انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرم الإمام علي (ع)»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
حرم الإمام علي (ع) : هو الحرم الذي يعتقد أن الإمام علي (ع) دفن فيه.
حرم الإمام علي (ع) : هو الحرم الذي يعتقد أن الإمام علي (ع) دفن فيه.


== ظهور القبر الشريف ==
==ظهور القبر الشريف==
  أوصى إمام المتقين عليه السلام أهل بيته بإخفاء قبره بعد وفاته لعلمه بأن الأمر سيصير الى أعدائه من بعده, إذ إنهم لا يتورعون عن نبش القبر بغضاً وعداوة له. وقد أجاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام سؤال أحد أصحابه وهو صفوان الجمال عن السبب الذي منع أهل البيت عليهم السلام من إظهار القبر, فقال عليه السلام: ((حذراً من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه)) <ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 226.</ref>.ونقل الشيخ جعفر محبوبه عن كتاب "منتخب التواريخ" انَّ الحجاج بن يوسف الثقفي حفر ثلاثة آلاف قبر في النجف طلباً لجثة أمير المؤمنين عليه السلام.<ref>ماضي النجف وحاضرها: 39.</ref>
 أوصى إمام المتقين عليه السلام أهل بيته بإخفاء قبره بعد وفاته لعلمه بأن الأمر سيصير الى أعدائه من بعده, إذ إنهم لا يتورعون عن نبش القبر بغضاً وعداوة له.<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 226.</ref> وقد أجاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام سؤال أحد أصحابه وهو صفوان الجمال عن السبب الذي منع أهل البيت عليهم السلام من إظهار القبر, فقال عليه السلام: ((حذراً من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه)) <ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 226.</ref>.


  وبيّن السيد ابن طاووس سبب الإخفاء قائلاً: (فاقتضى ذلك أن أوصى بدفنه عليه السلام سراً, خوفاً من بني أمية وأعوانهم والخوارج وأمثالهم, فربما إذا نبشوه مع علمهم بمكانه حمل ذلك بني هاشم على المحاربة والمشاقفة التي أغضى عنها عليه السلام في حال حياته, فكيف لا يوصي بترك ما فيه مادة النزاع بعد وفاته؟  وقد كان في طَيِّ قبره فوائد لا تحصى غير معلومة لنا بالتفصيل).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 226.</ref>
ولم يزل مكان القبر الشريف في النجف سراً لم يطلع عليه إلاّ أهل البيت عليهم السلام والخواص من شيعتهم, اقتداءً بوصية أمير المؤمنين عليه السلام من سنة أربعين من الهجرة وحتى سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية في عام 132هـ/749م. وبعد زوال الخوف والحذر أظهر الإمام جعفر الصادق القبر الشريف ودلَّ عليه شيعته وأمرهم بزيارته عندما ورد العراق بطلب من الخليفة الأول لبني العباس أبي العباس السفاح, إذ التقاه في الحيرة, وبنى الإمام عليه السلام على القبر دكّة للدلالة عليه.<ref>الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: 10.</ref><ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 194.</ref> وقد تعددت زيارات الإمام الصادق عليه السلام لقبر جده سيد الأوصياء صلوات الله عليه في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور, وفي إحدى هذه الزيارات أعطى الإمام عليه السلام صفوان الجمال مبلغاً من المال لإصلاح القبر. قال صفوان: (قلتُ: يا سيدي: أتأذن أن اخبر أصحابنا من أهل الكوفة به؟ قال نعم, وأعطاني دراهم, وأصلحتُ القبر).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 232.</ref>


      ولم يزل مكان القبر الشريف في النجف سراً لم يطلع عليه إلاّ أهل البيت عليهم السلام والخواص من شيعتهم, اقتداءً بوصية أمير المؤمنين عليه السلام من سنة أربعين من الهجرة وحتى سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية في عام 132هـ/749م. وبعد زوال الخوف والحذر أظهر الإمام جعفر الصادق القبر الشريف ودلَّ عليه شيعته وأمرهم بزيارته عندما ورد العراق بطلب من الخليفة الأول لبني العباس أبي العباس السفاح, إذ التقاه في الحيرة, وبنى الإمام عليه السلام على القبر دكّة للدلالة عليه.
إنَّ بعض المؤرخين من القدماء والمتأخرين ذكروا انَّ هارون العباسي هو أول من أظهر القبر في سنة 170هـ/786م أو 175هـ/791م عند تناولهم حكاية حادثة الصيد في منطقة النجف.<ref>الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: 1/ 27.</ref>أما فيما يخص ما ذُكر من تعمير هارون للقبر الشريف فيحتاج الى إنعام نظر وفضل تأمّل. فقد نقل ابن طاووس رواية - لا يمكن الاطمئنان إليها لأسباب عدة- جاء فيها: (وفيما ذكر ابن طحّال: إنَّ الرشيد بَنى عليه بنياناً بآجر أبيض أصغر من هذا الضريح اليوم, من كلّ جانب بذراع, ولمّا كشفنا الضريح الشريف وجدناه مبنياً, عليه تربةً وجصّاً, وأمر الرشيد أنْ يُبنى عليه قُبّة, فبُنيت من طين أحمر, وطرحَ على رأسها جرّة خضراء, وهي في الخزانة إلى اليوم) <ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 273-274.</ref> . وقد ورد في هامش كتاب فرحة الغري بتحقيق الشيخ محمد مهدي نجف انّه في النسخة (ط) جاءت الكلمة "حِبْرة". وقد شكّك الدكتور صلاح الفرطوسي في كتابه مرقد وضريح أمير المؤمنين بحقيقة العمارة المنسوبة لهارون, فقال:(وإذا أعدنا النظر برواية ابن الطحال فسنراها بدون سند أو مصدر يؤيدها, بل أراها متدافعة لا تقوى على الصمود, فالضريح المقدس بنيت عليه غير بناية ما بين القرنين الثالث والسادس, واشتهرت من عماراته عمارة بقبة بيضاء هي عمارة عضد الدولة).<ref>مرقد وضريح أمير المؤمنين عليه السلام: 143-144.</ref>


قال الشيخ المفيد بهذا الصدد: (فلم يزل قبره عليه السلام مُخفىً حتى دَلَّ عليه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الدولة العباسية) <ref>الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: 10.</ref> روى إسحاق بن جرير عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام انه قال: ((إنيّ لما كنت بالحيرة عند أبي العباس, كنت آتي قبر أمير المؤمنين عليه السلام ليلاً, وهو بناحية نجف الحيرة، الى جانب غري النعمان, فأصلي عنده صلاة الليل وأنصرف قبل الفجر)).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 194.</ref>
 ومن الجدير بالذكر انَّ الدميري في كتابه "حياة الحيوان الكبرى" نقل عن ابن خلّكان ما يشير الى انَّ هارون العباسي قد حَجَّر القبر لا غير.<ref>حياة الحيوان الكبرى: 2/ 177.</ref>فضلاً عن ذلك فانَّ ما يضعف هذه الرواية ويدفع الى رفضها انَّ بناء القباب على القبور لم يكن معروفاً في ذلك العهد. فمن المعروف انَّ أول قبّة شيدت على ضريح في العراق كانت على قبر المنتصر بالله بن المتوكل العباسي في سامراء الذي توفي في سنة 248/862م. قالت الدكتورة سعاد ماهر بهذا الصدد: (حرصت والدة الخليفة المنتصر - وهي إغريقية الأصل- على بناء ضريح له بعيداً عن القصر الذي يسكنه عُرف بإسم قبة الصٌّليبية).<ref>مشهد الإمام علي في النجف: 133.</ref>


  وقد تعددت زيارات الإمام الصادق عليه السلام لقبر جده سيد الأوصياء صلوات الله عليه في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور, وفي إحدى هذه الزيارات أعطى الإمام عليه السلام صفوان الجمال مبلغاً من المال لإصلاح القبر. قال صفوان: (قلتُ: يا سيدي: أتأذن أن اخبر أصحابنا من أهل الكوفة به؟ قال نعم, وأعطاني دراهم, وأصلحتُ القبر).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 232.</ref>
==عمارات المرقد العلوي المطهر==
أقيمت على المرقد العلوي المطهر منذ ان أظهره الإمام جعفر الصادق عليه السلام وعلى تعاقب القرون عمارات وإصلاحات كثيرة. قال السيد عبدالكريم بن طاووس في "فرحة الغري" : (ولو أخذنا في ذكر من زارهُ وعَمَرَهُ, وتقرّب إلى الله تعالى بذلك لأطلنا فيه, من الملوك, والعظماء, والوزراء, والأدباء, والقضاة, والفقهاء, والعلماء, والمحدّثين النبلاء).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 297.</ref>


  ومما يؤسف له إنَّ بعض المؤرخين من القدماء والمتأخرين قد وقعوا في الوهم عندما تناولوا الروايات الخاصة بمرقد أمير المؤمنين عليه السلام بدون تحقيق وتمحيص, فابتعدوا عن الحقيقة عندما ذكروا انَّ هارون العباسي هو أول من أظهر القبر في سنة 170هـ/786م أو 175هـ/791م عند تناولهم حكاية حادثة الصيد في منطقة النجف متجاهلين عن قصد أو دون قصد ما قام به الإمام جعفر الصادق عليه السلام في سنة 132هـ عندما كشف عن القبر وبنى دكة عليه, وحثَّ الناس على زيارته كما بينا ذلك فيما سبق. فأنّى لمن نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام وظلم شيعتهم وسجن الإمام موسى الكاظم عليه السلام الى أن توفي في محبسه مسموماً أن يعظّم مرقد أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
 وهنا يجب ان نذكر ان المتوكل العباسي - لعنه الله- أمر في سنة 236هـ/850م بهدم قبري أمير المؤمنين وأبي عبدالله الحسين عليهما السلام ومنع الشيعة من زيارة هذين المشهدين, ولم تنتهي المحنة إلا بمقتله على يد ولده المنتصر في سنة 247هـ/861م, والذي تسلم مقاليد الحكم وخفف من التضييق على الشيعة. يقول المؤرخ المسعودي في "مروج الذهب": (وكان آل أبي طالب قبل خلافته في محنة عظيمة, وخوف على دمائهم, قد مُنعوا زيارة قبر الحسين والغريّ من أرض الكوفة, وكذلك مُنع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد, وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة ست وثلاثين ومائتين... ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أنْ أُستُخلِفَ المنتصر, فأمن الناس, وتقدّم بالكف عن آل أبي طالب, وترك البحث عن أخبارهم, وأنْ لا يمنع أحد زيارة الحيرة لقبر الحسين رضي الله تعالى عنه, ولا قبر غيره من آل أبي طالب, وأمر برد فدَكَ إلى وُلد الحسن والحسين, وأطلق أوقاف آل أبي طالب, وترك التعرض لشيعتهم ودَفَعَ الأذى عنهم).<ref>مروج الذهب ومعادن الجوهر: 4/ 149.</ref>


  ذكر الشيخ المفيد في "الإرشاد" تفصيل هذه الحكاية بقوله:( وروى محمد بن زكريا, قال: حدثنا عبدالله بن محمد عن ابن عائشة, قال: حدّثني عبدالله بن حازم, قال: خرجنا يوماً مع الرشيد من الكوفة نتصيّد, فصرنا إلى ناحية الغريّين والثويّة فرأينا ظباء, فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة, ثم لجأت الظباء إلى أكمة فوقفت عليها فسقطت الصقور ناحية ورجعت الكلاب, فتعجب الرشيد من ذلك, ثمَّ إنَّ الظباء هبطت من الأكمة فهبطت الصقور والكلاب فرجعت الظباء إلى الأكمة فتراجعت عنها الصقور والكلاب, ففعلت ذلك ثلاثاً.فقال الرشيد هارون: اركضوا فمن لقيتموه فأتوني به, فأتيناه بشيخ من بني أسد, فقال له هارون: أخبرني ما هذه الأكمة؟ قال: إنْ جعلتَ لي الأمان أخبرتُك. قال: لك عهد الله وميثاقه ألاّ أهيجك ولا أوذيك. فقال: حدثني أبي عن آبائه أنهم كانوا يقولون إنَّ في هذه الأكمة قبر عليّ بن أبي طالب عليه السلام, جعله الله حرماً لا يأوي إليه شيء إلاّ أمن) .<ref>الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: 1/ 27.</ref>
ومما يجدر ذكره في هذا الصدد انَّ التضييق على العلويين وشيعتهم قد عاد بعد وفاة المنتصر بعد فترة حكم قصيرة استمرت لستة أشهر, ولم يعاد ترميم دكّة القبر التي هدمها المتوكل, بل تم رصف الحجارة حول القبر, وما يؤيد ذلك الرواية المهمة التي ذكرها ابن طاووس بسنده عن محمد بن علي بن دُحيم الشيباني, قال: (مضيتُ أنا ووالدي علي بن دُحيم, وعمّي حسين بن دُحيم, وأنا صبيٌّ صغير سنة نيف وستين ومائتين, ومعنا جماعة متخفّين إلى الغري لزيارة قبر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام, فلمّا جئنا إلى القبر وكان يومئذ قبر حوله حجارة سند, ولا بناء عنده, وليس في طريقه غير قائم الغري)<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 297.</ref> . ونقل هذه الرواية المهمة العلاّمة المجلسي في "بحار الأنوار", وجاء فيها ما نصه: (فلمّا جئنا إلى القبر وكان يومئذ حول قبره حجارة سود ولا بناء حوله عنده).<ref>بحار الأنوار: 42/ 315.</ref>


  أما فيما يخص ما ذُكر من تعمير هارون للقبر الشريف فيحتاج الى إنعام نظر وفضل تأمّل. فقد نقل ابن طاووس رواية - لا يمكن الاطمئنان إليها لأسباب عدة- جاء فيها: (وفيما ذكر ابن طحّال: إنَّ الرشيد بَنى عليه بنياناً بآجر أبيض أصغر من هذا الضريح اليوم, من كلّ جانب بذراع, ولمّا كشفنا الضريح الشريف وجدناه مبنياً, عليه تربةً وجصّاً, وأمر الرشيد أنْ يُبنى عليه قُبّة, فبُنيت من طين أحمر, وطرحَ على رأسها جرّة خضراء, وهي في الخزانة إلى اليوم) <ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 273-274.</ref> . وقد ورد في هامش كتاب فرحة الغري بتحقيق الشيخ محمد مهدي نجف انّه في النسخة (ط) جاءت الكلمة "حِبْرة".
واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن وضع داود العباسي صندوقاً خشبياً على القبر الشريف في عام 273هـ/886م إثر حادثة النبش وظهور الكرامة كما ذكرنا ذلك آنفا. وبقي هذا الصندوق لمدة عشر سنوات معرضاً للظروف الجوية المختلفة الى أن أنشأ السيد محمد بن زيد الداعي الحسني العمارة الأولى لمرقد جده إمام المتقين عليه السلام. وسوف نستعرض العمائر التي شيدت على المرقد المقدس تبعاً لتسلسلها الزمني وكما يأتي:


    وقد شكّك الأستاذ الدكتور صلاح الفرطوسي في كتابه مرقد وضريح أمير المؤمنين بحقيقة العمارة المنسوبة لهارون, فقال:(وإذا أعدنا النظر برواية ابن الطحال فسنراها بدون سند أو مصدر يؤيدها, بل أراها متدافعة لا تقوى على الصمود, فالضريح المقدس بنيت عليه غير بناية ما بين القرنين الثالث والسادس, واشتهرت من عماراته عمارة بقبة بيضاء هي عمارة عضد الدولة).<ref>مرقد وضريح أمير المؤمنين عليه السلام: 143-144.</ref>
==='''عمارة الملك محمد بن زيد الداعي الحسني'''===
 
    ومن الجدير بالذكر انَّ الدميري في كتابه "حياة الحيوان الكبرى" نقل عن ابن خلّكان ما يشير الى انَّ هارون العباسي قد حَجَّر القبر لا غير,ولا توجد في روايته إشارة لأي عمارة فخمة قد تم إنشاؤها لتكون بديلاً عن الدكة التي أقامها الإمام جعفر الصادق عليه السلام, قال الدميري:(فأمر الرشيد أن يُحجّر الموضع فكان أول أساس وضع فيه ثم تزايدت الأبنية فيه في أيام السامانية وبني حمدان, وتفاقم في أيام الديلم, أي أيام بني بويه).<ref>حياة الحيوان الكبرى: 2/ 177.</ref>
 
    فضلاً عن ذلك فانَّ ما يضعف هذه الرواية ويدفع الى رفضها انَّ بناء القباب على القبور لم يكن معروفاً في ذلك العهد. فمن المعروف انَّ أول قبّة شيدت على ضريح في العراق كانت على قبر المنتصر بالله بن المتوكل العباسي في سامراء الذي توفي في سنة 248/862م. قالت الدكتورة سعاد ماهر بهذا الصدد: (حرصت والدة الخليفة المنتصر - وهي إغريقية الأصل- على بناء ضريح له بعيداً عن القصر الذي يسكنه عُرف بإسم قبة الصٌّليبية).<ref>مشهد الإمام علي في النجف: 133.</ref>
 
== حادثة نبش القبر ==
  في سنة 273هـ عزم أحد الاشخاص من بني العباس واسمه داود على نبش المرقد المطهر لأمير المؤمنين عليه السلام. وعلى أثر الكرامة الباهرة التي ظهرت لإمام المتقين صلوات الله عليه, تاب هذا الجاني من فعلته ووضع صندوقاً خشبياً على القبر الشريف, عُرف بصندوق داود العباسي. وقد توَهَّم بعض الكتاب ومنهم السيد جعفر بحر العلوم في كتابه "تحفة العالم" ومن جاء بعده وظنوا انَّ هذا الشخص هو داود بن علي العباسي المتوفى سنة 133هـ, الذي  كان والياً على الكوفة في أيام أبي العباس السفاح.
 
    ومن الجدير بالذكر انَّ الأستاذ الدكتور صلاح الفرطوسي في كتابه "مرقد وضريح أمير المؤمنين عليه السلام" قد أزال الالتباس إذ بين وجهة نظره في حقيقة صاحب هذا الصندوق فقال: (ويبدو أنَّ الصندوق الذي وضعه داود العباسي على قبر الامام وَهَمَ في حكايته كثير من الكتاب, وهي تحتاج إلى فضل تأمّل أيضاً, إذ تحوَّل صاحبه من داود العبّاسي أحد الشخصيات العبّاسية التي كانت تسكن في الكوفة سنة 273هـ/886 م إلى داود بن علي العباسي عم السفاح والمنصور المتوفى سنة 133 هـ/751 م ... إذ إنَّ الصُّندوق لم يأمر بوضعه داود بن علي عم السفاح والمنصور, كما أنّه لم يأمر بنبش القبر ولا علاقة له بأمره من قريب أو بعيد, وإنّما الذي أمر بنبشه شخصية عبّاسية أخرى اسمه داود من شخصيات القرن الثالث الهجري كان في الكوفة سنة273هـ/886 م).<ref>مرقد وضريح أمير المؤمنين عليه السلام: 154-161.</ref>
 
     إنَّ أصل الخبر كان قد ورد في كتاب "تهذيب الأحكام" 6/88-89 للشيخ الطوسي، وقام السيد عبدالكريم بن طاووس بنقل الرواية حرفياً عن التهذيب ووردت في الباب الخامس عشر من فرحتِهِ المتضمن بعض ما ظهر عند الضريح المقدس مما هو كالبرهان على المُنكر من الكرامات, قائلاً: (أخبرني عمّي السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس, والفقيه نجم الدين أبو القاسم بن سعيد, والفقيه المقتدى بقية المشيخة نجيب الدين يحيى بن سعيد, أدام الله بركتهم, كلهم عن الفقيه محمد بن عبدالله بن زهرة الحسيني, عن محمد بن الحسن العلوي الحسيني الساكن بمشهد الكاظم عليه السلام, عن القطب الراوندي, عن محمد بن علي بن الحسن الحلي, عن الطوسي - ونقلته من خطه حرفاً حرفاً - عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان, عن محمد بن احمد بن داود, عن أبي الحسين محمد بن تمّام الكوفي, قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحجاج من حفظه, قال: كنّا جلوساً في مجلس ابن عمّي أبي عبدالله محمد بن عمران بن الحجاج, وفيه جماعة من أهل الكوفة من المشايخ, وفيمن حضر العباس بن أحمد العباسي, وكانوا قد حضروا عند ابن عمّي يُهنئونه بالسلامة, لأنّه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام في ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين, فبينا هُم قعود يتحدثون, إذ حضر المجلس إسماعيل بن عيسى العبّاسي, فلمّا نظرت الجماعة إليه أحجمت عمّا كانت فيه, وأطال إسماعيل الجلوس, فلمّا نظر إليهم, قال لهم: يا أصحابنا أعزّكم الله, لعلّي قطعت عنكم حديثكم بمجيئي؟ قال أبو الحسن علي بن يحيى السليماني - وكان شيخ الجماعة ومقدّماً فيهم-: لا والله يا أباعبدالله أعزّك الله, ما أمسكنا لحالٍ من الأحوال.
 
    فقال لهم: يا أصحابنا اعلموا أنَّ الله عزَّ وجل مُسائلي عمّا أقول لكم, وما أعتقده من المذهب, حتى حلف بعتق جواريه ومماليكه وحبس دوابّه إنّه ما يعتقد إلاّ ولاية علي بن ابي طالب والسادة الأئمة عليهم السلام, وعدّهم واحداً واحداً, وساق الحديث.
 
    فانبسط إليه أصحابنا, وسألهم وسألوه, ثُمّ قال لهم: رجعنا يوم الجمعة من الصلاة من المسجد الجامع مع عمّي داود, فلما كان قبل منازلنا وقبل منزله وقد خلا الطريق قال لنا: أينما كنتم قبل أنْ تغرب الشمس فصيروا إليَّ, ولا يكون أحد منكم على حال فيتخلف - لأنَّهُ كان جمرة بني هاشم - فصرنا إليه آخر النهار وهو جالس ينتظرنا, فقال: صيحوا بفلان وفلان من الفعلة, فجاءه رجلان معهما آلتهما, والتفت إلينا فقال: اجتمعوا كلّكم فاركبوا في وقتكم هذا وخذوا معكم الجمل - غلاماً كان له أسود يُعرف بالجمل, وكان لو حمل هذا الغلام على سَكرِ دجلة لسَكَرها من شدته وبأسه - وامضوا إلى هذا القبر الذي قد أفتتن به الناس, ويقولون إنّهُ قبر عليّ, حتى تنبشوه, وتجيئوني بأقصى ما فيه.
 
فمضينا إلى الموضع, فقلنا: دونكم وما أمر به, فحفر الحفّارون وهم يقولون لا حول ولا قوة إلاّ بالله في أنفسهم, ونحن في ناحية, حتى نزلوا خمسة أذرع, فلمّا بلغوا إلى الصلابة قال الحفّارون: قد بلغنا إلى موضع صلب, وليس نقوى بنقره, فأنزلوا الحبشي, فأخذ المنقار فضرب ضربة سمعنا لها طنيناً شديداً في البَر, ثُمَّ ضرب ثانيةً, فسمعنا طنيناً أشدّ من ذلك, ثم ضرب الثالثة فسمعنا طنيناً أشدّ ممّا تقدّم, ثُمَّ صاح الغلام صيحةً, فقمنا فأشرفنا عليه وقلنا للذين كانوا معه: سلوه ما له؟ فلم يُجبهم وهو يستغيث, فشدّوه وأخرجوه بالحبل, فإذا على يده من أطراف أصابعه إلى مرفقه دمٌ وهو يستغيث لا يُكلّمنا, ولا يُحسن جواباً, فحملناه على البغل ورجعنا طائرين, ولم يزل لحم الغلام ينتثر من عضده وجنبه وسائر شقّه الأيمن, حتى انتهينا إلى عمّي, فقال أيش وراءكم؟ فقلنا: ما ترى! وحدثناه بالصورة, فالتفت إلى القبلة وتاب ممّا هو عليه, ورجع عن مذهبه, وتولّى وتبرّأ, وركب بعد ذلك في الليل إلى علي بن مصعب بن جابر, فسأله أنْ يضع على القبر صندوقاً, ولم يخبره بشيء مما جرى, ووجَّهَ بمن طمَّ الموضع, وعَمّرَّ الصندوق عليه, ومات الغلام الأسود من وقته).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 300-304.</ref>
 
  ولمزيد من التوضيح قال الأستاذ الدكتور عبدالهادي الابراهيمي في كتابه "قطب الدائرة, الامام علي بن أبي طالب عليه السلام" ما نصه:(ومن الجدير بالذكر اننا عندما نراجع رواية شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي التي نقلها العلامة ابن طاووس لأجل التحقق نلاحظ انّه لم يذكر بأنَّ الشخص المعني هو داود بن علي العباسي عم السفّاح وإنما داود عم اسماعيل بن عيسى العباسي صاحب الرواية. فضلاً عن ذلك فإنَّ التاريخ الذي تضمنته عبارة "لأنه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام في ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين", التي وردت في صدر الرواية يمدنا بمعلومة غاية في الأهمية, وهي انَّ حادثة نبش القبر وإقامة الصندوق بعدها على القبر قد وقعت في سنة 273هـ في أيام الخليفة المعتمد (256-279هـ) وليس في زمن الخليفة السفاح (132-136هـ). ولو جرى تمحيص الرواية قليلاً من قبل المؤرخون لما وقعوا بهذا الوهم الكبير).<ref>قطب الدائرة, الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: 47-48.</ref>
 
    وقد بقي هذا الصندوق موضوعا على القبر مدة عشر سنوات إلى حين قيام  السيد محمد بن زيد الداعي الحسني ببناء العمارةالأولى لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام في سنة 283هـ فلم يرفع الصندوق بل بنى فوقه. ورد في كتاب "فرحة الغري" قول أبو الحسن بن الحجاج: (رأينا هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيفاً, وذلك قبل أنْ يُبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد)<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 304.</ref>. ولا يخفى الاشتباه الذي ورد في الرواية, فهي نسبت العمارة إلى الحسن بن زيد الداعي ولكن الصحيح انَّ صاحبها هو أخيه محمد بن زيد الداعي كما ورد في روايات عدة ذكرها العلامة ابن طاووس وغيره.
 
== عمارات المرقد العلوي المطهر ==
  أقيمت على المرقد العلوي المطهر منذ ان أظهره الإمام جعفر الصادق عليه السلام وعلى تعاقب القرون عمارات وإصلاحات كثيرة. قال السيد عبدالكريم بن طاووس في "فرحة الغري" : (ولو أخذنا في ذكر من زارهُ وعَمَرَهُ, وتقرّب إلى الله تعالى بذلك لأطلنا فيه, من الملوك, والعظماء, والوزراء, والأدباء, والقضاة, والفقهاء, والعلماء, والمحدّثين النبلاء).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 297.</ref>
 
    وهنا يجب ان نذكر ان المتوكل العباسي - لعنه الله- أمر في سنة 236هـ/850م بهدم قبري أمير المؤمنين وأبي عبدالله الحسين عليهما السلام ومنع الشيعة من زيارة هذين المشهدين, ولم تنتهي المحنة إلا بمقتله على يد ولده المنتصر في سنة 247هـ/861م, والذي تسلم مقاليد الحكم وخفف من التضييق على الشيعة. يقول المؤرخ المسعودي في "مروج الذهب": (وكان آل أبي طالب قبل خلافته في محنة عظيمة, وخوف على دمائهم, قد مُنعوا زيارة قبر الحسين والغريّ من أرض الكوفة, وكذلك مُنع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد, وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة ست وثلاثين ومائتين... ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أنْ أُستُخلِفَ المنتصر, فأمن الناس, وتقدّم بالكف عن آل أبي طالب, وترك البحث عن أخبارهم, وأنْ لا يمنع أحد زيارة الحيرة لقبر الحسين رضي الله تعالى عنه, ولا قبر غيره من آل أبي طالب, وأمر برد فدَكَ إلى وُلد الحسن والحسين, وأطلق أوقاف آل أبي طالب, وترك التعرض لشيعتهم ودَفَعَ الأذى عنهم).<ref>مروج الذهب ومعادن الجوهر: 4/ 149.</ref>
 
     ومما يجدر ذكره في هذا الصدد انَّ التضييق على العلويين وشيعتهم قد عاد بعد وفاة المنتصر بعد فترة حكم قصيرة استمرت لستة أشهر, ولم يعاد ترميم دكّة القبر التي هدمها المتوكل, بل تم رصف الحجارة حول القبر, وما يؤيد ذلك الرواية المهمة التي ذكرها ابن طاووس بسنده عن محمد بن علي بن دُحيم الشيباني, قال: (مضيتُ أنا ووالدي علي بن دُحيم, وعمّي حسين بن دُحيم, وأنا صبيٌّ صغير سنة نيف وستين ومائتين, ومعنا جماعة متخفّين إلى الغري لزيارة قبر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام, فلمّا جئنا إلى القبر وكان يومئذ قبر حوله حجارة سند, ولا بناء عنده, وليس في طريقه غير قائم الغري)<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 297.</ref> . ونقل هذه الرواية المهمة العلاّمة المجلسي في "بحار الأنوار", وجاء فيها ما نصه: (فلمّا جئنا إلى القبر وكان يومئذ حول قبره حجارة سود ولا بناء حوله عنده).<ref>بحار الأنوار: 42/ 315.</ref>
 
    واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن وضع داود العباسي صندوقاً خشبياً على القبر الشريف في عام 273هـ/886م إثر حادثة النبش وظهور الكرامة كما ذكرنا ذلك آنفا. وبقي هذا الصندوق لمدة عشر سنوات معرضاً للظروف الجوية المختلفة الى أن أنشأ السيد محمد بن زيد الداعي الحسني العمارة الأولى لمرقد جده إمام المتقين عليه السلام. وسوف نستعرض العمائر التي شيدت على المرقد المقدس تبعاً لتسلسلها الزمني وكما يأتي:
 
=== '''عمارة الملك محمد بن زيد الداعي الحسني''' ===
أمر ملك طبرستان السيد محمد بن زيد الداعي الحسني في سنة 283هـ /896م ببناء حرم وقبّة للمرقد المطهر, وأحاط البناء بحصن فيه سبعون إيواناً لخدمة الزوّار والمجاورين. وكان هذا الملك قد أرسل أموالا من طبرستان لتعمير العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والمدينة المنورة. قال ابن طاووس ما نصه: (وهو بنى المشهد الشريف الغروي أيام المعتضد, وقُتل في وقعة أصحاب السلطان, وقُبِرَ بجرجان, كذا ذكره في المشجرة).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 286.</ref>
أمر ملك طبرستان السيد محمد بن زيد الداعي الحسني في سنة 283هـ /896م ببناء حرم وقبّة للمرقد المطهر, وأحاط البناء بحصن فيه سبعون إيواناً لخدمة الزوّار والمجاورين. وكان هذا الملك قد أرسل أموالا من طبرستان لتعمير العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والمدينة المنورة. قال ابن طاووس ما نصه: (وهو بنى المشهد الشريف الغروي أيام المعتضد, وقُتل في وقعة أصحاب السلطان, وقُبِرَ بجرجان, كذا ذكره في المشجرة).<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 286.</ref>
تُعد عمارة الداعي الحسني هي بداية التخطيط الحضري لمدينة النجف الأشرف ونشوء المشهد, فبدأت من حينها المجاورة للمرقد العلوي المطهر والدفن بقربه.
تُعد عمارة الداعي الحسني هي بداية التخطيط الحضري لمدينة النجف الأشرف ونشوء المشهد, فبدأت من حينها المجاورة للمرقد العلوي المطهر والدفن بقربه.


=== '''عمارة الأمير عبدالله بن حمدان الحمداني''' ===
==='''عمارة الأمير عبدالله بن حمدان الحمداني'''===
هي عمارة والي الموصل الأمير أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان الحمداني المتوفى سنة 317هـ. قال الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق": (وعلى ستة أميال من الكوفة قبّة عظيمة مرتفعة الأركان, من كل جانب لها باب مغلق, وهي مستورة من كل ناحية بفاخر الستور, وأرضها مفروشة بالحُصر السامانية, ويُذكر أنَّ بها قبر عليّ بن أبي طالب, وما استدار بالقبّة مدفن لآل أبي طالب, وهذه القبّة بناها أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان في دولة بني العباس, وكان قبل في دولة بني أميَّة مخفياً).<ref>نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: 1/ 381-382.</ref>
هي عمارة والي الموصل الأمير أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان الحمداني المتوفى سنة 317هـ. قال الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق": (وعلى ستة أميال من الكوفة قبّة عظيمة مرتفعة الأركان, من كل جانب لها باب مغلق, وهي مستورة من كل ناحية بفاخر الستور, وأرضها مفروشة بالحُصر السامانية, ويُذكر أنَّ بها قبر عليّ بن أبي طالب, وما استدار بالقبّة مدفن لآل أبي طالب, وهذه القبّة بناها أبو الهيجاء عبدالله بن حمدان في دولة بني العباس, وكان قبل في دولة بني أميَّة مخفياً).<ref>نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: 1/ 381-382.</ref>


وقد رجّح الأستاذ الدكتور صلاح الفرطوسي أنْ يكون تاريخ بناء هذه العمارة في عام 311هـ إذ يقول ما نصه: (ولم يقف أحد من الباحثين على تاريخ محدَّد لهذه العمارة, ويغالبني الظن أنَّ الأمر بها كان في سنة 311 هـ/ 923م, إذ إنَّ أبا الهيجاء كُلّف بالحج نيابة عن الخليفة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة, أو أنّه قرر الحج فيها, ولابدَّ أنَّه توقف في الكوفة على عادة حجيج العراق, وزار قبر أمير المؤمنين عليه السلام, وأمر بإعماره ثم توجَّه من بعد الى الحج...).<ref>مرقد وضريح أمير المؤمنين عليه السلام: 177-178.</ref>
وقد رجّح الأستاذ الدكتور صلاح الفرطوسي أنْ يكون تاريخ بناء هذه العمارة في عام 311هـ إذ يقول ما نصه: (ولم يقف أحد من الباحثين على تاريخ محدَّد لهذه العمارة, ويغالبني الظن أنَّ الأمر بها كان في سنة 311 هـ/ 923م, إذ إنَّ أبا الهيجاء كُلّف بالحج نيابة عن الخليفة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة, أو أنّه قرر الحج فيها, ولابدَّ أنَّه توقف في الكوفة على عادة حجيج العراق, وزار قبر أمير المؤمنين عليه السلام, وأمر بإعماره ثم توجَّه من بعد الى الحج...).<ref>مرقد وضريح أمير المؤمنين عليه السلام: 177-178.</ref>


=== '''عمارة الزعيم عمر بن يحيى العلوي''' ===
==='''عمارة الزعيم عمر بن يحيى العلوي'''===
  أقيمت هذه العمارة من قبل زعيم الكوفة عمر بن يحيى العلوي في سنة 338هـ /949م, فقد بنى حرماً جديداً وقبّة كبيرة على المرقد العلوي المقدس. قال الشيخ محمد حسين حرز الدين في "تاريخ النجف الأشرف" عن العلوي ما يأتي: (اختصّه الله بفضيلتين فضيلة بناء قبّة جدّه أمير المؤمنين عليه السلام من خالص ماله, وردّ الحجر إلى محلّه, حيث توسّط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي هذا بين الخليفة المطيع لله في سنة 339هـ وبين القرامطة حتى أجابوه إلى ردّ الحجر الأسود, وجاؤا به إلى الكوفة وعلّقوه على الاسطوانة السابعة من أساطين الجامع قبل ردّه إلى بيت الله الحرام, وذلك تصديق لما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في إخباره بالمغيّبات).<ref>تاريخ النجف الأشرف: 2/ 88-89.</ref>
  أقيمت هذه العمارة من قبل زعيم الكوفة عمر بن يحيى العلوي في سنة 338هـ /949م, فقد بنى حرماً جديداً وقبّة كبيرة على المرقد العلوي المقدس. قال الشيخ محمد حسين حرز الدين في "تاريخ النجف الأشرف" عن العلوي ما يأتي: (اختصّه الله بفضيلتين فضيلة بناء قبّة جدّه أمير المؤمنين عليه السلام من خالص ماله, وردّ الحجر إلى محلّه, حيث توسّط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي هذا بين الخليفة المطيع لله في سنة 339هـ وبين القرامطة حتى أجابوه إلى ردّ الحجر الأسود, وجاؤا به إلى الكوفة وعلّقوه على الاسطوانة السابعة من أساطين الجامع قبل ردّه إلى بيت الله الحرام, وذلك تصديق لما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في إخباره بالمغيّبات).<ref>تاريخ النجف الأشرف: 2/ 88-89.</ref>


=== '''عمارة السلطان عضد الدولة البويهي''' ===
==='''عمارة السلطان عضد الدولة البويهي'''===
ام حاكم بغداد السلطان عضد الدولة البويهي بإزالة العمارة السابقة وإنشاء عمارة فخمة بقبة بيضاء على المرقد العلوي المقدس في سنة 366هـ/976م في عهد الخليفة الطائع العبّاسي وستر جدران الحرم بخشب الساج المنقوش.
ام حاكم بغداد السلطان عضد الدولة البويهي بإزالة العمارة السابقة وإنشاء عمارة فخمة بقبة بيضاء على المرقد العلوي المقدس في سنة 366هـ/976م في عهد الخليفة الطائع العبّاسي وستر جدران الحرم بخشب الساج المنقوش.


سطر ٧٥: سطر ٤٤:
    ويُدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة, ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيّام من الخبز واللحم والتمر مرّتين في اليوم, ومن تلك المدرسة يُدخلُ إلى باب القبّة, وعلى بابها الحُجّاب والنقباء والطواشيّة, فعندما يصل الزائر يقومُ إليه أحدهم أو جميعهم وذلك على قدر الزائر, فيقفون معه العتبة, ويستأذنون له, ويقولون: عن أمركم يا أمير المؤمنين هذا العبدُ الضعيف يستأذن على دخوله الروضة العليّة فإنْ أذنتم له وإلاّ رجع, وإنْ لم يكن أهلاً لذلك فأنتم أهلُ المكارم والستر, ثم يأمرونه بتقبيل العتبة وهي من الفضّة وكذلك العضادتان, ثمَّ يدخل القبّة وهي مفروشة بأنواع البُسط من الحرير وسواه, وبها قناديل الذهب والفضّة, منها الكبارُ والصغارُ, وفي وسط القبّة مسطبةٌ مربّعة مكسوّة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المُحكمة العمل, مُسَمّرة بمسامير الفضّة, قد غلبت على الخشب بحيث لا يظهر منه شيء, وارتفاعُها دون القامة, وفوقها ثلاثةٌ من القبور يزعمون أنَّ أحدها قبرُ آدم, عليه الصلاة والسلام, والثاني قبرُ نوح, عليه الصلاة والسلام, والثالث قبرُ عليّ, رضي الله تعالى عنه. وبين القبور طُسوت ذهب وفضّة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يَغمس الزائر يده في ذلك ويدهن به وجهه تبركاً. وللقبّة بابٌ آخر عتبته أيضاً من الفضّة وعليه ستور من الحرير الملوّن يُفضي إلى مسجد مفروش بالبُسط الحسان مستورة حيطانُه وسقفُه بستور الحرير, وله أربعة أبواب عتباتها فضّة وعليها ستور الحرير. وأهل هذه المدينة كلّهم رافضيّة).<ref>رحلة ابن بطوطة: 176-177.</ref>
    ويُدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة, ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيّام من الخبز واللحم والتمر مرّتين في اليوم, ومن تلك المدرسة يُدخلُ إلى باب القبّة, وعلى بابها الحُجّاب والنقباء والطواشيّة, فعندما يصل الزائر يقومُ إليه أحدهم أو جميعهم وذلك على قدر الزائر, فيقفون معه العتبة, ويستأذنون له, ويقولون: عن أمركم يا أمير المؤمنين هذا العبدُ الضعيف يستأذن على دخوله الروضة العليّة فإنْ أذنتم له وإلاّ رجع, وإنْ لم يكن أهلاً لذلك فأنتم أهلُ المكارم والستر, ثم يأمرونه بتقبيل العتبة وهي من الفضّة وكذلك العضادتان, ثمَّ يدخل القبّة وهي مفروشة بأنواع البُسط من الحرير وسواه, وبها قناديل الذهب والفضّة, منها الكبارُ والصغارُ, وفي وسط القبّة مسطبةٌ مربّعة مكسوّة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المُحكمة العمل, مُسَمّرة بمسامير الفضّة, قد غلبت على الخشب بحيث لا يظهر منه شيء, وارتفاعُها دون القامة, وفوقها ثلاثةٌ من القبور يزعمون أنَّ أحدها قبرُ آدم, عليه الصلاة والسلام, والثاني قبرُ نوح, عليه الصلاة والسلام, والثالث قبرُ عليّ, رضي الله تعالى عنه. وبين القبور طُسوت ذهب وفضّة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يَغمس الزائر يده في ذلك ويدهن به وجهه تبركاً. وللقبّة بابٌ آخر عتبته أيضاً من الفضّة وعليه ستور من الحرير الملوّن يُفضي إلى مسجد مفروش بالبُسط الحسان مستورة حيطانُه وسقفُه بستور الحرير, وله أربعة أبواب عتباتها فضّة وعليها ستور الحرير. وأهل هذه المدينة كلّهم رافضيّة).<ref>رحلة ابن بطوطة: 176-177.</ref>


=== '''العمارة الصفوية''' ===
==='''العمارة الصفوية'''===
وهي العمارة الفخمة الحالية للمرقد العلوي المطهر التي أمر بإنشائها الشاه عباس الأول الصفوي في سنة 1023هـ/1614م, لتحل محل العمارة الإليخانية. قال المؤرِّخ الشهير السيد حسين البراقي المتوفى سنة 1332هـ في كتابه "اليتيمة الغروية والتحفة النجفية" ما نصه:(وإنَّ بناء قبر أمير المؤمنين عليه السلام للشاه الأول وهو الشاه العباس الأول وكان هو الذي جمع البنائين والمهندسين وبذل الأموال الكثيرة, وبنوا القبّة والرواق والصحن الشريف وهو هذا البناء اليوم, وكان تفصيل الصحن والقبّة بنظر الشيخ البهائي رضي الله عنه).<ref>اليتيمة الغروية والتحفة النجفية:401-402.</ref>
وهي العمارة الفخمة الحالية للمرقد العلوي المطهر التي أمر بإنشائها الشاه عباس الأول الصفوي في سنة 1023هـ/1614م, لتحل محل العمارة الإليخانية. قال المؤرِّخ الشهير السيد حسين البراقي المتوفى سنة 1332هـ في كتابه "اليتيمة الغروية والتحفة النجفية" ما نصه:(وإنَّ بناء قبر أمير المؤمنين عليه السلام للشاه الأول وهو الشاه العباس الأول وكان هو الذي جمع البنائين والمهندسين وبذل الأموال الكثيرة, وبنوا القبّة والرواق والصحن الشريف وهو هذا البناء اليوم, وكان تفصيل الصحن والقبّة بنظر الشيخ البهائي رضي الله عنه).<ref>اليتيمة الغروية والتحفة النجفية:401-402.</ref>


سطر ١١٢: سطر ٨١:
    وان ما يميز العمارة الصفوية هو جدرانها المكسوة بالقاشاني ذي النقوش الزخرفية ذات الأشكال المتنوعة والتناسق الدقيق والألوان المشرقة وقد ضمنت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصائد الشعرية في مدح أهل البيت عليهم السلام ولا سيما سيد الأوصياء عليه السلام. ومما يجدر ان نذكره هنا ان المرقد لم يكن مذهبا في العهد الصفوي بل مكسوا بالحجر القاشاني الأزرق حتى زمن السلطان نادر شاه  إذ أمر في سنة 1155هـ/1742م بقلع القاشاني عن القبّة والمنارتين والإيوان الكبير وإكسائها بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب الخالص.  
    وان ما يميز العمارة الصفوية هو جدرانها المكسوة بالقاشاني ذي النقوش الزخرفية ذات الأشكال المتنوعة والتناسق الدقيق والألوان المشرقة وقد ضمنت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصائد الشعرية في مدح أهل البيت عليهم السلام ولا سيما سيد الأوصياء عليه السلام. ومما يجدر ان نذكره هنا ان المرقد لم يكن مذهبا في العهد الصفوي بل مكسوا بالحجر القاشاني الأزرق حتى زمن السلطان نادر شاه  إذ أمر في سنة 1155هـ/1742م بقلع القاشاني عن القبّة والمنارتين والإيوان الكبير وإكسائها بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب الخالص.  


== تاريخ تَذهيب المرقد العلوي المطهر ==
==تاريخ تَذهيب المرقد العلوي المطهر==
كان بناء المرقد العلوي في العهد الصفوي مغلفاً بالحجر القاشاني الأزرق بعد اكتمال التشييد، ولكن بعد انتهاء عهد السلطة الصفوية وتولي السلطان نادر شاه الأفشاري الحكم في إيران أَمَرَ بقلع القاشاني عن القبّة والمنارتين والإيوان الشرقي الكبير واستبدالها بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب الخالص. وقد ابتدأ العمل بالتذهيب في سنة 1155هـ/1742م وانتهى في سنة 1156هـ/1743م.
كان بناء المرقد العلوي في العهد الصفوي مغلفاً بالحجر القاشاني الأزرق بعد اكتمال التشييد، ولكن بعد انتهاء عهد السلطة الصفوية وتولي السلطان نادر شاه الأفشاري الحكم في إيران أَمَرَ بقلع القاشاني عن القبّة والمنارتين والإيوان الشرقي الكبير واستبدالها بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب الخالص. وقد ابتدأ العمل بالتذهيب في سنة 1155هـ/1742م وانتهى في سنة 1156هـ/1743م.


سطر ١٥٧: سطر ١٢٦:
       أما الإيوان الذهبي الكبير فهو بحق رائعة من روائع فن العمارة الإسلامية, وآية في الفخامة والجمال ودقة الصنعة, وهو يحوي الكثير من الزخارف والنقوش والكتابات والقصائد الشعرية باللغات العربية والفارسية والتركية. وقد تم توثيق اكتمال عملية التذهيب بمدوّنة كُتبت بخط الثلث المتراكب ضمن شريط عريض يقع في أعلى واجهة الإيوان الذهبي ما نصها:( الحمد لله تعالى, قد تشرف بتذهيب هذه القبّة المنورة والروضة المطهرة الخاقان الأعظم سلطان السلاطين الأفخم المظفر المؤيد بتأييد الملك السلطان نادر أدام الله ملكه وسلطنته وأفاض على العالمين برّه وعدله وإحسانه, خلّده الله ودولته, سنة ستة وخمسين ومائة بعد الألف, 1156ه).
       أما الإيوان الذهبي الكبير فهو بحق رائعة من روائع فن العمارة الإسلامية, وآية في الفخامة والجمال ودقة الصنعة, وهو يحوي الكثير من الزخارف والنقوش والكتابات والقصائد الشعرية باللغات العربية والفارسية والتركية. وقد تم توثيق اكتمال عملية التذهيب بمدوّنة كُتبت بخط الثلث المتراكب ضمن شريط عريض يقع في أعلى واجهة الإيوان الذهبي ما نصها:( الحمد لله تعالى, قد تشرف بتذهيب هذه القبّة المنورة والروضة المطهرة الخاقان الأعظم سلطان السلاطين الأفخم المظفر المؤيد بتأييد الملك السلطان نادر أدام الله ملكه وسلطنته وأفاض على العالمين برّه وعدله وإحسانه, خلّده الله ودولته, سنة ستة وخمسين ومائة بعد الألف, 1156ه).


=== '''إصلاح القبّة والمنارتين''' ===
==='''إصلاح القبّة والمنارتين'''===
    لقد جرت عدد من الإصلاحات على القبّة المنورة والمنارتين بعد فترة التذهيب الأولى في عهد نادر شاه ذُكرت في الكتب التي تحدثت عن تاريخ المرقد العلوي ولا سيما كتاب "ماضي النجف وحاضرها" للشيخ جعفر محبوبه وكتاب "تاريخ النجف الأشرف" للشيخ محمد حسين حرز الدين وكتاب "المفصل في تاريخ النجف الأشرف" للأستاذ الدكتور حسن الحكيم.
    لقد جرت عدد من الإصلاحات على القبّة المنورة والمنارتين بعد فترة التذهيب الأولى في عهد نادر شاه ذُكرت في الكتب التي تحدثت عن تاريخ المرقد العلوي ولا سيما كتاب "ماضي النجف وحاضرها" للشيخ جعفر محبوبه وكتاب "تاريخ النجف الأشرف" للشيخ محمد حسين حرز الدين وكتاب "المفصل في تاريخ النجف الأشرف" للأستاذ الدكتور حسن الحكيم.


سطر ١٧٠: سطر ١٣٩:
ولها من لُطفهِ أرِّخ           ***       (كسا من سنا نور عليٍّ بالذهبْ).<ref>ذكريات الأحبة: 104.</ref>
ولها من لُطفهِ أرِّخ           ***       (كسا من سنا نور عليٍّ بالذهبْ).<ref>ذكريات الأحبة: 104.</ref>


=== '''مشروع الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة في إعادة التذهيب''' ===
==='''مشروع الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة في إعادة التذهيب'''===
 في بداية ثمانينيات القرن الماضي قام النظام البعثي بقلع حزام القبّة وإنزال إكليلها الذهبي فضلاً عن خلع الأشرطة والصفائح الذهبية التي نُقشت عليها القصائد الشعرية بحق أمير المؤمنين عليه السلام بدافع طائفي وعنصري لأنَّ هذه المدوَّنات قد كُتبت باللغات الفارسية والتركية. وأُبدلت المدوّنات الأصلية بصفائح صقيلة سبّبت تشويهاٍ واضحاً في منظر الإيوان الذهبي الذي يُعد السِمة الأجمل في عمارة المرقد العلوي المقدس, أما الإكليل الذهبي الأصلي فقد تم تغييبه وإبداله فيما بعد بإكليل آخر يحمل لفظ الجلالة (الله), في حين ظلّت القبّة عارية من حزامها.
 في بداية ثمانينيات القرن الماضي قام النظام البعثي بقلع حزام القبّة وإنزال إكليلها الذهبي فضلاً عن خلع الأشرطة والصفائح الذهبية التي نُقشت عليها القصائد الشعرية بحق أمير المؤمنين عليه السلام بدافع طائفي وعنصري لأنَّ هذه المدوَّنات قد كُتبت باللغات الفارسية والتركية. وأُبدلت المدوّنات الأصلية بصفائح صقيلة سبّبت تشويهاٍ واضحاً في منظر الإيوان الذهبي الذي يُعد السِمة الأجمل في عمارة المرقد العلوي المقدس, أما الإكليل الذهبي الأصلي فقد تم تغييبه وإبداله فيما بعد بإكليل آخر يحمل لفظ الجلالة (الله), في حين ظلّت القبّة عارية من حزامها.


سطر ٢٣٥: سطر ٢٠٤:
للدَّهرِ أرِّخْ (عليٌّ يا أبا حسنٍ                ***     بمولدِ المصطفى قَدْ جُدِّدَ الذّهبُ)
للدَّهرِ أرِّخْ (عليٌّ يا أبا حسنٍ                ***     بمولدِ المصطفى قَدْ جُدِّدَ الذّهبُ)


== معالم الحرم المطهر ==
==معالم الحرم المطهر==
    يقع الحرم العلوي أو الروضة الحيدرية أو الحضرة في وسط الصحن تقريباً, وهو مبنى مربع الشكل طول ضلعه 13.30م وتبلغ مساحته 176.89م<sup>2</sup> وارتفاع جدرانه نحو 12.5م يحيط بالضريح الطاهر لأمير المؤمنين عليه السلام<ref>دليل العتبة العلوية المقدسة:112.</ref>. وتعلو الحرم القبة التي تستند على أربعة ركائز تحصر بينها أربعة عقود أو أواوين كبيرة مرتفعة تحيط بالضريح المقدس من الجوانب الأربعة.
    يقع الحرم العلوي أو الروضة الحيدرية أو الحضرة في وسط الصحن تقريباً, وهو مبنى مربع الشكل طول ضلعه 13.30م وتبلغ مساحته 176.89م<sup>2</sup> وارتفاع جدرانه نحو 12.5م يحيط بالضريح الطاهر لأمير المؤمنين عليه السلام<ref>دليل العتبة العلوية المقدسة:112.</ref>. وتعلو الحرم القبة التي تستند على أربعة ركائز تحصر بينها أربعة عقود أو أواوين كبيرة مرتفعة تحيط بالضريح المقدس من الجوانب الأربعة.


سطر ٢٧٦: سطر ٢٤٥:
    وفي يوم 26 ربيع الثاني 1428هـ/2007م تم تعليق الثريا الكبيرة فوق شباك الضريح المطهر, وهذه الثريا الثمينة هي بطول ثمانية أمتار وبثلاثة أطواق تحتوي على الكرستال الفاخر ومطلية بالذهب وتم تصنيعها في مدينة مشهد المقدسة.<ref>دليل انجازات قسم الصيانة: 58.</ref>  
    وفي يوم 26 ربيع الثاني 1428هـ/2007م تم تعليق الثريا الكبيرة فوق شباك الضريح المطهر, وهذه الثريا الثمينة هي بطول ثمانية أمتار وبثلاثة أطواق تحتوي على الكرستال الفاخر ومطلية بالذهب وتم تصنيعها في مدينة مشهد المقدسة.<ref>دليل انجازات قسم الصيانة: 58.</ref>  


=== '''أبواب الدخول للحرم العلوي المطهر:''' ===
==='''أبواب الدخول للحرم العلوي المطهر:'''===
   للروضة المقدسة في الوقت الحاضر ثمانية أبواب ذهبية ثمينة تفضي الى غرفة الحرم المطهر لسيد الأوصياء عليه السلام من الجهات الأربع. وهذه الأبواب الذهبية هي بديلة للأبواب الفضية القديمة, وتمتاز بجمال الصياغة ودقة الصنعة وهي مملوءة بالزخارف النباتية البارزة ونقش عليها الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصائد الشعرية ويبلغ ارتفاع كل منها نحو 3 م وعرضها 2 م.      
   للروضة المقدسة في الوقت الحاضر ثمانية أبواب ذهبية ثمينة تفضي الى غرفة الحرم المطهر لسيد الأوصياء عليه السلام من الجهات الأربع. وهذه الأبواب الذهبية هي بديلة للأبواب الفضية القديمة, وتمتاز بجمال الصياغة ودقة الصنعة وهي مملوءة بالزخارف النباتية البارزة ونقش عليها الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصائد الشعرية ويبلغ ارتفاع كل منها نحو 3 م وعرضها 2 م.      


سطر ٣٢٣: سطر ٢٩٢:
نشيدي وأنت له مطلعُ  *** من الشمس يعنو له مطلعُ
نشيدي وأنت له مطلعُ  *** من الشمس يعنو له مطلعُ


== شباك الضريح المقدس ==
==شباك الضريح المقدس==
   تم تجديد شباك الضريح المقدس لأمير المؤمنين صلوات الله عليه مرات عدة خلال القرون المتعاقبة, وذكر الشيخ محمد حسين حرز الدين في "تاريخ النجف الأشرف" أنَّه: (لا يُعرف على وجه التحديد تاريخ وضع أول شباك على القبر الشريف, والذي يظهر انّهُ سابق لعام 1073هـ, وهو عام قصة العجوز التي شُفيت ببركة المرقد المطهر, وقد ذكرها العلاّمة المجلسي في بحاره, ونظمها العالم الاديب المعاصر لتلك الواقعة الشيخ يوسف الحصري بمنظومة طويلة أوردناها في أحداث السنة المذكورة, قال فيها:
   تم تجديد شباك الضريح المقدس لأمير المؤمنين صلوات الله عليه مرات عدة خلال القرون المتعاقبة, وذكر الشيخ محمد حسين حرز الدين في "تاريخ النجف الأشرف" أنَّه: (لا يُعرف على وجه التحديد تاريخ وضع أول شباك على القبر الشريف, والذي يظهر انّهُ سابق لعام 1073هـ, وهو عام قصة العجوز التي شُفيت ببركة المرقد المطهر, وقد ذكرها العلاّمة المجلسي في بحاره, ونظمها العالم الاديب المعاصر لتلك الواقعة الشيخ يوسف الحصري بمنظومة طويلة أوردناها في أحداث السنة المذكورة, قال فيها:


سطر ٣٥٨: سطر ٣٢٧:
    وفي سنة 1430هـ/2009م تم الانتهاء من تنصيب الاعمدة الجديدة لزوايا الشباك المطهر وهي مصنوعة من الفضة والذهب وذات مواصفات فنية وجمالية عالية من حيث براعة الصنع واحتوائها على الاحجار الكريمة من ياقوت احمر والماس إضافة الى الذهب والفضة<ref>مجلة الولاية: 36/4.</ref>. وجُدد باب الشباك في 16 جمادى الأول عام 1432هـ/ 2011م وحفظ القديم في مخازن العتبة العلوية المقدسة. وفي سنة 2016م أبدلت الاعمدة العشرين للشباك بأعمدة فضية جديدة مطعمة بالذهب كما تم صيانة وطلاء الخشب البورمي الأصلي الساند للشباك.<ref>دليل الانجازات والمشاريع: 63.</ref>
    وفي سنة 1430هـ/2009م تم الانتهاء من تنصيب الاعمدة الجديدة لزوايا الشباك المطهر وهي مصنوعة من الفضة والذهب وذات مواصفات فنية وجمالية عالية من حيث براعة الصنع واحتوائها على الاحجار الكريمة من ياقوت احمر والماس إضافة الى الذهب والفضة<ref>مجلة الولاية: 36/4.</ref>. وجُدد باب الشباك في 16 جمادى الأول عام 1432هـ/ 2011م وحفظ القديم في مخازن العتبة العلوية المقدسة. وفي سنة 2016م أبدلت الاعمدة العشرين للشباك بأعمدة فضية جديدة مطعمة بالذهب كما تم صيانة وطلاء الخشب البورمي الأصلي الساند للشباك.<ref>دليل الانجازات والمشاريع: 63.</ref>


== الصندوق الخاتم ==
==الصندوق الخاتم==
الصندوق الخاتم هو ما يوضع اعلى القبر وغالبا ما يكون مصنوعا من الخشب. وان اول من وضع صندوقا على قبر امير المؤمنين عليه السلام هو احد شخصيات بني العباس ويدعى داود العباسي في سنة 273هـ/886م تكفيرا عن ذنبه الذي اقترفه لمحاولته نبش المرقد المطهر لمعرفة حقيقته وكشف سره وظهور الكرامة الباهرة لإمام المتقين صلوات الله عليه, وقد وقعت حادثة النبش في أيام الخليفة المعتمد (256-279هـ) وتزامنت مع سقوط سقيفة مرقد الامام الحسين بن علي عليه السلام في ذي الحجة من سنة 273هـ<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام:300-304.</ref>. وبعد مرور عشر سنوات من وقوع تلك الحادثة شيد ملك طبرستان السيد محمد بن زيد الداعي الحسني العمارة الأولى لمرقد امير المؤمنين عليه السلام في سنة 283هـ/896م وبقي الصندوق في مكانه متوسطا الحضرة المطهرة ضمن العمارة الجديدة.<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام:300.</ref>
الصندوق الخاتم هو ما يوضع اعلى القبر وغالبا ما يكون مصنوعا من الخشب. وان اول من وضع صندوقا على قبر امير المؤمنين عليه السلام هو احد شخصيات بني العباس ويدعى داود العباسي في سنة 273هـ/886م تكفيرا عن ذنبه الذي اقترفه لمحاولته نبش المرقد المطهر لمعرفة حقيقته وكشف سره وظهور الكرامة الباهرة لإمام المتقين صلوات الله عليه, وقد وقعت حادثة النبش في أيام الخليفة المعتمد (256-279هـ) وتزامنت مع سقوط سقيفة مرقد الامام الحسين بن علي عليه السلام في ذي الحجة من سنة 273هـ<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام:300-304.</ref>. وبعد مرور عشر سنوات من وقوع تلك الحادثة شيد ملك طبرستان السيد محمد بن زيد الداعي الحسني العمارة الأولى لمرقد امير المؤمنين عليه السلام في سنة 283هـ/896م وبقي الصندوق في مكانه متوسطا الحضرة المطهرة ضمن العمارة الجديدة.<ref>فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام:300.</ref>


سطر ٤١٣: سطر ٣٨٢:
    وقد طال الضرر صندوق القبر الشريف بسبب الاعمال العسكرية الهمجية للنظام البعثي البائد جراء استباحة المرقد المطهر عقب الانتفاضة الشعبانية سنة 1411هـ/1991م. وعندما تم صيانة وتذهيب الشباك الفضي عام 1438ه/2017 م من قبل طائفة البهرة تم تجديد الزجاج المحيط بالصندوق الخاتم بنوعية ذات جودة ومواصفات عالية وزينت الجوانب بأشرطة ذهبية جميلة نقش عليها اسم (علي) عليه السلام مرصعا بالياقوت الاحمر.
    وقد طال الضرر صندوق القبر الشريف بسبب الاعمال العسكرية الهمجية للنظام البعثي البائد جراء استباحة المرقد المطهر عقب الانتفاضة الشعبانية سنة 1411هـ/1991م. وعندما تم صيانة وتذهيب الشباك الفضي عام 1438ه/2017 م من قبل طائفة البهرة تم تجديد الزجاج المحيط بالصندوق الخاتم بنوعية ذات جودة ومواصفات عالية وزينت الجوانب بأشرطة ذهبية جميلة نقش عليها اسم (علي) عليه السلام مرصعا بالياقوت الاحمر.


== القبة الذهبية المنورة ==
==القبة الذهبية المنورة==
  يتوج الحرم العَلَوي المقدس قبة مزدوجة خارجية وداخلية. فالقبة الخارجية الذهبية هي بصلية الشكل رائعة المنظر وتعد أعلى قباب أضرحة الأئمة المعصومين عليهم السلام إذ يبلغ ارتفاعها عن أرض الصحن الشريف 30 م - الى حد عقدة البناء- فيما يبلغ قطرها 16.6 م ومحيطها  51.85 م.  وتمتاز القبة برقبة طويلة يبلغ ارتفاعها5.60م<ref>اعتمدنا في تثبيت القياسات على ما ذُكر في كتابَيْ "زاويتا الزوال والقبلة في العتبة العلوية المقدسة" و "دليل العتبة العلوية المقدسة".  </ref>. وللقبة 12 شباكاً يرمز العدد فيها الى أئمتنا المعصومين الإثني عشر (عليهم السلام).<ref>أخرج مسلم في صحيحه3/ 1452ِ عن جابر بن سمرة, قال: (دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم, فسمعته يقول: ((إنَّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي عليَّ, قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: كلُّهم من قريش))).ومنها ما أخرجه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة 3/ 295 عن عبدالله بن عباس (رضي الله عنه )قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم): ((إنَّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي, الإثنا عشر, أولهم علي, وآخرهم ولدي المهدي)).</ref>
  يتوج الحرم العَلَوي المقدس قبة مزدوجة خارجية وداخلية. فالقبة الخارجية الذهبية هي بصلية الشكل رائعة المنظر وتعد أعلى قباب أضرحة الأئمة المعصومين عليهم السلام إذ يبلغ ارتفاعها عن أرض الصحن الشريف 30 م - الى حد عقدة البناء- فيما يبلغ قطرها 16.6 م ومحيطها  51.85 م.  وتمتاز القبة برقبة طويلة يبلغ ارتفاعها5.60م<ref>اعتمدنا في تثبيت القياسات على ما ذُكر في كتابَيْ "زاويتا الزوال والقبلة في العتبة العلوية المقدسة" و "دليل العتبة العلوية المقدسة".  </ref>. وللقبة 12 شباكاً يرمز العدد فيها الى أئمتنا المعصومين الإثني عشر (عليهم السلام).<ref>أخرج مسلم في صحيحه3/ 1452ِ عن جابر بن سمرة, قال: (دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم, فسمعته يقول: ((إنَّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي عليَّ, قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: قال: كلُّهم من قريش))).ومنها ما أخرجه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة 3/ 295 عن عبدالله بن عباس (رضي الله عنه )قال: قال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم): ((إنَّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي, الإثنا عشر, أولهم علي, وآخرهم ولدي المهدي)).</ref>


سطر ٤٣٥: سطر ٤٠٤:
<br />
<br />


=== '''اصلاحات القبة العلوية المنورة:''' ===
==='''اصلاحات القبة العلوية المنورة:'''===
   منذ اكتمال بناء القبة العلوية المطهرة في عهد الشاه صفي الصفوي جرت على القبة الشريفة اصلاحات عدة في فترات زمنية مختلفة وكما يأتي:
   منذ اكتمال بناء القبة العلوية المطهرة في عهد الشاه صفي الصفوي جرت على القبة الشريفة اصلاحات عدة في فترات زمنية مختلفة وكما يأتي:


سطر ٤٥٦: سطر ٤٢٥:
    أما المرحلة الثانية من المشروع المتمثلة بتذهيب القسم العلوي للقبّة فقد أُسندت إلى مؤسسة الكوثر الإيرانية بالتعاون مع كوادر فنية متخصصة من العتبة العلوية المقدسة. وفي شهر صفر عام 1436هـ/ كانون الاول عام 2014م تم نصب الركائز الحديدية حول القبّة واكتمل قلع جميع الصفائح الذهبية في جمادى الآخر عام 1436هـ/ نيسان عام 2015م, وابتدأ العمل بترميم القبة وتدعيمها بأحدث وسائل البناء الحديثة, ومن ثم اعادة تذهيب الصفائح الاصلية واعادتها لأماكنها على القبة. وفي يوم 17 ربيع الأول عام 1438هـ الموافق 17 كانون الأول عام 2016م الذي توافق مع ذكرى ولادة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وولادة حفيده الامام جعفر الصادق عليه السلام, اكتمل العمل وأزيح الستار في احتفال بهيج عن القبّة المنورة لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام بعد إعادة تذهيبها.<ref>تاريخ تذهيب المرقد العلوي المطهر: مخطوط.</ref>
    أما المرحلة الثانية من المشروع المتمثلة بتذهيب القسم العلوي للقبّة فقد أُسندت إلى مؤسسة الكوثر الإيرانية بالتعاون مع كوادر فنية متخصصة من العتبة العلوية المقدسة. وفي شهر صفر عام 1436هـ/ كانون الاول عام 2014م تم نصب الركائز الحديدية حول القبّة واكتمل قلع جميع الصفائح الذهبية في جمادى الآخر عام 1436هـ/ نيسان عام 2015م, وابتدأ العمل بترميم القبة وتدعيمها بأحدث وسائل البناء الحديثة, ومن ثم اعادة تذهيب الصفائح الاصلية واعادتها لأماكنها على القبة. وفي يوم 17 ربيع الأول عام 1438هـ الموافق 17 كانون الأول عام 2016م الذي توافق مع ذكرى ولادة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وولادة حفيده الامام جعفر الصادق عليه السلام, اكتمل العمل وأزيح الستار في احتفال بهيج عن القبّة المنورة لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام بعد إعادة تذهيبها.<ref>تاريخ تذهيب المرقد العلوي المطهر: مخطوط.</ref>


== المنارتان والايوان الذهبي ==
==المنارتان والايوان الذهبي==
   هما عمودا نور تقعان على جانبي الإيوان الذهبي من الجهة الشرقية للحرم العلوي المطهر. قالت الدكتورة سعاد ماهر في "مشهد النجف":(وتاريخ إنشاء المئذنتين وإن كان غير ثابت على وجه التحقيق، إلا أنهما من غير شك من الطراز الصفوي, أي أنهما يرجعان إلى عهد الشاه عباس، فهما من طراز البناء الأصلي للمشهد.<ref>مشهد الإمام علي في النجف: 170.</ref>
   هما عمودا نور تقعان على جانبي الإيوان الذهبي من الجهة الشرقية للحرم العلوي المطهر. قالت الدكتورة سعاد ماهر في "مشهد النجف":(وتاريخ إنشاء المئذنتين وإن كان غير ثابت على وجه التحقيق، إلا أنهما من غير شك من الطراز الصفوي, أي أنهما يرجعان إلى عهد الشاه عباس، فهما من طراز البناء الأصلي للمشهد.<ref>مشهد الإمام علي في النجف: 170.</ref>


سطر ٤٧٠: سطر ٤٣٩:
<br />
<br />


=== '''الإيوان الذهبي''' ===
==='''الإيوان الذهبي'''===
    يقع الإيوان الذهبي في الجهة الشرقية من الحرم العلوي المطهر وهو يمثل المدخل الرئيس للحرم ويبلغ عرضه 6.10م وارتفاعه 11م. أما منطقة فناء الحرم (الطارمة) فتقع بمحاذاة الإيوان الذهبي, وترتفع عن أرضية الصحن الشريف بمقدار20سم ويبلغ طولها 42م، وعرضها 7،50م، وهي مكسوة بالمرمر الأخضر.<ref>دليل العتبة العلوية المقدسة: 85.</ref>
    يقع الإيوان الذهبي في الجهة الشرقية من الحرم العلوي المطهر وهو يمثل المدخل الرئيس للحرم ويبلغ عرضه 6.10م وارتفاعه 11م. أما منطقة فناء الحرم (الطارمة) فتقع بمحاذاة الإيوان الذهبي, وترتفع عن أرضية الصحن الشريف بمقدار20سم ويبلغ طولها 42م، وعرضها 7،50م، وهي مكسوة بالمرمر الأخضر.<ref>دليل العتبة العلوية المقدسة: 85.</ref>


سطر ٥١٩: سطر ٤٨٨:
هذا إمام الأرض حقاً والسما  *** هذا إمام الدين والدنيا معا
هذا إمام الأرض حقاً والسما  *** هذا إمام الدين والدنيا معا


== ممزارات و مقابر ==
==ممزارات و مقابر==


=== مقبرة وادي السلام ===
===مقبرة وادي السلام===
هي مقبرة قديمة ،بجوار قبر أمير المؤمنين
هي مقبرة قديمة ،بجوار قبر أمير المؤمنين


=== مقبرة نوح و آدم و صالح و هود ===
===مقبرة نوح و آدم و صالح و هود===
هو مقام يعتقد أن النبي نوح و صالج و هود مدفونون فيه.
هو مقام يعتقد أن النبي نوح و صالج و هود مدفونون فيه.


=== مقامات الامام الصادق و الامام المهدي و الامام السجاد ===
===مقامات الامام الصادق و الامام المهدي و الامام السجاد===
و هو مقامات يعتقد أنهم عبدو و صلو فيه.
و هو مقامات يعتقد أنهم عبدو و صلو فيه.


=== قبر السيد الخوئي ===
===قبر السيد الخوئي===
قبر بجوار الحرم فيه قبر السيد الخوئي.
قبر بجوار الحرم فيه قبر السيد الخوئي.


== مصدر رئيسي ==
==مصدر رئيسي==
[https://www.imamali.net/?fid=1 الموقع الرسمي للعتبة العلوية]
[https://www.imamali.net/?fid=1 الموقع الرسمي للعتبة العلوية]


== مصادر ==
==مصادر==
{{پانویس}}
{{پانویس}}