الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:A.Zaidan/الملعب 1»
←رواية ابن جبير (القرن السابع)
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ٦٨: | سطر ٦٨: | ||
====رواية ابن جبير (القرن السابع)==== | ====رواية ابن جبير (القرن السابع)==== | ||
وقد زار ابن جبير (وفاة 614 | وقد زار ابن جبير (وفاة 614 هـ) هذا المسجد عام 579هـ ووصفه في كتاب رحلته.<ref>رحلة ابن جبير، ص 82، وص 125</ref> واعتبر المبنى مسجداً رائعاً "يفتح هذا الموضع المبارك؛ فيدخله الناس كافة متبركين به، وذلك يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول، شهر مولد النبي (ص)، وفي اليوم المذكور ولد (ص)، وتفتح [[الأماكن المقدسة]] المذكورة كلها. وهو يوم مشهود بمكة دائما"<ref>رحلة ابن جبير، ص 82</ref> | ||
وبحسب ابن جبير فإن المولد النبوي في هذا المسجد على هيئة صهريج صغير سعته ثلاثة أشبار، وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبراً، ويقع محراب المسجد بإزائها.<ref>رحلة ابن جبير، ص 125 - 126</ref> | وبحسب ابن جبير فإن المولد النبوي في هذا المسجد على هيئة صهريج صغير سعته ثلاثة أشبار، وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبراً، ويقع محراب المسجد بإزائها.<ref>رحلة ابن جبير، ص 125 - 126</ref> | ||
====رواية الفاسي(القرن التاسع)==== | ====رواية الفاسي(القرن التاسع)==== | ||
وبعد أكثر من قرنين من الزمن، قدم تقي الدين الفاسي (وفاة 832هـ)، مؤرخ مكة في كتابه [[شفاء الغرام]]، وصفاً لهذا المكان الذي كان محط اهتمام أهل [[مكة]] وتكريمهم. حيث يصور بناء المسجد بأنه بيت مربع وفيه | وبعد أكثر من قرنين من الزمن، قدم تقي الدين الفاسي (وفاة 832هـ)، مؤرخ مكة في كتابه [[شفاء الغرام]]، وصفاً لهذا المكان الذي كان محط اهتمام أهل [[مكة]] وتكريمهم. حيث يصور بناء المسجد بأنه بيت مربع وفيه أسطوانة عليها عقدان، وفي ركنه الغربي مما يلي الجنوب زاوية كبيرة قبالة بابه الذي يلي الجبل.<ref>شفاء الغرام، ج 1، ص 268</ref> | ||
====رواية | ====رواية أوليا الجلبي (القرن الحادي عشر)==== | ||
وبعد قرنين ونصف، في عام 1081هـ، رأى كاتب الرحلات التركي [[أوليا الجلبي]] مولد النبي ووصفه في كتابه. وقد وصف هذا المبنى بأنه مسجد كبير وجميل، وهو عبارة عن بناء مربع | وبعد قرنين ونصف، في عام 1081هـ، رأى كاتب الرحلات التركي [[أوليا الجلبي]] مولد النبي ووصفه في كتابه. وقد وصف هذا المبنى بأنه مسجد كبير وجميل، وهو عبارة عن بناء مربع ذي قبة عالية ومغطى بالرصاص. وذكر الجلبي الزخارف الموجودة داخل المسجد، بما في ذلك السجادة القيمة والمنبر المغطى بقماش الحرير والباب المصاغ من الذهب. وعلى حد قوله فإن دار مولد النبي كان حجراً في حفرة صفراء مطبوع عليها "مكان جسده".<ref>الرحلة الحجازية، أوليا الجلبي، ص 255- 256</ref> | ||
====آخر الأوصاف لمبنى مولد النبي قبل تدميره==== | ====آخر الأوصاف لمبنى مولد النبي قبل تدميره==== | ||
كتب الملا إبراهيم الكزروني، الذي تمكن من زيارة هذا البيت عام 1315هـ: "في يوم الجمعة الرابع عشر ذهبنا لزيارة [[النبي (ص)]] في مكان يعرف بمولد النبي (ص)، وذلك المكان يقع في سوق الليل. دخلنا إلى الداخل ونزلنا حوالي أربع عشرة درجة، ومن ثم دخلنا غرفة تحمل اسم المسجد، وذهبنا بعدها لغرفة أخرى. حيث يوجد الضريح فيها. فتح الخادم باب الضريح، فكان هناك حفرة داخله، وفي وسطها حجر أخضر، وهو مكان ميلاد حضرة النبي. | كتب الملا إبراهيم الكزروني، الذي تمكن من زيارة هذا البيت عام 1315هـ: "في يوم الجمعة الرابع عشر ذهبنا لزيارة [[النبي (ص)]] في مكان يعرف بمولد النبي (ص)، وذلك المكان يقع في سوق الليل. دخلنا إلى الداخل ونزلنا حوالي أربع عشرة درجة، ومن ثم دخلنا غرفة تحمل اسم المسجد، وذهبنا بعدها لغرفة أخرى. حيث يوجد الضريح فيها. فتح الخادم باب الضريح، فكان هناك حفرة داخله، وفي وسطها حجر أخضر، وهو مكان ميلاد حضرة النبي. | ||
[[ملف:نقشه مولد النبی.jpg|400px|تصغير|مركز|خريطة لمولد النبي]] | [[ملف:نقشه مولد النبی.jpg|400px|تصغير|مركز|خريطة لمولد النبي]] | ||
سافر محمد لبيب البتنوني سنة 1909م إلى مكة، وفي رحلته استوحى المخطط أعلاه من مخطط بناء النبي، ووصفه كما يلي: "هو مكان قد ارتفع الطريق عنه بنحو متر ونصف، وينزل إليه بواسطة درجات من الحجر توصل إلى باب يفتح إلى الشمال يدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو اثني عشر متراً في عرض ستة أمتار وفي جداره الأيمن الغربي باب يدخل منه | سافر محمد لبيب البتنوني سنة 1909م إلى مكة، وفي رحلته استوحى المخطط أعلاه من مخطط بناء النبي، ووصفه كما يلي: "هو مكان قد ارتفع الطريق عنه بنحو متر ونصف، وينزل إليه بواسطة درجات من الحجر توصل إلى باب يفتح إلى الشمال يدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو اثني عشر متراً في عرض ستة أمتار وفي جداره الأيمن الغربي باب يدخل منه إلى قبة في وسطها ـ يميل إلى الحائط الغربي ـ مقصورة من الخشب، داخلها رخامة قد تقعر جوفها لتعيين مولد السيد الرسول (ص). وهذه القبة والفناء الذي خارجها لا يزيد مسطحهما عن ثمانين متراً مربعاً، وهما يكوّنان الدار التي ولد فيها رسول الله (ص).<ref>سفرنامه حجاز، ترجمة الرحلة الحجازیة محمد لیبي البتنوني، ص 146</ref> | ||
==الترميمات== | ==الترميمات== | ||
سطر ٩٧: | سطر ٩٧: | ||
*في عام 935هـ السلطان [[سليمان العثماني]]. | *في عام 935هـ السلطان [[سليمان العثماني]]. | ||
*عام 1009هـ بأمر السلطان محمد العثماني بإشراف غضنفر آغا.<ref>منائح الكرم، ج 3، ص 506.</ref> وفي هذا | *عام 1009هـ بأمر السلطان محمد العثماني بإشراف غضنفر آغا.<ref>منائح الكرم، ج 3، ص 506.</ref> وفي هذا التجديد، تم بناء قبة كبيرة ومئذنة لهذا المبنى، وحددت له أوقاف من قبل الحكومة العثمانية، كما تم تعيين مؤذن وخادم وإمام للمسجد.<ref>تاريخ مكة، اتحاف فضلاء الزمن بتاريخ واليه بني الحسن، ج 2، ص 15</ref> | ||
*في عام 1230هـ، محمد علي باشا بأمر من ملك مصر السلطان محمود خان. | *في عام 1230هـ، محمد علي باشا بأمر من ملك مصر السلطان محمود خان. | ||
سطر ١٠٣: | سطر ١٠٣: | ||
==الاحتفال بالمولد النبوي في مسجد مولد النبي== | ==الاحتفال بالمولد النبوي في مسجد مولد النبي== | ||
وفي القرن السادس | وفي القرن السادس تحدث [[ابن جبير]] عن حضور أهل مكة في المسجد النبوي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي. وتوجد أنباء عن الاحتفال به في هذا المكان في القرون اللاحقة. | ||
وقدم محمد بن أحمد النهروالي (990م) تقريراً مفصلاً عن طقوس المولد النبوي في القرن العاشر. | وقدم محمد بن أحمد النهروالي (990م) تقريراً مفصلاً عن طقوس المولد النبوي في القرن العاشر. | ||
سطر ١١٨: | سطر ١١٨: | ||
وفي عام 1370هـ صدر الإذن ببناء مكتبة في هذا المكان. | وفي عام 1370هـ صدر الإذن ببناء مكتبة في هذا المكان. | ||
دفعت فاطمة بنت يوسف | دفعت فاطمة بنت يوسف القطان رأس مال بناء المبنى، وأشرف على تشييده أخوها الشيخ عباس القطان (1370هـ)، وبعد وفاته أكمل أبناؤه تشييد المبنى. وبهذه الطريقة تم بناء "[[مكتبة مكة المكرمة]]" في هذا المكان. <ref>التاريخ القويم، ص 173 – 171؛ مكتبة مكة المكرمة قديما وحديثا، ص 80</ref> | ||