انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:A.Zaidan/الملعب 1»

سطر ٦٣: سطر ٦٣:


==التاريخ==
==التاريخ==
يعتبر البيت الذي ولد فيه [[رسول الله]] (ص) والواقع في [[شعب أبي طالب]] في حي "سوق الليل"، "دار مولد النبي (ص)". وتذكر أماكن أخرى في بعض المصادر التاريخية أيضاً، كأماكن محتملة لمولد النبي، وهو ما لا يوافق عليه معظم مؤرخي مكة.<ref>طرح صاحب كتاب شفاء الغرام هذه الاحتمالات وضعفها. ج 1، ص 270</ref>
إن البيت الذي ولد فيه [[رسول الله]] (ص) والواقع في [[شعب أبي طالب]] في "سوق الليل"، يُعتبر "دار مولد النبي (ص)". وهناك أماكن أخرى أيضاً، تذكر كاحتمالات لمولد النبي في بعض المصادر التاريخية، وهو ما لا يوافق عليه معظم مؤرخي مكة.<ref>طرح صاحب كتاب شفاء الغرام هذه الاحتمالات وضعفها. ج 1، ص 270</ref>


====حتى القرن الثالث====
====حتى القرن الثالث====
سطر ٧١: سطر ٧١:
وقد زار ابن جبير (وفاة 614 م) هذا المسجد عام 579 هـ ووصفه في كتاب رحلته.<ref>رحلة ابن جبير، ص 82، وص 125</ref> واعتبر المبنى مسجداً رائعاً "يفتح هذا الموضع المبارك؛ فيدخله الناس كافة متبركين به، وذلك يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول، شهر مولد النبي (ص)، وفي اليوم المذكور ولد (ص)، وتفتح [[الأماكن المقدسة]] المذكورة كلها. وهو يوم مشهود بمكة دائما"<ref>رحلة ابن جبير، ص 82</ref>
وقد زار ابن جبير (وفاة 614 م) هذا المسجد عام 579 هـ ووصفه في كتاب رحلته.<ref>رحلة ابن جبير، ص 82، وص 125</ref> واعتبر المبنى مسجداً رائعاً "يفتح هذا الموضع المبارك؛ فيدخله الناس كافة متبركين به، وذلك يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول، شهر مولد النبي (ص)، وفي اليوم المذكور ولد (ص)، وتفتح [[الأماكن المقدسة]] المذكورة كلها. وهو يوم مشهود بمكة دائما"<ref>رحلة ابن جبير، ص 82</ref>


وبحسب ابن جبير فإن المولد النبوي في هذا المسجد على هيئة حوض صغير سعته ثلاثة أشبار، وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبراً، ويقع محراب المسجد بإزائها.<ref>رحلة ابن جبير، ص 125 - 126</ref>
وبحسب ابن جبير فإن المولد النبوي في هذا المسجد على هيئة صهريج صغير سعته ثلاثة أشبار، وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبراً، ويقع محراب المسجد بإزائها.<ref>رحلة ابن جبير، ص 125 - 126</ref>


====رواية الفاسي(القرن التاسع)====
====رواية الفاسي(القرن التاسع)====
وبعد أكثر من قرنين من الزمن، قدم تقي الدين الفاسي (وفاة 832 هـ)، مؤرخ مكة في كتابه [[شفاء الغرام]]، وصفاً لهذا المكان الذي كان محط اهتمام أهل [[مكة]] وتكريمهم. حيث يصور بناء المسجد على شكل مربع ذو قنطرتين مقوسين، وفي زاويته الجنوبية الغربية حجرة كبيرة.<ref>شفاء الغرام، ج 1، ص 268</ref>
وبعد أكثر من قرنين من الزمن، قدم تقي الدين الفاسي (وفاة 832 هـ)، مؤرخ مكة في كتابه [[شفاء الغرام]]، وصفاً لهذا المكان الذي كان محط اهتمام أهل [[مكة]] وتكريمهم. حيث يصور بناء المسجد بأنه بيت مربع وفيه اسطوانة عليها عقدان، وفي ركنه الغربي مما يلي الجنوب زواية كبيرة قبالة بابه الذي يلي الجبل.<ref>شفاء الغرام، ج 1، ص 268</ref>


====رواية اوليا الجلبي (القرن الحادي عشر)====
====رواية اوليا الجلبي (القرن الحادي عشر)====
وبعد قرنين ونصف، في عام 1081 هـ، رأى كاتب الرحلات التركي [[أوليا الجلبي]] مولد النبي ووصفه في كتابه. وقد وصف هذا المبنى بأنه مسجد كبير وجميل، وهو عبارة عن بناء مربع ذو قبة عالية ومغطى بالرصاص. وذكر الجلبي الزخارف الموجودة داخل المسجد، بما في ذلك السجادة القيمة والمنبر المغطى بقماش الحرير والباب المصاغ من الذهب. وعلى حد قوله فإن دار مولد النبي كان حجراً في حفرة صفراء مطبوع عليها مكان جسده.<ref>الرحلة الحجازية، أوليا الجلبي، ص 255- 256</ref>إعادة ترجمة
وبعد قرنين ونصف، في عام 1081 هـ، رأى كاتب الرحلات التركي [[أوليا الجلبي]] مولد النبي ووصفه في كتابه. وقد وصف هذا المبنى بأنه مسجد كبير وجميل، وهو عبارة عن بناء مربع ذو قبة عالية ومغطى بالرصاص. وذكر الجلبي الزخارف الموجودة داخل المسجد، بما في ذلك السجادة القيمة والمنبر المغطى بقماش الحرير والباب المصاغ من الذهب. وعلى حد قوله فإن دار مولد النبي كان حجراً في حفرة صفراء مطبوع عليها مكان جسده.<ref>الرحلة الحجازية، أوليا الجلبي، ص 255- 256</ref>


====آخر الأوصاف لمبنى مولد النبي قبل تدميره====
====آخر الأوصاف لمبنى مولد النبي قبل تدميره====
كتب الملا إبراهيم الكزروني، الذي تمكن من زيارة هذا البيت عام 1315 هـ: "في يوم الجمعة الرابع عشر ذهبنا لزيارة [[النبي (ص)]] في مكان يعرف بمولد النبي (ص)، وذلك المكان يقع في سوق الليل. دخلنا إلى الداخل ونزلنا حوالي أربع عشرة درجة، ومن ثم دخلنا غرفة تحمل اسم المسجد، وذهبنا بعدها لغرفة أخرى. حيث يوجد الضريح فيها. فتح الخادم باب الضريح، فكان هناك حفرة داخله، وفي وسطها حجر أخضر، وهو مكان ميلاد حضرة النبي.
كتب الملا إبراهيم الكزروني، الذي تمكن من زيارة هذا البيت عام 1315 هـ: "في يوم الجمعة الرابع عشر ذهبنا لزيارة [[النبي (ص)]] في مكان يعرف بمولد النبي (ص)، وذلك المكان يقع في سوق الليل. دخلنا إلى الداخل ونزلنا حوالي أربع عشرة درجة، ومن ثم دخلنا غرفة تحمل اسم المسجد، وذهبنا بعدها لغرفة أخرى. حيث يوجد الضريح فيها. فتح الخادم باب الضريح، فكان هناك حفرة داخله، وفي وسطها حجر أخضر، وهو مكان ميلاد حضرة النبي.
[[ملف:نقشه مولد النبی.jpg|400px|تصغير|مركز|خريطة لمولد النبي]]
[[ملف:نقشه مولد النبی.jpg|400px|تصغير|مركز|خريطة لمولد النبي]]
سافر محمد لبيب البتنوني سنة 1909م إلى مكة وفي رحلته استوحى المخطط أعلاه من مخطط بناء النبي ووصفه كما يلي: ""إذا دخلتها دخلت أولاً إلى ملعب طوله 12 متراً وعرضه 6 أمتار، وهو عبارة عن ملعب" على الجدار الأيمن، يوجد باب، بعد المرور منه ستدخل إلى مساحة توضع عليها قبة، في وسط هذه المساحة وتحت القبة المتكئة على الحائط الغربي، توجد مقصورة خشبية بداخلها حجر رخامي مقعر وقد غاص فيه قليلاً ويمكن رؤيته. يمثل هذا المكان مسقط رأس النبي<ref>سفرنامه حجاز، ترجمة الرحلة الحجازیة محمد لیبي البتنوني، ص 146</ref> (إعادة ترجمة من الكتاب)
سافر محمد لبيب البتنوني سنة 1909م إلى مكة، وفي رحلته استوحى المخطط أعلاه من مخطط بناء النبي، ووصفه كما يلي: "هو مكان قد ارتفع الطريق عنه بنحو متر ونصف، وينزل إليه بواسطة درجات من الحجر توصل إلى باب يفتح إلى الشمال يدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو اثني عشر متراً في عرض ستة أمتار وفي جداره الأيمن الغربي باب يدخل منه الى قبة في وسطها ـ يميل إلى الحائط الغربي ـ مقصورة من الخشب، داخلها رخامة قد تقعر جوفها لتعيين مولد السيد الرسول (ص). وهذه القبة والفناء الذي خارجها لا يزيد مسطحهما عن ثمانين متراً مربعاً وهما يكونان الدار التي ولد فيها رسول الله (ص)<ref>سفرنامه حجاز، ترجمة الرحلة الحجازیة محمد لیبي البتنوني، ص 146</ref>


==الترميمات==
==الترميمات==