والبعض قال: أنها دفنت أسفل المنبر من الجهة اليسرى، وآخرون قالوا: دفنت شرقي المنبر.<ref>تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، ص 237.</ref> وبحسب رواية فإن [[النبي محمد (ص)|النبي]] خاطب جذع الشجرة وسأله: هل يريد أن يكون شجرة مثمرة في جنة الخلد يأكل منها أولياء الله، أو يريد أن يرجع إلى حيث كان؟ فاختار الجنة والحياة الأبدية.<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87%3A%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%B3%D9%85%D9%87%D9%88%D8%AF%DB%8C_%D8%AC%DB%B2.pdf&page=108 وفاء الوفاء، ح2، ص 108].</ref> | وتشير معظم الروايات إلى أن جذع الشجرة هذا قد دفن بالقرب من [[منبر النبي|المنبر]] في [[مسجد النبي]] وفي عهده (ص).<ref>تحقيق النصرة، ص237.</ref> وقال البعض: أنها دفنت تحت المنبر، والبعض قال: أنها دفنت أسفل المنبر من الجهة اليسرى، وآخرون قالوا: دفنت شرقي المنبر.<ref>تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، ص 237.</ref> وبحسب رواية فإن [[النبي محمد (ص)|النبي]] خاطب جذع الشجرة وسأله: هل يريد أن يكون شجرة مثمرة في جنة الخلد يأكل منها أولياء الله، أو يريد أن يرجع إلى حيث كان؟ فاختار الجنة والحياة الأبدية.<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87%3A%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%B3%D9%85%D9%87%D9%88%D8%AF%DB%8C_%D8%AC%DB%B2.pdf&page=108 وفاء الوفاء، ح2، ص 108].</ref> | ||
وبحسب الأخبار فإن موقع | وبحسب الأخبار فإن موقع جذع الحنانة كان بالقرب من [[أسطوانة المخلقة]].<ref>[https://wikihaj.com/index.php?title=%D9%BE%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%87%3A%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1_%D8%B3%D9%85%D9%87%D9%88%D8%AF%DB%8C_%D8%AC%DB%B2.pdf&page=114 وفاء الوفاء، ج2، ص114]</ref> | ||
=== | === آراء عامة الناس === | ||
تشير الأخبار التي وصلت من بعض الحقب التاريخية إلى أن الناس كانوا يظنون بأن عمود الحنانة هو أحد [[أساطين المسجد النبوي]]. ويروي [[ابن جبير]] (الذي سافر إلى [[المدينة المنورة]] بين 578-588 هـ) أن الناس كانوا يقبّلون جزء الخشب الظاهر من تحت غطاء الأسطوانة ويلمسونها بنية التبرك.<ref>رحلة ابن جبير، ص149-150.</ref> كما روى [[ابن بطوطة]] نفس الرواية في رحلته،<ref>رحلة ابن جبير، ص149-150؛ رحلة ابن بطوطة، ج1، ص153.</ref> وروى [[المطري]] كذلك، وهو مؤرخ القرن الثامن القمري، رواية مماثلة وأكد على بطلان هذا الاعتقاد.<ref>التعريف بما أنست الهجرة، ص 93</ref> ويشير المراغي في كتابه تحقيق النصرة إلى أن هذا الجزء من الخشب تم تغطيته بأمر قاضي المدينة سنة 755هـ.<ref>تحقيق النصرة، ص241.</ref> | تشير الأخبار التي وصلت من بعض الحقب التاريخية إلى أن الناس كانوا يظنون بأن عمود الحنانة هو أحد [[أساطين المسجد النبوي]]. ويروي [[ابن جبير]] (الذي سافر إلى [[المدينة المنورة]] بين 578-588 هـ) أن الناس كانوا يقبّلون جزء الخشب الظاهر من تحت غطاء الأسطوانة ويلمسونها بنية التبرك.<ref>رحلة ابن جبير، ص149-150.</ref> كما روى [[ابن بطوطة]] نفس الرواية في رحلته،<ref>رحلة ابن جبير، ص149-150؛ رحلة ابن بطوطة، ج1، ص153.</ref> وروى [[المطري]] كذلك، وهو مؤرخ القرن الثامن القمري، رواية مماثلة وأكد على بطلان هذا الاعتقاد.<ref>التعريف بما أنست الهجرة، ص 93</ref> ويشير المراغي في كتابه تحقيق النصرة إلى أن هذا الجزء من الخشب تم تغطيته بأمر قاضي المدينة سنة 755هـ.<ref>تحقيق النصرة، ص241.</ref> | ||
==فضائل | ==فضائل أسطوانة الحنّانة== | ||
بحسب بعض الأحاديث الشيعية فإن الصلاة بجانب الحنّانة مستحبة.<ref>مستدرك الوسائل، ج3، ص426؛ جامع أحاديث الشيعة، ج4، ص515.</ref> وقد قيل أن المقصود من الحنانة في هذه الأحاديث يحتمل أن يكون مكانها في [[المسجد النبوي]].<ref>[https://rch.ac.ir/article/Details?id=8090 دانشنامة جهان إسلام، مدخل حنانة].</ref> | بحسب بعض الأحاديث الشيعية فإن الصلاة بجانب الحنّانة مستحبة.<ref>مستدرك الوسائل، ج3، ص426؛ جامع أحاديث الشيعة، ج4، ص515.</ref> وقد قيل أن المقصود من الحنانة في هذه الأحاديث يحتمل أن يكون مكانها في [[المسجد النبوي]].<ref>[https://rch.ac.ir/article/Details?id=8090 دانشنامة جهان إسلام، مدخل حنانة].</ref> | ||
== في الأدب العرفاني == | == في الأدب العرفاني == | ||
كانت قصة بكاء جذع الشجرة لفراق نبي الإسلام، محط اهتمام في الأدب العرفاني لدى المسلمين.<ref>«تحليلي از هفت روايت استن حنانة».</ref> وقد روي عن الحسن البصري أنه كان يبكي عندما يروي حديث الجذع، ويقول يا معشر المسلمين إن الخشبة تحن إلى رسول الله (ص) شوقاً إليه، | كانت قصة بكاء جذع الشجرة لفراق نبي الإسلام، محط اهتمام في الأدب العرفاني لدى المسلمين.<ref>«تحليلي از هفت روايت استن حنانة».</ref> وقد روي عن الحسن البصري أنه كان يبكي عندما يروي حديث الجذع، ويقول يا معشر المسلمين إن الخشبة تحن إلى رسول الله (ص) شوقاً إليه، أوليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه؟<ref>وفاء الوفاء، ج2، ص 108.</ref> | ||
وقد نظم جلال الدين محمد البلخي، عرفاني وشاعر فارسي (وفاة 672هـ)، أيضاً شعراً عن عمود الحنانة.<ref>مثنوي معنوي مولوي، دفتر أول.</ref> | وقد نظم جلال الدين محمد البلخي، عرفاني وشاعر فارسي (وفاة 672هـ)، أيضاً شعراً عن عمود الحنانة.<ref>مثنوي معنوي مولوي، دفتر أول.</ref> | ||
كما ذكرها الفقيه والأديب الفلسطيني يوسف النبهاني (وفاة 1350هـ) إلى جانب [[معجزات النبي|معجزات النبوة]] العديدة المذكورة في المصادر في همزيّته الألفية وقال في بعض أبياتها:<ref>النبهاني، يوسف، طيبة الغرّاء في مدح سيد الأنبياء، بيروت، المطبعة الأدبية، 1314هـ.</ref> | كما ذكرها الفقيه والأديب الفلسطيني يوسف النبهاني (وفاة 1350هـ) إلى جانب [[معجزات النبي|معجزات النبوة]] العديدة المذكورة في المصادر في همزيّته الألفية وقال في بعض أبياتها:<ref>النبهاني، يوسف، طيبة الغرّاء في مدح سيد الأنبياء، بيروت، المطبعة الأدبية، 1314هـ.</ref> |