انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مستخدم:A.yasin/الملعب 1»

←‏الهبوط إلى مكة: عدد انگلیسی
(←‏الخلقة: عدد انگلیسی)
(←‏الهبوط إلى مكة: عدد انگلیسی)
سطر ٦: سطر ٦:
روت الأديان الإبراهيمية ومختلف ديانات وطقوس الشعوب السامية الأخرى قصصاً متشابهة نسبياً في خلق واستقرار الإنسان الأول على الأرض. ففي القرآن الكريم (على سبيل المثال: سورة البقرة، الآيات 38-30؛ وسورة الأعراف، الآيات 25-19) والعهد القديم<ref>الكتاب المقدس، سفر التكوين، 1: 26 -30؛ 2: 7.</ref> وردت قصة آدم من حيث كيفية خلقه من التراب وتكوين جسده ونفخ الروح فيه بالتفصيل، واختلفت الآراء حول كل مرحلة من هذه المراحل وأبعادها المختلفة، وخاصة في مسألة خلقه دفعة واحدة أو بالتدريج.<ref>راجع من باب المثال: الميزان، ج‌4، ص‌143؛ ج‌16، ص‌255.</ref> ويرى البعض استناداً إلى بعض الاكتشافات العلمية وبعض الروايات أنّ البشر كانوا موجودين قبل آدم عليه السلام.<ref>[https://www.aqaed.com/faq/7462/ الدراسات العلمية تدعم وجود بشر قبل آدم (عليه السلام)]، مركز الأبحاث العقائدية.</ref>
روت الأديان الإبراهيمية ومختلف ديانات وطقوس الشعوب السامية الأخرى قصصاً متشابهة نسبياً في خلق واستقرار الإنسان الأول على الأرض. ففي القرآن الكريم (على سبيل المثال: سورة البقرة، الآيات 38-30؛ وسورة الأعراف، الآيات 25-19) والعهد القديم<ref>الكتاب المقدس، سفر التكوين، 1: 26 -30؛ 2: 7.</ref> وردت قصة آدم من حيث كيفية خلقه من التراب وتكوين جسده ونفخ الروح فيه بالتفصيل، واختلفت الآراء حول كل مرحلة من هذه المراحل وأبعادها المختلفة، وخاصة في مسألة خلقه دفعة واحدة أو بالتدريج.<ref>راجع من باب المثال: الميزان، ج‌4، ص‌143؛ ج‌16، ص‌255.</ref> ويرى البعض استناداً إلى بعض الاكتشافات العلمية وبعض الروايات أنّ البشر كانوا موجودين قبل آدم عليه السلام.<ref>[https://www.aqaed.com/faq/7462/ الدراسات العلمية تدعم وجود بشر قبل آدم (عليه السلام)]، مركز الأبحاث العقائدية.</ref>


== الهبوط إلى مكة ==
== الهبوط في مكة ==
بعد تناول الفاكهة المحرمة؛ هبط آدم وزوجته حواء بالإضافة إلى إبليس من الجنة إلى الأرض. وتعددت الآراء حول نوع جنة آدم وطريقة النزول وفلسفة الأكل من الفاكهة المحرمة.
بعد تناول الفاكهة المحرمة؛ هبط آدم وزوجته حواء بالإضافة إلى إبليس من الجنة إلى الأرض. وتعددت الآراء حول نوع جنة آدم وطريقة النزول وفلسفة الأكل من الفاكهة المحرمة.<ref>راجع: التفسير الكبير، ج3، ص2-28؛ الميزان، ج1، ص126-154.</ref>


لم يحدد القرآن أو التوراة مكان هبوط آدم بشكل واضح، وقد وردت عدّة آراء حول المسألة في التراث الإسلامي. ففي رواية منسوبة إلى الإمام علي (ع) فإن آدم نزل في جبل (سرانديب) في الهند، وهبطت حواء في جدة. وجاء في رواية أخرى أن آدم هبط على جبل الصفا وحواء على جبل المروة، وسمّي الصفا تيمّناً بلقب آدم (صفي الله) واسم المروة من (المرأة) التي هبطت في ذلك المكان. ومشهور الروايات يذهب إلى أنّ آدم وحواء قد هبطا في أرض مكة. وفي محاولة للجمع بين الروايات يرى بعضهم أنّ نزولهم كان على مرحلتين: الأولى كانت في (سرانديب) ومن ثَم في مكة.
لم يحدد القرآن أو التوراة مكان هبوط آدم بشكل واضح، وقد وردت عدّة آراء حول المسألة في التراث الإسلامي. ففي رواية منسوبة إلى الإمام علي (ع) فإن آدم نزل في جبل (سرانديب) في الهند، وهبطت حواء في جدة.<ref>علل الشرائع، ج2، ص595؛ کشف‌الأسرار، ج‌1، ص‌151؛ التفسير الکبير، ج‌3، ص‌27؛ بحار الأنوار، ج11، ص111؛ ج61، ص274.</ref> وجاء في رواية أخرى أن آدم هبط على جبل الصفا وحواء على جبل المروة، وسمّي الصفا تيمّناً بلقب آدم (صفي الله) واسم المروة من (المرأة) التي هبطت في ذلك المكان.<ref>الكافي، ج4، ص190؛ الميزان، ج‌1، ص‌139.</ref> ويذهب مشهور الروايات إلى أنّ آدم وحواء قد هبطا في أرض مكة.<ref>تفسير العياشي، ج‌1، ص‌36-‌39؛ تفسير ابن أبي حاتم، ج1، ص88؛ الكافي، ج4، ص190.</ref> وفي محاولة للجمع بين الروايات يرى بعضهم أنّ نزولهم كان على مرحلتين: الأولى كانت في (سرانديب) ومن ثَم في مكة.<ref>الميزان، ج‌1، ص‌150.</ref>
=== هبوط الحجر الأسود ===
=== هبوط الحجر الأسود ===
جاء في بعض الروايات أن الحجر الأسود هبط من الجنة مع هبوط آدم (ع). وفي روايات أخرى فإنّ نزول الحجر الأسود كان لأجل آدم (ع).
جاء في بعض الروايات أن الحجر الأسود هبط من الجنة مع هبوط آدم (ع).<ref>کمال الدين، ص294، 298؛ تفسير العز بن عبدالسلام، ج3، ص289.</ref> وفي روايات أخرى فإنّ نزول الحجر الأسود كان لأجل آدم (ع).<ref>الكافي، ج4، ص185.علل الشرائع، ج2، ص318.</ref>
=== توبة آدم في مكة ===
=== توبة آدم في مكة ===
وردت روايات أيضاً حول قبول توبة آدم، وتحدّثت عن نزول جبريل في الكعبة، حتى غطّى نوره الحرم كله، ثم طلب من آدم أن يغتسل يوم التروية ويحرم ويبيت في منى. وأخيرا تلقى كلمات من جبريل في عرفات، وقُبلت توبته حين قالها، ثم أدى بقيّة مناسك الحج.
وردت روايات أيضاً حول قبول توبة آدم، وتحدّثت عن نزول جبريل في الكعبة، حتى غطّى نوره الحرم كله، ثم طلب من آدم أن يغتسل يوم التروية ويحرم ويبيت في منى. وأخيرا تلقى كلمات من جبريل في عرفات، وقُبلت توبته حين قالها، ثم أدى بقيّة مناسك الحج.<ref>تفسير القمي، ج1، ص44-45.</ref>
 
== آدم وبناء الكعبة ==
== آدم وبناء الكعبة ==
تختلف الآراء حول دور النبي آدم (ع) في بناء الكعبة تبعاً لاختلافها حول زمن إنشاء الكعبة. ففي بعض الروايات الشيعية والسنية ورد ذكر وجود الكعبة قبل آدم (ع)، ويؤكد هذا الخبر ما ورد في بعض الأحاديث عن حج الملائكة قبل آدم. وتشير بعض التقارير إلى أنّ وجود الكعبة يعود إلى 2000 عام قبل دحو الأرض. ويبحث المفسّرون هذه الروايات عادة في ذيل الآية {إِنَّ أَوَّلَ بَیتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکةَ مُبَارَکا...} (آل عمران، 96)، ويعتبرون الآية مؤيدة لما جاء فيها. واعتبرت مجموعة أخرى من الروايات أنّ آدم (ع) هو المؤسس الأول للكعبة ولبيت المقدس. بينما جاء في رواية عن وهب بن منبه أنّ شيث بن آدم هو الذي بنى الكعبة.
تختلف الآراء حول دور النبي آدم (ع) في بناء الكعبة تبعاً لاختلافها حول زمن إنشاء الكعبة. ففي بعض الروايات الشيعية والسنية ورد ذكر وجود الكعبة قبل آدم (ع)، ويؤكد هذا الخبر ما ورد في بعض الأحاديث عن حج الملائكة قبل آدم. وتشير بعض التقارير إلى أنّ وجود الكعبة يعود إلى 2000 عام قبل دحو الأرض. ويبحث المفسّرون هذه الروايات عادة في ذيل الآية {إِنَّ أَوَّلَ بَیتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَکةَ مُبَارَکا...} (آل عمران، 96)، ويعتبرون الآية مؤيدة لما جاء فيها. واعتبرت مجموعة أخرى من الروايات أنّ آدم (ع) هو المؤسس الأول للكعبة ولبيت المقدس. بينما جاء في رواية عن وهب بن منبه أنّ شيث بن آدم هو الذي بنى الكعبة.