انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دحو الأرض»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:
== المفهوم==
== المفهوم==
دحو الأرض من دحا يدحو بمعنى بسط الأرض<ref>لسان العرب، ج14، ص251.</ref>
دحو الأرض من دحا يدحو بمعنى بسط الأرض<ref>لسان العرب، ج14، ص251.</ref>
وذهب البعض إلى أنّ المراد من الأرض هنا هي اليابسة (في مقابل البحر والجبال)، لا الكرة الأرضية.<ref>نثر طوبي، ج1، ص17، 253؛ دروس هيئت، ج1، ص232.</ref>
وذهب البعض إلى أنّ المراد من الأرض هنا هي اليابسة (في مقابل البحر والجبال)، لا الكرة الأرضية.<ref>نثر طوبى، ج1، ص17، 253؛ دروس هيئت، ج1، ص232.</ref>


ويقصد من مصطلح دحو الأرض تمددها وانبساطها من تحت [[الكعبة]].<ref>مسالك الافهام، ج2، ص77؛ ذخيرة المعاد، ج1، ق3، ص519؛ مدارك الاحكام، ج6، ص265.</ref>
ويقصد من مصطلح دحو الأرض تمددها وانبساطها من تحت [[الكعبة]].<ref>مسالك الأفهام، ج2، ص77؛ ذخيرة المعاد، ج1، ق3، ص519؛ مدارك الأحكام، ج6، ص265.</ref>
واعتبر البعض أنّ المراد منه هو تمدّد اليابسة، حيث أنّ سطح الكرة الأرضية في بداية خلقها كانت تحت  الماء، ثم انحسر الماء إلى المنخفضات، فظهرت اليابسة.<ref>نثر طوبي، ج1، ص17؛ نمونه، ج26، ص101؛ ج27، ص43؛ زمين وآسمان، ص51-53.</ref>
واعتبر البعض أنّ المراد منه هو تمدّد اليابسة، حيث أنّ سطح الكرة الأرضية في بداية خلقها كانت تحت  الماء، ثم انحسر الماء إلى المنخفضات، فظهرت اليابسة.<ref>نثر طوبى، ج1، ص17؛ نمونه، ج26، ص101؛ ج27، ص43؛ زمين وآسمان، ص51-53.</ref>


واعتقد الشهرستاني من علماء الهيئة المعاصرين أن المراد من دحو الأرض هو دوران الأرض وحركتها الانتقالية حول الشمس، ولا يفيد معنى التمدد والانبساط.<ref>الهيئة والإسلام، ص65-66.</ref>  
واعتقد الشهرستاني من علماء الهيئة المعاصرين أن المراد من دحو الأرض هو دوران الأرض وحركتها الانتقالية حول الشمس، ولا يفيد معنى التمدد والانبساط.<ref>الهيئة والإسلام، ص65-66.</ref>  
فيما طرح بعض [[المفسرين]] احتمالا آخر لمعنى دحو الأرض، وهو إعداد الأرض للحياة من خلال إخراج المياه الداخلية، وإنبات النباتات، وإزالة العقبات، بإرساء الجبال.<ref>التفسير الكبير، ج31، ص48؛ تفسير ابن كثير، ج1، ص123.</ref>
فيما طرح بعض [[المفسرين]] احتمالا آخر لمعنى دحو الأرض، وهو إعداد الأرض للحياة من خلال إخراج المياه الداخلية، وإنبات النباتات، وإزالة العقبات، بإرساء الجبال.<ref>التفسير الكبير، ج31، ص48؛ تفسير ابن كثير، ج1، ص123.</ref>
فبناء على هذا الاحتمال وبالنظر إلى كروية الأرض، فلا يعني دحو الأرض انبساطها المادي.<ref>تفسير نسفي، ج4، ص315؛ تفسير مراغي، ج30، ص31-32.</ref>
فبناء على هذا الاحتمال وبالنظر إلى كروية الأرض، فلا يعني دحو الأرض انبساطها المادي.<ref>تفسير النسفي، ج4، ص315؛ تفسير المراغي، ج30، ص31-32.</ref>


== يوم دحو الأرض وأعماله ==
== يوم دحو الأرض وأعماله ==
وفقاً لبعض الروايات حدث دحو الأرض يوم [[25 ذي القعدة|25 ذي القعدة]].<ref>اقبال الاعمال، ج2، ص24-38؛ روضة الطالبين، ص351.</ref>
وفقاً لبعض الروايات حدث دحو الأرض يوم [[25 ذي القعدة|25 ذي القعدة]].<ref>إقبال الأعمال، ج2، ص24-38؛ روضة الطالبين، ص351.</ref>
ويستحب في هذا اليوم [[الغسل]] و<nowiki/>[[الصيام]]،<ref>مشارق الشموس، ج2، ص451؛ مكيال المكارم، ج2، ص35.</ref> وذكر لهما ثواب كثير.<ref>الكافي، ج4، ص149؛ المصباح، ص514؛ الحدائق الناظره، ج4، ص235.</ref>  
ويستحب في هذا اليوم [[الغسل]] و<nowiki/>[[الصيام]]،<ref>مشارق الشموس، ج2، ص451؛ مكيال المكارم، ج2، ص35.</ref> وذكر لهما ثواب كثير.<ref>الكافي، ج4، ص149؛ المصباح، ص514؛ الحدائق الناظرة، ج4، ص235.</ref>  


==في الكتب السماوية==
==في الكتب السماوية==
سطر ٢٥: سطر ٢٥:
=== في القرآن ===
=== في القرآن ===
وتطرق [[القرآن]] إلى دحو الأرض،<ref>جامع البيان، ج30؛ ص29؛ التبيان، ج10، ص260؛ الكشف والبيان، ج10، ص127.</ref> فتحدّث في [[سورة النازعات]] الآيات 27 - 33 عن انبساط الأرض بعد خلق السموات، حيث عبّر عنه في الآية 30 قائلا: {{قرآن در متن
وتطرق [[القرآن]] إلى دحو الأرض،<ref>جامع البيان، ج30؛ ص29؛ التبيان، ج10، ص260؛ الكشف والبيان، ج10، ص127.</ref> فتحدّث في [[سورة النازعات]] الآيات 27 - 33 عن انبساط الأرض بعد خلق السموات، حيث عبّر عنه في الآية 30 قائلا: {{قرآن در متن
| متن =وَالأرض بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا}}.<ref>مجمع البيان، ج10, ص660؛ تفسير سمرقندي، ج3، ص522؛ تفسير البغوي، ج4، ص444.</ref>
| متن =وَالأرض بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا}}.<ref>مجمع البيان، ج10, ص660؛ تفسير السمرقندي، ج3، ص522؛ تفسير البغوي، ج4، ص444.</ref>
كما أقسم في سورة الشمس: {{قرآن در متن
كما أقسم في سورة الشمس: {{قرآن در متن
| متن =وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}} حيث يرى بعض المفسرين أنّ «الطحو» كان في الأصل «الدحو».<ref>التبيان، ج10، ص358؛ التفسير الكبير ج31؛ ص192؛ لسان العرب، ج15، ص4، «طحا».</ref>
| متن =وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}} حيث يرى بعض المفسرين أنّ «الطحو» كان في الأصل «الدحو».<ref>التبيان، ج10، ص358؛ التفسير الكبير ج31؛ ص192؛ لسان العرب، ج15، ص4، «طحا».</ref>


== تمدّد الأرض من تحت الكعبة ==
== تمدّد الأرض من تحت الكعبة ==
اعتقد بعض المفسرين وبالاستناد إلى الآية 96 من [[سورة آل عمران]] أنّ [[الكعبة]] هي أول بيت وضع على الكرة الأرضية،‌ فبناء عليه اعتقدوا أن تمدّد الأرض كان من تحت الكعبة، وإليه تشير الآية القرآنية.<ref>مجمع البيان، ج2، ص797؛ البحر المحيط، ج4، ص583.</ref> وقد ورد في بعض الروايات أنّ الله خلق الكعبة 2000 عام قبل دحو الأرض،<ref>الكافي، ج4، ص190؛ الامالي، ص715؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص241.</ref> كما تؤكد العديد من الروايات أنّ دحو الأرض كان من [[مكة]] ومن تحت الكعبة.<ref>الدر المنثور، ج8، ص412؛ وسائل الشيعه، ج10، ص449-451؛ بحار الانوار، ج54، ص64؛ الكافي، ج4، ص189؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص241.</ref>   
اعتقد بعض المفسرين وبالاستناد إلى الآية 96 من [[سورة آل عمران]] أنّ [[الكعبة]] هي أول بيت وضع على الكرة الأرضية،‌ فبناء عليه اعتقدوا أن تمدّد الأرض كان من تحت الكعبة، وإليه تشير الآية القرآنية.<ref>مجمع البيان، ج2، ص797؛ البحر المحيط، ج4، ص583.</ref> وقد ورد في بعض الروايات أنّ الله خلق الكعبة 2000 عام قبل دحو الأرض،<ref>الكافي، ج4، ص190؛ الأمالي، ص715؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص241.</ref> كما تؤكد العديد من الروايات أنّ دحو الأرض كان من [[مكة]] ومن تحت الكعبة.<ref>الدر المنثور، ج8، ص412؛ وسائل الشيعه، ج10، ص449-451؛ بحار الأنوار، ج54، ص64؛ الكافي، ج4، ص189؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص241.</ref>   


=== أم القرى ===
=== أم القرى ===
عبّر [[القرآن]] عن مكة بأمّ القرى، وذلك في الآية 92 من [[سورة الأنعام]] و7 من [[سورة الشورى]]. وذهب بعض المفسرين إلى أنّ سبب هذه التسمية هو أنّ الماء في بداية الخلق كان قد غطّى الأرض بأكملها، واليابسة الوحيدة عليها هو مكان الكعبة، ثمّ تمدّدت اليابسة من أطراف الكعبة.<ref>التبيان، ج4، ص201؛ تفسير بغوي، ج1، ص115؛ تفسير سمرقندي، ج1، ص 486.</ref> وإليه تشير رواية عن [[الإمام علي (ع)]].<ref>تفسير منسوب به امام عسكري7، ص145؛ بحار الانوار، ج54، ص88.</ref> وورد في رواية عن [[النبي (ص)]]: دحيت الأرض من مكة ولذلك سميت أمّ القرى.<ref>التبيان، ج1، ص131؛ الدر المنثور، ج3، ص29.</ref>  
عبّر [[القرآن]] عن مكة بأمّ القرى، وذلك في الآية 92 من [[سورة الأنعام]] و7 من [[سورة الشورى]]. وذهب بعض المفسرين إلى أنّ سبب هذه التسمية هو أنّ الماء في بداية الخلق كان قد غطّى الأرض بأكملها، واليابسة الوحيدة عليها هو مكان الكعبة، ثمّ تمدّدت اليابسة من أطراف الكعبة.<ref>التبيان، ج4، ص201؛ تفسير بغوي، ج1، ص115؛ تفسير السمرقندي، ج1، ص 486.</ref> وإليه تشير رواية عن [[الإمام علي (ع)]].<ref>تفسير الإمام العسكري7، ص145؛ بحار الأنوار، ج54، ص88.</ref> وورد في رواية عن [[النبي (ص)]]: دحيت الأرض من مكة ولذلك سميت أمّ القرى.<ref>التبيان، ج1، ص131؛ الدر المنثور، ج3، ص29.</ref>  


ربما يخيّل أن [[الكعبة]] إذا كانت أول نقطة أرضية خرجت من الماء، فيلزم من ذلك أن تكون أعلى نقطة في الأرض، لكن الواقع أن دحو الأرض حدث قبل ملايين السنين، وقد ظهرت أثناء هذه المدة تغيرات وتطورات جغرافية، مما غيّر وجه الأرض كلّياً، فهبطت بعض الجبال إلى أعماق البحار، وارتفعت أعماق البحار، فصارت جبالاً.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج4، ص380 - 381.</ref>
ربما يخيّل أن [[الكعبة]] إذا كانت أول نقطة أرضية خرجت من الماء، فيلزم من ذلك أن تكون أعلى نقطة في الأرض، لكن الواقع أن دحو الأرض حدث قبل ملايين السنين، وقد ظهرت أثناء هذه المدة تغيرات وتطورات جغرافية، مما غيّر وجه الأرض كلّياً، فهبطت بعض الجبال إلى أعماق البحار، وارتفعت أعماق البحار، فصارت جبالاً.<ref>مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج4، ص380 - 381.</ref>