الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحكام الحرم»

تعتبر من '''أحکام الحرم''' تداوم الأمن وتغليظ [[دية]] المقتول في [[الحرم المكي]] واستحباب دفن الميت وإتمام صلاة المسافر فيه وحرمة [[الصيد]] وقلع الأشجار في أرضه ودخوله غير [[الإحرام|محرم]]، تکره علی رأي بعض العلماء الإقامة فيه. الحرم المکي منطقة بمساحة 144 ميلا مربعا یعدّ آمنا وله خصائص لا توجد لغيره.  

الحرم المکي هو ما أحاط [[مکة|بمکة]] من جميع جهاتها وذکر حدوده [[ابن البراج الطرابسي]] بأنّ حدّه من جهة [[المدينة|المدينة النبوية]] علی ثلاثة أميال ومن طريق [[اليمن]] علی سبعة أميال ومن طريق [[العراق]] علی سبعة أميال ومن طريق [[جدة|جدّة]] علی عشرة أميال ومن طريق [[الطائف]] أحد عشر ميلا.  مساحة الحرم تساوي 144 ميلا مربعا.<ref>الينابيع الفقهية، مرواريد، ج 7 : ص324 .</ref>

یعدّ الأمن إبرز خصائص [[الحرم المکي]] بل هو الأساس في حمله هذا العنوان فإنّ معنی الحرم مأخوذ من الحرمة والأمان حوله فتمنع فيه بعض الأعمال الجائزة في غیره. فهناك منطقة في وجهة نظر [[الإسلام]] تعتبر آمنة تحرّم فيها کلّ الممارسات المخلّة بحياة أي کائن حي بل بحياة الکائنات الشبيهة بالکائنات الحيّة مثلا شعر، ظفر وغیر ذلك. بدأ أمن الحرم بدعاء النبي [[إبراهيم]] أن یجعل [[الله]] [[مکة]] حرما آمنا. تعدّ وجوه مختلفة لهذا الأمن في الحرم المکي:

هناك آية في [[القرآن]]: {{آیة|وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ.

}}<ref>القرآن الکريم: سورة البقرة، الآية 191 .</ref>  

العلماء في اختلاف حول حرمة القتال في الحرم المکي فبعضهم یعتقدون أنّ البداية بالقتال في الحرم ممنوعة للآية المذکورة. فیحرم قتال الکفّار في الحرم إلّا أن یبدئوا بالقتال فعندئذ یجوز المقاتلة والدفاع<ref>منهاج الصالحين، الخوئي، ج1 : ص369 .</ref> ولکن بعضهم الآخر یعتقدون أنّ الآية منسوخة بآية أخری من القرآن التي تأمر بقتال المشرکين حيث ثقفوهم.<ref>الينابيع الفقهية، مرواريد، ج9 : ص118 . </ref>  

عندما أحدث شخص جناية في غير الحرم المکّي ثمّ التجأ إلی الحرم، لم يقم عليه الحدّ بالقهر بل یضيّق عليه في المطعم والمشرب حتّی یخرج منه فيمسکونه ويجری عليه الحدّ بعد ذلك.<ref>الينابيع الفقهية، مرواريد، ج23 : ص 29 .</ref> کأن الجناية في الحلّ ثم الإلتجاء للحرم تدلّ علی اعتقاد الجاني بحرمة الحرم فيمنح الحماية لأجل ذلك. ولکن عندما ارتکب الشخص جناية في الحرم نفسه فحکمه إجراء الحدّ في الحرم<ref>الينابيع الفقهية، مرواريد، ج23 : ص29 .</ref> لأنّه تدلّ الجناية في الحرم علی هتك الجاني لحرمة الحرم وعدم اعتنائه بها ولذا لم یمنع الحماية فيه. حکم بعض العلماء بتعزير اضافي زائد علی الحدّ وذلك في مقابل هتکه لحرمة الحرم.<ref>الينابيع الفقهية، مرواريد، ج23 : ص29 .</ref>

تختلف [[دية]] المقتول في الحرم عن دية المقتول في مکان آخر علی رأي بعض الفقهاء بإضافة الثلث إليها، وهذا ما یعبّر عنه في الفقه الإسلامي بتغليظ الدية في الحرم والأشهر الحرُم. بعضهم الآخر لا یعتقدون بتغليظ الدية أصلا.<ref>مباني تکملة منهاج الصالحين، الخوئي، ج2 ، ص203 .</ref>  

یحرم [[الصيد]] في الحرم المکي وهذا الحکم یعمّ [[التحلل|المحلّ]] [[الإحرام|والمحرم]] ویحرم الصيد في الحلّ علی المحرم أيضا.<ref>الحدائق، البحراني، ج15 ، ص297 .</ref>  یحرم أيضا أکل الصيد سواء اصطاده نفس الشخص في الحرم أو الآخرون. لا يدخل الصيد حينئذ في ملك الإنسان لا باصطياد ولا ابتياع ولا هبة ولا ميراث ولا غير ذلك من أسباب التملك.<ref>الجواهر، النجفي، ج20 ، ص316 .</ref> یحرم أيضا إخراج حمام الحرم وسائر الطير والصيد منه ویجب في فرض إخراجه، ردّه إلی الحرم ویلزم ثمنه لو تلف قبل الإرجاع.<ref>وسائل الشيعة ، الحرّ العاملي، ج13 ، ص37 . </ref>

من خصائص الحرم المکي عدم جواز قلع شجر ونبات في الحرم ولا فرق أن یکون القالع [[التحلل|محلّا]] أو [[الإحرام|محرما]].<ref>مدارك الأحکام، محمد العاملي، ج7 ، ص372 . </ref> استثني من التحريم النخل وشجر الفواکه سواء أنبته الإنسان أم لا، وکلّما أنبت الإنسان أو غرسه من البقول والزروع والرياحين والشجر. لا یحرم قلع الشجر الميت في الحرم.<ref>الحدائق، البحراني، ج15، ص 533 - 537 . </ref>

یستطيع المسافر الذي تنقصر صلاته، أن یتمّ الصلاة في الحرم المکي ویشترك معه في هذه الخصوصية [[المدينة|المدينة المنورة]] [[مسجد الکوفة|ومسجد الکوفة]] [[الحائر الحسيني|والحائر الحسيني]]. اختلف العلماء في هذا الحکم بین استحبابه وجوازه وعدم جوازه وبين شمول الحکم [[المسجد الحرام|للمسجد الحرام]] أو [[مکة|مدينة مکة]] أو الحرم المکي.<ref>الجواهر، النجفي، ج5 : ص 402 - 407 .</ref>