الصفا والمروة

من ويكي‌حج
(بالتحويل من الصفا و المروه)

الصفا والمروة، اسمان لجبلين صغيرين بجوار المسجد الحرام، السعي بين هذين الجبلين، من اعمال ومناسك الحج والعمرة المفردة. يقع الصفا في اسفل جبل ابو قبيس على الجانب الجنوب الشرقي من الكعبة ونقطة انطلاق السعي والمروة ايضا جبل صغير مجاور لجبل قعيقعان يقع في الجانب الشمالي الشرقي للكعبة ونقطة النهاية للسعي، فيما يطلق على المسافة بين جبلي الصفا والمروة بالمسعى.

موقع الصفا والمروة

الصفا اسم جبل صغير عند سفح جبل ابوقيس، هذا الجبل يقع على الجانب الجنوبي الشرقي من الكعبة وعلى مسافة 130 مترا منه ويبدأ السعي من هذه النقطة.

المروة ايضا اسم جبل صغير باحجار بيضاء، هذا الجبل يقع على جانب الشمال الشرقي للكعبة وعلى مسافة 300 متراً منها، هذا الجبل ملاصقا لجبل قيقعان ويعتبر نقطة النهاية للسعي.

المسافة بين الصفا والمروة

يطلق على المسافة بين جبلي الصفا والمروة "المسعى"، تبلغ المسافة من صفا وحتى المروة (766.5) ذراعاً والمساحة التي يجب السعي فيها خلال سبعة اشواط ذهابا وايابا بين هذين الجبلين هو (5.65.5) ذراع.[١]

الشكل اليومي

في الوقت الحاضر اصبح المسعى على شكل قاعة جميلة من طابقين مغطاة بطول 394.5 مترا وعرض 20 متراً، ارتفاع الطابق الاول 12 مترا وارتفاع الطابق الثاني 9 امتار، كما توجد جدران على السطح يقوم بعض من اهل السنة بالسعي هناك.

يوجد في وسط هذا الطريق ممران ضيقان محاطان بجدران قصيرة يستخدمه من لهم اعذار ممن يستقلون عربات المرضى للتحرك من داخلها احداها تتجه صوب الصفا والآخر صوب المروة.

للمسعى 16 بابا تفتح جميعها على الجانب الشرقي من المسجد الحرام، بالاضافة الى السلالم العادية والكهربائية التي يتم نقل الحجاج بواسطتها الى الطابق العلوي. في الطاق الثاني ايضا يستطيع الحجاج الخروج من داخل المسعى بواسطة بابين تفتح الى خارج الحرم.

لمنع الاخطار المحتملة للفيضانات، تم انشاء قناة بعرض 5 امتار وارتفاع «4.6» متر تحت المسعى تنقل المياه الى خارجه.[٢]

الخلفية

تعود الخلفية التاريخية لجبلي الصفا والمروة الى روايات هبوط آدم(ع)، ففي حديث لـ لإمام الصادق(ع) نقل إن الصفا سميت صفا لإن آدم المختار قد هبط عليه لذلك اختير للجبل احدى اسماء آدم، فقد قال الله تعالى: «ان اللّٰه اصطفی آدم و نوحاً...» وهبطت حواء على مروة وقد سميت المروة بمروة لإن هبطت عليها امرأة لذلك اختير للجبل اسم من المراة.[٣]

وتربط روايات أخرى شهرة هذين الجبلين الى عصر النبي ابراهيم(ع) وحسب رواية منقولة من ابن عباس فإن اول من سعى بين الصفا والمروة كانت أم اسماعيل.[٤]، فبعد ما قامت به هاجر من الذهاب والإياب سبع مرات بين الصفا والمروة اصبح هذا السعي سنةً[٥] وقد كان ابراهيم وابنه اسماعيل اول من قاموا بهذه السنة.[٦] فيما كرر باقي الانبياء عند زيارتهم للكعبة هذا العمل.[٧]

العصر الجاهلي

حسب بعض الروايات التاريخية فقد وضع في عصر الجاهلي قد صنم "نهيك" على جبل الصفا و صنم مطعم الطير على جبل مروة.[٨] لذلك فإن المشركين الذين كان يعبدون صنم منات لم يقوموا بالسعي بين الصفا والمروة.[٩] وقد بقيت هذه الاصنام على جبلي الصفا والمروة حتي العام السابع من هجرة الرسول(ص) عندما جاء لعمرة القضاء الى مكة وحسب رواية عن الإمام الصادق(ع) ازيلت هذه الاصنام بطلب من رسول الله(ص) من على جبلي الصفا والمروة، وقام النبي(ص) بالسعي بين الصفا والمروة وثم قام المشركين بعدها بارجاع الاصنام مرة اخرى على الجبلين.[١٠]

الصفا والمروة في القرآن

وجاء ذكر الصفا والمروة مرة واحدة في الآية 158 من سورة البقرة.

(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).

يتفق المفسرون الشيعة واهل السنة على شأن نزول هذه الآية: فقد نزلت هذه الآية في عمرة القضاء وقبل فتح مكة، كان يتصور بعض اصحاب ارسول(ص) بوجوب تركهم للسعي بسبب وجود الاصنام على جبل الصفا والمروة، لكن القرآن في هذه الآية يلزم المسلمين بالسعي في هذه الظروف ايضا.

الصفا والمروة في الروايات

وفي رواية عن النبي(ص) فإن اجر السعي بين الصفا والمروة يساوي اجر الحج وثواب عتق 70 رقبة.[١١] وفي روايات من ائمة الشيعة تم التأكيد على فضل السعي[١٢][١٣] وعن طلب الشفاعة للساعين من قبل الملاكة.[١٤]

الحكم الفقهي للسعي

السعي بين الصفا والمروة ركن من اركان الحج، اذا ترك الحجاج عمدا هذا الركن فإن حجهم سيكون باطلا.

الهوامش

  1. اخبار مکة، ج٢، ص١١٩.
  2. في خدمة ضیوف الرحمان، ص6٨.
  3. بحارالانوار، ج٩6، ص4٣.
  4. تاریخ طبري، ج١، ص١٩٣.
  5. قصص الانبیاء، ابن کثیر، ج١، ص٢٢4.
  6. تاریخ طبري، ج١، ص١٩٣.
  7. اخبار مکة، ج١، 6٨.
  8. اخبار مکة، ج١، ص١٢5.
  9. اخبار مکة، ج١، ص١٢5.
  10. مجمع‌البیان، ج١، ص٢4٠؛ بحارالانوار، ج٩6، ص٢٣5.
  11. بحار، ج٩6، ص٢٣6.
  12. بحار، ج٩6، ص٢٣5.
  13. بحار، ج٩6، ص٢٣4.
  14. الفقیة، ج٢، ص١٣5.

المنابع

  • قرآن کریم.
  • مجمع‌البحرین، طریحي، طهران - ١۴٠٨ ه‌. ق.
  • قصص الانبیاء، ابن‌کثیر، اسماعیل بن عمر.
  • بحارالانوار، محمدباقر المجلسي، ط ٢، بیروت، مؤسسة الوفاء، 1403ه. ق - ١٩٨٣م.
  • تاریخ الطبري، محمد بن جریر الطبري، تحقیق محمد ابوالفضل ابراهیم، الطبعة الثانیة، بیروت، دارالتراث، ١٩6٧م.
  • اخبار مکة، ازرقي، محمد بن عبدالله.
  • لغت‌نامه دهخدا، من انتشارات جامعة طهران، ج٢، ص١٧٠٠.
  • کشف‌ الاسرار، میبدي، ابوالفضل.
  • مجمع البیان، طبرسي، فضل بن حسن.
  • هدایة السالک، مبارک بن علي بن حمد التميمي.
  • احکام القرآن، ابوبكر محمد بن عبدالله ابن عربي.
  • سلسلة ینابیع الفقهیة، مروارید، علي اصغر.