تعدّ فرقة القرامطة التي وصفها التاريه بأنها فرقة مشاغبة ومتمردة وکانت عاملا أساسيا أدی إلی مذابح جماعية وإلی حملات إغارة علی أموال المسلمين فرعا من الفرقة المعروفة بالإسماعيلية حیث ظهرت فط قلب المجتمع الإسلامي وسببت الکثير من المتاعب والمشاکل آنذاک بسبب أفکارها وعقائدها الخاصة خصوصا في العهد العباسي مما أدی إلی وقوع العديد من الضحايا نتيجة انحرافاتهم.

کلمة القرامطة

علمنا فيما سبق أن کلمة القرامطة مأخوذة من لقب مؤسسها حمدان قرمط، ونريد الآن فهم معنی هذه الکلمة أکثر وما تعنيه من مضامين ولسبب الذي من أجله نسبت هذه لکلمه إلی حمدان. لقد وردت احتمالات کثيرة بهذا الصدد نذکر أهمها فيما يلي: یقول ابن النديم أن السبب في إطلاق کلمة قرمط علی حمدان هو أنه کان قصير القمامة. یقول البغدادي کان یقارب ما بین خطوة في السیر أو أنه کان یضع فواصل فليلة بین السطور في کتاباته. یقول ابن منظور دونما اشارة إلی وجه تسمية القرامطة، القرمطة هي المقاربة ما بین القدمين وکذلکبین السطور في الکتابة والدقة في ذلک. یقول الجرجاني قرمط هي إحدی قری واسط، في حین یسمي ابن خلف الأشغری لقب حمدان بقرمطوية.

معتقدات القرامطة

تعد الأصول والمعتقدات الأولية للقرامطة نفسها التي تعتقد بها الإسماعيلية إلا أن هذه الفرقة المتشعبة عن الإسماعيلية تملک بعض العقائد الخاصة بها، التي تميزها عن باقي الفرق والجماعات المنتمية بدورها إلی الإسماعيلية؛ ولأنّ تلک العقائد هيکل ما ذکرته کتب المناوئين لهذه الفرقة فلا یمکن إزاء ذلک الإعتماد علی صحتها ودقة انتسابها إلی القرامطة. وطبقا لمؤلفات النوبختي وأبي خلف الأشعري فإن القرامطة یقولون بإمامة محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق ویعرفونه علی أنه الإمام القائم المهدي المذکور، بل إنهم بنبوّته ونبوة سائر الأئمة کذلک.

قيام دولة القرامطة في الإحساء والبحرين

یذکر المؤرخون أن القرامطة تمکنوا من تشکيل دولة قوية نسبيا ولذک سنة 286 في المناطق الجنونية من الخليج الفارسي في البحرين والقطيف والإحساء وکان یرأسهم شخص يدعی أبوسعيد الجنابي آنذاک. وقد وردت أخبار مختلفة عن هذه الشخصية وهو ما کتبه المؤرخون هنا. وأفضل ما لدينا من الأخبار هو ما ذواه ابن حوقل عن سوابق ابو سعيد هذا. وکيفيته تعرّفه علی فرقة القرامطة وتشکيل حکومة لهم في البحرين وأماکن أخری ونورد أدناه نصّ العبارات التي ذکرها ابن حوقل.