لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ٧٥: | سطر ٧٥: | ||
==طرق التعبير عن البراءة== | ==طرق التعبير عن البراءة== | ||
البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع و الظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات، أو الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه والقتال معه. تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار وأعداء الله نوعا من البراءة العملية | البراءة هي حالة روحية، ويتم التعبير عنها بطرق مختلفة تتناسب مع الاوضاع و الظروف، مثل الكراهية في النفس وتغيير ملامح الوجه والتعبير بالكلمات،(وَ اِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ ما یَعْبُدُونَ اِلاَّ اللهَ...)}} ([[سورة کهف]]، 16) أو الابتعاد عن الشخص الذي يتم التبري منه(... وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ...)}} ([[سورة نحل]]، 36) والقتال معه.(سورة توبة، 1-3) تعتبر الهجرة من هيمنة الكفار وأعداء الله نوعا من البراءة العملية ولذلك فان الله يسقط عن المؤمنين أي التزام من عاتقهم ازاء سائر المؤمنين الذين لم يهاجروا من أراضي الكفار، الا في مساعدتهم في دينهم.([[سوره انفال]]، 72)<ref>نمونه، ج7، ص256.</ref> ويرى علماء الإسلام ان البراءة بمعنى التبري النفسي والابتعاد عن التقارب معهم يشمل كافة اعداء الله والكفار. | ||
ان التعبير عن البراءة و[[اللعن]] والمواجهة العملية لا يقتصر إلا على الكفار والمستكبرين الذين لا يلتزمون بعهدهم ويظهرون عداءهم لله والمسلمين.<ref>روابط بین الملل در اسلام، ص180-181.</ref> لهذا السبب، يشير القرآن الكريم إلى سبب القتال والعداء مع هؤلاء الاشخاص هو عدم التزامهم بعهدهم مع المسلمين، وليس كفرهم،(وَ اِنْ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فی دینِکُمْ فَقاتِلُوا اَئِمَّةَ الْکُفْرِ اِنَّهُمْ لا اَیْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنْتَهُونَ)}}. (سورة توبة، 12) لذلك التعبير عن البراءة من الذين لم يلتزموا بعهدهم اعتبروه واجبا على كافة المسلمين والمتحالفين معهم.<ref>بیان السعادة، ج2، ص245.</ref> | |||
الخطاب العام للمسلمين وإعلان البراءة من المشركين في جوار الكعبة يشير | الخطاب العام للمسلمين وإعلان البراءة من المشركين في جوار [[الكعبة]] يشير ايضا الى ان مفهوم البراءة في هذه الايات يتجاوز الحالة الروحية ويتطلب الابتعاد عن الكافرين والمشركين وفرض العزلة عليهم.<ref>ابعاد سیاسي واجتماعي حج، ص101.</ref> | ||
==البراءة من المشركين والحج== | |||
ومن وجهة نظرة مؤيدي البراءة من المشركين فانه نظرا لعدم تخصيص مكان وزمان محددين للبراءة من اعداء الله فان الحرم وايام الحج يعدان أنسب موقع للتعبير عن البراءة من المستكبرين وذلك نظرا للتجمع الاسلامي العظيم.<ref>میقات حج، ش30، ص216-228، «برائت از مشرکین از دیدگاه امام خمیني.</ref> | |||
ان التعابير القرانية(قِیَامًا لِلنَّاسِ)}} (سورة مائدة، 97)؛ {{قلم رنگ|سبز|(مثابةً للناسِ و اَمْناً)}} (سورة بقرة، 125)؛ {{قلم رنگ|سبز|(وُضِعَ للناس)}} ([[سوره آلعمران]]، 96)؛ {{قلم رنگ|سبز|(مُبَارَکًا وَهُدًی لِلْعَالَمِینَ)}} (سوره آلعمران، 96) التي تشير الى طبيعة ودور الحج الاجتماعي و[[بيت الله الحرام]]<ref>المیزان، ج14، ص369.</ref> يمكن اعتبارها البراءة من المشركين احدى النتائج الاجتماعية للحج وذلك نظرا للتغيير في مصاديقها ووفقا لاحوالات المجتمع الاسلامي ومتطلبات العصر. كما يمكن اعتبار التعابير في الروايات مثل جهاد الضعفاء وتوصيف الحج من عوامل تعزيز [[الدين]] هي اشارة الى البعد السياسي للحج وموضوع البراءة من المشركين. | |||
===السيرة النبوية(ص)=== | |||
في | البراءة من الشرك وآثارها في مسار الاهداف الرئيسية للـ[[توحيد]]، كانت لها ماضي بين [[الانبياء]] السابقين سيما النبي ابراهيم (ع) وبغض النظر عن الاسس القرانية استمرت في عصر النبي الاعظم (ص) في مناسك مثل [[رمي الجمرات]]<ref>نک: علل الشرائع، باب177، ص437.</ref> ولذلك استفاد النبي الاكرم (ص)من فرصة الحج لنشر [[الاسلام]] وطرد [[الشرك]] خلال اقامته في مكة المكرمة.<ref>نک:الطبقات، ج8، ص7؛ فتح الباري، ج1، ص60.</ref> | ||
وتؤكد الآية 3 من سورة التوبة على البراءة سيما في [[ايام الحج]] وارض الحرم. وتشير الروايات أن [[النبي (ص)]] اعرب عن برائته للمشركين في حالات مثل القاءه الخطب في [[منى]] و[[عرفة]] و[[غدير خم]] في [[حجة الوداع]] مؤكدا على الابعاد السياسية للحج.<ref>نک: السیرة النبویة، ج4، ص1022-1025؛ تاریخ یعقوبي، ج2، ص102-109.</ref> | |||
===سيرة الائمة المعصومين عليهم السلام=== | |||
في أعقاب وفاته، استمرت اعلان البراءة من اعداء الله في الحج واتسع نطاقه في البراءة من الحكام الظالمين لذلك كان [[الائمة الشيعة عليهم السلام]] يدعون مرارا [[المسلمين]] في اجتماع الحج العظيم الى الابتعاد والتبري عن المستكيرين وحكام الجور. | |||
الاراء المعارضة للبراءة | '''الإمام الحسين(ع)''': [[الامام الحسين (ع)]] من خلال الاستفادة من فرصة الحج قام بالكشف عن مفاسد [[معاوية]] ومساعيه الخبيثة في جمع من [[اصحابه]] و[[التابعين]] له<ref>کتاب سلیم بن قیس، ص787؛الاحتجاج، ج2، ص18-19؛ بحار الانوار، ج33،ص181-182.</ref> محذرا المسلمين منه.<ref>نک:الاحتجاج، ج2، ص18-19.</ref> | ||
في عام 60 للهجرة عندما غادر المدينة اثر رفضه البيعة مع [[يزيد]] اختيار مكة لاطلاع المسلمين على معارضته مع يزيد وخلافته خلال اداء مناسك الحج.<ref>سیره پیشوایان، ج9، ص11؛ زندگانی چهارده معصوم، ج7، ص38.</ref> | |||
'''الإمام سجاد(ع)''': تجاهل [[الامام السجاد عليه السلام]] في جوار [[الكعبة]] [[هشام بن عبد الملك]] الطاغوت في زمانه وادلى بحديث | |||
<ref>نک: المناقب، ج3، ص306-307.</ref> يكشف عن احتجاجه وبراءته منه. | |||
'''سيرة سائر الائمة المعصومين''': تفيد الروايات ان [[الامام الباقر]]<ref>میقات حج، سال1، ش4، ص11، «بهره گیری از ابعاد سیاسی حج.</ref> و[[الامام الصادق]]<ref>مناقب اهل البیت، ص268.</ref> و[[الامام الكاظم عليهم السلام]]<ref>المناقب، ج3، ص427-429.</ref> من خلال الاستفادة من فرصة الحج اعربوا عن احتجاهم للحكومات الظالمة في فترة زمانهم. | |||
===الاراء المعارضة للبراءة=== | |||
في المقابل، عارض البعض اقامة مراسم البراءة من المشركين للأسباب التالية: | في المقابل، عارض البعض اقامة مراسم البراءة من المشركين للأسباب التالية: | ||
أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا. | *أ. البراءة من المشركين كانت مخصصة في عهد الرسول الاكرم (ص) ولا تنطبق في عصرنا هذا. | ||
ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في الآية 197 من سورة البقرة. | *ب. تعتبر هذه المراسم من مصاديق الجدل في الحج بحيث تم النهي عنها في (وَ لا جِدالَ فِی الْحَجِّ)}} (الآية 197 من سورة البقرة.<ref>المباني الدینية والسیاسية البراءة من المشرکین، ص162؛ البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref> | ||
ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية | *ج. سيرة النبي (ص)في مناسك الحج لم تكن سوى التلبية والدعاء. | ||
د. اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية. | *د.اطلاق الشعارات ضد الأعداء والهتافات تتعارض مع اهداف الحج وتعد معصية.<ref>البرائة من المشرکین، ص232-251.</ref> | ||
وردا على هذه الاشكاليات، يمكن القول أنه إلى جانب ان البراءة من المشركين والفاسدين، متجذرة في القرآن الكريم والسيرة النبوية (ص) وسيرة الأئمة المعصومين (ع)، فإن الاطار العام للبراءة في القرآن والسنة تحول دون تخصيصها بفترة تاريخية محددة لمنع العودة الى الكفر | وردا على هذه الاشكاليات، يمكن القول أنه إلى جانب ان البراءة من المشركين والفاسدين، متجذرة في القرآن الكريم والسيرة النبوية (ص) وسيرة [[الأئمة المعصومين (ع)]]، فإن الاطار العام للبراءة في القرآن والسنة تحول دون تخصيصها بفترة تاريخية محددة لمنع العودة الى [[الكفر]] والشرك بمختلف أشكالها وايضا الحفاظ على [[وحدة]] المسلمين وتضامنهم، فيجب مواصلة مراسم البراءة من المشركين بشكل يتناغم مع اي فترة زمنية.<ref>در راه برپایی حج ابراهیمي، ص166.</ref> | ||
كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل فانه يختلف من حيث المصداق | كما أن مفهوم البراءة عن طريق الجدل بمعنى النزاع مع الطرف الاخر ورده بالدليل او شبه الدليل<ref>الکلیات، ص353، «جدل. </ref> فانه يختلف من حيث المصداق والاحكام. | ||
ان عددا من مصادر الروايات<ref>الکافي، ج4، ص338؛ من لا یحضره الفقیه، ج2، ص328؛ البرهان، ج1، ص427.</ref> والتفاسير<ref>تفسیر ابن ابي حاتم، ج1، ص348-349؛ التبیان، ج2، ص164؛ تفسیر ابن کثیر، ج1، ص407.</ref> قد فسرت أيضا الجدل المحظور بشكل اخر،بحيث لم يشتمل أي منها على البراءة من المشركين. | |||
===اتساع نطاق البراءة=== | ===اتساع نطاق البراءة=== |