خديجة بنت خويلد
نسبها
ولدت خديجة من سادة قريش فأبوها خويلد بن أسد بن عبدالعزّی بن قصي بن کلاب بن مرة ابن کعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن کنانة. فهو من بني أسد أمّا أمّها فهي فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن فهر بن لؤي بن غالب. فهي تجتمع مع زوجها خويلد في لؤي بن غالب من قريش.
خديجة القرشية الأسدية تلتقي نسبا مع نسب رسول الله في جدّه الرابع قصي، فهو محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي؛ وهي أقرب نسائه إليه نسبا.
لقبها
کانت تدعی في الجاهلية بالطاهرة وسيدة نساء قريش وسیدة قريش وهي یومئذ أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا وأکثرهن مالا وأحسنهن جمالا وفي لفظ کان یقال لها سیدة قريش لأن الوسط في ذکر النسب من أوصاف المدح والتفضيل یقال فلان أوسط القبيلة أعرقها في نفسها. (1)
بعد زواجها لرسول الله کانت تدعی بأمّ المؤمنین وهذا ما یقال لزوجات الرسول.
عمرها حين زواجها بالرسول
کثر الإختلاف في عمرها حینما تزوّجها رسول الله تبعا لاختلاف الأخبار عن ولادتها ولکن اجتمع المؤرخون علی أنّها أکبر سنّا من النبي حینما تزوّجا. هناك بعض الآراء في عمرها:
- عن ابن عباس أنّ عمر خديجة ثمان وعشرين سنة یوم تزوّجها رسول الله. (2)
- عن حکيم بن مزاحم، ابن أخي خديجة، أنّه تزوّجها رسول الله وعمرها أربعين سنة وعمر رسول الله خمس وعشرين سنة؛ فهي أکبر منه بخمس عشرة سنة. (3)
- ذکر الواقدي أنّها کانت لمّا تزوجها رسول الله عمرها خمس وأربعين سنة.
- عن البيهقي أنّ عمرها خمس وثلاثين حینما تزوّجا.
- ذکر ابن اسحاق أنّ خديجة کانت في الثامنة والعشرين من العمر. (5)
زواجها بالرسول
کانت خديجة امرأة ذات أموال کثيرة واستجارت محمّدا للتجارة فذهب النبي إلی الشام مع قافلة وصحبه غلام خديجة، ميسرة ورجع بربح کثير. فراح ميسرة یحدّث لها عن سيرة محمد وأخلاقه وصفاته الجميلة. فأعجبه ما استمعت عن محمّد وأثار عواطفها فالتفت بعد حين إلی صديقتها نفيسة بنت منبه وقالت لها عمّا نقل ميسرة وأنّها نفذت إلی روحها وأنّها وجدت ما تتمناه ولم تجده فيمن خطبها. فبادرت نفيسة إلی محمّد وسألته عمّا یمنعه من التزوّج فأجابها النبي بأنّ لیس له مال یتزوّج به. فقالت کفيت بذلك ودعيت إلی الجمال والمال والشرف وهي خديجة. فسرّ النبي وتقبّل. في رواية أخری ذهبت إلیه خديجة بنفسها وأخبرته أنّها رغبت إلیه لقرابته وأمانته وحسن خلقه وصدق حديثه.(13)
لم یتأخر محمد في إبلاغ عمّه أبي طالب وعشیرته بذلك فدخل رسول الله مع أعمامه وبنوهاشم علی خديجة وعمّها عمرو بن أسد.
صداقها
نقل إجماع المؤرخين علی أنّه لم یبق من أشراف قريش ومن ساداتهم إلّا فهو خاطب خديجة. فامتنعت علی جميعهم من ذلك. فلما تزوجها رسول الله غضب علیها نساء قريش وقلن لها خطبك أمراء قريش فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا یتیم أبي طالب فقيرا لا مال له؟(9)
زواجها قبل الرسول
زواجها قبل رسول الله محلّ اختلاف بين العلماء، فبعضهم یعتقدون أنّها لم تزل باکرة عذراء حتی تزوّجها النبي. والبعض الأخری یعتقدون أنّها تزوّج قبل ذلك مرتين فبعلها الأول عتيق بن عایذ المخزومي وبعلها الثاني أبي هالة زرارة بن نباش الأسدي.
کان عندها لمّا تزوّجها رسول الله طفلتان إسمهما رقية وزينب. القائلون بزواجها قبل الرسول یعتقدون أنّهما ابنتا نفسها والقائلون ببکارتها حین تزوّجها الرسول، یعتقدون أنّهما ابنتا أخته هالة التي فاتت قبل ذلك وأخذت خديجة ابنتاها في الرعاية. (12)