مستخدم:Khaled
الزينة
الزينة ما يزينون بها شيءٌ، التزیین من محرّمات الإحرام. اعتبر معظم الفقهاء الشيعة أي نوع من الزينة حرامًا عند الإحرام. ومن ناحية أخرى، اعتبر الفقهاء السنة وبعض الفقهاء الشيعة حرمة أمثلة الزينة فقط أثناء ارتداء الإحرام. ومن أمثلة الزينة استخدام الزينة وارتداء الملابس الحريرية والحجاب والنظر في المرآة.
وبحسب فتاوي أكثر الفقهاء الشيعة، في حالة تزين المحرم، أو ارتكاب أعمال الزينة، لا تجب عليه الكفارة. وعند بعض الفقهاء الشيعة والسنة تجب الكفارة في بعض حالات الزينة.
ما هي الزینة؟
الزينة في اصطلاح الفقه هي ما تجعل الإنسان متجملاً وجميلاً،[١] وتنقسم إلى نوعين:الزينة الظاهریة والزينة الباطنیة.الزينة الظاهریة تشير إلى الزينة المرئية والواضحة مثل الوجه واليدين والحناء والخواتم وغيرها من الزخارف.[٢] ويشار إلى الزینة المخفية بمثل الأساور والسوار والأقراط والخلخال والقلائد.[٣] بالإضافة إلى الحالات المذكورة، في روایات أهل البيت (ع)، ورد ذكر الثياب الطيبة والجميلة،[٤] والتمشيط [٥] والعطر كأمثلة للزينة.[٦]
ويطلق على أيام العيد أيضا "يوم الزينة" لأن الناس يرتدون ملابس فاخرة.[٧] وينطبق هذا اللقب أيضًا على اليوم السابع من ذي الحجة. لأنه في هذا اليوم ، كان الحجاج يزينون محالهم ومنازلهم للذهاب إلى عرفات.[٨]
في الإحرام
اختلف الفقهاء المذاهب الإسلامية في جواز و حرمة التزیين المحرم في الإحرام. واعتبر معظم فقهاء الشيعة الزينة من محرمات الإحرام. وقد حکم بعض الفقهاء أي نوع من الزينة حرامًا عند الإحرام،[٩] وبعضهم ذكر أمثلة معينة من الحرمة فقط.[١٠] كما اعتبر الفقهاء السنة فقط بعض أمثلة الزينة حرامًا على المحرم.[١١] ومن أمثلة الزينة أثناء الإحرام ما يلي:
الحلي
ويرى معظم الفقهاء الشيعة أن لبس الحلي الجديدة محرمٌ على النساء في الإحرام. ومع ذلك، يجوز لبس الحلي التي اعتادوا عليها، إذا لم يقصدوا التزیين بها، وعدم كشفها للرجل، بمن فيهم الزوج.[١٢] ومن ناحية أخرى، اعتبر بعض الفقهاء کراهیة ارتداء الحلي الجديدة وإظهار الحلي التي اعتادوا عليها للرجال - الزوج أو غير الزوج -.[١٣]
كما أن بعض فقهاء الحنابلة يحرمون للمرأة لبس الحلي في الإحرام،[١٤] لكن مذهب الحنفي[١٥] والمالكي[١٦] والشافعي[١٧] يعتبرون أنه يجوز للمرأة في الإحرام لبس الحلي. وكما اعتبر بعض الفقهاء السنة أنه من الکراهیةأن تلبس المرأة الحلي.[١٨]
هناك أيضًا اختلاف في الرأي حول لبس الخاتم. وفقا لفقهاء الشيعة، يحرم لبس الخاتم أثناء الإحرام للزينة. لكن یستحب بنية العمل بالسنة والثواب.[١٩] واعتبرت الشافعية[٢٠] والحنبلية[٢١] أنه يجوز لبس الخاتم. وفي الفقه المالكي، تم النقل بكل من الرأي بالإذن وتحريمه.[٢٢]
ارتداء الملابس الحريرية
وبحسب رأي فقهاء الشيعة ، يحرم على الرجال لبس الحرير أثناء الإحرام،[٢٣] لكن هناك اختلاف في الرأي حول المرأة. وقد اعتبر بعض فقهاء الشيعة، ومنهم معظم المتأخرين، أنه يجوز للمرأة في الإحرام لبس الثوب المذكور، استناداً بروایات من أهل البيت(ع).[٢٤] ومن ناحية أخرى، اعتبرت فئة أخرى أن هذا العمل حرام بالنسبة لهم، مستندین بأصالة الأحتیاط والروایات التي تُحّرم فيها المرأة من لبس الحرير أثناء الإحرام.[٢٥]
لبس فستان الزينة
وذهب بعض الفقهاء إلى حرمة لبس الرجال لباساً بألوان زاهية التي تعتبر زينة، أو إذا قصد المحرم أن يتزين بها أثناء الإحرام.[٢٦] وكما يحرم على المرأة في الإحرام لبس الزينة.[٢٧]
كما نهوا أهل البيت (ع) في الروایات ارتداء ملابس خاصة كالملابس المخططة والملونة أو الصفراء[٢٨] أو اللون الأحمر الشديد،[٢٩] و حملوا الفقهاء هذة الروايات علی الکراهیة.[٣٠] وقد اعتبر البعض أن سبب تحريم لبس مثل هذه الثياب استعمالها المعتاد للزينة، وتعارضها مع فلسفة الإحرام.[٣١]
الحناء
تعددت فتاوى الفقهاء في حكم وضع الحناء أثناء الإحرام. اعتبر معظم فقهاء الشيعة الحناء في الإحرام للزينة وكذلك کراهیتهُ قبل الإحرام إذا بقي أثرها بعد الإحرام.[٣٢] ومن ناحية أخرى، اعتبر بعض الفقهاء هذا العمل حرامًا على المحرم. ومن دلائلهم تحريم أي نوع من الزينة أثناء لبس الإحرام.[٣٣]
واعتبر الشافعي استعمال الحناء على النساء قبل الإحرام مستحبًا وبعد الإحرام مكروه؛[٣٤] لكن الحنفية اعتبرته من أنواع الأدوية العطرية، واعتبروا أنه يحرم على المحرم استعمالها في الإحرام.[٣٥] وقد نسب البعض الحكم المذكور إلى جميع فقهاء المذاهب السنية الأربعة.[٣٦]
الكُحْلة
الكُحْلة هي وضع مادة خاصة على العين للزينة والعلاج.[٣٧] وتعتبر من محرمات الإحرام.[٣٨] ويعتبر استخدام الكُحْلة المعطرة أثناء الإحرام حرامًا للرجال والنساء على حد سواء.[٣٩] ولکن اعتبر بعض الفقهاء الشيعة هذا الفعل مكروهاً.[٤٠] و کذلک الكُحْلة الغیرالمعطرة اذا استعملت للزینة تعد من محرمات الإحرام.[٤١] ولکن اعتبر فقهاء المذهب الشافعي هذا الفعل مکروهاً.[٤٢] وكما أنه وفقًا لفتوى معظم الفقهاء الشيعة[٤٣] والسنة، یحرم استخدام الكُحْل الأسود حتى لو لم يكن عطريًا.[٤٤]
النظر في المرآة
اختلف الفقهاء في الرأي حول نظر الُمحرم إلى المرآة.وقد اعتبر معظم الفقهاء الشيعة هذه العمل حراماً لأنها زينة.[٤٥] ومن ناحية أخرى، اعتبر البعض هذا العمل مکروهاً.[٤٦]
وعلى حد قول أحمد بن حنبل، أحد فقهاء السنة الأربعة، لا يجوز للمحرم أن ينظر إلى المرآة إذا كانت بقصد ترتيب الرأس والوجه والزينة؛ أما إذا كان للضرورة فیجوز كعلاجٍ أو إزالة الشعر من العينين.[٤٧] يرى الإمام الشافعي أنه يجوز النظر في المرآة، إلا إذا أدى ذلك إلى حرام مثل نتف الشعر أو الزينة، فلایجوز في هذا الصورة.[٤٨]
ارتداء النظارات
وفقًا لبعض الفقهاء الشيعة المعاصرين ، فإن ارتداء النظارات من محرمات الإحرام إذا كان يعتبر زينة.[٤٩] وضع البعض الآخر معيار التزیین العرف ؛ لذلك إذا كان في العرف لبس النظارات للمُحرم ليس من الزينة جاز، وأما إذا اعتبره العرف من الزينة فلا يجوز لبسه في الإحرام. حتى لو كان الغرض من المحُرم لغيره، كتجنب أشعة الشمس، وتلاوة القرآن والصلاة، أو الأمور الطبية. بالطبع، وفي هذه الحالات أيضًا، عندما تصل المشكلة إلى مستوى الضرورة، فيجوز استخدام النظارات.[٥٠]
كفارة الزينة في الإحرام
في رأي معظم فقهاء الشيعة إذا تزين المحرم في الإحرام أو ارتكب أعمال الزينة كالحلي والحجاب، فلا تجب الكفارة على المحرم.[٥١] ويرى البعض أن وظیفة المکلف في هذه الحالة هو الاستغفار فقط.[٥٢]
ومن ناحية أخرى يرى بعض الفقهاء الشيعة أنه في حالة ارتكاب أي من مصادیق الزينة عن قصد وعلم فعليه أن يذبح شاة احتياطًا.[٥٣] ويعتبر بعض الفقهاء أيضًا أن من الأحوط والأولیة أن المحرم يذبح شاةٍ في حالة لبس الحجاب والنظر في المرآة.[٥٤]
عند مذهب الحنفية، في حالة تزين المحرم بالحناء یجب علیه ذبح حیوانٍ.[٥٥] كما يرى المالكي أن الفدية واجبة علی المحرم في حالة كُحْل العينين.[٥٦]
الهوامش
- ↑ معجم الفاظ الفقه الجعفري، ص220؛ معجم لغه الفقهاء، ص235.
- ↑ جواهر الکلام، ج29، ص76؛ ریاض المسائل، ج10، ص67؛ مهذب الاحکام، ج5، ص234.
- ↑ زبدة البیان، ص545؛ مسالک الافهام، ج3، ص280؛ معالم التنزیل، ج3، ص338.
- ↑ الکافي، ج6، ص442؛ وسائل الشیعة، ج4، ص455.
- ↑ الکافي، ج6، ص486؛ من لایحضره الفقیة، ج1، ص128؛ وسائل الشیعة، ج2، ص121–122.
- ↑ تهذیب الاحکام، ج3، ص136؛ وسائل الشیعة، ج7، ص446.
- ↑ تاج العروس، ج18، ص268 «زین».
- ↑ کشاف القناع، ج2، ص569؛ فتح الوهاب، ج1، ص249؛ اعانه الطالبین، ج2، ص75.
- ↑ کتاب الحج، خوئي، ج3، ص360؛ التهذیب فی مناسک العمرة و الحج، ج2، ص203؛ منتخب الاحکام، ص161.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص324؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص446 و 447؛ جواهر الکلام، ج18، ص374–370.
- ↑ الاقناع، ج2، ص296؛ مواهب الجلیل، ج4، ص229؛ المغني، ج3، ص306.
- ↑ المبسوط، الطوسي، ج1، ص320؛ تذکرة الفقهاء، ج7، ص328؛ جواهر الکلام، ج18، ص373.
- ↑ مستند الشیعة، ج12، ص45؛ الجمل والعقود، ص136.
- ↑ المغني، ج3، ص309.
- ↑ المبسوط، السرخسي، ج4، ص128.
- ↑ المدونة الکبری، امام مالک، ج1، ص462.
- ↑ فتح العزیز، عبد الکریم الرافعي، ج5، ص27 –28.
- ↑ المغني، ج3، ص309.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص328؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص448؛ کتاب الحج، جولبايجاني، ج2، ص156.
- ↑ مغني المحتاج، ج1، ص518.
- ↑ کشاف القناع، ج2، ص522؛ المغني، ج3، ص278.
- ↑ مواهب الجلیل، ج3، ص432؛ حاشیةالدسوقي، ج2، ص59.
- ↑ الروضة البهیة، ج2، ص231؛ کتاب الحج، جولبايجاني، ج1، ص303.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص240؛ مدارک الاحکام، ج7، ص276؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص82.
- ↑ مستند الشیعة، ج11، ص299؛ مدارک الاحکام، ج7، ص276؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص88–83.
- ↑ کلمة التقوی، ج3، ص325.
- ↑ صراط النجاة، الخوئي، (التعلیق تبریزي)، ج1، ص223، ج4، ص112.
- ↑ الکافي، ج4، ص342؛ وسائل الشیعة، ج12، ص478 و 480.
- ↑ تهذیب الاحکام، ج5، ص73؛ وسائل الشیعة، ج12، ص480.
- ↑ الحدائق الناضرة، ج15، ص553؛ مهذب الاحکام، ج13، ص216.
- ↑ مهذب الاحکام، ج13، ص216.
- ↑ مستند الشیعة، ج12، ص47 و 48؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص560؛ کتاب الحج، جولبايجاني، ج1، ص263.
- ↑ الحدائق الناضرة، ج15، ص561؛ مختلف الشیعة، ج4، ص77.
- ↑ فتح العزیز، ج7، ص252؛ المجموع، ج7، ص219.
- ↑ المبسوط، السرخسي، ج4، ص125؛ بدائع الصنائع، ج2، ص191.
- ↑ الفقة علی المذاهب الاربعة و مذهب اهل البیت، ج1، ص837.
- ↑ القاموس، ج8، ص12010؛ ج11، ص16047؛ تاج العروس، ج15، ص649 «کحل»؛ قاموس المعين، ص554 «الكُحْل».
- ↑ مختلف الشیعة، ج4، ص75؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص450.
- ↑ مختلف الشیعة، ج4، ص75؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص450.
- ↑ مختلف الشیعة، ج4، ص75؛ کشف اللثام، ج5، ص355.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص324؛ کتاب الحج، الخوئي، ج4، ص146؛ مناسک الحج، السیستاني، ص121؛ مواهب الجلیل، ج4، ص229؛ المغني، ج3، ص306.
- ↑ المجموع، ج7، ص353 و 354.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص325؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص452–450؛ مختلف الشیعة، ج4، ص75.
- ↑ کتاب الام، ج2، ص164؛ المجموع، ج7، ص353؛ المدونة الکبری، ج1، ص458؛ مواهب الجلیل، ج4، ص229.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص328؛ الحدائق الناضرة، ج15، ص454، 455؛ کتاب الحج، الخوئي، ج4، ص194.
- ↑ تذکرة الفقهاء، ج7، ص328؛ مستند الشیعة، ج12، ص44.
- ↑ المغنی لابن قدامة، ج3، ص297.
- ↑ مغنی المحتاج، ج1، ص521؛ حواشی الشروانی، ج4، ص169.
- ↑ کتاب الحج، الخویي، ج4، ص149؛ تحریرالوسیلة، امام الخمیني، ج1، ص423؛ احکام العمرة المفردة (فاضل)، ص71.
- ↑ مناسک الحج، الفیاض، ص111.
- ↑ مهذب الاحکام، ج13، ص221؛ تحریر الوسیلة، ج1، ص422؛ مناسک الحج، وحید خراسانی، ص105.
- ↑ الحدائق الناضرة، ج15، ص447.
- ↑ کلمه التقوی، ج3، ص125.
- ↑ کتاب الحج، الخوئي، ج4، ص145؛ سند العروة الوثقی، ج3، ص137؛ مناسک الحج، التبریزي، ص120و121.
- ↑ المبسوط، السرخسي، ج4، ص125؛ بدائع الصنایع، ج2، ص191.
- ↑ مواهب الجلیل، ج4، ص230.
المنابع
- مرآة الحرمین: ابراهیم رفعت باشا (م.1352هـ.)، قم، المطبعة العلمیة، 1344هـ.