الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آدم (ع)»

لا ملخص تعديل
 
سطر ١٦: سطر ١٦:


== آدم وبناء الكعبة ==
== آدم وبناء الكعبة ==
تختلف الآراء حول دور النبي آدم (ع) في بناء الكعبة تبعاً لاختلافها حول زمن إنشاء الكعبة. ففي بعض الروايات الشيعية والسنية ورد ذكر وجود الكعبة قبل آدم (ع)،<ref>مسند الشافعي، ص116؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص250.</ref> ويؤكد هذا الخبر ما ورد في بعض الأحاديث عن حج الملائكة قبل آدم.<ref>الكافي، ج4، ص194؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص230؛ الدر المنثور، ج1، ص130.</ref> وتشير بعض الأخبار إلى أنّ وجود الكعبة يعود إلى 2000 عام قبل دحو الأرض.<ref>الكافي، ج4، ص198؛ السنن الكبری، ج5، ص177.</ref> ويبحث المفسّرون هذه الروايات عادة في ذيل الآية {إِنَّ أَوَّلَ بَیتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکةَ مُبَارَکا...} (آل عمران، 96)، ويعتبرون الآية مؤيدة لما جاء فيها.ref>انظر: جامع البيان، ج1، ص762.</ref> واعتبرت مجموعة أخرى من الروايات أنّ آدم (ع) هو المؤسس الأول للكعبة ولبيت المقدس.<ref>الكافي، ج4، ص188؛ عمدة القاري، ج15، ص262؛ شرح سنن النسائي، ج2، ص33.</ref> بينما جاء في رواية عن وهب بن منبه أنّ شيث بن آدم هو الذي بنى الكعبة.<ref>الاستذكار، ج4، ص185؛ تفسير القرطبي، ج2، ص122؛ فتح الباري، ج6، ص285.</ref>
تختلف الآراء حول دور النبي آدم (ع) في بناء الكعبة تبعاً لاختلافها حول زمن إنشاء الكعبة. ففي بعض الروايات الشيعية والسنية ورد ذكر وجود الكعبة قبل آدم (ع)،<ref>مسند الشافعي، ص116؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص250.</ref> ويؤكد هذا الخبر ما ورد في بعض الأحاديث عن حج الملائكة قبل آدم.<ref>الكافي، ج4، ص194؛ من لا يحضره الفقيه، ج2، ص230؛ الدر المنثور، ج1، ص130.</ref> وتشير بعض الأخبار إلى أنّ وجود الكعبة يعود إلى 2000 عام قبل دحو الأرض.<ref>الكافي، ج4، ص198؛ السنن الكبری، ج5، ص177.</ref> ويبحث المفسّرون هذه الروايات عادة في ذيل الآية {إِنَّ أَوَّلَ بَیتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکةَ مُبَارَکا...} (آل عمران، 96)، ويعتبرون الآية مؤيدة لما جاء فيها.<ref>انظر: جامع البيان، ج1، ص762.</ref> واعتبرت مجموعة أخرى من الروايات أنّ آدم (ع) هو المؤسس الأول للكعبة ولبيت المقدس.<ref>الكافي، ج4، ص188؛ عمدة القاري، ج15، ص262؛ شرح سنن النسائي، ج2، ص33.</ref> بينما جاء في رواية عن وهب بن منبه أنّ شيث بن آدم هو الذي بنى الكعبة.<ref>الاستذكار، ج4، ص185؛ تفسير القرطبي، ج2، ص122؛ فتح الباري، ج6، ص285.</ref>


يرى عدد كبير من المحدّثين والمفسرين استناداً إلى روايات في المقام بأنّ إبراهيم (ع) هو المؤسس الأول للكعبة،<ref>صحيح البخاري، ج4، ص116؛ جامع البيان، ج1، ص763؛ تفسير ابن كثير، ج3، ص226.</ref> ولا يرون أي دور لآدم في هذا السياق، ولا يقبلون أساساً بوجود الكعبة في ذلك الوقت. والبعض يرى بأنّ الروايات المتعلقة بدور آدم (ع) في بناء الكعبة وأدائه لمراسم الحج غير معتبرة نظراً للآيات التي تصرّح بدور إبراهيم (ع) في بنائها.<ref>المنار، ج1، ص383.</ref> وذهب البعض إلى الجمع بين الروايات التي تتعلق ببناء الكعبة، وقالوا بأنّ الملائكة بنوا الكعبة أول مرة قبل هبوط آدم، ثم قام آدم ومن بعده ابنه شيث وأخيراً إبراهيم بإعادة بنائها وتجديدها.<ref>روح المعاني، ج4، ص5.</ref>
يرى عدد كبير من المحدّثين والمفسرين استناداً إلى روايات في المقام بأنّ إبراهيم (ع) هو المؤسس الأول للكعبة،<ref>صحيح البخاري، ج4، ص116؛ جامع البيان، ج1، ص763؛ تفسير ابن كثير، ج3، ص226.</ref> ولا يرون أي دور لآدم في هذا السياق، ولا يقبلون أساساً بوجود الكعبة في ذلك الوقت. والبعض يرى بأنّ الروايات المتعلقة بدور آدم (ع) في بناء الكعبة وأدائه لمراسم الحج غير معتبرة نظراً للآيات التي تصرّح بدور إبراهيم (ع) في بنائها.<ref>المنار، ج1، ص383.</ref> وذهب البعض إلى الجمع بين الروايات التي تتعلق ببناء الكعبة، وقالوا بأنّ الملائكة بنوا الكعبة أول مرة قبل هبوط آدم، ثم قام آدم ومن بعده ابنه شيث وأخيراً إبراهيم بإعادة بنائها وتجديدها.<ref>روح المعاني، ج4، ص5.</ref>