انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الآفاقي»

أُزيل ٨ بايت ،  ٢١ يناير ٢٠٢٠
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:


== المفاهیم والدلالات ==  
== المفاهیم والدلالات ==  
الافاقي، منسوب إلى الافاق (جمع أفق) وبمعنى اللغوي الشخص الذي يأتي من الساحل والضواحي والنواحي البعيدة.<ref>النهایة، ابن اثیر، ج۳، ص۳۸؛ لسان العرب، ج۱۰، ص۵-۶، «افق».</ref> ويعتقد البعض،ان هذا المصطلح الشائع لدى [[الفقهاء]] يتعارض مع القواعد المتعارفة للأدب العربي، لأنه ينسب دوما باسم المفرد. <ref>حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۵۱۵.</ref> وبالتالي، فقد اعتبر البعض تم اصل المصطلح اُفُقي او اَفَقی. <ref>الصحاح، ج۴، ص۱۴۴۶؛ تاج العروس، ج۱۳، ص۶، «افق».</ref>
الافاقي، منسوب إلى الافاق (جمع أفق) وبمعنى اللغوي الشخص الذي يأتي من الساحل والضواحي والنواحي البعيدة.<ref>النهایة، ابن اثیر، ج۳، ص۳۸؛ لسان العرب، ج۱۰، ص۵-۶، «افق».</ref> ويعتقد البعض،ان هذا المصطلح الشائع لدى [[الفقهاء]] يتعارض مع القواعد المتعارفة للأدب العربي، لأنه ينسب دوما باسم المفرد. <ref>حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۵۱۵.</ref> وبالتالي، فقد اعتبر البعض تم اصل المصطلح اُفُقي او اَفَقي. <ref>الصحاح، ج۴، ص۱۴۴۶؛ تاج العروس، ج۱۳، ص۶، «افق».</ref>


في المصطلح [[الفقهي]]، يطلق الافاقي على شخص يقيم في مناطق بعيدة عن [[مكة]] المكرمة (وبتعبير آخر خارج [[منطقة حرم مكة]] المكرمة. <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۴؛ حاشیة رد المحتار، ج۲، ص ۵۱۴-۵۱۵؛ معجم لغة الفقهاء، ص۳۶</ref> وقد تم استخدام هذا المفهوم في [[القران الكريم]] (الحج 22/ 25) من خلال كلمة ''الباد''<ref>نهج البلاغة، ج۳، نامه ۶۷؛ زبدة البیان، ص۲۲۰.</ref> وفي الفقه جاء بتعابير مختلفة من بينها اهل الافاق <ref>المدونة الکبری، ج۱، ص۳۷۱-۳۷۲؛ الروضة البهیة، ج۲، ص۲۱۷؛ الحدائق، ج۱۴، ص۳۲۱، ۴۰۲.</ref> وأهل الامصار <ref>المقنعة، ص۳۹۵؛ قس: المبسوط، سرخسي، ج۱۲، ص۱۸؛ تحریر الاحکام، ج۱، ص۵۵۹، ۵۶۵.</ref> والنائي <ref>الدروس، ج۱، ص۳۳۰-۳۳۱؛ ذکری، ج۳، ص۱۸۴؛ الحدائق، ج۱۴، ص۳۲۰-۳۲۱.</ref> و البعيد <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۸۶؛ تذکرة الفقهاء، ج۷، ص۵۱؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۵</ref>، في المقابل ، تشير بعض المصادر الفقهية إلى ان شخص الذي يقيم في منطقة [[مواقيت]] خارج [[منطقة الحرم]] يطلق عيله [[بستاني]] ومن هذا المنطلق كان [[بستان بين عامر]] في هذه المنطقة <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۴-۳۹۵.</ref>. القرآن الكريم استخدم تعابير للشخص الذي يقيم في منطقة الحرم ''العاكف'' <ref>نهج البلاغه، ج۳، نامه ۶۷؛ المعتبر، ج۲، ص۷۲۹؛ زبدة البیان، ص۲۲۰.</ref>( حج/22، 25) و«[[حاضري المسجد الحرام]]» ( البقرة / 2،196 )<ref>حفة الفقهاء، ج۱، ص۴۱۱؛ فتح العزیز، ج۷، ص۱۲۸.</ref> . تشير المصادر الفقهية إلى ان مثل هذا الشخص يطلق عليه تعابير مثل الحرمي <ref>النهایه، ابن اثیر، ج۱، ص۳۷۵؛ حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۶۳۷.</ref> واهل مكة <ref>المدونة الکبری، ج۱، ص۳۶۹-۳۷۱،المبسوط، طوسی، ج۱، ص۳۰۲، ۳۰۸؛ الکافی،حلبی، ص۱۹۱.</ref> واهل الحرم <ref>المراسم العلویه، ص۱۰۷؛ فتح العزیز، ج۷، ص۱۲۸.</ref> و مقيم. <ref> شرائع الاسلام، ج۱، ص۱۷۸؛ مجمع الفائده، ج۶، ص۳۵- ۳۶.</ref>
في المصطلح [[الفقهي]]، يطلق الافاقي على شخص يقيم في مناطق بعيدة عن [[مكة]] المكرمة (وبتعبير آخر خارج [[منطقة حرم مكة]] المكرمة. <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۴؛ حاشیة رد المحتار، ج۲، ص ۵۱۴-۵۱۵؛ معجم لغة الفقهاء، ص۳۶</ref> وقد تم استخدام هذا المفهوم في [[القران الكريم]] (الحج 22/ 25) من خلال كلمة ''الباد''<ref>نهج البلاغة، ج۳، نامه ۶۷؛ زبدة البیان، ص۲۲۰.</ref> وفي الفقه جاء بتعابير مختلفة من بينها اهل الافاق <ref>المدونة الکبری، ج۱، ص۳۷۱-۳۷۲؛ الروضة البهیة، ج۲، ص۲۱۷؛ الحدائق، ج۱۴، ص۳۲۱، ۴۰۲.</ref> وأهل الامصار <ref>المقنعة، ص۳۹۵؛ قس: المبسوط، سرخسي، ج۱۲، ص۱۸؛ تحریر الاحکام، ج۱، ص۵۵۹، ۵۶۵.</ref> والنائي <ref>الدروس، ج۱، ص۳۳۰-۳۳۱؛ ذکری، ج۳، ص۱۸۴؛ الحدائق، ج۱۴، ص۳۲۰-۳۲۱.</ref> و البعيد <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۸۶؛ تذکرة الفقهاء، ج۷، ص۵۱؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۵</ref>، في المقابل، تشير بعض المصادر الفقهية إلى ان شخص الذي يقيم في منطقة [[مواقيت]] خارج [[منطقة الحرم]] يطلق عيله [[بستاني]] ومن هذا المنطلق كان [[بستان بني عامر]] في هذه المنطقة <ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۹۴-۳۹۵.</ref>. القرآن الكريم استخدم تعابير للشخص الذي يقيم في منطقة الحرم ''العاكف'' <ref>نهج البلاغة، ج۳، نامه ۶۷؛ المعتبر، ج۲، ص۷۲۹؛ زبدة البیان، ص۲۲۰.</ref>( حج/22، 25) و«[[حاضري المسجد الحرام]]» ( البقرة / 2،196 )<ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۴۱۱؛ فتح العزیز، ج۷، ص۱۲۸.</ref> . تشير المصادر الفقهية إلى ان مثل هذا الشخص يطلق عليه تعابير مثل الحرمي <ref>النهایة،ابن اثیر، ج۱، ص۳۷۵؛ حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۶۳۷.</ref> واهل مكة <ref>المدونة الکبری، ج۱، ص۳۶۹-۳۷۱،المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۰۲، ۳۰۸؛ الکافي،حلبي، ص۱۹۱.</ref> واهل الحرم <ref>المراسم العلویة، ص۱۰۷؛ فتح العزیز، ج۷، ص۱۲۸.</ref> و مقيم. <ref> شرائع الاسلام، ج۱، ص۱۷۸؛ مجمع الفائدة، ج۶، ص۳۵- ۳۶.</ref>


== منطقة خارج الحرم ==  
== منطقة خارج الحرم ==  
وفقا للراي الشائع لدى الفقهاء [[الامامية]] <ref>المعتبر، ج۲، ص۷۸۵؛ ذخیرة المعاد، ج۱، ص۵۵۱.</ref>، فان المسافة المطلوبة من مكة المكرمة 48 ميلا ( نحو 88 كيلومترا ).<ref>النهایه، طوسی، ص۲۰۶؛ المعتبر، ج۲، ص۷۸۴؛ تحریر الاحکام، ج۱، ص۵۵۸.</ref> وقد اعتبر بعض الفقهاء الإمامية أن مسافة 12 ميلا تعد كافية. <ref>المبسوط، طوسی، ج۱، ص۳۰۶؛ الوسیله، ص۱۵۷؛ غنیة النزوع، ص۱۵۱.</ref> ان السبب الهام لهؤلاء هو تقابل كلمة حاضر (البقرة/2 ، 196) مع كلمة المسافر، لأن الحد الأدنى من [[الرحلة الشرعية]] يجب أن يكون أربعة [[فراسخ]] (12 ميلا)، وهو الحد الفاصل بين الحاضر (المقيم) والافاقي بالإضافة إلى ذلك ، هناك المسافة المؤكدة التي يمكن استنتاجها من هذه الاقوال هي 12 ميلا. <ref>جواهر الکلام، ج۱۸، ص۹.</ref> ان البعض قام بجمع بين اراء الجانبين وهي مسافة 48 ميلا، 12 ميلا من الاطراف الاربعة تعد المبدء.  
وفقا للراي الشائع لدى الفقهاء [[الامامية]] <ref>المعتبر، ج۲، ص۷۸۵؛ ذخیرة المعاد، ج۱، ص۵۵۱.</ref>، فان المسافة المطلوبة من مكة المكرمة 48 ميلا (نحو 88 كيلومترا).<ref>النهایة، طوسي، ص۲۰۶؛ المعتبر، ج۲، ص۷۸۴؛ تحریر الاحکام، ج۱، ص۵۵۸.</ref> وقد اعتبر بعض الفقهاءالإمامية أن مسافة 12 ميلا تعد كافية. <ref>المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۰۶؛ الوسیلة، ص۱۵۷؛ غنیة النزوع، ص۱۵۱.</ref> ان السبب الهام لهؤلاء هو تقابل كلمة حاضر (البقرة/2 ، 196) مع كلمة المسافر، لأن الحد الأدنى من [[الرحلة الشرعية]] يجب أن يكون أربعة [[فراسخ]] (12 ميلا)، وهو الحد الفاصل بين الحاضر (المقيم) والافاقي بالإضافة إلى ذلك، هناك المسافة المؤكدة التي يمكن استنتاجها من هذه الاقوال هي 12 ميلا. <ref>جواهر الکلام، ج۱۸، ص۹.</ref> ان البعض قام بجمع بين اراء الجانبين وهي مسافة 48 ميلا، 12 ميلا من الاطراف الاربعة تعد المبدء.<ref>السرائر، ج۱، ص۵۱۹؛ کشف الرموز، ج۱، ص۳۳۶؛ مجمع الفائدة، ج۶، ص۱۵.</ref>.
<ref>السرائر، ج۱، ص۵۱۹؛ کشف الرموز، ج۱، ص۳۳۶؛ مجمع الفائده، ج۶، ص۱۵.</ref>.


وقد رفض العديد من الفقهاء هذا الراي لعدة أسباب، <ref> مختلف الشیعه، ج۴، ص۲۷؛ ذخیرة المعاد، ج۱، ص۵۵۱.</ref> بما في ذلك : بسبب [[الأحاديث]] <ref>تهذیب، ج۵، ص۳۲-۳۳؛ الاستبصار، ج۲، ص۱۵۷-۱۵۸.</ref> التي تشير الى اعتبار سكان مناطق كـ  «[[ذات عرق]]»، و«[[عُسفان]]»، و«[[مر]]» و «[[سَرِف]]»  من اهل مكة والتي تبعد 12 ميلا من مكة.<ref>مختلف الشیعه،ج۴، ص۲۶؛ کشف اللثام، ج۱، ص۲۷۷.</ref> يوجد أيضًا هناك راي نادر جدًا في الفقه الإمامي ، والذي يطلق الافاقي على أولئك الذين يبعدون عن مكة 18 ميلا. <ref>الکافی، کلینی، ج۴، ص۳۰۰؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۸</ref>
وقد رفض العديد من الفقهاء هذا الراي لعدة أسباب، <ref> مختلف الشیعة، ج۴، ص۲۷؛ ذخیرة المعاد، ج۱، ص۵۵۱.</ref> بما في ذلك: بسبب [[الأحاديث]] <ref>تهذیب، ج۵، ص۳۲-۳۳؛ الاستبصار، ج۲، ص۱۵۷-۱۵۸.</ref> التي تشير الى اعتبار سكان مناطق كـ  «[[ذات عرق]]»، و«[[عُسفان]]»، و«[[مر]]» و «[[سَرِف]]»  من اهل مكة والتي تبعد 12 ميلا من مكة.<ref>مختلف الشیعة،ج۴، ص۲۶؛ کشف اللثام، ج۱، ص۲۷۷.</ref> يوجد أيضًا هناك راي نادر جدا في الفقه الإمامي، والذي يطلق الافاقي على أولئك الذين يبعدون عن مكة 18 ميلا. <ref>الکافي، کلیني، ج۴، ص۳۰۰؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۸</ref>


== مبدء تحديد مسافة الحرم ==  
== مبدء تحديد مسافة الحرم ==  
ان البعض واستنادا لظاهر الآية 196 من [[سورة البقرة]]،اعتبر مبدء حساب هذه المسافة هو [[مسجد الحرام]]<ref>الوسیله، ص۱۵۷-۱۵۸؛ المعتمد، ج۲، ص۱۹۳، «کتاب الحج».</ref> والبعض الاخر استنادا لـ[[صحيحة]] [[زرارة]] والاية رقم 1 من [[سورة الاسرا]]ء والتي تشير الى ان مسجد الحرام في [[مكة]] فقد اعتبرو مكة المكرمة هو المبدء.<ref> مسالک الافهام، ج۲، ص۲۰۲؛ مستمسک العروه، ج۱۱، ص۱۵۸؛ مدارک الاحکام، ج۷، ص۱۸۹.</ref>
ان البعض واستنادا لظاهر الآية 196 من [[سورة البقرة]]،اعتبر مبدء حساب هذه المسافة هو [[مسجد الحرام]]<ref>الوسیلة، ص۱۵۷-۱۵۸؛ المعتمد، ج۲، ص۱۹۳، «کتاب الحج».</ref> والبعض الاخر استنادا لـ[[صحيحة]] [[زرارة]] والاية رقم 1 من [[سورة الاسرا]]ء والتي تشير الى ان مسجد الحرام في [[مكة]] فقد اعتبروا مكة المكرمة هو المبدء.<ref> مسالک الافهام، ج۲، ص۲۰۲؛ مستمسک العروة، ج۱۱، ص۱۵۸؛ مدارک الاحکام، ج۷، ص۱۸۹.</ref>


وقد اعتبر الفقهاء [[الحنفيون]] <ref>المبسوط، سرخسی، ج۴، ص۱۶۹؛ حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۶۴۰.</ref> والشافعيون <ref> بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۶۶؛ المجموع، ج۷، ص۱۹۶.</ref>  بان اهالي مناطق خارج حدود المواقيت (الاماكن الخاصة لاحرام الحجاج) بانهم ايضا ممن يشملهم حكم الافاقي.
وقد اعتبر الفقهاء [[الحنفيون]] <ref>المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۱۶۹؛ حاشیة رد المحتار، ج۲، ص۶۴۰.</ref> والشافعيون <ref> بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۶۶؛ المجموع، ج۷، ص۱۹۶.</ref>  بان اهالي مناطق خارج حدود المواقيت (الاماكن الخاصة لاحرام الحجاج) بانهم ايضا ممن يشملهم حكم الافاقي.


وقد اعتبر [[المالكيون]] <ref>المبسوط،سرخسی، ج۴، ص۱۶۹؛ المغنی، ج۳، ص۵۰۲؛ حاشیة الدسوقی، ج۲، ص۲۲.</ref> بان الافاقي ليسوا من سكان مكة.
وقد اعتبر [[المالكيون]] <ref>المبسوط،سرخسي، ج۴، ص۱۶۹؛ المغني، ج۳، ص۵۰۲؛ حاشیة الدسوقي، ج۲، ص۲۲.</ref> بان الافاقي ليسوا من سكان مكة.


كما اعتبر [[الحنابلة]] أن المسافة التي تعادل [[مسافة القصر]] (المسافة التي تؤدي الى قصر الصلاة) قد تؤدي الى ان تترتب حكم الافاقي عليها. <ref>لمغنی، ج۳، ص۵۰۲.</ref> ونظرا لان حد مسافة القصر من وجهة نظرتهم 48 ميلا <ref>فتح العزیز، ج۴، ص۴۵۳؛ الشرح الکبیر، ج۱، ص۳۵۸.</ref> يمكن ان نعتبر ان هذا الراي يتطابق مع راي [[الفقهاء الامامية]] المعروف.وقد اعتبر بعض فقهاء [[الحنابلة]] ان مبدء هذه المسافة هي مكة <ref>الانصاف، ج۳، ص۴۴۰.</ref> والبعض الاخر حرم. <ref>الانصاف، ج۳، ص۴۴۰.</ref>
كما اعتبر [[الحنابلة]] أن المسافة التي تعادل [[مسافة القصر]] (المسافة التي تؤدي الى قصر الصلاة) قد تؤدي الى ان تترتب حكم الافاقي عليها. <ref>المغني، ج۳، ص۵۰۲.</ref> ونظرا لان حد مسافة القصر من وجهة نظرتهم 48 ميلا <ref>فتح العزیز، ج۴، ص۴۵۳؛ الشرح الکبیر، ج۱، ص۳۵۸.</ref> يمكن ان نعتبر ان هذا الراي يتطابق مع راي [[الفقهاء الامامية]] المعروف. وقد اعتبر بعض فقهاء [[الحنابلة]] ان مبدء هذه المسافة هي مكة ref>الانصاف، ج۳، ص۴۴۰.</ref> والبعض الاخر حرم. <ref>الانصاف، ج۳، ص۴۴۰.</ref>


== احكام إقامة الافاقي ==  
== احكام إقامة الافاقي ==  
إذا اقام الافاقي لفترة في [[مكة]] واصبح في هذا المكان [[مستطيعا]] للحج فان واجبه سيتحول الى اداء حج الافراد وحج القران.
إذا اقام الافاقي لفترة في [[مكة]] واصبح في هذا المكان [[مستطيعا]] للحج فان واجبه سيتحول الى اداء حج الافراد وحج القران.
   
   
وفقا لراي فقهاء الإمامية واستنادا بالاية 196 من سورة البقرة / 2 و[[الأحاديث المتواترة]]<ref>وسائل الشیعه، ج۱۱، ص۲۳۹-۲۴۵.</ref>، فان من اهم الاحكام التي تقع على عاتق الافاقي هي انه ان يؤدي فقط [[الحج التمتع]] من بين الاقسام الثلاثة للحج وفقط في حالة الاضطرار بامكانه ان يؤدي [[حج القران]] واو [[حج الافراد]] وذلك خلافا للمقيم الذي يعد اداء حج القران او حج الافراد امرا واجبا عليه. <ref>المقنعه، ص۳۸۹؛ الخلاف، ج۲، ص۲۷۲؛ قواعد الاحکام، ج۱، ص۴۵۱</ref>
وفقا لراي فقهاء الإمامية واستنادا بالاية 196 من سورة البقرة / 2 و[[الأحاديث المتواترة]]<ref>وسائل الشیعة، ج۱۱، ص۲۳۹-۲۴۵.</ref>، فان من اهم الاحكام التي تقع على عاتق الافاقي هي انه ان يؤدي فقط [[الحج التمتع]] من بين الاقسام الثلاثة للحج وفقط في حالة الاضطرار بامكانه ان يؤدي [[حج القران]] واو [[حج الافراد]] وذلك خلافا للمقيم الذي يعد اداء حج القران او حج الافراد امرا واجبا عليه. <ref>المقنعة، ص۳۸۹؛ الخلاف، ج۲، ص۲۷۲؛ قواعد الاحکام، ج۱، ص۴۵۱</ref>


من وجهة نظر الفقهاء الإمامية ان من سائر احكام الخاصة بالافاقي هي ان يقوم بـ[[الاحرام]] من المواقيت و الاماكن الخاصة التي تم تحديدها في الاحاديث والمصادر الفقهية.<ref>کفایة الاثر، ج۱، ص۲۸۸-۲۸۹؛ تحریر الاحکام، ج۱، ص۵۶۱.</ref> كما اعتبر فقهاء [[اهل السنة]] ان احرام الافاقي من المواقيت الخاصة يعد امرا ضروريا <ref>المجموع، ج۷، ص۱۹۶.</ref> ان العبور من دون احرامه في الميقات للدخول الى مكة المكرمة يعد امرا غير مسموحا <ref>المغنی، ج۳، ص۲۱۷؛ الانصاف، ج۳، ص۴۲۷.</ref> كما يعتبر فقهاء [[الحنفية]] انه يتوجب على الافاقي ان يؤدي [[طواف الوداع]] و لم يكن ملزما على غير الافاقي <ref>بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۴۲.</ref> تجدر الإشارة إلى أن راي الفقة [[الشافعي]] الذي يعتبر [[الطواف]] امرا [[مستحبا]] فان ضرورة وجوب ذلك على الافاقي هو الفرق بين واجبات الافاقي و غير الافاقي في الحج  وهو أمر غير مقبول.<ref>المبسوط، سرخسی، ج۴، ص۳۴-۳۵.</ref> يذكر ان شروط الاستطاعة لاداء مناسك الحج للافاقي هو امتلاك الزاد والراحلة ( النفقة ووسيلة السفر ) الا ان بالنسبة للحاج المقيم في مكة لا يوجد هذا الشرط.<ref>حفة الفقهاء، ج۱، ص۳۸۶؛ بدائع الصنایع، ج۲، ص۱۲۲؛ کشف اللثام، ج۵، ص۶۴-۶۵.</ref>  
من وجهة نظر الفقهاء الإمامية ان من سائر احكام الخاصة بالافاقي هي ان يقوم بـ[[الاحرام]] من المواقيت و الاماكن الخاصة التي تم تحديدها في الاحاديث والمصادر الفقهية.<ref>کفایة الاثر، ج۱، ص۲۸۸-۲۸۹؛ تحریر الاحکام، ج۱، ص۵۶۱.</ref> كما اعتبر فقهاء [[اهل السنة]] ان احرام الافاقي من المواقيت الخاصة يعد امرا ضروريا <ref>المجموع، ج۷، ص۱۹۶.</ref> ان العبور من دون احرامه في الميقات للدخول الى مكة المكرمة يعد امرا غير مسموحا <ref>المغني، ج۳، ص۲۱۷؛ الانصاف، ج۳، ص۴۲۷.</ref> كما يعتبر فقهاء [[الحنفية]] انه يتوجب على الافاقي ان يؤدي [[طواف الوداع]] ولم يكن ملزما على غير الافاقي <ref>بدائع الصنائع، ج۲، ص۱۴۲.</ref> تجدر الإشارة إلى أن راي الفقه [[الشافعي]] الذي يعتبر [[الطواف]] امرا [[مستحبا]] فان ضرورة وجوب ذلك على الافاقي هو الفرق بين واجبات الافاقي وغير الافاقي في الحج  وهو أمر غير مقبول.<ref>المبسوط، سرخسي، ج۴، ص۳۴-۳۵.</ref> يذكر ان شروط الاستطاعة لاداء مناسك الحج للافاقي هو امتلاك الزاد والراحلة ( النفقة ووسيلة السفر ) الا ان بالنسبة للحاج المقيم في مكة لا يوجد هذا الشرط.<ref>تحفة الفقهاء، ج۱، ص۳۸۶؛ بدائع الصنایع، ج۲، ص۱۲۲؛ کشف اللثام، ج۵، ص۶۴-۶۵.</ref>  


من وجهة نظرة [[الفقهاء الإمامية]]<ref>العروة الوثقی، ج۴، ص۶۰۴.</ref>، إذا اقام الافاقي لفترة في [[مكة]] المكرمة واصبح هناك [[مستطعيا]] فانه واجبه سيتحول الى الافراد والقران الا ان في تحديد هذه الفترة هناك خلاف في الراي بينهم ويعتبر الفقة الامامي استنادا للروايات <ref>تهذیب، ج۵، ص۳۴.</ref> ان مضي عامين كاملين والدخول الى العام الثالث يؤدي الى تغيير هذا الواجب <ref>تهذیب، ج۵، ص۳۴؛ الشرایع، ج۱، ص۲۴۰؛ مسالک الافهام، ج۲، ص۲۰۷.</ref>، الا ان البعض <ref>النهایه، طوسی، ص۲۰۶؛ المبسوط، طوسی، ج۱، ص۳۰۸؛ السرائر، ج۱، ص۵۲۲.</ref> يعتبر اقامة 3 سنوات بشكل كامل لهذا التحويل امرا واجبا <ref>الدروس، ج۱، ص۳۳۱؛ کشف اللثام، ج۵، ص۶۴.</ref> رغم ان مؤلف كتاب [[المدارك]] <ref>مدارک الاحکام، ج۷، ص۲۱۰.</ref> لم يفرق بين قصد التوطن وعدم القصد.ان غالبية فقهاء الامامية يعتبرون انه اذا [[قصد التوطن]] فان الشخص سيكون من اهل مكة عرفا ومن ثم سيتغير واجبه.<ref>العروة الوثقی، ج۴، ص۶۰۵.</ref>.
من وجهة نظرة [[الفقهاء الإمامية]]<ref>العروة الوثقی، ج۴، ص۶۰۴.</ref>، إذا اقام الافاقي لفترة في [[مكة]] المكرمة واصبح هناك [[مستطعيا]] فانه واجبه سيتحول الى الافراد والقران الا ان في تحديد هذه الفترة هناك خلاف في الراي بينهم ويعتبر الفقة الامامي استنادا للروايات <ref>تهذیب، ج۵، ص۳۴.</ref> ان مضي عامين كاملين والدخول الى العام الثالث يؤدي الى تغيير هذا الواجب <ref>تهذیب، ج۵، ص۳۴؛ الشرایع، ج۱، ص۲۴۰؛ مسالک الافهام، ج۲، ص۲۰۷.</ref>، الا ان البعض <ref>النهایة، طوسي، ص۲۰۶؛ المبسوط، طوسي، ج۱، ص۳۰۸؛ السرائر، ج۱، ص۵۲۲.</ref> يعتبر اقامة 3 سنوات بشكل كامل لهذا التحويل امرا واجبا <ref>الدروس، ج۱، ص۳۳۱؛ کشف اللثام، ج۵، ص۶۴.</ref> رغم ان مؤلف كتاب [[المدارك]] <ref>مدارک الاحکام، ج۷، ص۲۱۰.</ref> لم يفرق بين قصد التوطن وعدم القصد.ان غالبية فقهاء الامامية يعتبرون انه اذا [[قصد التوطن]] فان الشخص سيكون من اهل مكة عرفا ومن ثم سيتغير واجبه.<ref>العروة الوثقی، ج۴، ص۶۰۵.</ref>.


كما يعتبر [[فقهاء اهل السنة]] ان [[نية]] الاقامة في مكة المكرمة تؤدي الى تغيير [[الواجب]] <ref>المغنی، ج۳، ص۵۰۰.</ref> وان البعض الاخر يعتبرون [[نية التوطن]] قبل اليوم الثالث من [[ايام النحر]] شرطا. وفقا للفقة الامامي اذا قصد اهل مكة التوطن في سائر المدن فان حجه سيتحول الى حج الواجب ، الا ان الاقامة من دون قصد التوطن لا تؤدي الى الزامه على اداء حج الواجب.<ref>مدارک الاحکام، ج۷، ص۲۱۰؛ ریاض المسائل، ج۶، ص۱۷۳؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۹۲.</ref>وفقا للفقه السني ، فإن الانتقال من مكة و[[الإقامة]] في مكان أخر يؤدي إلى الخروج من دائرة حكم اهل مكة.<ref>المغنی، ج۳، ص۵۰۲-۵۰۳.</ref>.
كما يعتبر [[فقهاء اهل السنة]] ان [[نية]] الاقامة في مكة المكرمة تؤدي الى تغيير [[الواجب]] <ref>المغني، ج۳، ص۵۰۰.</ref> وان البعض الاخر يعتبرون [[نية التوطن]] قبل اليوم الثالث من [[ايام النحر]] شرطا. وفقا للفقة الامامي اذا قصد اهل مكة التوطن في سائر المدن فان حجه سيتحول الى حج الواجب، الا ان الاقامة من دون قصد التوطن لا تؤدي الى الزامه على اداء حج الواجب.<ref>مدارک الاحکام، ج۷، ص۲۱۰؛ ریاض المسائل، ج۶، ص۱۷۳؛ جواهر الکلام، ج۱۸، ص۹۲.</ref> وفقا للفقه السني، فإن الانتقال من مكة و[[الإقامة]] في مكان أخر يؤدي إلى الخروج من دائرة حكم اهل مكة.<ref>المغني، ج۳، ص۵۰۲-۵۰۳.</ref>.


يذكر أنه وفقا لمعظم الفقهاء الإمامية، اذا استوطن الافاقي مكة المكرمة بعد ان اصبح مستطيعا لاداء مناسك الحج فان اداء هذا الواجب سوف لن يتغير. <ref>مسالک الافهام، ج۲، ص۲۰۸؛ العروة الوثقی، ج۴، ص۶۰۴.</ref>
يذكر أنه وفقا لمعظم الفقهاء الإمامية، اذا استوطن الافاقي مكة المكرمة بعد ان اصبح مستطيعا لاداء مناسك الحج فان اداء هذا الواجب سوف لن يتغير. <ref>مسالک الافهام، ج۲، ص۲۰۸؛ العروة الوثقی، ج۴، ص۶۰۴.</ref>