أعمدة الكعبة هي الأعمدة الموجودة داخل الكعبة، والتي تم تشييدها لأول مرة على يد قريش سنة 35 من عام الفيل (5 قبل البعثة)، وقد خفّض عبد الله بن الزبير عددها إلى ثلاثة حين أعاد إعمار الكعبة عام 64 هـ، ولا زال عددها وموقعها على حاله حتى اليوم.

أعمدة الكعبة

وهي بنّية اللون تميل إلى السواد، ويمتدّ وسط الأعمدة شريط معدني تُعلّق عليه بعض هدايا الكعبة المشرفة.

لمحة

بُنيت الأعمدة الأولى للكعبة على يد قريش سنة 35 من عام الفيل (5 قبل البعثة)، وكانت عبارة عن ستة أعمدة؛ تتوزّع على صفّين؛ من الشمال إلى الجنوب (عرض الكعبة).[١] وقبل ذلك كانت الكعبة بلا سقف منذ عهد النبي إبراهيم، ولم تكن بحاجة لأعمدة.[٢]

وأثناء الحرب بين جيشي يزيد وابن الزبير؛ أُحرقت الكعبة وتعرّضت للتخريب، وأعاد عبد الله بن الزبير بناءها سنة 64 هـ، ووضع لها ثلاثة أعمدة خشبية، بقي عددها وموقعها على حاله حتى اليوم.[٣]

مكان صلاة النبي(ص)

جاء في بعض النصوص التاريخية أن النبي دخل الكعبة بعد فتح مكة وصلّى فيها، بحيث وضع عمودين عن يمينه، وعموداً عن يساره وثلاثة أعمدة من خلفه.[٤]

ويوجد اليوم محراب عند دخول الكعبة، يقع مقابل بابها، ويُشار إليه على أنه المكان الذي صلّى فيه النبي.[٥]

صفات الأعمدة

على الرغم من بقاء موضع وعدد الأعمدة الثلاثة التي بنيت داخل الكعبة أثناء إعمار عبد الله بن الزبير (64 الهجرة) إلا أنه تم استبدالها لاحقاً أثناء عمليات إعادة الإعمار داخل الكعبة، وأصبحت أعمدة الكعبة في الزمن الحالي مُزخرفة ومُزيّنة.[٦]

تتموضع هذه الأعمدة الثلاثة على التوالي من الشمال إلى الجنوب (عرض الكعبة)، والمسافة بين كل عمود وآخر أربعة أقدام، ويبعد العمود الأول ثلاثة أقدام عن الضلع اليماني الشرقي، في حين يقع العمود الثالث مقابل الضلع العراقي الشامي.[٧]

ولون الأعمدة بني مائل إلى السواد، وقطر كل عمود منها 44 سم، ومحيطه 150 سم تقريباً. ولكل منها قاعدة خشبية مربعة الشكل ومنحوتة،[٨] كما يمتدّ بين الأعمدة الثلاثة شريط معدني معلّق عليه بعض هدايا الكعبة، ويوجد في أعلى كل عمود حامل ينتهي طرفاه إلى الجدارين الشمالي والجنوبي للكعبة.[٩]

تصل الأعمدة الثلاثة إلى السقف السفلي فقط دون العلوي، في حين وُضعت أعمدة خشبية أضيق وأكثر عدداً ما بين السقفين السفلي والعلوي لدعم السقف العلوي؛ ويتّكئ بعضها على الأعمدة الثلاثة الأساسية. كما يوجد جسر للتدعيم أسفل كل عمود من الأعمدة الثلاثة التي تتحمل معظم وزن السقف.[١٠]

معرض الصور

الهوامش

  1. مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب‌، ج2، ص819؛ مكة در بستر تاريخ، ص106.
  2. مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب‌، ج1، ص332؛ أخبار مكة، الأزرقي، ج1، ص66.
  3. الرحلة الحجازية، ص106؛ مرآة الحرمين الشريفين، ج1، ص264.
  4. مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب‌، ج2، ص819.
  5. الرحلة الحجازية، ص106.
  6. الرحلة الحجازية، ص106؛ مرآة الحرمين الشريفين، ج1، ص264.
  7. رحلة ابن جبير، ص54؛ رحلة ابن بطوطة، ج1، ص372.
  8. مكة ومدينة، ص121.
  9. مكة ومدينة، ص121.
  10. مكة ومدينة، ص121.
  11. «جزء تالف من أحد الأعمدة الخشبیة للکعبة المشرفة التي یرجع تاریخها لعام 65 هـ»، وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
  12. «Exhibition of the Two Holy Mosques' Architecture»،‌ Madain Project

المنابع

  • أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، الأزرقي، محمد بن عبد الله، تحقيق: ملحس، رشدي صالح، بيروت، دار الأندلس، 1416هـ.
  • «جزء تالف من أحد الأعمدة الخشبیة للکعبة المشرفة التي يرجع تاريخها لعام 65 هـ»، وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، تاريخ إدراج المطلب:‌ 30 أغسطس2017م، تاريخ المشاهدة:‌ 12 أغسطس 2024م.
  • رحلة ابن جبير، محمد بن أحمد ابن جبير، بيروت، دار ومكتبة الهلال، (د.ت).
  • رحلة ابن بطوطة، محمد بن عبد الله بن بطوطة، تحقيق: عبد الهادي تازي، رباط، أكاديمية المملكة المغربية، 1417هـ/ 1997م.
  • الرحلة الحجازية، محمد لبيب بتنوني، القاهرة، الناشر: المؤلف، 1329هـ.
  • مكة در بستر تاريخ، نعمت‌ الله صفري فروشاني، قم، مركز جهاني علوم‌ إسلامي، الطبعة الأولى، 1386ش.
  • مكة ومدينة، عبيد الله محمد أمين الكردي، ترجمة حسين صابري، طهران، نشر مشعر، 1380ش.
  • موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، أيوب صبري باشا، القاهرة، دار الآفاق العربية، 1424هـ/ 2004م.
  • «Exhibition of the Two Holy Mosques' Architecture»،‌ معرض عمارة الحرمين الشريفين، تاريخ المشاهدة: 12 أغسطس 2024م.