مستخدم:A.yasin/الملعب 3

من ويكي‌حج

أسطوانة التوبة أو أسطوانة أبي لبابة؛ هي إحدى أساطين المسجد النبوي ومكان توبة أبي لبابة الأنصاري – أحد أصحاب النبي (ص) – في غزوة بني قريظة. حيث شعر أبو لبابة بالذنب لتعاونه مع يهود بني قريظة، فذهب إلى المسجد النبوي وربط نفسه بهذا العمود حتى قُبلت توبته. وتعتبر الصلاة إلى جانب هذا العمود مستحبة.

المكان

تقع أسطوانة التوبة في المسجد النبوي داخل الروضة الشريفة، والمسافة منها إلى قبر النبي عمودان. وهذا العمود هو العمود الرابع من جهة منبر النبي، والعمود الثالث من جهة القبلة. ويقع عمود القرعة في جهته الغربية. ويقع باب بيت النبي الذي يفتح إلى داخل المسجد بحذاء هذا العمود، ولهذا السبب سمي باب التوبة.

توبة أبي لبابة

وفقاً لمشهور الروايات فإنّ يهود بني قريظة بعد نقضهم العهد في غزوة الأحزاب وتآمرهم ضد النبي، حوصرت قلاعهم، فطلب اليهود من النبي أن يرسل إليهم حليفهم الأوسي أبو لبابة للتشاور.

ولما وصل أبو لبابة إلى اليهود، وردّاً على اقتراح استسلامهم للنبي؛ أشار إلى حلقه بيده مشيراً إليهم أنهم سيقتلون إذا استسلموا. وبحسب ما قاله أبو لبابة نفسه، فإنه لم يكن قد خطى خطوة بعد عندما سيطر عليه شعور خيانة الله ورسوله، وحتى يستريح من عذاب ضميره، ذهب إلى مسجد النبي وقيد نفسه إلى أحد الأعمدة بالحبل، وحلف أنه لن يسمح لأحد غير النبي (ص) أن يفكّ قيده.

وبعد 6 أو 7 أو 20 يوم وليلة نزلت آية ﴿یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ و الرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِکُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ﴾ (الأنفال، 27) وقُبلت توبته.

أداء النبي لنوافله عند الأسطوانة

وفقاً لإحدى الروايات؛ فإنّ النبي كان يصلي أكثر نوافله إلى جانب أسطوانة التوبة. كما ورد أنّ النبي كان يجلس بعد صلاة الفجر إلى جانب هذه الأسطوانة، ويجلس الفقراء والمساكين من حوله فيحدّثهم إلى طلوع الشمس، ويتلو عليهم الآيات التي نزلت عليه في الليلة السابقة. كما جاء في المصادر أنّ النبي كان يعتكف أحياناً بجانب أسطوانة التوبة، ويجعله فراشه أو سريره خلفها.

استحباب الصلاة إلى جانب الأسطوانة

جاء في الروايات أنه يستحبّ لزائر المدينة أن يقيم فيها من الأربعاء إلى الجمعة، ويصوم تلك الأيام، ويصلي يوم الأربعاء صلواته قرب أسطوانة التوبة. كما أنّ الصلاة والعبادة والدعاء والتبرك عند هذه الأسطوانة مستحب كذلك.