باب علي (مسجد الحرام)

باب علي (ع) من الابواب الواقعة على الجدار الشرقي لـ مسجد الحرام، سبب تسمية هذا المكان هو دخول علي (عليه السلام) من هذا الباب لاداء الصلاة منها وقد اطلق عليها هذا التسمية في القرن الخامس من الهجرة. وقد وردت أسماء مختلفة لهذا الباب مثل باب البطحاء وباب سوق الليل وباب بني هاشم ايضا. تم تجديد بنائه في عصور مختلفة، وفي إحدى التجديدات تم هدمها بالكامل واعادة بنائها من جديد، مما أدت إلى تغييرات في الشكل المعماري للباب. في التوسعة الأولى التي قام بها السعوديون اختفت الباب بشكل كامل واستحدثت بدلا من ذلك في مدخل ساحة المسعى باب بثلاثة أقواس بنفس الاسم.

موقعیة الباب

باب علي (عليه السلام): من أبواب المسجد الحرام الواقعة على الجدار الجنوب الشرقي لمسجد[١] أطلقت عليها اسم باب البطحاء في القرن الثالث للهجرة بسبب موقعها المقابل وادي البطحاء[٢] وسميت بباب سوق الليل (موقع في مكة)[٣] كما وعرفت بباب بني هاشم ايضا.[٤]

تسمیة الباب

اصبح معروفا بهذا الإسلم لأول مرة في القرن الخامس من الهجرة، وكان سبب هذه التسمية مرور الإمام علي (عليه السلام) منه لأداء الصلوات [٥] من هذا الطريق وبقت هذه التسمية منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا.[٦] و البعض يقول بان هذه التسمية كانت بسبب موقع الباب الواقع مقابل شعب علي (عليه السلام) (بني هاشم او ابي طالب).[٧]

توسعة مسجد الحرام

تم تشييد الباب كخامس وآخر باب في الجدار الشرقي للمسجد[٨] خلال التوسعة الثانية التي تمت في فترة المهدي العباسي (158 ـ 169 هـ) [٩].يعتقد البعض أنه تم إضافة 90 ذراعا (حوالي خمسة وخمسين مترا ونصف المتر) إلى مساحة المسجد تم تشييد طريق لعبور الفيضانات فيه.[١٠] وهكذا تم تصميم الباب تصميما هندسيا خاصا وتم اختيار موقع يسمح بدخول السيول والفيضانات داخل المسجد الاقصى من هذا الباب ليخرج الماء بأقل اضرار من باب البقالين (خزوره) الواقع في الجهة الغربية من المسجد.[١١]

ممیزات الباب

قام العديد من المؤرخين في مختلف العصور بتوثيق بناء هذا الباب وبتقارير تفصيلية. تم بناء هذا الباب بداية بعرض 21 ذراعا (أكثر من 10 امتار) بثلاث مداخل وثلاث أقواس بارتفاع 13 ذراعا (اكثر من 6 أمتار) على عمودين من الرخام. لكل مدخل باب من خشب الصاج تفتح على مصراعين وقد تم زخرفة الاقواس من الداخل والخارج ببلاط ملون وقد زين جانبي الباب بقطع من الرخام الابيض والاحمر والاصفر واحجار رخامية مذهبة. [١٢] يوصل هذا الباب بسبعة درجات [١٣] أو خمسة منها[١٤] إلى خارج المسجد. تزامنا مع بناء الباب تم بناء مىذنة بارتفاع 90 مترا [١٥] جنبه والتي تعرف بـ مئذنة باب علي[١٦] وفوق الباب هناك نافذة على بعد 23 ذراعا (حوالي 11 مترا) من الباب عرضها 24 ذراعا (اقل من 12 مترا) وارتفاعها 4 اذرع (حوالي متران) من خشب الصاج المطلى بالذهب والأحجار الكريمة.[١٧]

اصلاح الباب

تم تجديد بناء واصلاح الباب في مختلف العصور منها الإصلاح الذي تم عام 738 هـ بعد ان خلعت فيضانات [١٨]عام 826 هـ الابواب وكان ذلك في عهد برسباي المملوكي. [١٩] وفي الأول من محرم عام 881 هـ في عهد السلطان سيف الدين قايتباي المملوكي (872 ـ 901 هـ). [٢٠] كما وفي عام 964 هـ خلال التوسعة التي تمت في فترة السلطان سليمان القانوني (926-974هـ) تمت بعض الإصلاحات عليها.[٢١]

اعادة بناء الباب

وفي توسعة مسجد الحرام (980-984هـ) التي تمت في عهد السلطان سليم الثاني (974 ـ 982هـ) والسلطان مراد (982 - 1003هـ) تم إعادة بناء الباب [٢٢] وقد أدى هذا التجديد إلى تغييرات في الشكل المعماري له لكن احتفظ بنفس العرض مع ثلاثة مداخل ولكل مدخل باب من خشب تفتح على مصراعين. وقاموا ببناء قبو مخروطي لكل من هذه المداخل وتم طلائها بالوان متباينة. كم استخدمت الالوان المتباينة في طلاء الجزء الخارجي من الأبواب ايضا وقد وضعت الأقواس الثلاثة على عمودين مستطيلين [٢٣] كان ارتفاع الباب من مستوى المسجد 13 درجة (ارتفاع كل ىرجه 28 سم)[٢٤] ومن مستوى الشارع 5 درجات.[٢٥] اعتلى الباب نقش بدأ من باب عباس ليستمر حتى باب علي.[٢٦] كما وقد وضع عمود اخضر في باب بني هاشم كعلامة لمن يريد الذهاب من مروة إلى الصفا. [٢٧] كما وقد شيد 115 فتحة حجرية في السور [٢٨] وفي رواية اخرى 125 فتحة [٢٩] على شكل اوراق مثلثة. وعند المدخل من الداخل والخارج قد شيد نقوش حجرية منقوشه تعود إلى آخر مرة من توسعة المسجد الحرام الذي كان بتاريخ 984 هـ [٣٠] كما وتوجد نقش بخط الثلث يعود لسنة 988 هـ اشارة إلى اعادة اعمار المكان في عهد السلطان مراد.[٣١]

بناء ممرات الباب

تم بناء ممر واحد في عام 1259 هـ بأمر من السلطان العثماني عبد المجيد الثاني (1255ـ 1277هـ).[٣٢]

هدم واعادة بناء الباب

بقت بوابة علي (عليه السلام) بهذه المواصفات إلى فترة التوسعة السعودية الاولى (1368ـ 1375هـ)، ففي هذه الفترة تم هدم الباب بشكل كامل واضيفت مساحات منها إلى المسعى. بدل من ذلك اضيفت بوابة بثلاثة اقواس وممررين في مدخل المسعى بنفس الاسم.[٣٣] ارتفاع الباب الجديد يعادل ارتفاع ثلاث طوابق من المسجد الحرام وتم بناء فوق كل قوس نافذة على شكل محراب بسیاج حديدي. وقد شيدت على اربعة اعمدة كان ارتفاع كل منهما يصل إلى الطابق الثاني من الحرم. وقد تم تغليف اسفل الاعمدة بالجرانيت الأسود ذات عروق بيضاء كما ولكل عمود تاج يمتد من الطابق الثاني إلى الثالث وقد استحدثت فوق الأقواس 3 شرفات مبنية من الجرانيت الابيض المنقوش. وقد تم تصميم مستطيلين داخل هذه الشرفات المستطيل الداخلي يحتوي بداخله على نجمة بـ16 عشر ضلعا. و لكل مدخل باب من خشب يفتح على مصراعين مصنوع بتصاميم اسلامية ومزين بآيات من القرآن والأسماء الحسنى. وقد تم هدم هذا الباب في عام 1430هـ في إطار مشروع اتساع المسعى ومسجد الحرام واليوم في عام (1432هـ) يتم إنشاء باب آخر يحمل نفس الإسم.

المراسم الخاصة لباب علي

لا تذكر المصادر اي احداث او مراسم خاصة لباب علي، فقط روى جار الله بن فهد (متوفى في 594 هـ) في توضيح كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حركة المشاركين في الحفل من مكان ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخولهم إلى المسجد الحرام من هذا الباب.[٣٤] كما وروى عماد زاده في القرن الـ 14 هـ انه كان من المعمول به ان يقوم الحجاج من ايران والعراق بالدخول والخروج من هذا الباب.[٣٥]

باب علي هو ايضا اسم احد ابواب المسجد النبوي حالي.[٣٦]

الهوامش

  1. التاریخ القویم، ج2، ص12؛ مرآة الحرمین، ج1، ص231؛ نک: اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص87-88، 306.
  2. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص75.
  3. اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص189؛ الاعلاق النفیسة، ص49؛ قاموس الحرمین، ص51.
  4. البلدان، ص153؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص166؛ شفاء الغرام، ج1، ص313؛ قاموس الحرمین، ص51.
  5. سفرنامه ناصر خسرو، ص127.
  6. تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص90.
  7. الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص110؛ معجم معالم الحجاز، ج5، ص56.
  8. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص88.
  9. الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص109-110.
  10. تاریخ عمارة الحرم المکي الشریف، ص184.
  11. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص80-81؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص173؛ الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص109.
  12. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص88؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص189-190؛ الاعلاق النفیسة، ص48-49.
  13. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص88.
  14. الاعلاق النفیسة، ص48-49.
  15. حرمین شریفین، ص112.
  16. الارج المسکي، ص179؛ سفرنامه حجاز، ص213.
  17. اخبار مکة، ازرقي، ج2، ص88؛ اخبار مکة، فاکهي، ج2، ص189-190؛ الاعلاق النفیسة، ص48-49.
  18. اتحاف الوری، ج3، ص213-215.
  19. العقد الثمین، ج1، ص252؛ اتحاف الوری، ج3، ص599-600؛ الاعلام باعلام بیت الله الحرام، ص216-217.
  20. اتحاف الوری، ج4، ص601.
  21. تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص91.
  22. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص119؛ تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص91.
  23. نک: تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص91-93.
  24. مرآة الحرمین، ج1، ص231.
  25. حرمین شریفین، ص83.
  26. تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص92.
  27. خبار مکة، ازرقي، ج2، ص75.
  28. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص119.
  29. تاریخ عمارة واسماء ابواب المسجد الحرام، ص92.
  30. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص119.
  31. تاریخ عمارة المسجد الحرام، ص119.
  32. تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجد الحرام، ص92.
  33. عمارة المسجد الحرام و المسجد النبي، ص125، 144؛ موسوعة مکة المکرمة، ج4، ص467.
  34. نیل المنی، ج1، ص55-56؛ موسوعة مکة المکرمة، ج4، ص465-466.
  35. تاریخ جغرافیایي مکة، ص140.
  36. التعریف، ص433-434؛ موسوعة مکة المکرمة، ج4، ص464.

المنابع


  • اتحاف الوری: عمر بن محمد بن فهد (م. 885ق.)، بمحاولة عبدالکریم، مکة، جامعة‌ام القری، 1408ق؛
  • اخبار مکة: الازرقي (م. 248ق.)، بمحاولة رشدي الصالح، مکه، مکتبة الثقافة، 1415ق؛
  • اخبار مکة: الفاکهي (م. 279ق.)، بمحاولة ابن دهیش، بیروت، دار خضر، 1414ق؛
  • الارج المسکي في تاریخ المکي: علي عبدالقادر الطبري (م. 1070ق.)، بمحاولة الجمال، مکة، المکتبة التجاریة، 1416ق؛
  • الاعلاق النفیسة: ابن رسته (م. قرن3ق.)، بیروت، دار صادر، 1892م؛
  • الاعلام باعلام بیت الله الحرام: محمد بن احمد النهروالي (م. 990ق.)، بمحاولة علي محمد، قاهرة، مکتبة الثقافة الدینیة، 1425ق؛
  • البلدان: یعقوبي (م. 284ق.)، بمحاولة صناوي، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1422ق؛
  • تاریخ جغرافیاي مکة معظمة: حسین عمادزاده، طهران، مکتب قرآن؛
  • تاریخ عمارة المسجدالحرام: حسین عبدالله باسلامة، جدة، تهامة، 1400ق؛
  • تاریخ عمارة و اسماء ابواب المسجدالحرام: طه عبدالقادر، مکة، جامعة‌ام القری؛
  • التاریخ القویم: محمد طاهر الکردي، بمحاولة ابن دهیش، بیروت، دار خضر، 1420ق؛
  • التعریف بتاریخ و معالم المسجد النبوي الشریف: ضیاء بن محمد عطار، کنوز المعرفة، 1432ق؛
  • حرمین شریفین: حسین قره‌چانلو، طهران، امیر کبیر، 1362ش؛
  • سفرنامه حجاز: محمد لبیب البتنوني، ترجمه: انصاري، طهران، مشعر، 1381ش؛
  • سفرنامه ناصر خسرو: ناصر خسرو (م. 481ق.)، طهران، زوّار، 1381ش؛
  • شفاء الغرام: محمد الفاسي (م. 832ق.)، بمحاولة فئة من العلماء، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1421ق؛
  • العقد الثمین في تاریخ البلد الامین: محمد الفاسي (م. 832ق.)، بمحاولة محمد عبدالقادر، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1419ق؛
  • عمارة المسجدالحرام و المسجد النبوي في العهد السعودي: عبداللطیف ابن دهیش، ریاض، الامانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام علی تاسیس المملکة، 1419ق؛
  • قاموس الحرمین الشریفین: محمد رضا النعمتي، قم، مشعر، 1418ق؛
  • مرآة الحرمین: ابراهیم رفعت پاشا (م. 1353ق.)، قم، المطبعة العلمیة، 1344ق؛
  • معجم معالم الحجاز: عاتق بن غیث البلادي، دار مکة، 1400ق؛
  • موسوعة مکة المکرمة و المدینة المنورة: احمد زکی یماني، مصر، مؤسسة الفرقان، 1429ق؛
  • نیل المنی بذیل بلوغ القری: محمد جارالله بن فهد، بمحاولة الهیله، مؤسسة الفرقان، 1420ق.

قالب:END