جعفر الطيار

من ويكي‌حج

جعفر الطيار من أبرز صحابة رسول الله

نسب جعفر الطيار

کان جعفر من سلالة سادة قريش والعشيرة التي ضمّنت رسول الله محمد. لقبه الطيار کما لقبه رسول الله بذي الجناحين. وکنيته أبو المساکين وأبو عبدالله.

أبوه

والد جعفر هو أبوطالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. کان اسم أبوطالب عبد مناف وقد کني باکبر أولاده طالب و قد کان حامي النبي الذي أحاطه بعناية عظیمة. خاصة مع النظر إلی مکانته في مجمتع قريش.

أمّه

کانت والدة جعفر الطيار فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي ذات أهمية لرسول الله فعندما ماتت ألبسها النبي قميصه ودخل في القبر معها وقال للناس أنّها کانت الأبرّ به بعد أبي طالب ودعا لها بالغفران. کانت فاطمة بنت أسد ممن سبقت إلی الإسلام وکانت من المهاجرات الأولی إلی المدينة.

إخوته

کان جعفر الثالث في إخوته فقد کان طالب أکبر ولد لأبي طالب سنا ثم یلیه عقیل ثم یلي عقيلا جعفر ويلي جعفرا علي وکان کلّ واحد منهم أکبر من أخيه بعشر سنين فکان علي أصغرهم سنا.(2)

زوجته وأولاده

تزوج جعفر بأسماء بنت عميس الخثعمية التي رويت أن تکون امرأة صالحة فولدت له ثلاثة أولاد وهم محمد وعبدالله وعوف. ولد کلّهم في حبشة في الفترة التي أمضاها جعفر وزوجته مهاجرين هناك.

التشرف بالإسلام

کان جعفر الثاني من الرجال الذين أعلنوا إسلامهم وهناك رواية أنّه الثالث بعد علي وزيد بن حارثة. کما وردت في کيفية إسلامه روايات تصرح بأنه ممن أسلم باکرا والدعوة لاتزال في مهدها؛ کان جعفر برفقة أبيه حينما کان رسول الله یؤدي صلاته وإلی جنبه أخو جعفر، علي بن أبي طالب، فلما رآهما یصليان التفت أبوطالب إلی جعفر وشوّقه أن یصلّي خلف الرسول وقد وفق جعفر لأن ینال ثواب أول صلاة جماعة عقدت في الإسلام و هذه بداية إسلامه.(5)

صفاته

لقد اجتمعت في جعفر خصال کثيرة قلما تجتمع في غيره. روي ابن عباس أنّ جعفر کان مقيما علی أربعة خصال قبل بعثة رسول الله؛ کراهة عبادة الأوثان والزنا وشرب الخمر والکذب.(7) روي عن رسول الله أن جعفر أسمح أمته و لطيب نفسه ومراعاته لضعفاء الناس کنّاه رسول الله أبا المساکين.(8)

الهجرة

لما ضاقت علی النبي والمسلمين مکة، فعذّبهم مشرکو قريش وآذاهم، أمر النبي أن یهاجر بعضهم إلی الحبشة. کان الدعوة في بدايتها وقلّ عدد المسلمين فلم یمکن المقابلة ویخشی قتل جميعهم. اقترح النبي أرض الحبشة للهجرة لأنّ کان لها ملك عادل لا يظلم أحد عنده. فخرجوا إليها بقیادة جعفر بن أبي طالب فنزلوا ببلد آمن ولهم خير جار لا يخشون ظلما. کان الناس في الحبشة علی دين المسيحية.

محاولات قريش لردّهم

عندما رأت قريش أنّ المسلمين في دار آمن، بعثوا عمرو بن العاص وعبدالله بن أبي ربيعة، وفي بعض الروايات عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد(14)، فجمعا للنجاشي، ملك الحبشة، ولبطارقته هدايا کثيرة فذهبا إلی حبشة ولم یبق بطريق إلّا قدّما إليه هدية فکلّماه. عندما قدّما هدايا إلی النجاشي قالوا له أنّ فتية منا سفهاء فارقوا دين قومهم ولهم یدخلوا في دینکم وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه وقد لجأوا إلی بلادك فبعثنا إليك عشائرهم وآباؤهم لتردّهم علیهم. صدّقوهما بطارقة النجاشي ولکن غضب الملك ولم یقبل أن یردّهم قبل أن یکلّمهم وینظر إلی أمرهم. فأمر النجاشي بجمعهم والإتيان بهم إلیه فإذا اجتمعوا عنده سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب من الدين الذي هم علیه ولم یکن يهودية ولا نصرانية. فأجابه جعفر بأنّهم کانوا علی الشرك یعبدون الأصنام وشرح له الظروف الجالهلية التي عاشوا فيها فاستمرّ بأنّ الله بعث إليهم نبيا من أنفسهم معروف بالأمانة فدعاهم إلی عبادة الله من دون شريك له والأخلاق والأعمال الطيبة. سأل النجاشي حینئذ عن الکتاب الذي جاء النبي به فنشر جعفر صحيفته وقرأ عليه صدرا من سورة مريم فبکی النجاشي وأساقفته شديدا فقال النجاشي أنّ هذا الکلام لیس مما یتکلّم به الفرد العادي وأطلق المسلمين أن یستمرّوا بمعيشتهم في الحبشة.

أتيا عمرو بن العاص و عبدالله بن ربيعة إلی النجاشي لليوم الثاني فقالا له أنّ المسلمين یزعمون أنّ عیسی بن مريم عبد. فأرسل النجاشي إلی جعفر وأتوا به فسأله عمّا یقولون حول عیسی بن مريم فأجابه جعفر بأنّه عبدالله ورسوله وکلمته وروحه ألقاها إلی مريم العذراء البتول. فأخرج النجاشي ممثّلا قريش وردّ إلیهما هداياهما فرجعا مقبوحين. أعلن النجاشي أنّ المسمين آمنون في الحبشة.(13)

العودة إلی الحجاز

ذهب جعفر إلی الحبشة سنة خمس من مبعث النبي وقدم إلی المدينة سنة سبع من الهجرة فبقي فیها خمس عشرة سنة تقريبا. أراد رسول الله أن یکون جعفر والمسلمون دعاة رسالة ورجال حضارة في البلاد الأخری فعندما عادوا إلی المدينة کان معهم سبعون رجلا منهم اثنان وستون من بلاد الحبشة وثمانية من أهل الشام. (20)

الإستشهاد

وصل جعفر مع المسلمين إلی المدينة في زمن فتح خيبر وفرح النبي کثيرا بعودته.(21) جعله رسول الله بعد شهر في المدينة، أحد الأمراء علي جيش المسلمين في غزوة المؤتة التي وقعت في البلقاء وواجه المسلمين جیشا من مشرکي الروم. کثر عدد جيش الروم فغلب المسلمون وقتل القواد الثلاثة الذين عیّنهم رسول الله وهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة.

وصفوا استشهاد جعفر بأنّه نزل عن فرسه للمقاتلة وحمل الراية وتقدم صفوف المسلمين فقطعت یده الأيمن فحمل الراية بیده الأخری فطعنت أيضا یده الیسری فاحتضن الراية إلی صدره وصبر حتی وقع شهیدا. لمّا ورد خبر استشهاده علی النبي، أخبرهم بأنّ جعفر یطير بجناحيه في الجنة وهذا لما قطعت أیدیه.(23)

اختلف المورخين في عمره حینما استشهد ولکن الأقوی من أقوالهم أنّه کان له إحدی وأربعين سنة أو اثنان وأربعين سنة. (25)

صلاة جعفر

علّم رسول الله جعفر بن أبي طالب صلاة لها فضل کبير اشتهر بصلاة جعفر الطيار. تقرأ کلّ يوم أو کلّ أسبوع في اليوم الجمعة أو کلّ شهر أو کلّ سنة. هذا شرحه:

تفتتح الصلاة وتقرأ «الله أکبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله» خمس عشرة مرّات. ثمّ تقرأ الفاتحة وسورة أخری من القرآن وترکع وتقرأ الأذکار التي سبقت عشر مرّات في الرکوع. ثم ّ يرفع الرأس من الرکوع وتقرأ الأذکار عشر مرّات. ثمّ یسجد وتقرأ الأذکار عشر مرّات في السجود ثمّ یرفع الرأس وتقرأ الأذکار عشر مرّات ثمّ یسجد ثانية وتقرأ الأذکار عشر مرّات ویرفع الرأس من السجود وتقرأ الأذکار عشر مرّات. ثمّ یقام للرکعة الثانية التي یماثل الرکعة الأولی إلّا في التشهّد والسلام في آخرها. هذا رکعتين فیقام برکعتين أخراوين مثل ما قيل.(28)

مواقع ذات صلة

أبوطالب

النجاشي

غزوة المؤتة

الهوامش

المنابع