تحويل القبلة
ما هو تحويل القبلة
تحوّل القبلة من بيت المقدس إلی الکعبة المشرفة من أهم الوقائع التي حدثت في غرب المدينة المنورة بعد هجرة رسول الله إلیها من مکة المکرمة وبعد مضي أکثر من أربع عشرة سنة من أدادء الصلاة و دفن الموتی وذبح الذبائح إلی القبلة الأولی ببيت المقدس.
البواعث
لا شک في أن رسول الله لم یزل مطيعا لأوامر الله سبحانه و راضيا بها و لم یکن في نفسه الشريفة کراهة حتی للحظة واحدة بالنسبة إلی القبلة الأولی، لأنّ الکراهة لا تجتمع من الإطاعة. ولکنه کان منتظرا ومتوقعا نزول الوحي في أمر القبلة کما یشیر إلیه القرآن الکريم. نقل المفسرو المورخون أن الیهود کانوا یعیرون المسلمين ویتفاخرون علیهم و یقولون نحن أقدم منکم زمانا للعبادة نحو الصخرة في بيت المقدس، وأنم اتبعتم قبلتنا فاغتنم رسول الله بذلک غما شديدا کما دلّت علیه الأخبار الواردة من طرق الفريقين، الشيعة والسنة سنذکرها.
زمن تحويل القبلة ومکانه
بما أن هذا لامحور من أدق وأصعب المحار في هذا المقال، لکثرة الإختلاف في المواضيع التي أردنا التعرض لها، فلذلک أخرناه حتی تون امحاور السابقة بمثابة المقدمة، وسنستفيد من بعض الخرائط اللازمة تبيينا للمراد و تسهيلا للبخث. إعلم أنّ زمان التحويل کان في السنة الثانية للهجرة والأکثر قائلون بذلک و یویده بعض الأخبار من طرق الفريقين ولکن الخلاف وقع في شهر الوقوع ویومه. نقل العلامة المجلسي في البحار عن المفيد أنّه حولت القبلة فيا لنصف من رجب سنة اثنتين من الهجرة. لا شک في أنّ تحويل القبلة وقع في المدينة ولکن اختلفت الأخبار والآراء في محلّ التحويل فهل وقع ذلک في المسجد النبوي الشريف أو وقع في مسجد بني سلمة. اما المسجد النبوي الشريف فلا یمکن الفول به.