مسجد بلال بن رباح (مكة)

مسجد بلال بن رَباح هو مسجد يُنسب إلى بلال الحبشي وكان يقع على جبل أبي قبيس بمكة، وقد هُدم في مشروعات التوسعة وبناء القصور التي أقامتها الدولة السعودية على جبل أبي قبيس.

مسجد بلال
المعلومات الأولية
الأسامي الأخری مسجد النبي إبراهيم - مسجد إبراهیم أبي قُبَيس
المکان المملكة العربية السعودية، المکة.
الإستعمال مسجد
الجهة الدينية
المکرمة عند المسلمون
المرتبطة مع دین/مذهب الإسلام
تأریخ البناية
الإعمار ملك ظاهر المملوكي/رجل هندي في القرن الثالث عشر الهجري
الحالة الراهنة
حالة البناية مدمر

التوجيه

تحميل الخريطة...

ذُكر هذا المسجد في المصادر القديمة في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وكان يُعرف باسم "مسجد إبراهيم". وقد ورد في تلك المصادر قولان مشهوران في نسبة الاسم: الأول أنّه منسوب إلى النبي إبراهيم(ع)، والثاني أنّه منسوب إلى إبراهيم القبيسي. أمّا المصادر المعاصرة فقد أوردت شهرته باسم مسجد بلال، ويُرجع بعضهم سبب التسمية إلى أنّ بلالاً أذّن في هذا الموضع. كما ذكرت بعض المصادر أنّ المسجد على جبل أبي قبيس كان موضع النبي أثناء حادثة شقّ القمر.

موقع المسجد

كان مسجد بلال يقع على قمة جبل أبي قبيس، وتبلغ مساحته نحو مئة متر مربع.[١] وقد ظل قائماً حتى القرن الرابع عشر الهجري،[٢] غير أنّه أُزيل في مشروعات التوسعة وبناء القصور المخصّصة لضيوف الدولة السعودية على الجبل، فلم يبق له أثر اليوم سوى بعض الصور.[٣]

مسجد إبراهيم أم مسجد بلال؟

كان الاسم القديم لمسجد بلال هو مسجد إبراهيم، وقد ذكرت المصادر القديمة هذا الاسم. فالأزرقي (ت. 250هـ) والفاكهي (ت. 272هـ)، وهما من مؤرخي مكة في القرن الثالث، يرويان أنّ النبي إبراهيم(ع) نادى الناس إلى الحج من فوق هذا الجبل.[٤] غير أنّ بعض أهل مكة نسبوا الاسم إلى رجل يُدعى إبراهيم القُبيسي، لا إلى النبي إبراهيم.[٥]

وقد ذكر الرحّالتان ابن جبير[٦] وابن بطوطة[٧] وجود مسجد على قمة جبل أبي قبيس دون أن يذكرا اسمه، بينما تحدّثت المصادر المتأخرة عنه باسم مسجد بلال.[٨] كما ورد أنّ بلالاً بعد فتح مكة أذّن على جبل أبي قبيس، ثم بُني المسجد لاحقاً تخليداً لاسمه.[٩]

صلاة النبي وشقّ القمر

أشارت بعض الروايات إلى أنّ النبي صلّى على جبل أبي قبيس.[١٠] وقد ذكر ابن جبير وابن بطوطة في رحلاتهما أنّ هذا المسجد كان الموضع الذي حدث فيه شقّ القمر.[١١]

رواية ابن بطوطة عن إضاءة المسجد

أشار ابن بطوطة في رحلته سنة 725هـ إلى عادات أهل مكة في ليلتي السابع والعشرين من رمضان وأول شوال، حيث كانوا يشعلون المشاعل والأنوار في المسجد الحرام وحوله، وكذلك في مسجد جبل أبي قبيس.[١٢]

تاريخ البناء

يُعدّ كتاب "أخبار مكة" للأزرقي أقدم مصدر أشار إلى هذا المسجد في القرن الثالث الهجري.[١٣] وبناءً على ذلك رجّح بعض المؤرخين أنّ بناء المسجد كان في القرن الأول الهجري.[١٤] ذكر ابن بطوطة في القرن الثامن أنّ المسجد جُدّد بأمر الملك الظاهر المملوكي.[١٥] وتحدّثت بعض المصادر أيضاً عن إعادة بنائه في القرن الثالث عشر الهجري على يد رجل هندي.[١٦]

روايات الرحّالة الإيرانيين

نقل بعض الحجاج الشيعة الإيرانيين أخباراً حول المسجد قبل هدمه.[١٧] فقد كتب "ميرزا داوود حسيني" الذي حج سنة 1322هـ أنّ في أعلى جبل أبي قبيس محراباً ومئذنة في الموضع الذي دعا فيه النبي الناس إلى التوحيد.[١٨] كما ذكر "حاج إيازخان قشقائي" في رحلته سنة 1341هـ/1923م أنّ على الجبل مقامًا ذا منارتين دون أن يذكر اسمه.[١٩]

آخر الأخبار عن المسجد

ورد ذكر مسجد بلال في كتاب "التاريخ القويم". ويُظهر ما جاء في هذا الكتاب، الذي طُبع أول مرة سنة 1385هـ/1966م، أنّ المسجد كان موجوداً آنذاك، وأن بيوتاً كثيرة كانت تحيط به.[٢٠] أمّا اليوم فقد هُدم المسجد.[٢١]

الهوامش

  1. آثار اسلامی مکه و مدینه، ج1، ص 151.
  2. التاریخ القویم، ج5، ص 84
  3. آثار اسلامی مکه و مدینه، ج1، ص 151.
  4. اخبار مکه ازرقی، ج2، ص 201؛ اخبار مکه فاکهی، ج4، ص17-16
  5. اخبار مکه ازرقی، ج2، ص 201؛ اخبار مکه فاکهی، ج4، ص17-16
  6. رحله ابن جبیر، ص76
  7. رحله ابن بطوطه، ج1، ص 383
  8. آثار اسلامی مکه و مدینه، ص125؛ رحله ابن بطوطه، ج1، پاورقی، ص383؛ الرحلات المغربیه و الاندلسیه، ص456؛ «حجنامه2» علی نقی منزوی، مجله کاوه، شماره 47 و 48، بهار و تابستان 1352، ص62.
  9. آثار اسلامی مکه و مدینه، ص125.
  10. اخبار مکه فاکهی، ج4، ص 16
  11. رحله ابن جبیر، ص76؛ رحله ابن بطوطه، ج1، ص383
  12. رحله ابن بطوطه، ج1، ص 404
  13. اخبار مکه،ازرقی، ج2، ص 202
  14. تاریخ القویم، ج5، ص 83
  15. رحله ابن بطوطه، ج1، ص 383
  16. تحصیل المرام، ج1، ص 502
  17. پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ص۷۶۶.
  18. پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج۷، ص۵۴۵.
  19. پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج۸، ص۴۱۹
  20. التاریخ القویم، ج5، ص 84.
  21. آثار اسلامی مکه و مدینه، ج1، ص 151.

المصادر

  • أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، محمد بن إسحاق الفاكهي، أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي، تصحيح عبدالملك بن دهيش، مكة: مكتبة الأسدي، 1424هـ.
  • أخبار مكة وما جا فيها من الآثار، محمد بن عبد الله، تصحيح: رشدي صالح ملحس، بيروت: دارالأندلس، 1416هـ.
  • التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، محمد طاهر، كردي، بيروت: دارالخضر، الطبعة الأولى، 1420هـ.
  • رحلة ابن بطوطة، محمد بن عبد الله ابن بطوطة، تصحيح: عبدالهادي تازي، الرياض: أكاديمية المملكة المغربية، 1417هـ.
  • رحلة ابن جبير، محمد بن أحمد، بيروت: دار ومكتبة الهلال، الطبعة الأولى، (د.ت).
  • الرحلات المغربية والأندلسية، عواطف محمد يوسف نواب، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، 1417هـ.
  • تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام، محمد بن أحمد المالكي المكي، مصحح: عبد الملك بن دهيش، مكة: مكتبة الأسدي، 1424هـ.
  • آثار إسلامي مكة ومدينة، رسول جعفريان، طهران: مشعر، 1381ش
  • پنجاه سفرنامه حج قاجاري، رسول جعفريان، طهران: نشر علم، 1389ش.