الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العلم في المدينة»

سطر ١٥: سطر ١٥:
بعد استشهاد الإمام علي بن الحسين نهض بمهمة إدارة مدرسته والتعليم فيها ولدده الإمام محمد الباقر واشتهر بالباقر بمعنی من بقر العلم وشقّه فعرف أصله وخفيّه(51)، واعترف له المورخون بالتفوق العلمي وأهلية الإمامة بين المسلمين. (52 . 53) کان یفد علیه طلاب العلم من شتی البلاد وازدحم مجلسه بالقادمين من البلاد البعيدة. خرج من مدرسة المدينة في زمن الإمام الباقر أکثر من أبعمائة وخمسين عالما الذين حاولوا في نشر العلوم الإسلامية.(65)  
بعد استشهاد الإمام علي بن الحسين نهض بمهمة إدارة مدرسته والتعليم فيها ولدده الإمام محمد الباقر واشتهر بالباقر بمعنی من بقر العلم وشقّه فعرف أصله وخفيّه(51)، واعترف له المورخون بالتفوق العلمي وأهلية الإمامة بين المسلمين. (52 . 53) کان یفد علیه طلاب العلم من شتی البلاد وازدحم مجلسه بالقادمين من البلاد البعيدة. خرج من مدرسة المدينة في زمن الإمام الباقر أکثر من أبعمائة وخمسين عالما الذين حاولوا في نشر العلوم الإسلامية.(65)  


بعد الإمام الباقر خلفه في مدرسته ولده الإمام جعفر بن محمد الصادق واستفاد من حضوره في المدينة طلاب العلم وکانوا یصاحبونه إلی المسجد الحرام وأداء الحج ویتعلّمون منه؛ مع المراجعة إلی ما روي عن العلماء في عصر الإمام الصادق، یعترف الأکثر منهم أنه الأفضل فيهم من حيث المقام والمرجعية العلمية.(69) قد اشتهر مجلسه في المدينة وکان العامة والخاصة یأتونه بأسئلة دينية.(71) تزايد وفود أصحابه إلی المدينة وتسبّب الحرکة العلمية فيها ویسمّی هذه الفترة، بفترة الإزدهار.(77) يروی أنّ الإمام الصادق کان یتکفل شيئا من نفقة تلامذته وقام بضيافتهم في منزله عندما وردوا المدينة.
بعد الإمام الباقر خلفه في مدرسته ولده الإمام جعفر بن محمد الصادق واستفاد من حضوره في المدينة طلاب العلم وکانوا یصاحبونه إلی المسجد الحرام وأداء الحج ویتعلّمون منه؛ مع المراجعة إلی ما روي عن العلماء في عصر الإمام الصادق، یعترف الأکثر منهم أنه الأفضل فيهم من حيث المقام والمرجعية العلمية.(69) قد اشتهر مجلسه في المدينة وکان العامة والخاصة یأتونه بأسئلة دينية.(71) تزايد وفود أصحابه إلی المدينة وتسبّب الحرکة العلمية فيها وتسمّی هذه الفترة، بفترة الإزدهار.(77) يروی أنّ الإمام الصادق کان یتکفل شيئا من نفقة تلامذته وقام بضيافتهم في منزله عندما وردوا المدينة. یعدّ تلامذته بأربعة آلاف وهذا العدد یعتبر کبيرا بالنسبة إلی طبيعة الظروف السياسية التي عاشها الإمام وأصحابه في ظل الحکم العباسي.
 
== مدرسة المدينة بعد الإمام الصادق ==
لم يدم عصر الإزدهار بعد استشهاد الإمام الصادق إثر ازدياد الاضهاد الذي کان یتعرض له تلامذة الأئمة في العهد العباسي وقسوة الأحوال الأمنية التي عاشوها. اعتقل الإمام موسی بن جعفر وذهب به إلی سجن بغداد وهيمنت حالة من الخوف علی الشيعة بالمدينة وکان له بالمدينة جواسيس یخبرون عن الشيعة فیضرب عنقه. أصرّ الشيعة مع هذا علی مواصلة الاتصال بالإمام الکاظم عبر مراسلات سرية (85) وکان الإمام الکاظم يختار بعض العلماء من أصحابه لعقد مجالس في مسجد النبي فلم فيتواصل العلم في المدينة. (103) اعترف هارون الرشيد الذي حبس الإمام الکاظم بمقامه العلمي مضافا علی مخالفيه الأخری.(105) بعدما قتل الإمام موسی بن جعفر الکاظم، تصدّی لرعاية مدرسة المدينة ولده الإمام الرضا ولم تعد النشاط العلمي إلی حلقات الدرس في المدينة حتی هلك هارون الرشيد وجلس المأمون الذي أظهر الحبّ لأهل البيت مقامه وأعطی للإمام الرضا منصبا وبرز الدور العلمي للإمام في المدينة وبدأ یراجع إليه طلاب العلم. (107) کان الزنادقة في عصر الإمام الرضا ينشرون عقائدهم في البلاد الإسلامية فکان الإمام ينقض حججهم ويناظر معهم وأذعن العلماء بتفوقه العلمي. (108) حتی أخذ المأمون به إلی الطوس وأبعده من المدينة وقتله هناك. بعد الإمام الرضا، ورثه في الإشراف علی مدرسة المدينة ولده الإمام محمد الجواد الذي تجاوزت شهرته العلمي حدود المدينة فعرفه أهل العلم في بقية الأمصار ورأی المأمون أنّه مع صغر سنّه أعلم من مشايخ زمانه العلماء. فزوجه ابنته أم الفضل وأعاده إلی المدينة. (118) بقي الإمام في المدينة مضطلعا بالمرجعية العلمية حتی أشخصه المعتصم إلی بغداد واستشهده هناك.(121) خلّف الإمام علي الهادي أباه في رعاية مدرسة المدينة وشغل مقام آبائه حتی أمسکه المتوکل العباسي إلی سامراء وکان الإمام یشرف علی تلامذته عبر المکاتبات ويجيب أسئلتهم. (123) مع أن المصادر التاريخية سکتت عن الحديث حول النشاط العلمي في هذه الفترة بالمدينة، أخبرت بعض الروايات من مائة وستين تلميذا من أصحاب الإمام الهادي.(127) فرضت علی الإمام الهادي وعلی ولده الإمام العسکري الإقامة بسامراء إلی غيبة الإمام الثاني عشر المهدي. انتقلت المرکزية العلمية بعد ذلك إلی مدن أخری.