انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية ليلة المبيت»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
[[file:آیه لیلة المبیت.jpg|thumb|آیه لیلة المبیت، آیه ۲۰۷ [[سوره بقره]]]]
[[file:آیه لیلة المبیت.jpg|thumb|آیة لیلة المبیت، آیة 207 سورة بقرة]]
'''آیة لیلة المبیت'''، [[الآیة]] مئتان وسبعة [[سورة البقرة]]، حول مبيت [[علي بن أبي‌طالب(ع)]] في فراش [[نبي الإسلام(ص)]]، في ليلة [[الهجرة]]. لیلة المبیت تعني قضاء ليلة في مكان ما. ويعتقد مفسرو [[الشيعة]] و الكثير من مفسري [[أهل السنة]] بأن الآية قد نزلت في حق إیثار الإمام علي (ع) الذي حال بمبيته في فراش النبي الأكرم(ص) دون تحقيق كبار [[مکة]] لدسيستهم في قتل الرسول محمد (ص). كما أن هنالك من ذكر بأن الآية نزلت في حق [[المقداد]] أو [[الزبیر]] أو آخرون.
'''آیة لیلة المبیت'''، [[الآیة]] مئتان وسبعة سورة البقرة، حول مبيت [[علي بن أبي‌طالب(ع)]] في فراش [[نبي الإسلام(ص)]]، في ليلة [[الهجرة]]. لیلة المبیت تعني قضاء ليلة في مكان ما. ويعتقد مفسرو [[الشيعة]] و الكثير من مفسري [[أهل السنة]] بأن الآية قد نزلت في حق إیثار الإمام علي (ع) الذي حال بمبيته في فراش النبي (ص) دون تحقيق كبار [[مکة]] لدسيستهم في قتل الرسول محمد (ص). كما أن هنالك من ذكر بأن الآية نزلت في حق [[المقداد]] أو [[الزبیر]] أو آخرون.


بعض أهل السنة يقيسون هذه الآية بـ [[آیة الغار]]، التي تروي مرافقة [[أبوبکر]] للرسول الأعظم (ص) في الغار، مستهدفين بذلك رفع مكانته فوق مكانة الإمام علي(ع) ؛ لكن الشيعة يرون بأن آية الغار هي على خلاف آية المبيت، حيث أنها لا تحمل في طيات لحنها الثناء والتقدير ولا تمنح امتيازاً ذا أهمية لصاحبها.  
بعض أهل السنة يقيسون هذه الآية بـ آیة الغار، التي تروي مرافقة [[أبوبکر]] للرسول (ص) في [[غار ثور]]، مستهدفين بذلك رفع مكانته فوق مكانة الإمام علي(ع) ؛ لكن الشيعة يرون بأن آية الغار هي على خلاف آية المبيت، حيث أنها لا تحمل في طيات لحنها الثناء والتقدير ولا تمنح امتيازاً ذا أهمية لصاحبها.  


==آیة==
== نص الایة ==
«مَبیت» تعني قضاء الليل في مكان ما، سواء في حال النوم أو اليقظة.<ref>المعجم الوسیط، ج۱، ص۷۸، «بات ».</ref>الآیة ۲۰۷ [[سورة البقرة]] {{آیة|وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یشْری نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ}}سميت بآية ليلة المبيت لجهة نزولها بحق  [[الإمام علي(ع)]] وقصة مبيته في فراش [[نبي الإسلام(ص)]].<ref>تفسیر العیاشي، ج۱، ص۱۰۱؛ الأمالي، ص۲۵۲، ۲۵۳؛ شواهد التنزیل، ج۱، ص۱۲۲؛ التفسیر الکبیر، ج۵، ص۳۵۰.</ref> وتدعى هذه الآية أيضاً بآية (البيع) ؛ وذلك لأنها تشير إلى بيع النفس في مقابل كسب رضا الله تعالى.<ref>الصحیح من سیرة النبي، ج۴، ص۳۵؛ ج۷، ص۲۲۴، ۲۲۵.</ref>
{{آية|وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یشْری نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ
}}
 
==معرفة المصطلحات==
«مَبیت» تعني قضاء الليل في مكان ما، سواء في حال النوم أو اليقظة.<ref>المعجم الوسیط، ج۱، ص۷۸، «بات ».</ref> الآیة ۲۰۷ [[سورة البقرة]] سميت بآية ليلة المبيت لجهة نزولها بحق  [[الإمام علي(ع)]] وقصة مبيته في فراش [[نبي الإسلام(ص)]].<ref>تفسیر العیاشي، ج۱، ص۱۰۱؛ الأمالي، ص۲۵۲، ۲۵۳؛ شواهد التنزیل، ج۱، ص۱۲۲؛ التفسیر الکبیر، ج۵، ص۳۵۰.</ref> وتدعى هذه الآية أيضاً بآية (البيع) ؛ وذلك لأنها تشير إلى بيع النفس في مقابل كسب رضا الله تعالى.<ref>الصحیح من سیرة النبي، ج۴، ص۳۵؛ ج۷، ص۲۲۴، ۲۲۵.</ref>


==سبب النزول==
==سبب النزول==
واجه نبي الإسلام (ص) وأتباعه من المؤمنين بدينه الكثير من العذابات والأذى الذي كان مشركو [[قریش]] يمارسونه ضدهم، حيث بلغت تلك الضغوط درجة أجبرت جماعة منهم على اختيار [[الهجرة]] إلى [[الحبشة|الحَبَشة]] سبيلاً للخلاص..<ref>الطبقات، ج۱، ص۲۰۷، ۲۰۸؛ تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۲۹.</ref>  ومع وفاة [[أبو‌طالب]] في السنة العاشرة [[للبعثة]]، تضاعف أذى المشركين وبلغ أشده..<ref>تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۳۶؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۸  .</ref> ولكن رغم كل العوائق والصعوبات التي كان المشركون في سعي إلى اختلاقها للمسلمين ، إلا أن الإسلام استطاع الإنتشار بين مختلف الطبقات الإجتماعية في قريش.<ref>تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۲۷، ۲۸ .</ref> ومع إبرام [[صلح العقبة]] الأول والثاني بين النبي (ص) و أهل [[یثرب]] واعتناق الكثير منهم لدين الإسلام، فقد هاجر عدد كبير من المسلمين من [[مکة]] إلى [[المدينة]].<ref>الطبقات، ج۱، ص۲۱۹، ۲۲۵؛ تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۳۷، ۳۸؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۶.</ref>  وعليه فلم يبق في مكة سوى النبي الأكرم (ص) الذي كان ينتظر [[الوحي]] الإلهي بالهجرة ، وعلي(ع)، و[[أبوبکر]] وقلة قليلة أخرى.<ref>الطبقات، ج۱، ص۲۲۶؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۷.</ref>  
واجه نبي الإسلام (ص) وأتباعه من المؤمنين بدينه الكثير من العذابات والأذى الذي كان مشركو [[قریش]] يمارسونه ضدهم، حيث بلغت تلك الضغوط درجة أجبرت جماعة منهم على اختيار [[الهجرة]] إلى [[الحبشة|الحَبَشة]] سبيلاً للخلاص.<ref>الطبقات، ج۱، ص۲۰۷، ۲۰۸؛ تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۲۹.</ref>  ومع وفاة [[أبو‌طالب]] في السنة العاشرة [[للبعثة]]، تضاعف أذى المشركين وبلغ أشده.<ref>تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۳۶؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۸  .</ref> ولكن رغم كل العوائق والصعوبات التي كان المشركون في سعي إلى اختلاقها للمسلمين ، إلا أن الإسلام استطاع الإنتشار بين مختلف الطبقات الإجتماعية في قريش.<ref>تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۲۷، ۲۸ .</ref> ومع إبرام صلح العقبة الأول والثاني بين النبي (ص) و أهل [[یثرب]] واعتناق الكثير منهم لدين الإسلام، فقد هاجر عدد كبير من المسلمين من [[مکة]] إلى [[المدينة]].<ref>الطبقات، ج۱، ص۲۱۹، ۲۲۵؛ تاریخ الیعقوبي، ج۲، ص۳۷، ۳۸؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۶.</ref>  وعليه فلم يبق في مكة سوى النبي الأكرم (ص) الذي كان ينتظر [[الوحي]] بالهجرة ، وعلي(ع)، و[[أبوبکر]] وقلة قليلة أخرى.<ref>الطبقات، ج۱، ص۲۲۶؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۷.</ref>  


اجتمع مشركو قريش في [[دار الندوة]] بعد أن تفشى القلق بينهم تجاه هجرة الرسول(ص) إلى المدينة، من أجل التشاور واتخاذ القرار <ref>تاریخ الیعقوبي، ج۱، ص۲۴۰؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۸؛ تاریخ ابن خلدون، ج۲، ص۳۳۵.</ref> <ref>تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۳۹؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۸؛ البدایة و النهایة، ج۳، ص۲۱۵.</ref> وكان أن أجمعوا على قتل الرسول(ص).<ref>الطبقات، ج۲، ص۲۲۷؛ تاریخ الطبري،  ج۲، ص۹۸، ۹۹؛ الأمالي، ص۴۶۴، ۴۶۵.</ref>  
اجتمع مشركو قريش في [[دار الندوة]] بعد أن تفشى القلق بينهم تجاه هجرة الرسول(ص) إلى المدينة، من أجل التشاور واتخاذ القرار<ref>تاریخ الیعقوبي، ج۱، ص۲۴۰؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۸؛ تاریخ ابن خلدون، ج۲، ص۳۳۵.</ref> <ref>تاریخ یعقوبی، ج۲، ص۳۹؛ تاریخ الطبري، ج۲، ص۹۸؛ البدایة و النهایة، ج۳، ص۲۱۵.</ref> وكان أن أجمعوا على قتل الرسول(ص).<ref>الطبقات، ج۲، ص۲۲۷؛ تاریخ الطبري،  ج۲، ص۹۸، ۹۹؛ الأمالي، ص۴۶۴، ۴۶۵.</ref>  


علم النبي محمد(ص)بدسيسة المشركين بعد أن أطلعه الوحي الإلهي بذلك. حيث أمره الله تعالى بالهجرة، ولكي لا يعلم كفار قريش بخروجه من مكة أمره تعالى بأن يطلب من علي(ع)  أن يبيت مكانه في فراشه. فقبل علي(ع)  بذلك بعد علمه بالأمر الإلهي <ref>الأمالي، ص۴۶۵؛ بحار الأنوار، ج۱۹، ص۵۹، ۶۰.</ref>  وهكذا خرج الرسول (ص) سراً والكفار يحاصرون بيته، بعد مرور جزء من الليل .<ref>الأمالي، ص۴۶۶.</ref>  
علم النبي محمد(ص)بدسيسة المشركين بعد أن أطلعه الوحي الإلهي بذلك. حيث أمره الله بالهجرة، ولكي لا يعلم كفار قريش بخروجه من مكة أمره بأن يطلب من علي(ع)  أن يبيت مكانه في فراشه. فقبل علي(ع)  بذلك بعد علمه بالأمر الإلهي<ref>الأمالي، ص۴۶۵؛ بحار الأنوار، ج۱۹، ص۵۹، ۶۰.</ref>  وهكذا خرج الرسول (ص) سراً والكفار يحاصرون بيته، بعد مرور جزء من الليل.<ref>الأمالي، ص۴۶۶.</ref>  


==رأي المفسرين==
==رأي المفسرين==
كتب مفسروا [[الشيعة]]<ref>تفسیر العیاشي، ج۱، ص۱۰۱؛ مجمع البیان، ج۲، ص۵۶، ۵۷؛ المیزان، ج۲، ص۹۹، ۱۰۰.</ref> وكثير من مفسري [[أهل‌ السنة]]<ref>شواهد التنزیل، ج۱، ص۱۲۳؛ التفسیر الکبیر، ج۵، ص۳۵۰؛ تفسیر القرطبي، ج۳، ص۲۱.</ref> بأن آية ليلة المبيت قد نزلت في حق الإمام علي (ع) بسبب مبيته في فراش النبي (ص) ليلة الهجرة. وجاء في [[روایة]] أن الله تعالى قال لملكيه [[جبرئیل]] و [[میکائیل]] في ليلة المبيت أني جعلتكما أخوين وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يرضى بأن يهب عمره للآخر؟ فاختار كل منهما العمر الطويل لنفسه،فقال تعالى لهما إنني جعلت علياً والنبي محمد أخوين، والآن ها هو علي قد بات في فراش النبي ليحفظه من الخطر، ثم أمر الملكين بالهبوط إلى الأرض لحماية علي (ع). فهبطا، وكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند قدميه، فحيّا جبرئيل علياً قائلاً : إن الله ليباهي ملائكته بك يا علي جبرئیل، فنزلت آية المبيت في هذه الأثناء..<ref>تفسیر الثعلبي، ج۲، ص۱۲۶؛ کشف الأسرار، ج۱، ص۵۵۴؛ التفسیر الکبیر، ج۵، ص۳۵۰؛ الأمالي، ص۴۶۹.</ref>  
كتب مفسروا [[الشيعة]]<ref>تفسیر العیاشي، ج۱، ص۱۰۱؛ مجمع البیان، ج۲، ص۵۶، ۵۷؛ المیزان، ج۲، ص۹۹، ۱۰۰.</ref> وكثير من مفسري [[أهل‌ السنة]]<ref>شواهد التنزیل، ج۱، ص۱۲۳؛ التفسیر الکبیر، ج۵، ص۳۵۰؛ تفسیر القرطبي، ج۳، ص۲۱.</ref> بأن آية ليلة المبيت قد نزلت في حق الإمام علي (ع) بسبب مبيته في فراش النبي (ص) ليلة الهجرة. وجاء في روایة أن الله قال لملكيه [[جبرئیل]] و میکائیل في ليلة المبيت أني جعلتكما أخوين وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يرضى بأن يهب عمره للآخر؟ فاختار كل منهما العمر الطويل لنفسه،فقال تعالى لهما إنني جعلت علياً والنبي محمد أخوين، والآن ها هو علي قد بات في فراش النبي ليحفظه من الخطر، ثم أمر الملكين بالهبوط إلى الأرض لحماية علي (ع). فهبطا، وكان جبرئيل عند رأس علي وميكائيل عند قدميه، فحيّا جبرئيل علياً قائلاً: إن الله ليباهي ملائكته بك يا علي، فنزلت آية المبيت في هذه الأثناء.<ref>تفسیر الثعلبي، ج۲، ص۱۲۶؛ کشف الأسرار، ج۱، ص۵۵۴؛ التفسیر الکبیر، ج۵، ص۳۵۰؛ الأمالي، ص۴۶۹.</ref>  


فسر أهل السنة نزول هذه الآية بطريقة مختلفة، حيث رأوا بأن هذه الآية نزلت في حق [[الزبیر]] و [[المقداد]] عندما أرسلهما النبي (ص) في مهمة خطيرة إلى مكة المكرمة.<ref>زاد المسیر، ج۱، ص۲۰۳؛ البحر المحیط، ج۲، ص۳۳۴.</ref> وفي نقل آخر جاء بأن هذه الآية قد نزلت في حق [[صهیب|صُهَیب]]؛ عندما أسره المشركون في مسير هجرته إلى المدينة المنورة وأرادوا إما إعادته إلى مكة المكرمة أو قتله؛ لكنه قام بافتداء نفسه بتقديم ما معه من مال وباطلاعهم على ما لديه من مال في مكة أيضا، ثم أكمل هجرته إلى المدينة.<ref>کشف الأسرار، ج۱، ص۵۵۳، ۵۵۴.</ref> كما فسر آخرون الآية بأنها نزلت في حق [[أبي ذر]].<ref>البحر المحیط، ج۲، ص۳۳۴؛ الدر المنثور، ج۱، ص۲۴۰.</ref>  كما رأى البعض الآخر بأن المقصود من الآية هو كل شخص يبذل الغالي والنفيس لطاعة الله تعالى فيجود بنفسه ويختار سبيل [[الجهاد]] و [[الأمر بالمعروف]].<ref>جامع البیان، ج۲، ص۴۳۷، ۴۳۸؛ البحر المحیط، ج۲، ص۳۳۴.</ref>  
فسر أهل السنة نزول هذه الآية بطريقة مختلفة، حيث رأوا بأن هذه الآية نزلت في حق [[الزبیر]] و [[المقداد]] عندما أرسلهما النبي (ص) في مهمة خطيرة إلى مكة.<ref>زاد المسیر، ج۱، ص۲۰۳؛ البحر المحیط، ج۲، ص۳۳۴.</ref> وفي نقل آخر جاء بأن هذه الآية قد نزلت في حق [[صهیب|صُهَیب]]؛ عندما أسره المشركون في مسير هجرته إلى المدينة المنورة وأرادوا إما إعادته إلى مكة أو قتله؛ لكنه قام بافتداء نفسه بتقديم ما معه من مال وباطلاعهم على ما لديه من مال في مكة أيضا، ثم أكمل هجرته إلى المدينة.<ref>کشف الأسرار، ج۱، ص۵۵۳، ۵۵۴.</ref> كما فسر آخرون الآية بأنها نزلت في حق [[أبي ذر]].<ref>البحر المحیط، ج۲، ص۳۳۴؛ الدر المنثور، ج۱، ص۲۴۰.</ref>  كما رأى البعض الآخر بأن المقصود من الآية هو كل شخص يبذل الغالي والنفيس لطاعة الله فيجود بنفسه ويختار سبيل الجهاد و الأمر بالمعروف.<ref>جامع البیان، ج۲، ص۴۳۷، ۴۳۸؛ البحر المحیط، ج۲، ص۳۳۴.</ref>  


يرى كاتب كتاب الصحيح من سيرة النبي، بالنظر إلى ما نقله المفسرون من أهل الشيعة والسنة، أن هذه الآية نزلت في حق الإمام علي(ع)، لكنه يبدو متردداً في تفسير سبب النزول..<ref>الصحیح من سیرة النبي، ج۴، ص۳۴، ۳۵.</ref>  وينقل هذا الكتاب بأن [[سمرة بن جَندب]]، <ref>الصحیح من سیرة النبي، ج۶، ص۱۲۹، ۱۳۰.</ref> أخذ 4.00.000 ألف درهم من [[معاوية]]  في مقابل تزوير ونشر [[روایة]] تُفسر آیة لیلة المبیت باعتبارها نزلت في حق [[عبدالرحمن بن ملجم|عبدالرحمن بن مُلجَم]].<ref>شرح نهج البلاغة، ج۴، ص۷۳؛ عبقات الأنوار، ج۳، ص۲۶۲، ۲۶۴؛ الغدیر، ج۲، ص۱۰۱؛ ج۱۱، ص۳۰.</ref>  
يرى كاتب كتاب الصحيح من سيرة النبي، بالنظر إلى ما نقله المفسرون من أهل الشيعة والسنة، أن هذه الآية نزلت في حق الإمام علي(ع)، لكنه يبدو متردداً في تفسير سبب النزول.<ref>الصحیح من سیرة النبي، ج۴، ص۳۴، ۳۵.</ref>  وينقل هذا الكتاب بأن [[سمرة بن جندب|سمرة بن جَندب]]، <ref>الصحیح من سیرة النبي، ج۶، ص۱۲۹، ۱۳۰.</ref> أخذ 4 ألف درهم من [[معاوية]]  في مقابل تزوير ونشر روایة تُفسر آیة لیلة المبیت باعتبارها نزلت في حق [[عبدالرحمن بن ملجم|عبدالرحمن بن مُلجَم]].<ref>شرح نهج البلاغة، ج۴، ص۷۳؛ عبقات الأنوار، ج۳، ص۲۶۲، ۲۶۴؛ الغدیر، ج۲، ص۱۰۱؛ ج۱۱، ص۳۰.</ref>  


رأى البعض بأن إيثار علي بن أي طالب(ع) يشبه إيثار [[النبي إسماعیل|إسماعیل]] حينما رضي [[بالذبح]] بيد أبيه طاعة لأمر الله تعالى ؛ حيث رضي الإمام علي (ع) بالقتل بيد المشركين في سبيل رضا الله تعالى.<ref>کنز الفوائد، ص۲۰۶، ۲۰۷.</ref>  
رأى البعض بأن إيثار علي بن أي طالب(ع) يشبه إيثار [[النبي إسماعیل|إسماعیل]] حينما رضي [[الذبح|بالذبح]] بيد أبيه طاعة لأمر الله؛ حيث رضي الإمام علي (ع) بالقتل بيد المشركين في سبيل رضا الله.<ref>کنز الفوائد، ص۲۰۶، ۲۰۷.</ref>  


ويُشار بأن آية المبيت تقابل الآيات 204 وحتى 206 من سورة البقرة التي تتناول موضوع  كسب العز والجاه والمكانة عن طريق النفاق والفساد والإثم.<ref>المیزان، ج۲، ص۹۸.</ref>  ووفق ما كتبه المفسرون، فإن لفظ «مِن الناس»  في هذه الآية يعني أن مثل كهذا إيثار لا يصدر إلا عن أناس خاصين في المجتمع <ref>نمونه، ج۲، ص۷۹.</ref>  ممن يبذلون أرواحهم في سبيل عمل الخير وطلب رضا الله ، وهو أعلى درجات الإيمان.<ref>التحریر و التنویر، ج۲، ص۲۵۶، ۲۵۷.</ref>  
ويُشار بأن آية المبيت تقابل الآيات 204 وحتى 206 من سورة البقرة التي تتناول موضوع  كسب العز والجاه والمكانة عن طريق النفاق والفساد والإثم.<ref>المیزان، ج۲، ص۹۸.</ref>  ووفق ما كتبه المفسرون، فإن لفظ {{آیة|مِن الناس
}}في هذه الآية يعني أن مثل كهذا إيثار لا يصدر إلا عن أناس خاصين في المجتمع<ref>نمونه، ج۲، ص۷۹.</ref>  ممن يبذلون أرواحهم في سبيل عمل الخير وطلب رضا الله، وهو أعلى درجات الإيمان.<ref>التحریر و التنویر، ج۲، ص۲۵۶، ۲۵۷.</ref>  


==المقارنة بين آية المبيت وآية الغار==
==المقارنة بين آية المبيت وآية الغار==
ذهب بعض أهل السنة إلى المقارنة بين هذه الآية وبين الآية 40 من سورة التوبة وهي ([[آیة الغار]]) التي تروي مرافقة [[أبوبکر]] للنبي(ص)، مستهدفين من ذلك إعلاء مكانة مرافقة أبو بكر للنبي (ص) على مبيت الإمام علي (ع) في فراشه.<ref>شرح نهج‌ البلاغة، ج۱۳، ص۲۶۱.</ref> وفي المقابل، رد الشيعة على ذلك بأن آية الغار لم تذكر اسم أبي بكر، كما أنها تخلو من أي لحن يشير إلى الثناء  والإجلال لهذا العمل؛ بينما تشير آية المبيت وفق نقل عموم علماء الشيعة <ref>حلیة الأبرار، ج۲، ص۱۰۳-۱۱۰؛ بحار الأنوار، ج۳۶، ص۴۰، ۴۱؛ الغدیر، ج۲، ص۴۸.</ref> والكثير من أهل السنة<ref>شواهد التنزیل، ج۱، ص۱۲۳؛ أسد الغابة، ج۴، ص۲۵؛ تفسیر القرطبي، ج۳، ص۲۱.</ref> إلى أنها نزلت في حق الإمام علي (ع) وفيها لحن واضح من الإجلال والثناء.  إضافة إلى أن، حادثة المبيت في فراش النبي(ص) ليلة الهجرة موثقة ومسلم بها بحيث لا يقلل حتى عدم ذكرها في القرآن من حقيقة حدوثها وأهميتها، كما لا يمكن لأحد إنكارها.<ref>شرح نهج البلاغة، ج۱۳، ص۲۶۲.</ref>  
ذهب بعض أهل السنة إلى المقارنة بين هذه الآية وبين الآية 40 من سورة التوبة وهي ([[آیة الغار]]) التي تروي مرافقة [[أبوبکر]] للنبي(ص)، مستهدفين من ذلك إعلاء مكانة مرافقة أبو بكر للنبي (ص) على مبيت الإمام علي (ع) في فراشه.<ref>شرح نهج‌ البلاغة، ج۱۳، ص۲۶۱.</ref> وفي المقابل، رد الشيعة على ذلك بأن آية الغار لم تذكر اسم أبي بكر، كما أنها تخلو من أي لحن يشير إلى الثناء  والإجلال لهذا العمل؛ بينما تشير آية المبيت وفق نقل عموم علماء الشيعة <ref>حلیة الأبرار، ج۲، ص۱۰۳-۱۱۰؛ بحار الأنوار، ج۳۶، ص۴۰، ۴۱؛ الغدیر، ج۲، ص۴۸.</ref> والكثير من أهل السنة<ref>شواهد التنزیل، ج۱، ص۱۲۳؛ أسد الغابة، ج۴، ص۲۵؛ تفسیر القرطبي، ج۳، ص۲۱.</ref> إلى أنها نزلت في حق الإمام علي (ع) وفيها لحن واضح من الإجلال والثناء.  إضافة إلى أن، حادثة المبيت في فراش النبي(ص) ليلة الهجرة موثقة ومسلم بها بحيث لا يقلل حتى عدم ذكرها في القرآن من حقيقة حدوثها وأهميتها، كما لا يمكن لأحد إنكارها.<ref>شرح نهج البلاغة، ج۱۳، ص۲۶۲.</ref>  


==هوامش==
==هوامش==