الهرولة

الرَمَل أو الهَروَلة

الرَمَل أو الهَروَلة هو نوع من الحركة بين المشي والجري، بحيث تتحرك الأكتاف أثناء الحركة. يتفق جميع الفقهاء من المذاهب الإسلامية على أن الرَمَل في السعي بين الصفا والمروة مستحب. وقد ذكر أن هذا الاستحباب خاص بالرجال ولا يُستحب للنساء.

في الطواف، يختلف فقهاء الإمامية في حكم الهَروَلة. فبعضهم يعتبرها مستحبة، بينما يرى آخرون أن الاعتدال في الحركة هو المستحب. أما فقهاء المذاهب الأربعة عند أهل السنة، فيتفقون على أن الرَمَل من السنن المستحبة في الطواف. وأولئك الذين يعتقدون باستحباب الرَمَل في الطواف أشاروا إلى أنه مستحب فقط في الأشواط الثلاثة الأولى (كل شوط هو دورة كاملة حول الكعبة)، ويجب على الطائف أن يتحرك باعتدال في الأشواط الأربعة التالية. كما اعتبر الفقهاء الرَمَل في وادي المحسر مستحبًا أيضًا.

التعريف

في الفقه، الرَمَل يعني الهَروَلة، أي حركة بين المشي والجري أو السير السريع مع تقارب الخطوات بحيث تتحرك الأكتاف. وقال بعضهم إن الرَمَل هو تحريك الأكتاف مع الخطوات القصيرة، كما يفعل المقاتل المتبختر بين صفوف الصديق والعدو.

ورد في بعض الروايات عن أهل البيت(ع) وأهل السنة أن الرَمَل يسمى أحيانًا السعي، الهَروَلة، والخَبَب.

الرَمَل في الطواف

فقهاء الإمامية مختلفون في استحباب الرَمَل أثناء الطواف. بعضهم يعتبره مستحبًا، وبعضهم يرى أن الاعتدال في الحركة هو المستحب والسنّة. بعضهم استند إلى الروايات ليدّعي شهرة الاعتدال في الطواف، وبعضهم ادعى الإجماع. ويقول المعارضون لاستحباب الرَمَل في الطواف إن هذه العادة كانت خاصة بعصر النبي(ص) لإظهار القوة أمام المشركين، خاصة وأن هناك روايات عن عدم ممارسة النبي(ص) وأهل البيت(ع) للرَمَل بعد ذلك.

فقهاء المذاهب الأربعة عند أهل السنة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنبلية) استندوا إلى بعض الروايات ليقرروا أن الرَمَل من المستحبات وسنن الطواف. ورغم أن سبب الرَمَل الأول بين المسلمين (إظهار القوة أمام المشركين) زال، فإن سنّة الرَمَل بقيت متواترة.

أحكام الرَمَل في الطواف

فقهاء أهل السنة والمعتقدون باستحباب الرَمَل من فقهاء الإمامية يرون أن الرَمَل مستحب فقط في الأشواط الثلاثة الأولى، ويجب التحرك باعتدال في الأشواط الأربعة التالية. كما يعتبر مستحبًا فقط للرجال وليس للنساء.

غالبية فقهاء الإمامية يرون أن الرَمَل مستحب فقط في طواف القدوم (أول طواف بعد دخول مكة). بعض فقهاء أهل السنة يرون أن الرَمَل سنة فقط في طواف القدوم. بينما يرى آخرون أنه سنة في أي طواف إذا تضمن السعي، وليس في الطواف الذي لا يتبعه السعي.

الرَمَل في السعي بين الصفا والمروة

الرَمَل والهَروَلة بين الصفا والمروة، خلافًا للرَمَل في الطواف، مستحب دائمًا وقد اتفق جميع الفقهاء على استحبابه وأجمعوا عليه.

وفقًا لروايات الإمام الصادق(ع)، شُرع الهَروَلة في هذا السعي لأن الشيطان ظهر لإبراهيم(ع)، فهرول إبراهيم(ع) وراءه بأمر جبريل، فهرب الشيطان، ومن ثم أصبح هذا العمل سنة بين الحجاج.

فقهاء الإمامية وأهل السنة متفقون على أن استحباب الرَمَل والهَروَلة في الصفا والمروة يختص بالرجال ولا يستحب للنساء.

الرَمَل في وادي المحسر

وادي المحسر هو الأرض بين مشعر منى ومشعر عرفات. يرى فقهاء الإمامية وأهل السنة أنه مستحب للحاج أن يحرك ركوبه بسرعة إذا كان راكبًا، ويهْرُول إذا كان مشيًا، إذ ورد في الروايات أن أهل البيت أمروا بالهَروَلة في هذا المكان.

وفقًا للفقهاء الإمامية، مقدار الهَروَلة في هذا الوادي هو مئة خطوة أو مئة ذراع. بينما يرى فقهاء أهل السنة أن مقدارها قدر رمي حجر واحد.

المصادر