الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحلق والتقصير»

'''الحلق والتقصیر'''، رکن من أرکان الحجّ والواجب الخامس من واجبات العمرة.

عندما فرغ المکلّف عن السعي بین الصفا والمروة في العمرة المفردة أو عمرة التمتّع، علیه أن یقصّ شیئا من شعر رأسه أو شعر لحیته أو شاربه، أو من ظفر یدیه أو رجلیه مع نية التقرّب إلی الله ویسمّی هذا التقصیر. ویستطیع أن یحلق رأسه تماما مع قصد القربة إلی الله ویسمّی هذا الحلق. یجب أن یکون التقصیر بحدیدة أو مقصّ أو نحوها ولا یکفي نتف الشعر.  

یجب علی المکلّف نفس هذا العمل في عید الأضحی بعد ما انتهی من الرّمي والذبح فعلیه أن یقصّر شیئا من شعره أو ظفره أو یحلق رأسه تماما.<ref>تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ٨ /١٤٥ - المبسوط، السرخسي، ٤ /٧٠ - الحاوي الكبير، الماوردي، ٤ /١٦١ .</ref>  

الحلق والتقصیر واجب في موضعین من العمرة والحجّ. فهکذا یجب:

بعد ما انتهی المکلّف عن السعي بین الصفا والمروة، یجب علیه الحلق والتقصیر. لا تجب المبادرة بالحلق أو التقصیر فیجوز له أدائه في أي مکان وأي زمان شاء قبل یوم التروية.  

بعد ما انتهی المکلّف عن رمي جمرة العقبة وذبح الهدي في عید الأضحی، علیه أن یلحق أو یقصّر. یجب أن یکون الحلق أو التقصير في منی، فلا یستطیع أن یؤخّره.  

إن نسي الحلق والتقصیر أو جهل بحکمه وخرج من منی، علیه الرجوع وأدائه في منی؛ ولکن إن تعسّر ذلك، یحلق ویقصّر من مکانته. إن کان قد أتی بالطواف والسعي للحجّ وتذکّر الحلق والتقصیر بعد ذلك، علیه الإتیان بالحلق أو التقصیر والأحوط في هذه المسئلة إعادة الطواف والسعي.<ref>المجموع، النووي، ٨ /٢٠٥ - المغني، ابن قدامة، ٣ /٤٥٥.</ref>

یجب علی الرّجال في العمرة التمتّع، التقصیر؛ فلا یکفي الحلق. ولکن في العمرة المفردة یستطیع الرّجل المکلّف أن یتخیّر بین الحلق والتقصیر.

یتخیّر المکلّف في عید الأضحی وفي أعمال الحجّ بین الحلق والتقصیر، ولکن الأفضل هو الحلق.

عندما انتهی المحرم بإحرام العمرة عن الحلق والتقصیر، یتحلّل ویخرج من الإحرام ویحلّ له محرّمات الإحرام.  

وإذا أدّی المحرم بإحرام الحجّ الحلق والتقصیر في منی، یحلّ له جمیع محرّمات الإحرام إلّا التلذّذ الجنسي واستعمال الطیب والصید. فهو ما زال محرما حتّی یکمل الحجّ بطواف النساء. <ref>المغني، ابن قدامة، ٣ /٤٦٢ .</ref>

إذا ترك المحرم بإحرام العمرة الحلق والتقصیر متعمّدا فأحرم للحجّ، عمرته باطلة فعلیه أن یبدّل نیّته إلی حجّ الإفراد وأن یأتي بعمرة مفردة بعده. إذا ترکه نسیانا أو جهلا، عمرته صحیحة ولکن یجب علیه کفّارة شاة.

عندما انتهی المکلّف عن عمرة التمتّع بالحلق أو التقصیر، علیه أن یبقی في مکّة حتّی یوم التروية وهو یوم الخروج إلی منی. فالخروج من مکّة قبل ذلك حرام له.<ref>الانصاف، المرداوي، ٣ /٣٩٧ .</ref>

# یستحبّ للمکلّف أن یدفن ما قصّر أو حلق من الشعر والظفر في خیمته في منی.