حجر إسماعيل

من ويكي‌حج
(بالتحويل من حجر اسماعیل)

حجر إسماعيل مکان عريش بنته هاجر زوجة إبراهيم لأن تعيش فيه مع ابنه إسماعيل بوادي مکة. دفنت هاجر فی أرضه بعد وفاتها کما دفن فيه إسماعيل وبناته. یقع حجر إسماعيل جنب الضلع الشمالي للکعبة ویحاط بجدار مرتفعا بمتر ونصف متر علی شکل نصف الدائرة. تجدّد رخام جداره وأرضه في طوال الزمان مرات عديدة بید الخلفاء والملوك. روي في کتب التاريخ أنّ قريش نقصوا حوالي 7 أذراع من الکعبة علی جهة حجر إسماعيل عندما أرادوا إعادة بنائها لأنّهم انتهوا من أموالهم الطيبة ولم یريدوا أن یدخل مال حرام في بنيان بیت الله. أعاد عبدالله بن زبير بناء الکعبة علی ما کان قبل ما صنع قريش استنادا لرواية خالته عائشة عن رسول الله التي دلّت علی عدم رضاية الرسول بما فعل قريش في نقصان الکعبة. عندما قتل ابن زبير بيد حجّاج بن يوسف، أعيد البيت علی ما کان في عهد قريش بید عبدالملك بن مروان ولايزال علی بنیانهم. ما استقصر من البيت وزيد في الحجر، سبب رأي أهل السنة بوجوب إدخال حجر إسماعيل في الطواف وعدم المشي فيه. يعتقد الإمامية بأنّ الکعبة لم ینقص منها شئ ولا یعتبرون الروايات المبنية علی زيادة الحجر؛ ولکن عليهم إدخال الحجر في الطواف أيضا وهذا لأجل التأسي برسول الله.

ماهيته

عندما ذهب النبي إبراهيم بزوجته هاجر وولده الرضيع إسماعيل إلی جفاف الأرض بوادي مکة کما أمره الله، بنت هاجر عريشا فسکنته مع إبنها. یقع هذا المکان علی جنب الکعبة ویسمّی بِحجر إسماعيل. آل هذا المأوی بعد وفاة هاجر إلی مقبرة ودفنها إسماعيل فیه وحجّر علی قبرها بحائط أو جدار فیمنع الناس أن یمشوا علی قبرها؛ فکانت هذه بداية تسمية هذا المکان بالحِجر، أي المکان الذي حُجّر علیه و مُنع من أن یوصل إليه. دفن إسماعيل مع أمّه في الحجر[١] کما دفنت فيه بنات إسماعيل ودفن فيه الأنبياء الذين ماتوا حين أداء الحج.[٢]

وصفه

الکعبة وما حولها



حجر إسماعيل قطعة من المسجد الحرام وهو الفضاء بين ضلع الکعبة الشمالي وجدار قصير علی شکل نصف الدائرة یسمّی بالحطيم. الحطيم بمعنی الفاصل وهو الفاصل بين الکعبة والمطاف.[٣] ارتفاع الحطيم 1/31 متر وعرض جداره من الأعلی 1/52 متر و من الأسفل 1/44 متر والجدار مبطن بالرخام وأحد طرفيه محاذ للرکن الشامي والآخر محاذ للرکن الغربي. وسعة الفتحة التي بين الطرف الشرقي من الحطيم وآخر الشاذروان 2/30 متر ووسعة الفتحة الأخری التي بين طرفه الغربي ونهاية الشاذروان 2/23 متر والمسافة التي بين طرفي نصف الدائرة ثمانية أمتار. حجر إسماعيل مفروشة بالرخام و المسافة من منتصف جدار الکعبة الشمالي ووسط تجويف الحطيم من الداخل 8/44 أمتار.[٤] یسکب المطر من الميزاب في حجر إسماعيل.

تعميره

جدّد بناء الحطيم وسطح حجر إسماعيل مرات عديدة في تاريخ مکة. في موسم الحجّ سنة 140 هـ. أمر المنصور العباسي ستر جدار الحجر بالرخام وبدّل الرخام المهدي العباسي في سنة 161 هـ. وبقی بناؤه هکذا حتّی ألبسه المتوکّل رخاما جميلا في عام 241 هـ. وعمّر الحجر المعتضد العباسي سنة 283 هـ. والوزير جمال الدين المعروف بالجواد بعد 500 هـ. ولمرّة أخری علی يد الناصر العباسي سنة 578 هـ. وبعد ذلك جری علی حجر إسماعيل والحطيم مختلف التجديد والتحسين بأيدي المستنصر العباسي والملك المظفر صاحب اليمن والملك الناصر محمد بن قلاوون بسنة 720 هـ. والأشرف شعبان سنة 781 هـ. وجدّد الظاهر برقوق سنة 801 هـ. المکتوب علی الحجر. أصلح الأمير زين الدين مقبل القديري رخام الحطيم وأرض الحجر سنة 826 هـ. وعمّره بعد ذلك السلطان چقمق سنة 843 هـ. وقايتاباي سنة 880 هـ. والسلطان سليمان سنة 940 هـ. والسلطان محمد خان سنة 1073 هـ. .

نقص الکعبة وزيادة الحجر

هناك آراء مختلفة بين العلماء في کون حجر إسماعيل بعضه أو کلّه جزءا من الکعبة؛ نشأ هذا الإختلاف من قضية تأريخية: عندما قررت قريش إعادة بناء الکعبة، لانهدامها بعد وقوع السيل، طلب منهم ابن وهب بن عمرو بن عائذ الذي کان محترما بينهم أن لا تدخلوا في بنيان البيت إلاّ أموالهم الطيبة فلا یدخلوا فیها ربا ولا ظلمة وغیر ذلك من الأموال الحرام. علیهذا قصرت عندهم الأموال الطيبة والهدايا والنذور فترکوا من جانب حجر إسماعيل بعض البيت ونقصت الکعبة وزيد في الحجر.

بعد سنوات، کان عبدالله بن زبير أميرا للحجاز فأرسل يزيد بن معاوية جيشه من الشام لأجل محاربته؛ هدّم جيش يزيد الکعبة وحرّقوها ولکن وصلهم نبأ موت يزيد فهرب الجيش من مکة وبقي ابن زبير أمير الحجاز فأراد إعادة بناء البيت ولکن نقل رواية عن خالته عائشة أنّ رسول الله لم يرض بنقص الکعبة وأراد إصلاحها إن لم یخف حداثة قريش بالکفر. فدعا ابن زبير خمسين رجلا من الأشراف وسوّی الکعبة بالأرض ثمّ أشهدهم علی أنه بدأ ببناء الکعبة علی أساس إبراهيم الذي کان أکبر مما صنع قريش بقدر 7 أذرع تقريبا نحو حجر إسماعيل وانتهی من بنائها سنة 64 هـ.[٥] .

بعدما قتل حجاج بن يوسف ابن زبير و دخل مکة، کتب إلی عبدالملك بن مروان أن ابن زبير زاد في البيت ما ليس منه واستأذنه في ردّ الکعبة علی ما کان علیه في الجاهلية. تقبل ابن مروان فاهدم ما کان زاد فيها من الحجر وردّه إلی بنائها القرشي. یقال أنّ عبدالملك بن مروان ندم علی عمله بعد ذلك.[٦]

لمّا تولی هارون الرشيد الخلافة سأل مالك بن أنس عن هدم الکعبة وردّها إلی ما صنع ابن زبير لأجل الأحاديث المذکورة. ولکن حظره مالك بأن لا یجعل هذا البيت لعبة للملوك فتذهب هيبته من صدور الناس.

هذا سبب اختلاف العلماء فیعتقدون بعضهم أنّ الکعبة حاليا نفس الکعبة التي بناها إبراهيم ولم ینقصر منها شئ في قضية قريش ولا اعتبار بالروايات الدالة علی إدخال البيت في حجر إسماعيل. والبعض یعتقدون أنّ البيت انقصر بقدر 5 إلی 7 أذراع. وعلی رأي بعضهم الآخر، الحجر کلّه من الکعبة وانفصل منها تماما علی يد قريش.

إدخاله في الطواف

يجب إدخال حجر إسماعيل في الطواف.

اجتمع المذاهب الإسلامية علی أنّ الطواف یشمل حجر إسماعيل ویجب إدخاله في الطواف، بمعنی أن یطوف الحاج حول الحجر من دون أن یدخل فیه. هذا حکم لجميع المسلمين ولکن المذاهب الأربعة لأهل السنة یدخلونه في الطواف لأنهم یعتقدون أنّ هناك جزء من الکعبة في الحجر بعد تجديد بنائها علی ید قريش فيجب إدخاله في الطواف فيتحقّق طواف بيت الله.

ولکن الإمامية یدخلونه في الطواف لأجل التأسي برسول الله ولا یعتقدون بکون جزء الحجر من البيت. فلم یستقصر شئ من الکعبة في قضية إعادة بنائها بید قریش؛ فتنکر روايات الإمامية دخول الحجر في البيت حتی بقدر قلامة ظفر. [٧]

الصلاة فيه

کانت زعماء قريش، مدة حکومتهم علی مکة، یجلس في حجر إسماعيل دون غيرهم وکان الحجر مکان الدعاء والصلاة. روی ابن عباس أنّ عبد المطلب جلس علی مفرش في الحجر مختص به ویجلسون کبراء قريش حوله دون المفرش. کان الحجر لهم، مکان لاستجابة الدعاء.[٨]

یستحبّ علی اعتقاد الفقهاء، الصلاة فيه بفضل کبير ولکن اختلفوا في جزئي الأمور:

المواقع ذات صلة

الهوامش

  1. وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، 13 : 355 .
  2. وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، 13 : 154 .
  3. تاج العروس، الزبيدي، 3 : 124 .
  4. مرآة الحرمين، ابراهیم رفعت، 1 : 266 - 308 .
  5. تاريخ الطبري، أحداث سنة 64هـ ، ص 406 .
  6. صحيح مسلم، 9: 93 - 94 .
  7. وسائل الشيعة، الحر العاملي، 13 : 353 .
  8. أخبار مکة، الأرزقي، 1 : 314 .
  9. وسائل الشيعة، الحر العاملي، 5 : 273 .

المنابع